Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
نور الهدى الشاعر السوري فؤاد زاديكى
نور الهدى
الشاعر السوري فؤاد زاديكى اِنتشاءُ المَرءِ لا يأتي جُزَافَا ... إذ بِهِ كلُّ انتعاشٍ قد تَعَافَى أسْرِعِي نحوي، فإنّ العشقَ كأسٌ ... اِشرَبِي خمرِي و زِيدِيهِ ارتِشَافَا إنّكِ الأنثى على مَهوى دلالٍ ... هَيّجَتْ قلبي، و بالعينينِ طَافَا للهدى نورٌ، و هذا ما دعاني ... لِاقتناصِ الوصلِ، جئتُ الاعتِرَافَا هَدهِدي صدرَ الأماني و امنحيني... لذّةً أحسستُ فيها اِنجِرَافَا أيقِظِي ما فيكِ مِنْ إحساسِ أنثى ... رغبتي فيها، عسى تسعى طَوَافَا لا تقُولي إنّ خوفي أو حيائي... حائلٌ عن رغبتي، عنها تَجافَى أشتهي وصلًا لذيذًا، سوف يبقى ... مِنْكِ ذِكرَى، لا تَجيئيني جَفَافَا آهِ مِنْ أنثى بها سحرٌ رشيقٌ ... زادني هَمًّا فلم يبلغْ مَطَافَا اِفتَحِي بابًا، لنأتي اِلتِصَاقًا ... ثمّ تجري نشوةٌ تشفي شُغَافَا المانيا في ٢٩ اوكتوبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 30-10-2024 الساعة 12:52 AM |
#2
|
||||
|
||||
تحليل قصيدة "نور الهدى" للشاعر فؤاد زاديكى
القصيدة تتحدث عن الحبّ والعشق بوصفٍ يمتزج بين الجسد والروح، ويبرز فيها الحنين والشوق والوصف الجمالي للعلاقة العاطفية والوجدانية، وتتّسم بأسلوبٍ عاطفيّ مُرهف مليء بالمشاعر. البيت الأول: "اِنتشاءُ المَرءِ لا يأتي جُزَافَا ... إذ بِهِ كلُّ انتعاشٍ قد تَعَافَى" الصورة البصرية: الانتشاء والانتعاش يحملان صورة حسية مادية تجسد الحالة العاطفية المرتفعة، وكأن الانتشاء شيء محسوس يستعاد من خلاله القوة والحيوية. التشبيه: الانتشاء لا يأتي عبثًا، بل هو كالدواء الذي يعيد الحيوية. المحسنات: الطباق بين "الانتشاء" و"التعافي" يعكس المعنى المتناقض للحياة، حيث يعيد العشق الحياة للإنسان. البيت الثاني: "أسْرِعِي نحوي، فإنّ العشقَ كأسٌ ... اِشرَبِي خمرِي و زِيدِيهِ ارتِشَافَا" الصورة البصرية والحركية: صورة العشق كأس يُشرَب، ويُظهره حسيًا وحركيًا، يُترَشّف ويُرتشف، ويشير للشوق والرغبة. الاستعارة: العشق كأس يوصف استعاريًا، حيث يشبه العشق بالشراب المسكر. التكرار: استخدام الفعلين "اشربي" و"زيديه" يؤكد قوة الرغبة والتمادي فيها، ويضيف نغمة موسيقية تجذب القارئ. البيت الثالث: "إنّكِ الأنثى على مَهوى دلالٍ ... هَيّجَتْ قلبي، و بالعينينِ طَافَا" الصورة البصرية: صورة الأنثى التي تهزّ قلب الشاعر وتجعله يتحرك بإثارة واضحة، والعينين تجولان فيها، وكأن للأنثى سحرًا يجتذب القلوب. الاستعارة: تصوير الأنثى بمهوى الدلال، حيث جعل الدلال ساحة للحب تجذب الشاعر. الكناية: الدلال هنا كناية عن الجمال الجاذب والسحر الأنثوي، الذي يجذب قلب الشاعر. البيت الرابع: "للهدى نورٌ، و هذا ما دعاني ... لِاقتناصِ الوصلِ، جئتُ الاعتِرَافَا" الصورة البصرية: الهدى نورٌ يوحي بالإرشاد والحكمة، يجعل الشاعر يسعى لتحقيق اللقاء. التشبيه: الهدى بالنور، والاعتراف بالكشف والتجلي. التكرار: "جئت الاعترافا" يزيد من تأكيد الشاعر لرغبته، ويضيف إحساسًا بالاستعداد للكشف عن مشاعره. البيت الخامس: "هَدهِدي صدرَ الأماني و امنحيني... لذّةً أحسستُ فيها اِنجِرَافَا" الصورة الحركية: "هدهدي" تصور الأنثى وهي تحتوي الشاعر وتخفف من اضطرابه. الاستعارة: هدهدة صدر الأماني استعارة حيث جعل الشاعر صدر الأماني كأنها طفل يحتاج للهدهدة. الكناية: انجراف الشاعر كناية عن تعلقه الشديد ورغبته في إشباع شوقه العاطفي. البيت السادس: "أيقِظِي ما فيكِ مِنْ إحساسِ أنثى ... رغبتي فيها، عسى تسعى طَوَافَا" الصورة الحسية: تصوير الإحساس كشيء نائم يحتاج الإيقاظ، يعكس شعور الشاعر بالحاجة لإحساس الأنثى. الكناية: "إحساس أنثى" كناية عن الحنان والجمال والدفء العاطفي. الطباق: بين "الإيقاظ" و"النوم" تضيف لمسة إيقاعية تعزز النغمة العاطفية. البيت السابع: "لا تقُولي إنّ خوفي أو حيائي... حائلٌ عن رغبتي، عنها تَجافَى" الصورة البصرية: خوف وحياء الأنثى حائل يبعد بينه وبين تحقيق رغبته، وكأن الحياء والخوف حاجزٌ بينهما. التشبيه: الحياء حاجز. التكرار: "لا تقولي" تعكس إصرار الشاعر على تأكيد طلبه وعدم قبول الرفض. البيت الثامن: "أشتهي وصلًا لذيذًا، سوف يبقى ... مِنْكِ ذِكرَى، لا تَجيئيني جَفَافَا" الصورة الحسية: الوصل اللذيذ كطعم يبقى في ذاكرة الشاعر. التكرار: "أشتهي" و"يبقى" تعكسان الرغبة والأمل. التضاد: بين "لذيذًا" و"جفافا"، يضيف نغمة حزينة ويلخص التناقض بين الرغبة والشعور المحتمل بالحرمان. البيت التاسع: "آهِ مِنْ أنثى بها سحرٌ رشيقٌ ... زادني هَمًّا فلم يبلغْ مَطَافَا" الصورة البصرية: تصوير الأنثى بسحر رشيق، يوحي بالجمال وخفة الروح. التشبيه: السحر الرشيق يوحي بأن الشاعر لم يصل بعد إلى مبتغاه. الطباق: بين السحر والهَمّ، يوضح الجمال المستحيل. البيت العاشر: "اِفتَحِي بابًا، لنأتي اِلتِصَاقًا ... ثمّ تجري نشوةٌ تشفي شُغَافَا" الصورة الحركية: تصوير الالتصاق الحسي الذي يسعى له، ليصل إلى النشوة التي تروي ظمأه. الاستعارة: الالتصاق والنشوة استعارة للعلاقة العاطفية القوية. التشبيه: النشوة بالدواء الشافي. الختام: القصيدة تتسم بثراء الصور البيانية والبصرية والحركية، فهي تجسد مشاعر الحب والشوق بطريقة فنية تجمع بين الصور الحسية والاستعارات، وتعبر عن حالة وجدانية عميقة. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 30-10-2024 الساعة 12:51 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|