Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-05-2025, 08:36 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,027
افتراضي لَحَظَاتُ العِشْقِ الْمَسْرُوقَةُ بقلم: فُؤَاد زَادِيكِي

[
لَحَظَاتُ العِشْقِ الْمَسْرُوقَةُ


بقلم: فُؤَاد زَادِيكِي

مَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْرِقَ الْحَبِيبُ نَظْرَةً خَاطِفَةً مِنْ حَبِيبَتِهِ، تَحْمِلُ مَعَانِيَ الْعِشْقِ وَ ألْوَلَهِ، وَ تُرْسِلُ فِي الْقَلْبِ نَبْضَاتٍ مِنَ السُّرُورِ وَ الِاهْتِيَاجِ.
فِي لَحْظَةٍ لَا يُدْرِكُهَا أَحَدٌ، وَ لَا يَشْعُرُ بِهَا إِلَّا قَلْبَاهُمَا، تَكُونُ النَّظْرَةُ كَسَحَابَةِ رَبِيعٍ تُلَامِسُ وَجْنَةَ الزَّهْرَةِ.
يَكُونُ الدَّافِعُ شَوْقًا مَحْمُومًا، وَ رَغْبَةً جَارِفَةً، فِي لِقَاءٍ يَجْمَعُهُمَا بَعِيدًا عَنْ أَعْيُنِ الرُّقَبَاءِ، وَ أَذُنِ الْمُتَرَصِّدِينَ.
لِكَيْ يُمَارِسَا طُقُوسَ الْحُبِّ فِي صَمْتٍ مَلِيءٍ بِالْحَنَانِ، وَ يَسْتَحْضِرَا فِي لَحَظَاتِهِمَا كُلَّ مَعَانِي الْوَصْلِ وَ الْوِدَادِ.

يَجْتَمِعَانِ فِي زَاوِيَةٍ خَفِيَّةٍ، تَشْهَدُ عَلَى هَمْسَاتِهِمَا، وَ تَنْفُضُ مِنْ حَوْلِهِمَا صَخَبَ الْعَالَمِ.
يُقَبِّلُ جَبِينَهَا بِرِقَّةٍ، فَتُغْمِضُ عَيْنَيْهَا وَ تَشْهَقُ شَوْقًا، وَ كَأَنَّهَا تَسْتَنِشِقُ نَفَسًا مِنَ السَّمَاءِ.
يَلْتَقِيَانِ فِي أَمَاكِنَ يَخْتَارَانِهَا لِتَكُونَ مَلْجَأً لِهَوَاهُمَا، كَحَدِيقَةٍ هَادِئَةٍ، أَوْ مَكَانٍ مَهْجُورٍ، يَضُمُّ أَسْرَارَ قُلُوبِهِمَا.
فِي كُلِّ مَرَّةٍ، يَتَجَدَّدُ الْحُبُّ، وَ تَتَجَدَّدُ مَعَهُ الشُّهُورُ، وَ يَصِيرُ الزَّمَانُ كَأَنَّهُ عَامٌ مِنَ السَّعَادَةِ فِي لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ.

يَمْسَحُ بِيَدِهِ عَلَى خُصْلَةٍ نَاعِمَةٍ مِنْ شَعْرِهَا، فَتَبْتَسِمُ وَ تَقُولُ: "يَا لَيْتَ الدَّهْرَ يَقِفُ هُنَا".
يُقَرِّبُ شَفَتَيْهِ إِلَى أُذُنِهَا، وَ يَهْمِسُ: "ما زِلْتُ أَعْشَقُكِ كَأَنَّهُ الْيَوْمُ الْأَوَّلُ".
وَ فِي نَظَرَاتِهِمَا، تَتَفَجَّرُ جَمِيعُ الْأَشْوَاقِ، وَ تَتَصَاعَدُ أَنْفَاسُهُمَا كَأَنَّهَا أُغْنِيَةٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْتَهِي.

يَحْتَضِنُهَا، فَتَلْتَحِمُ أَرْوَاحُهُمَا، وَ تَصِيرُ الدُّنْيَا كُلُّهَا مَوْقِعًا لِحُبِّهِمَا، لَا يَرَوْنَ غَيْرَ بَعْضِهِمَا.
يَجْلِسَانِ سَوِيًّا، يُشَارِكُهَا أَحْلَامَهُ، وَ تُخْبِرُهُ بِمَا يُسْعِدُهَا، وَ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ يَكُونُ هُنَاكَ وَعْدٌ بِالْخُلُودِ.
يَمُرُّ الْوَقْتُ، وَ يَبْقَى الْوَعْدُ، وَ تَبْقَى الذِّكْرَيَاتُ مَزَارًا لِلْقَلْبِ فِي أَيَّامِ الْبُعْدِ.

وَ مَا بَيْنَ قُبْلَةٍ وَ هَمْسَةٍ، تَنْبُتُ أَزْهَارُ الْعِشْقِ، وَ يَكْبُرُ الْهَوَى فِي أَحْضَانِ الْحَنَانِ.
تُطَفِّئُهُ نَظْرَةٌ، وَ تُشْعِلُهُ لَمْسَةٌ، وَ تَحْفَظُهُ الْأَشْوَاقُ الْخَفِيَّةُ فِي الْأَضْلَاعِ.
يَكُونُ الْحُبُّ، فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ، لَيْسَ كَلَامًا وَ لَا شِعْرًا، بَلْ هُوَ نَفْسُهُ النَّبْضُ، وَ رُوحُ الْوُجُودِ.

يُغَادِرَانِ الْمَكَانَ، وَ لَكِنَّ الْحُبَّ يَبْقَى، يَسْكُنُ الذِّكْرَى، وَ يَنْتَظِرُ لِقَاءً آخَرَ لِيُجَدِّدَ الْوَصْلَ وَ الْهَوَى.
فِي كُلِّ نَظْرَةٍ، وَ كُلِّ لَمْسَةٍ، وَ كُلِّ لَحْنٍ يَنْبُضُ فِي الْخَفَاءِ، تَكُونُ تِلْكَ اللَّحَظَاتُ هِيَ جَنَّةُ الْعُشَّاقِ.
[/size]
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-05-2025 الساعة 05:35 AM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke