![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() إرادَةُ الإِنْسَانِ مِفْتَاحُ النَّجَاحِ بِقَلَمِ: فُؤَاد زَادِيكِي فِي حَيَاةِ الإِنسَانِ مَحَطَّاتٌ كَثِيرَةٌ، تَتَنَوَّعُ مَا بَيْنَ أَفْرَاحٍ وَ أَتْرَاحٍ، مَا بَيْنَ نَجَاحَاتٍ وَ إِخْفَاقَاتٍ، وَ فِي خِضَمِّ هَذِهِ التَّجَارِبِ، يَكُونُ لِلقُوَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ وَ صَلَابَةِ العَزِيمَةِ دَوْرٌ حَاسِمٌ فِي تَخَطِّي المَصَاعِبِ وَ تَجَاوُزِ العَقَبَاتِ. يَتَعَثَّرُ البَعْضُ فِي طَرِيقِ الحَيَاةِ، وَ تَتَشَابَكُ عَلَيْهِمُ السُّبُلُ، فَيَسْقُطُونَ فِي بَحْرٍ مِنَ التَّرَدُّدِ وَ الخَوْفِ و الحيرَةِ و الارتِبَاكٍ وَ الإِحْبَاطِ. وَ يَظُنُّونَ أَنَّ لَا مَخْرَجَ مِمَّا هُمْ فِيهِ، فَتَتَجَمَّدُ خُطَاهُم، وَ تَفْتُرُ هِمَمُهُم، وَ تَضْعُفُ إِرَادَتُهُم، وَ يَغْدُونَ كَمَنْ يَسِيرُ فِي نَفَقٍ لَا ضَوْءَ فِيهِ. وَ لَكِنَّ الحَقِيقَةَ غَيْرُ ذَلِكَ. فَمَا دَامَتِ الحَيَاةُ تَنْبِضُ، وَ الْأَنْفَاسُ تَتَرَادَفُ، فَإِنَّ فُرَصَ التَّغَيُّرِ وَ التَّقَدُّمِ وَ التَّحْسِينِ مَازَالَتْ مَوْجُودَةً، وَ مَازَالَتِ الإِمْكَانِيَّةُ مُتَاحَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَوِّلَ مِحْنَتَهُ إِلَى مَنْحَةٍ، وَ يَجْعَلَ مِمَّا ظَنَّهُ نِهَايَةً بَدَايَةً لِمَرْحَلَةٍ أُخْرَى أَكْثَرَ نُضْجًا وَ قُوَّةً. فَالإِرَادَةُ القَوِيَّةُ هِيَ مِفْتَاحُ كُلِّ تَغْيِيرٍ، وَ الْإِصْرَارُ عَلَى الوُصُولِ هُوَ سُلَّمُ النَّجَاحِ، وَزالحِكْمَةُ فِي التَّصَرُّفِ هِيَ البُوصَلَةُ، الَّتِي تَهْدِي فِي دَجَى الحَيَاةِ. وَ فِي ظِلِّ أَزْمَاتِ العَصْرِ وَ تَسَارُعِ الوَقَائِعِ، يَكُونُ الإِنْسَانُ بِحَاجَةٍ أَكْبَرَ إِلَى التَّأَنِّي، وَ التَّفَكُّرِ، وَ حُسْنِ التَّدْبِيرِ. مَا أَجْمَلَ أَنْ يَتَسَلَّحَ الإِنسَانُ بِالصَّبْرِ وَ الثَّبَاتِ، فَكَمْ مِنْ نَجَاحٍ كَانَ بَعْدَ فَشَلٍ، وَ كَمْ مِنْ فَرَجٍ جَاءَ بَعْدَ كَرْبٍ، وَ كَمْ مِنْ بُرْقُعِ ضَلَالٍ كَشَفَهُ نُورُ البَصِيرَةِ. وَ الإِيمَانُ بِالنَّفْسِ وَ بِقُدْرَاتِهَا لَهُ دَوْرٌ فَاعِلٌ فِي تَجَاوُزِ الأَزَمَاتِ، فَمَنْ يَعْرِفُ قِيمَتَهُ الحَقِيقِيَّةَ، وَ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ خُلِقَ لِهَدَفٍ، وَلَهُ دَوْرٌ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، فَإِنَّهُ سَيَسْتَمِرُّ فِي المَسِيرِ وَ لَوْ زَلَّتْ خُطَاهُ. إِنَّ العَزِيمَةَ تُوَلِّدُ العَمَلَ، وَ العَمَلَ يُوَلِّدُ الأَمَلَ، وَ الأَمَلَ يُفْضِي إِلَى النَّجَاحِ. وَ هَذِهِ سِلْسِلَةُ الحَيَاةِ، الَّتِي لَا تَنْفَصِلُ عُرَاهَا، فَلْيَكُنْ كُلٌّ مِنَّا عَلَى قَدْرِ التَّحَدِّي، وَ عَلَى سَعَةِ الأَمَلِ، وَ عَلَى عَظَمَةِ الإِرَادَةِ. وَ لَا نَنْسَى أَنَّ الطَّرِيقَ لَيْسَ سَهْلًا، وَ لَكِنَّهُ مُمْكِنٌ، وَ أَنَّ العَقَبَاتِ كَثِيرَةٌ، وَ لَكِنَّهَا لَيْسَتْ بِدَائِمَةٍ. فَبِالصَّبْرِ وَ الحِكْمَةِ، وَ بِالإِيمَانِ بِالنَّفْسِ، نَصْنَعُ الفَرْقَ، وَ نَخْطُو نَحْوَ حَيَاةٍ أَفْضَلَ. فَلْنَكُنْ نُورًا لِذَوَاتِنَا، وَ لْنَكُنْ دَافِعًا لِتَغَيُّرٍ يَبْدَأُ مِنْ دَاخِلِنَا، وَ لْنُثْبِتْ أَنَّنَا أَقْوَى مِمَّا نَظُنُّ، وَ أَقْدَرُ عَلَى التَّغَلُّبِ عَلَى كُلِّ مَا يُعِيقُنَا. فُؤَاد حنّا زَادِيكِي التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:42 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|