Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2006, 09:16 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي بيروت يا دمعة الرُّوح ـ نص مفتوح

بيروت يا دمعةََ الرُّوح


مقاطع من أنشودةِ الحياة

[نصّ مفتوح]


... ... ...
جنّت اسرائيل


جنَّ الشَّرقُ


جنَّ الغربُ


جنَّ الجميعُ فجنَّتِ البقرُ




جنونٌ لا يخطرُ على بال


زمنٌ من لونِ الاسودادِ


اسودادٌ فاحمٌ


أكثرَ من سوادِ القيرِ


عصرٌ خالٍ من حبقِ الطُّفولةِ


داسَ فوقَ أعناقِ الطُّفولةِ


فوقَ أزهارِ السَّوسنِ



عصرٌ يتناغمُ مع خريرِ القيرِ


عصرٌ مصابٌ بتضخُّماتِ المخيخِ


عصرٌ أهبلٌ ولا كلّ العصورِ


عصرٌ مكتنزٌ بالعارِ والقارِ والنَّارِ



عصرٌ يتفاقمُ سموماً


يضاهى سمومَ الأفاعي


عصرٌ لا يصلحُ لغزوِ الحشراتِ


فكيف سيغزو أجرامَ الفضاءِ؟!



عصرٌ مستحلبٌ


من جلدِ الثعالبِ


من أنيابِ الضِّباعِ


عصرٌ ولا عصور الحجرِ



عجباً أرى


كيف يسمحٌ شعراءُ الكونِ


بهذهِ الرُّعونةِ


بهذهِ الوحشيّةِ


بهذا الانقضاضِ على مهودِ الطٌفولةِ


على وقارِ الشَّيخوخةِ


على الأشجارِ


على الماءِ والهواءِ؟!



كيفَ يسمحُ الشُّعراءُ


أن يقودَ هؤلاء الأوباش


دفّةَ الكونِ؟!



كيف يسمحُ الشُّعراءُ


أن يلطِّخَ مجانين آخر زمان


وجنةَ الصَّباحِ؟!



قرفٌ من تفاقمِ الغثيانِ


قرفٌ على كلِّ الجبهاتِ


جبهةُ الحربِ


جبهةُ الحوارِ


جبهةُ الصُّلحِ


جبهةُ السَّلامِ


جبهةُ الكلامِ


جبهةُ الغربِ والشَّرقِ


وَباءٌ على كلِّ الجهاتِ!



قرفٌ منذُ بزوغِ الشَّفقِ


حتّى حلولِ الغرقِ


قرفٌ على مدى الشَّوقِ


على رحابةِ الغربةِ


قرفٌ متفاقمٌ على ضفافِ القلبِ


أينَ المفرُّ من بكاءِ الرُّوحِ


من أنينِ الجرحِ


من غضبِ الصَّحارى؟!



بيروت يا دمعةَ الرُّوح!


يا صديقةَ حرفي


إلى متى سأغفو


على أجيجِ الصَّولجانِ


على أزيزِ النِّيرانِ؟!



إلى متى سيقودُ


ثعالبُ هذا الزَّمان


أشرعةَ المدائنِ؟!


إلى متى سيضحكونَ علينا


إلى متى سيغرزونَ سيوفَهم


في مآقينا؟



تبّاً لكم أيُّها الحمقى


تبَّا لكم ولرؤاكم الممجوجة


تفووووووووووووووو عليكم


وعلى مناهجكم الخرقاء!


تريدون أن تؤدّبوا الأطفالَ والأشجارَ


تريدونَ أن تذبحوا الكهولةَ والشَّيخوخةَ


وتتركونَ جثثهم تشتعلُ


في وضحِ النَّهار!ِ



تفوووووووووووو عليكم


وعلى مواعيدكم الممطوطة


وعلى سلامِكم الأخرقِ


وعلى راياتكم المسمومة


المبرقعة بالدم!



تشبهون ذئابَ البراري


ضباع الصَّحارى


أفاعي الأدغالِ


عقاربَ الكهوفِ السَّحيقة



أتحدّاكم بكلماتي المبرعمة


من شهقةِ غيمة


أتحدّاكم بدمعتي المنسابة


على موتِ طفلة


أتحدَّاكم بغضبي المفتوح


لاقتلاعِ رؤاكم


من على وجهِ الدُّنيا!



