![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() "عندما تعشق الأنثى الحرف..." بقلم: فؤاد زاديكى عندما تعشق الأنثى الحرف، لا تكتفي بقراءته أو كتابته... إنّها تُضاجعُه بصمتٍ. تغويه بأناملها قبل حبرها، تجرّده من جفاف المعاني و تُلبسه شهوتها للبوح. تقرأ السّطور كما لو كانت تلامس جسدًا تعرف تضاريسه جيدًا، و تحفر بينها أسرارًا لا تُقال. تسكب عليه من دفقها الأنثوي ما يجعله يرتجف، يتمرّد، و يتحوّل من أداة جامدة إلى عاشق مشتعل. هي لا تكتب كأيّ كاتب... هي تفتح أبوابها على مصراعيها للحرف، تدخله، و تتركه يضيع بين تنهيداتها. تمنحه من جسارتها ما لم يعتد عليه، و تجرّه من ياقته إلى مساحة لا عودة منها. كل جملة تنهيدة، كلّ استعارة شهقة، و كلّ استعجال في الكتابة هو رعشة مكتومة لا يراها أحد سواها. هي لا تصف الحب، بل تمارسه فوق الورق. لا تحكي عن الرغبة، بل تُمارسها من خلال الحروف، توزّع قبلها على النقاط، و تغرس أصابعها في الفراغات بين السطور. تكتبك و أنت لا تدري... تكتب جسدك، صوتك، نظرتك، لحظات ضعفك، و لحظاتك التي أسلمت فيها جسدك لكلماتها. و كلّما أعطتك الحروف مساحة، اتّسعت داخلها أكثر... تمدّدت، تمردت، و اختلقت لنفسها دورًا جديدًا: ليست كاتبة فحسب، بل سيدة الحرف، و محرّضته، و جلادته. هكذا حين تعشق الأنثى الحرف... لا تكتفي أن تكون جزءًا منه، بل تُعيد خلقه على صورتها، فتجعله رجلاً لا يُشبع، و كلمة لا تُنسى، و جرحًا لا يلتئم. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:39 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|