مسابقة لشتم بوش

[Bassam]

نُشر في زاوية الصور المضحكة صورة للرئيس الأمريكي جورج بوش وطُلِب التنافس شعرا ً للتعليق على صورة بوش وقد وضِعت في براز أو روث أو سموه ماتريدون .
عجبت إذ علمت لأول مرة أن مشهد البراز يثير الضحك بينما يبدي عامة الناس قرفهم من هكذا منظر .

لاحظت أن أحدا ً لم يعلق على الصورة لعدة أيام فقلت لن أعلق أنا الآخر مع أن نشر هكذا صورة في موقع اتابعه منذ زمن واشتركت فيه من أيام أغاظني جدا ً بسبب قناعات معينة اتمسك بها وانشرها في عدة مواقع تؤمن بحرية الرأي غير موقعكم .

أمام إلحاح ناشر الصورة وهو من مشرفي الموقع على حث المشاركين على الشتم والإستهزاء برئيس دولة عظمى له ما له وعليه ما عليه ، نشرت تعليقا ً تخيلت فيه لسان حال الأفغاني عبد الرحمن الذي اعتنق المسيحية وكاد أن يلاقي حد السيف بسبب إيمانه لولا تدخل العالم الحر الذي يمثل بوش ، لنقل أحد رموزه بدلا ً من شيء آخر .

استهجن المشرف ناشر الصورة تعليقي ورأى فيه تجريحا ً غير مقبول حيث تعارض التعليق مع الغرض من المسابقة وهو السخرية من شخص له مؤيدوه مثلما له معارضوه ولذلك أرى أن عرض صورة كتلك له محاذيره .

عرض المشرف الفاضل وجهة نظره التي احترمها جدا ً كما احترم كل وجهة نظر قادمة ، حيث بيّن فيها القبول بمبدأ الرأي والرأي الآخر ومن هذا المنطلق حيث يخصص موقعكم الكريم فسحة للآراء الحرة التي تعبر عن وجهة نظر أصحابها أعرض التالي :

أولا ً : وتعليقا ً على أنه إذا لم يعجب أحد المشاركين أو زوار المنتدى موضوعا ً معينا ً فلا ضرورة أن يعقب عليه ..... ؟
أرى أنه بقبول و تطبيق هكذا مبدأ قد يمتلأ موقعكم الكريم بمواضيع فيها الغث يشوه السمين لأن الغث لا يلاقي من يشير إليه ، وهكذا مع مرور الوقت سيشاهد من يدخل منتداكم ما هب ودب ومطلوب منه فقط مدح المواضيع الجيدة والسكوت وأكل الهوى عند رؤية الرديء منها .
هكذا نهج يصعد بأي موقع فكري ثقافي نحو الهاوية ويجعله مكانا ً لمسح الجوخ وينكر عليه الحق في أن يصبح ساحة تحاور بنّاء يرافقه تقويم اعوجاج وتصحيح أخطاء .

ثانيا ً : حاشا أن نوصم الرئيس بوش بالقداسة وهو الإنسان الذي يخطئ ويصيب ، إنه بشر مثلنا وما يجمعنا سوية هو خلقنا على صورة الله كمثاله لذا من غير المقبول وضع صورة أي إنسان بالشكل الذي تظهره مسابقة شتم بوش .
الرئيس جورج بوش جاء به إلى سدة رئاسة دولة عظمى أصوات ناخبين أحرار يمارسون حقوقهم في بلد هو حجة في الديمقراطية وحرية الرأي ولذا أرى في تحقيره تحقيرا ً للشعب الأمريكي الذي انتخبه وللمؤسسات خالصة الديمقراطية التي نصبته رئيسا ً وسلمته قيادة سياساتها وتطلعاتها .

ثالثا ً : ما قام ويقوم به من نضع صورته بهذا الشكل ونسخر منه هو أنه قرر خوض حرب فُرضت عليه وعلى شعبه بعد أن هاجمه أعداء حاقدون في عقر داره وقتلوا آلاف الأبرياء .....
إذا ً فهو يخوض حرب ... نعم حرب وقولوا بالله عليكم في أي حرب لا يسقط أبرياء كثر ضحايا ليس أولهم عاملون وموظفون مساكين في مبنيي مركز التجارة بنيويورك ولكن يكون آخرهم رهائن في العراق تُقطع رؤوسهم بدم بارد وما بينهما آلاف الأبرياء .....
لو فكر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بملايين الأبرياء والضحايا الذين طحنتهم رحى تلك الحرب لما حاربوا النازية واجتاحوا ألمانيا لتخليص العالم بأسره من مرض فتاك كاد يقضي على الدنيا بأسرها وليس فقط ضحايا تلك الحرب .... ولما كانت أوروبا اليوم أوروبا .
هل هو مقبول بكل المقاييس أن نضع صور ونستون تشرشل أو روزفلت في البراز لأن الحرب التي خاضوها أخذت في طريقها أبرياء .... الحرب هي الحرب وقدر اولئك أنهم كانوا في هرم السلطة وفي مركز قرارها .
في كل الحروب هناك تضحيات ويكون ساذج من يعتقد أن بوش خرج ليحارب برمي الزهور على اعدائه واعداء الإنسانية بعد أن جدد الشعب الأمريكي ثقته به ليمضي قدما ً في حرب هدفها سحق رأس أفعى الإرهاب والذبح الحلال على الشريعة .

رابعاً : بالعودة إلى عبد الرحمن الذي اعتقد البعض أن أوروبا كانت وراء خلاصه ..... لاشك كان لأوروبا دور لكن هل كان لهذا الدور أي تأثير في هكذا قضية لولا كلمة السر الأمريكية بقيادة بوش بالذات ، أين كات أوروبا لا وبل أمريكا كلينتون عندما حوّل طالبان بلد بأكمله إلى زريبة وجعلوا نساء هذا البلد يرتدون لباس رواد الفضاء لكن على الأرض وجمعوا مئات المخالفين لشرائعهم في ملعب كابول لذبحهم طبقا ً لتلك الشرائع ، وعندما هدموا تماثيل بوذا الأثرية المماثلة في قيمتها التاريخية للأهرامات وأبو الهول " الذي يطالب طالبان مصر اليوم بهدمه " ......
فقط امريكا بوش قالت وفعلت وتقول وتفعل أما الأوروبيون فيقولون ثم يقولون ثم ينامون .

خامسا ً : أن يشتم الإرهابيون أميركا ورئيسها ليل نهار فهذا أمر بديهي ......
أن يساندهم في الشتم واللعن مؤيدوهم المعلنين وغير المعلنين أيضا ً شيء منطقي .
أن يعارض بعض الساسة في الشرق والغرب سياسات اميركا بوش تارة لأغراض سياسية
وتارة لمصالح اقتصادية وأخرى لغايات انتخابية ، كل هذا سياسة والسياسة سياسة .
لكن أن أعارض وأشتم وأهزأ لأن اولئك أو هؤلاء يفعلون هذا أو لأني عشت في محيط ونشأت في بيئة امتهنت شتم بوش وأمثاله في التاريخ فتأثرت بالمحيط والبيئة وصرت أردد ما يقولون دون الوقوف على بواطن الأمور ، فهذا ما يثير علامات استفهام وتعجب .


الاحترام والتقدير لموقعكم و زاوية الآراء الحرة فيه .