يراودني أحلامٌ جامحة


مجنونة


لكنّها لذيذة رغم جنونها



كم أريدُ أن أكونَ ساحراً


قادراً على سحقِ جماجمكم السامَّة


قادراً على سحقِكم


على احراقكم


عن بكرةِ أبيكم!



كم أتمنّى لو أصبح طوفاناً يوماً واحداً


كي أغرقَ عيونَكم الشَّريرة


كي أطمرَكم في قيعانِ البحارِ


كي أحرقَ برامجكم الخرقاء


كي أبيدَ رعونتكم الهوجاء


كي أخلِّصَ الأطفالَ


من جنونِكم الغادرِ


كي أؤدّبَ فيكم الكون


كي أضعَ حدّاً لغطرستكم الحمقاء!



كم أشتهي أن أكونَ حوتاً خارقاً


قادراً على ابتلاعكم


لأنظِّف الحياةَ من خباثاتِكم الشَّريرة



كم أشتهي أن أكونَ قادراً على إرهابكم


على قمعِ شرورِكم المسمومة



دوّختمونا بحديثكم عن الاِرهابِ


وأنتم خير مثالِ للإرهابِ


أنتم أقبح ارهابٍ ظهرَ


على وجه الدُّنيا!



أيُّها الحمقى


كلّ ما تدَّعونه ارهاباً


جاء ردّاً على ارهابكم المسموم


أنتم يا قادةَ الكونِ


يا جبناءَ الكونِ


ترهبون الطُّفولةَ والبلادَ والعبادَ


تتَّهمون فقراءَ ومساكين هذا العالم بالارهابِ


وأنتم تبيدون الأخضر واليابس


تقتلون الأزقّة والطَّبيعةَ والهواءَ والبحرَ


تقتلون براءةَ الطُّفولةِ


تقتلون حنينَ الانسانِ لأخيهِ الانسان!



ذبحتم فرحي في الحياة


دمّرتم روحي


سمَّمتم قلبي


جرحتم طقسي في عوالمِ الشِّعرِ


جعلتموني أن أتحوّل


إلى رغبةٍ فسيحة لاقتلاعِكم


من جذوركم


واحراقكم من على وجه الدُّنيا



أنتم من يولّد الشرّ


في قلوبِ البشرِ


أكرهُ ممارساتكم المقيتة


أكرهُ مناهجكم إلى درجةٍ تفوقُ الخيال


نادراَ ما أكرهُ بشراً


الآنَ! أكرهكُم حتّى النِّخاع


آذيتم حساسية روحي


جعلتموني أكرهُ يومي


أكرهُ صباحي مسائي


أكرهُكم يا قادةَ الكونِ!



هل أنتم بشر


من لحم ودم؟!


أنصحُكم أن تنظروا


إلى أنفسِكم في المرآة


ستجدون شرورَ العالمِ


تخرُّ من أنيابكم



تنقضُّ طائراتكم المجنونة


على خدودِ الأطفالِ


تدمي براءتهم


تدمِّرُ ألعابَهم


تدخلُ الرُّعبَ في قلوبِهم


ترهبُهم إرهاباً يفوقُ الخيال!



مَنْ أنتم كي تتحدَّثوا عن الارهابِ


وأنتم مَن صنَّعَ وصدَّرَ الارهاب


مَنْ منّا مارسَ الارهاب ..


ساندَ الارهاب؟!


مَنْ يخطِّطُ لقيادةِ الكونِ


على إيقاعِ الارهابِ!



يبدو أنّكم لا تفهمون معنى الارهاب!


الارهابُ كلمة مشتقَّة من الفعلِ أرهبَ


أي أخافَ وأدخلَ الرُّعب في قلبِ الآخر!


لا أرى في هذه الصِّيغةِ صورةً سلبية


خاصَّةً


عندما تكون ممارسة الفعلِ


ردّاً على سيلِ الدِّماءِ


على حماقاتِ آخر زمان!



استحلفكم بالملائكة والشَّياطين والقدِّيسين


استحلفكم بما تؤمنون به


هل أسْرِ جنديين


بقصدِ استعادةِ أسرى آخرين هو ارهاب؟


استحلفكم بالقرودِ وكؤوس الشَّامبانيا


هل دكُّ سماءِ بيروت


وخلخلةُ الأشجارِ


والأزقَّةِ


والبناءِ


والجسورِ


ومهودِ الأطفالِ


هو حفاظٌ على الأمنِ والأمانِ؟!



