Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
مُجَرَّدُ وُجهَةِ نَظَرٍ بقلم: فؤاد زاديكى
مُجَرَّدُ وُجهَةِ نَظَرٍ بقلم: فؤاد زاديكى تُعَدّ كلمةُ "مات" من الكلماتِ، التي تحملُ وَقعًا صادِمًا و حزينًا على مَسامعِ النّاسِ، لِمَا لها من دَلَالاتٍ عَمِيقةٍ على الفِراقِ الأبديِّ و انتهاءِ الحياةِ. هذه الكلمةُ تُخاطِبُ أعمقَ مشاعرِ الإنسان و ترتبطُ بأسئلةٍ وجوديّةٍ مُعقّدةٍ عَنِ الحياةِ و الموتِ و المصيرِ، و لهذا يكونُ أثرُها عميقًا على المُتَلَقّي. عادةً، يُواجهُ النّاسُ صُعوبةً في استقبالِ كلمةِ "مات" عند إخبارِهم بفقدانِ شخصٍ عزيزٍ، لأنّها تَضَعُهُم أمامَ واقعٍ حتميٍّ لا رجعةَ فيهِ. بِمُجرّدِ أن يسمعَ الشّخصُ كلمةَ "مات"، يتجسّدُ أمامَه معنى الفَقْدِ بكلِّ ثِقَلِه و يفتحُ بابًا على الحزنِ و الألمِ و الشعورِ بالعجزِ، و لذا قد تكونُ الكلمةُ مؤلمةً سواءً على المُتلقّي أو حتّى على قائِلها. لهذا السّبب، يميلُ البعضُ إلى استخدامِ عباراتٍ أكثرَ لطفًا و أقلَّ حِدّةً، مثل "انتقلَ إلى رحمةِ اللهِ" أو "غادرَنا إلى جِوارِ ربّه" أو "فارق الحياة"، و هذه العباراتُ تخفّفُ مِنْ وَقعِ الصّدمةِ لأنّها تُضيفُ لمسةً مِنَ الاحترامِ و التّقديرِ، و تجعلُ الخبرَ يبدُو أقلّ قسوةً. فالكلماتُ اللطيفةُ تُشعِرُ النّاسَ بأنّ الموتَ ليسَ فقطُ نهايةً بل انتقالٌ إلى مكانٍ آخرَ، مكانٍ أفضل وأرحب، مِمّا يُخفِّفُ مِنْ وَقعِ الخبرِ، و يبعثُ في النّفُوسِ القليلَ منَ السّكينةِ و الرّاحةِ في لحظاتِ الأسَى. بشكلٍ عامٍّ، تُعتبرُ اللغةُ أداةً مهمّةً في التّعبيرِ عنِ الموتِ و الفَقدِ، و الطريقةُ، التي ننقلُ بها هذا الخبرَ يُمكنُ أنْ تؤثّرَ بشكلٍ كبيرٍ على مَدى تأثُّرِ المُتلقِّينَ و مَدى قُدرتِهم على تَقبُّل الخَبرِ و مُواجَهةِ الحُزنِ. المانيا في ٣٠ اوكتوبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; يوم أمس الساعة 11:08 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|