أيها الطير الجميل
أيها الطير الجميل
بعد عمل متعب أحببت أن أقود بسكليتي الذي أحبه كثيرا فقد ورثته من امرأة ألمانية كبيرة في السن فغادرت الحياة وأهدتني ابنتها هذا البسكليت وهو قوي يغالب الرياح مهما قويت وكانت المسافة من المشفى إلى البيت خمسا وثلاثين دقيقة وأنا أقود البسكليت أمتع ناظري بما في طبيعة مناطقنا من مناظر طبيعية خلابة والطقس خاصة كان في ذلك اليوم رائعا نسائم تفتح الرئتين لتدخل إليهما وتنقيهما وتبعث فيهما النشاط وأنا أشكر الرب على كل عطاياه الثمينة فكم يحبنا فقد أعطانا دنيا حلوة وطبيعة ترد الروح إلى الأبدان وأنا في طريقي نظرت إلى السماء وإذا بطير بهي الألوان يطير ويضرب الهواء بجناحيه فيتقدم إلى الأمام مسافة قصيرة وترجعه الريح قليلا إلى الوراء وماكان يلبث ليسترد قوته ثانية فيدفع الريح من طريقه بجناحيه الجميلتين ويستمر ويستمر فيدور قليلا ثم يبدأ في الطيران إلى الأمام وكأنه يصارع الريح ويقول لها إنك لاتستطيعين ردعي عن الوصول إلى هدفي فسأصل إلى أطفالي الذين هم بانتظار عودتي من سفرتي الطويلة ولأعود لرفاقي الذين طالت غربتي عليهم .
وهكذا كان بسكليتي يغالب الريح ليستمر في السير ليوصلنتي إلى حضن عائلتي الدافيء وكم تعمقت بالنظر إليه وكنت أحادثه ألا يا أيها الطائر الجميل لقد رافقتني برحلتي البديعة وتعلمت منك درسا مهما لا ينسى وهو مقاومة مصاعب الحياة أينما وجدت والوصول إلى الهدف المنشود, ووصلت إلى بيتي بعد أن ودعته وتمنيت له هو الآخر أن يصل بسلامة إلى حضن عائلته الدافيء ورفاقه الأوفياء ...
بقلم سميرة
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 24-05-2007 الساعة 03:34 PM
|