تتحدّثون بغباءٍ كبير عن الأمنِ والسَّلامِ


وأنتم تخرقونَ أعرافَ الكونِ


تخرقونَ البرَّ والسماءَ


والبحرَ والشَّمسَ والقمرَ


وشهقةَ الرُّوحِ!



شرائعُ الغابِ أكثرَ قبولاً


من شرائعِكم


تفترسُ الضِّباعُ والذئابُ فرائسها


من وطأةِ الجُّوعِ


أمَّا أنتم فتنقضّونَ على الطُّفولةِ


من بحبوحةِ البطرِ


من الغباءِ المستفحلِ


في استخدامِ تكنولوجيا العصرِ!



أغلقوا أفواهكم حتى أبدِ الآبدين


لا تتحدَّثوا بعدَ اليومِ عن الارهابِ


طالما لا تفقهونَ معنى الارهاب


طالما تمارسونه بأبشعِ الأشكالِ ..


ترشرشونَ سمومكم بشراهةٍ حمقاء


على شموخِ الجبالِ!


أنتم عينُ الارهابِ


جنونٌ حتَّى النِّخاعِ


تكنولوجياتكم أصبحت بلوةً عليكم


ولا كلَّ البلواتِ


ارهابٌ ناجمٌ من استفحالِ شراهتكم


من شدِّةِ البطرِ!



أنتم أفسدُ شرٍّ تنامى


في هذا الزَّمان


أخطرُ مدنيَّة مسمومة


ظهرت في عالمِ اليومِ



تشبهونَ الكلابَ المسعورة


المتعطّشة للدماءِ!



تفوووووووووووووو عليكم


وعلى شراهتكم المفتوحة


على أموالِ المساكين!



مساكين هذا العالم لا تنجو


من مخالبكم المتوحّشة


تبَّاً لكم ولشراهتكم القميئة!



أنتم يا قادةَ هذا الزَّمان


لا تحتاجون إلى المالِ


تحتاجون إلى المزيدِ من الأخلاقِ


المزيدِ من القيمِ


المزيدِ من القناعةِ


المزيدِ من الصِّدقِ


المزيدِ من براءةِ الأطفالِ


وإلى الكثيرِ الكثيرِ من الحكمةِ!


يدهشني أن تتركَ هيئات هذا الكون


أعتى جيشٍ في الشَّرقِ


يقصفُ أطفالاً في المهدِ


شيوخاً على حافَّاتِ القبرِ


يدمِّرُ جسوراً متعانقة


مع عواصمِ الشِّعرِ


من أجلِ تحقيقِ مآربكم الخرقاء!



أيُّ شرقٍ جديد تتحدّثونَ عنه ..


أيَّةُ حماقةٍ تخطِّطونَ لها؟!


هذا شرقنا ونحنُ أحرارٌ به


نحبّه شرقاً عتيقاً


لا نريدُه جديداً


لا نريدُه متطوِّراً


لا نريدُه حضارياً


لا نريدُه ديمقراطياً


طالماً يتمركزُ جديدكم


على جماجمِ الأطفالِ


يزهقُ دماءَ الفقراءِ


يخلخلُ أجنحةَ الأوطانِ!



نريدُه شرقاً دافئاً


يحبُّ الطُّفولةَ والعصافيرَ


يحبُّ الفقراءَ والكهولَ والبراءةَ


نحبُّهُ كما هو على علاته


اتركوا تطوّره


تجديده لأبنائِهِ


للزمنِ


لقوانينِ الحياةِ!



لا نريده شرقاً جديداً


على جماجمِ البشرِ!


نريده شرقاً مشعَّاً بالشَّمسِ


لا بطائراتكم المجنونة


تنقضُّ على عواصمِ الإبداعِ


تفووووووووو عليكم وعلى رؤاكم المسمومة ..


رؤاكم المعفَّرة بروثِ البقرِ!



واحسرتاه!


افترستم وقتي ..


آهٍ يا وقتي


يا قلبي المسكون بشهقة الشِّعرِ


بأريجِ الزِّهرِ


متى سأنامُ مرتاحَ البالِ


أكتبُ شعري


بعيداً عن سمومِ قادةِ الكونِ؟!
... ... ... ... ... ... !

ستوكهولم: 28 . 7 . 2006


صبري يوسف


كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


www.sabriyousef.com

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 29-07-2006 الساعة 09:18 AM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke