تعرفوا على الكاتب والمؤرخ الشماس يوسف القس جمعة

[سهيل شمعون]

المالكية ( ديريك ) هذة البلدة الصغيرة التي تقع على أطراف خارطة سوريا وعلى الحدود العراقية التركية حيث نهر دجلة الخالد الذي أرتوى كثيراً بدماء الشعب المسيحي بكافة طوائفة خصوصاً السرياني والارمني بالعام 1915.
حيث عانى هذا الشعب الكثير من الويلات والمأسي خلال الحقبة العثمانية الكريهه قبل نزوحهم اليها الا أنها وبفضل مثابرة أهلها وأيمانهم بالرب يسوع خرجت للعالم الكثير من الفنانين والأدباء والموسيقيين والباحثيين ومن هؤلاء الكتاب والباحثين نتعرف اليوم على الكاتب والمؤرخ يوسف القس كبرئيل جمعه .
ولد يوسف القس في صباح عيد التجلي 6اب 1918 في ازخ كان والده شماساً أنجيلياً في كنيسة ازخ ومدرساً للغة السريانية والحان بيت كازو في مدرستها والتي تعلمها من البطريرك عبدلله الصددي السرياني المقيم في القدس
عاد والده الى ازخ عام1914 وقام بعمله هذا بصورة مستديمه حتى العام 1926 حيث أستسلمت ازخ للدولة العثمانية وسلمت جميع أسلحتها وتم الغاء مدرستها حيث كان يوسف القس قد أنتسب لمدرستها عام 1925 قبل سنة من أغلاقها حيث تعلم فيها السريانية والعربية والالحان الكنسية وفي العام 1930ترك والده ازخ والتجأ كباقي الناس الى قرية عين ديوار في سوريا هرباً من القتل والتعذيب العثماني وكانت وقتها تحت الانتداب الفرنسي في العام 1932 فتح في القرية مدرسة حكومية وبالعام 1933أنتسب للمدرسة ودرس فيها الصف الاول والثاني في سنة واحدة ثم الصف الثالث بالعام 1934ثم نزح مرة أخرى مع والده الى ديريك حيث تابع دراسة العربية والسريانية على يد والده الذي أصبح كاهناً فيما بعد وكان متعلقاً بالعلم ويطالع كثيراً ويقرأ كل مايقع تحت يديه من الكتب الثقافية والدينية بالعام 1939 رسم شماساً أفدياقوناً على يد المطران يوحنا أباثيو وفي نفس السنة تزوج من أبنة خاله المدعوة وردة حنا المقسي .
وبنفس العام أيضاً أستلم إدارة مدرسة السريان الخاصة بديريك مع مجموعة من الشباب وكان بالمدرسة 65طالباً ومعلم واحد فقط وبعد ذلك توسعت المدرسة حتى وصل العد الى 513 طالب وطالبة وفيها فرع أعدادي مع نهاية العام 1964 حيث قدم أستقالته ليفسح المجال أمام الشباب المتعلم والحاملي الشهادات الجامعية بالرغم من معارضة مطران الابرشية وقتها .
تم تعينه بالمجلس الملي بالعام 1952 ثم حصل على الشهادة الابتدائية وعمره أنذاك 34 سنة
ونتيجه تعلقه بالمطالعة والبحث أتجه الى الكتابه والتأليف ففي العام 1991 صدر له كتابه الاول وهو بعنوان أزخ أحداث ورجال الجزء الاول وكتب الجزء الثاني منه لكنه لم يطبع حتى الان
بالعام 1993 صدر له الكتاب الثاني كنيسة السيدة العذراء ولمحة عن المالكية (ديريك) وقراها المسيحية السريانية ثم صدر له الكتاب الثالث بالعام 1997 وهو بعنوان القديس مار دودو .
يعتبر من أوائل الذين نقلوا الحان بيت كازو لديرك وعلموها ودرسوها فبالاضافة لتعلمه هذة الالحان من والده القس كبرئيل جمعه ساعده ايضاً الخوري ملكي قس أفرام بالعام 1973 عندما دخل السجن نتيجة حادث مؤلم أصابه وكاد أن يودي بحياته فطلب أنذاك من الخوري ملكي أن يحضر له كتاب بيت كاز حيث قام بقرائته أكثر من عشر مرات حتى حفظه عن ظهر قلب وعند خروجه من السجن قام بتدريسه للشمامسة كما قام بتسجيل الالحان جميعها بصوته على كاسيت حيث وزع منه مئات النسخ بأنحاء العالم وذلك بالعام 1985
ونتيجه لاهتمامه بالالحان السريانية وتعليمها وجهة له الدعوة بالعام 2004 لحضور مؤتمر التراث السرياني العالمي التاسع بدمشق برعاية وزارة الثقافية بسوريا وكان لحضوره الاثر الكبير بأنجاح المؤتمر
بعد عودته من المؤتمر طلب منه المجلس الملي بدعوة من المطران متى روهم بكتابه مؤلف يدون فيه تاريخ المسيحيين في قضاء دجلة وأنتهى من الكتابه به في 30/5/2004 وهو ينتظر الطباعة .
قام بسفرات عدة خلال حياته حيث زار القدس بالعام 1947 مع والده ثم مصر والعراق وزار دول أوربية كثيرة حوالي الثلاث مرات وزار تركيا وقراها وكنائسها حوالي ثلاث مرات حيث كتب عنها وعن قديسيها
يبقى أن نذكر بأن أقسى لحظه بحياته كانت عندما توفي والده القس كبرئيل جمعة وأسعد لحظة كانت عندما طبع له كتابه الاول أزخ أحداث ورجال ولايزال الشماس يوسف القس يقطن في المالكية ( ديريك) أطال الله عمره
أجرى هذا اللقاء والبحث
سهيل شمعون وسمير يونان أبو يونان