![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]()
رَجْعُ الوردِ الأخِيرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى تَهَاوَتْ... بِلا وَعْدِ ريـحٍ، بِـلا عِلّةٍ أو نَـدَاءْ تَهَاوَتْ كـأنَّ الزمانَ انثَـنَـى في انكسارِ الضِّيَاءْ وَردَةٌ كَـانَتِ الفَجرَ في ضَـجَـرِ الأرْصِفَـةْ، صَـارَت الآنَ شَـذْرًا يُـبَـعْـثِرُهُ خُـطْـوُ مَـن لا يَـرَى بَـتَـلاتٌ... كَـأنَّـهـا نَـبْـرَةٌ ضَـاعَـتِ الآنَ مِـن وَتَـرٍ في الغِـنَاءْ كُـنـتُ أمشي، وَ رُوحِي تُـمَـرِّرُ صَـمْتَ الجَـمَالِ على الأرضِ، حَـيـنَ انـثَـنَتْ تِـلْكَ الوَردَةْ. تَهَاوَتْ... وَ فِي جَوفِهَا كُلُّ مَا لَمْ يُقَلْ، كُلُّ مَا لَمْ يُـقَـلْ فِي العُيُونِ، الَّتِي سَافَرَتْ ثُمَّ لَم تَـرْجِـعْ تَهَاوَتْ كَـأَنَّ السُّقُوطَ ابْتِسَامَةُ مَنْ عَافَ أَسْوَاقَ هَذِهِ الزَّوَاحِفِ تَحْتَ الحِذَاءِ؟ كُـنـتُ أَسْـبِرُ غَفْـلَـتِـي و الطَّـرِيـقُ ارْتِـجَـافٌ وَ حُـلْـمٌ يُـشَـاغِـبُ فِي زَحْمَةِ الرَّاحِلِينْ وَ رُبَّ الخُطى لَمْ تُـدَاوِ انكِسَارَ الوَرْدَةْ، لَمْ تُـلَـمْـلِـمْ هُـنَاكَ الجَمَالَ المُـبَـعْـثَرْ، لَمْ تَـرَهُ سِوَى قَلْبِ مَـنْ مَـرَّ... وَ سَـكَـتْ. فَـتُـرَابُ الرَّصِيفِ الآنَ أجْمَـلُ مِـنْ كُلِّ عَـيْنٍ تَـنَامُ... وَ لا تَـحْـلُمُ. تَهَاوَتْ... وَ فِي سُقُوطِهَا نَـبْـضُ أُمٍّ تَـهَـامَسَ فِـي الدُّعَاءْ، وَ صَمْتُ العُشَـاقِ حِينَ يُقَبِّلُونَ الـفِـرَاقَ بِـرَجَاءْ تَهَاوَتْ... وَ مَا فِي المَدَى غَيْرُ هَـذَا البُـكَاءْ بِتَـلَاتُهَا، نَـثَرَتْ فَوْقَ صَـدْرِ الرَّصِيفِ وُجُوهَ الـهَنَاءِ، وَ كُلُّ الَّذِي كَانَ يُخْفِيهِ ظِلٌّ تَـنَـاثَـرَ... فَصَارَ انـطِفَاءْ مَرُّوا عَلَيْهَا، وَ مَا اهْتَـزَّ فِـي أَحَدٍ صَوْتُ نَفْسٍ بِبَعضِ العًزَاءْ وَ أَنَا... كُـنْتُ أَنْـحَنِي، كَيْ أُقَبِّلَ ذَاكَ الـفَـنَاءْ، الَّذِي فِيهِ ذَرَّاتُ وَرْدٍ تَـنَامُ عَلَى جَانِبِـيَّ الرَّجَاءْ فَهَـلْ كَانَ وَجْدِي نِدَاءْ أَمْ اسْـمُ الوَرَدَةِ؟ كُـنْتُ أُرَتِّـلُهُ فَـأَبْـكِي... وَأَمْـضِي بـِغَـيْـرِ اتِّـفَـاقٍ كَـمَنْ ضَيَّـعَتْـهُ الـسَّـمَاءْ. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:29 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|