Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-05-2025, 10:01 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,027
افتراضي مشاركتي على الأكاديمية العربية المغربية الوداع بقلم: فؤاد زاديكى

مشاركتي على الأكاديمية العربية المغربية
الوداع


بقلم: فؤاد زاديكى

الوداعُ لحظةٌ صعبةٌ لا يمكنُ وصفُها بالكلماتِ، فهو كالسهمِ، الذي يخترقُ القلبَ دونَ رحمةٍ.
إنّه الفراقُ الذي يحملُ في طيّاتهِ وجعَ القلبِ و حزنَ الروحِ، و يزرعُ في النفسِ ألماً لا يندملُ بسهولةٍ.
كلُّ وداعٍ يحملُ قصةَ حبٍّ، أو صداقةٍ، أو قرابةٍ، تخلّفُ وراءَها دموعاً و آهاتٍ لا تُنسى.
فكيفَ للإنسانِ أن يتحمّلَ غيابَ من اعتادَ حضورَهُ؟ و مَن سكنَ قلبَهُ؟ و مَن شاركهُ لحظاتِهُ الجميلةَ؟
الوداعُ ليسَ مجردَ كلمةٍ تُقالُ في لحظةٍ، بل هو زلزالٌ داخليٌّ يهزُّ أركانَ الوجدانِ.

حينَ نودّعُ الأحبةَ، نشعرُ و كأنّ قطعةً منّا تُقتَلعُ عنوةً، ولا سبيلَ لعودتِها.
تبقى الذكرياتُ وحدَها الرفيقَ الدائمَ، تسكنُ أعماقَ الذاكرةِ، و تشتعلُ كلّما مرّت الخواطرُ.
تتكوّرُ الدموعُ في العيونِ، و تثقلُ الكلماتُ على اللسانِ، فكيفَ لنا أن نُنطقَ كلمةَ "وداعاً"؟
أحياناً يكونُ الوداعُ مؤقّتاً، فتمنحُنا الأملَ بلقاءٍ قريبٍ، و أحياناً أخرى يكونُ نهائياً، فيحملُ مرارةَ الأبدِ.
لا فرقَ بينَ وداعِ الأمِّ، أو الصديقِ، أو الحبيبِ، فجميعُها تترُكُ في القلبِ الوجعَ ذاتهُ.

في الوداعِ، يتجلّى أضعفُ ما فينا، و تنكشفُ هشاشتُنا الإنسانيةُ.
نتمنى لو أنّ الزمانَ يتوقّفُ، لو أنّ اللحظاتِ تتجمّدُ، لو أنّ الدقائقَ تطولُ.
لكنّ الواقعَ لا يرحمُ، و الزمنُ لا ينتظرُ أحداً.
نودّعُ و نمضي، نُخفي أوجاعَنا خلفَ ابتساماتٍ باهتةٍ و عيونٍ دامعةٍ.
و هل هناكَ أصعبُ من أن تودّعَ من تحبُّ و أنت تعلمُ أنّك لن تراهُ مجدداً؟

الوداعُ امتحانٌ صعبٌ للمشاعرِ، اختبارٌ للقدرةِ على التُحمّلِ و الصّبرِ.
قد يخلقُ فينا قوةً من حيثُ لا ندري، لكنّه يُنهكُنا في الوقتِ نفسِه.
تتلوّنُ الحياةُ بعد الوداعِ بألوانِ الحنينِ، و تصبحُ التفاصيلُ الصغيرةُ مؤلمةً.
نشتمُّ عطرَ من رحلوا في كلّ مكانٍ، نراهم في وجوهِ العابرينَ، نبحثُ عنهم في المدى.
لكنّهم لا يعودونَ، و يبقى الوداعُ شاهداً على قسوةِ الحياةِ و تقلباتِ الأقدارِ.

إنّه دربٌ لا مفرَّ منه، نمرُّ به جميعاً، في مراحلَ مختلفةٍ من حياتِنا.
و مع كلّ وداعٍ نتعلّمُ شيئاً جديداً عن أنفسِنا، عن الآخرينَ، عن الألمِ و الصّبرِ.
يبقى الأملُ هو ما يخفّفُ عنّا وطأةَ الوداعِ، فربما يجمعُنا القدرُ يوماً ما بمن نحبُّ.
و إلى أن يحينَ ذلكَ اللقاءُ، نُبقي في القلبِ دعاءً، وفي العينِ دمعاً، و في الذاكرةِ حضوراً لا يغيبُ.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:48 AM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke