Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > من تاريخ البلدة

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2006, 02:52 PM
دكتور سهيل دكتور سهيل غير متواجد حالياً
Super-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 7
افتراضي االحلقة الخامسة - الوصية والسبي الأكبر لآزخ

.......... 10

وفي خريف عام 1834 شعر الشماس اسطيفو, ببوادر نوبة قلبية حادة ,فخشي ان يودع الحياة , على تركة إدارية كبيرة , قد يفرّط بها من سيخلفه , إن لم يكن يتمتع بالمقدرة التي يتمتع بها هو نفسه , لذلك جمع وجهاء البلدة بشخصياتها وأصحاب المشورة من الآزخينيين كي يودعهم الوداع الأخير , ويفضي إليهم بأنه خدم البلدة وسكانها , خدمة حسنة مستوحاة من قلبه ووجدانه وحكمته وتمنى ان تكون ايامهم بعده , مليئة بالفرح والرفاه والسلام .

وتابع قوله بأنه عليهم اختيار مختار جديد خلفاً له ليستمر في تأدية واجباته على أكمل وجه . . ورجاهم بحرارة عند الأختيار ,أن لا يقعوا في مصيبة داهية فيختارون أبن أخيه إسحاق بازو , لأنه غير كفوء لهذه المسؤولية . . قصير النظر . . طائش في تصرفه , قاسي الطباع . . ضعيف الإرادة . . يتمله الغرور في مجمل حياته . ومن المستحسن لهم أن يختارو رجل أخر يتمتع بصفات إيجابية معاكسة لصفات أبن أخيه إسحاق بازو , فيكون بذلك قد أحسنوا الأختيار وأبعدوا عن أهلها شدائد ومصائب هم بغنى عنها . .

وإنهم في حال عدم أخذهم بوصيته الأخيرة , قد يرتكبون أثماً كبيراً يندمون عليه بعد فوات الآوان . . إذ أن المخترة مسؤولية جسيمة , وإذا جاء بعده , من يسخر من هذه المسؤولية . . أو يحيد عن حكمتها . . فقد تصل أمور البلدة , إلى حالة سيئة من الخوف والتهديد والتعديات . . وقد تكبر وتنمو أكثر فأكثر , بواسطة الأدارة الفاشلة للمختار الجديد الخلف , الأمر الذي يفسح المجال لأميرالراوندوز في أن يجهز على آزخ ليلقنها دروساً عصيبة في الحرق والسلب والتدمير , والسبي وجمع المال والسلاح , وقد يصل أسراكم إلى الرواندوز قبل أن يتغير لون كفني.

قال الشماس اسطيفوا هذا الكلام المليئ بالمحبة والحنان ثم أسند رأسه المتعب على الوسادة المريحة , وبدأ في العد العكسي للحظات حياته المعدودة .



11

خيم الحزن الشديد على آزخ بعد وفات مختارها الحكيم الورع الشماس اسطيفو , وتنادى الآزخيون لأنتخاب مختار جديد حسن الأدارة , حسب وصية المختار الراحل . . وقد عرف الجميع أنه قد حذّر من اختيار أبن شقيقه إسحاق بازو فأنقسم الآزخيون على أنفسهم , منهم من آخذ برايء صاحب الوصية فأيدها بقوة وقناعة وأخلاص , ومنهم من رفضاها جملة وتفصيلا لأنهم يرون في إسحاق بازو بعكس ما كان يراه عمه فيه . . وإن أتهامات عمه له هي إجحاف بحق هذا الشاب الآزخيني الشجاع الغيور . . وبعد خروج الجميع من كنيسة ( عزرت آزخ ) تجمّع الكل في صالة ( القمسيون ) المجاورة للكنيسة من أجل التشاور , والأتفاق على رأي موحد ينقذهم من مرض الأنقسام .

وكان إسحاق بازو من جملة الحاضرين , فأستلم دفة الحديث , وراح يدافع عن نفسه من أتهامات عمه الجائرة بحقه قائلاً : أنا أشجب هذه الأتهامات الباطلة . . العرية من الصحة . . والمغايرة للحقيقة والواقع والعرف الأنساني الذي عشناه معاً على السراء والضراء . .

وأعتبر أن هذه الوصية قاسية للغاية , وهي طعنة غدر منغرسة في صدري وصدر أسرتي من بعدي . . لذلك أرجوكم يا إ خواني أن تمنحوني فرصة لأثبت لكم مقدرتي , وبطلان هذه الوصية الجائرة . . وبعدما تختبرون كفاءتي وجهدي تتثبتون من حسن ظنكم بي , سوف تحكمون عليّ آنذاك بالحكم العادل . . كي لا تبقى وصية عمي وصمة عار على جبيني وجبين أسرتي لإ ن للضرورة أحكام . . فبعد التداول والمشا ورات والحاجة الملحة على أختيار مختار بديل , يمكنه القبض على مقاليد الأدارة , كان لأ بد لأهل آزخ من أختيار إسحاق بازو , ضد رغبة ووصية عمه المختار الراحل .

وما أن أستلم إسحاق بازو ختم المخترة , وبدء أعماله الأدارية , حتى راح ينفذ مخططه المبيت في الأمتناع عن دفع الضريبة إلى الأمير , كما رفض إرسال عمال السخرة إلى الجزيرة , وأستعمل أسلوباً متشددا في تعامله مع أمير جزيرة بن عمر . . الأمر الذي أدى إلى القطيعة بينهم , دون أن يتمكن مجلس الشورى الذي فرضه أهل آزخ على مختارهم الجديد , من أن يرأب الصدع , فحصلت مناوشات بين الطرفين , وبدء فتيل النزاع بينهم يشتعل شئ فشئاً .

12

ونظراً لمكانة آزخ وثقلها في المنطقة , وقدرة رجالها على القتال والتصدي بشدّة لأي عدوان كان . . فما كان من أمير جزيرة بن عمر إلا محاولة تأليب أهالي البلدان والقرى المجاورة , على آزخ وسكانها الأحرار لشنّ حملة تأديبية تكسر شوكة آزخ . . إلا أنه لم يفلح في ذلك , لذا أتجها أمير الجزيرة هذا إلى أمير الراوندوز محمد باشا الملقب بالأمير الأعمى أو أميري كويرا باللغة الكردية , وراح يشحن صدره غيظاً ويؤجج لهيب النار في قلبه , مصوراً له تعنت الآزخيين ورفضهم دفع الضرائب المستحقة عليهم , ومحاولتهم الجدية في تشكيل قوة جديدة تهدد مصالح الراوندوز وجزيرة بن عمر على حد سواء . . وبعدما ملأ صدره حقداً , ثأر الأمير الأعمى حانقاً غاضباَ ووعد أمير الجزيرة بأنه سيجهز جيشاً كبيراً من رجاله وبقيادته شخصياً وسيضم إليهم رجال الجزيرة أيضاً للقيام بحملة تأديبية وراسعة النطاق على آزخ لتحطيم رجال السيف فيها , وتدمير الفتوة القتالية التي تعتز بها .





يتبع في الحلقة القادمة...................
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke