من قال أننا عرب؟ بقلم عبد صموئيل فارس

[fouadzadieke]

من قال أننا عرب؟ بقلم عبد صموئيل فارس

August 07, 2008

الهيئة القبطية الكندية -- خرجت علينا في الآونة الأخيرة بعض الدوائر الإعلامية -التي تعمل تحت مظلة النظام المصري- والذي يستمد إلهامه من الأصوليات الإسلامية في إدارة الحكم وتعاملاته مع طوائف الشعب بمختلف انتماءاته بمصطلح جديد على مسامعنا، يحمل كل خبث كعادته في تشويه وتتويه للحقائق وهو (المتأقبطين)!!! فماذا يحمل هذا المصطلح سوى الزج بكل نشطاء الأقباط الحقوقيين في دائرة الأصولية!!!، والتي ليس لها مفهوم واحد في العالم سوى الأصولية الإسلامية التي أخرجت لنا الظواهري وبن لادن وبقية جهابذة الإرهابيين والمجرمين، التي لم ترى الإنسانية وتاريخ البشرية ذئاباً في شكل بشر مثلما رأينا في هذا التنظيم الأصولي والذي له كثير من الدعم اللوجستي كدعم القرضاوي كفقيه إسلامي وعماره وكثير من أئمة المسلمين الذين سقطوا في الفكر الوهابي نتيجة الإغراءات الدولارية والتي جعلتهم يبيعوا الإسلام الوسطي المعتدل والذي مازالت بقاياه إلى الآن في بعض رجال الأزهر الوطنيين الشرفاء. ولكن لماذا تحاول إطلاق هذه الدوائر الإعلامية هذا المصطلح على الأقباط النشطين؟؟ والإجابة معروفة هي: حصر أي نشاط قبطي في دائرة الأصولية والتي ليس لها مفهوم لدى الغرب سوى الإرهاب وحتى يتم تقويض أي عمل من خلال أقباط المهجر بعد أن يكون النظام قد صبغهم بصبغة الأصولية الإسلامية كعملية تشويه ولَي الحقائق كعادة النظام المصري. وهذا ليس تبرأ من قبطيتنا، ولكن نحن مصريين أولاً وأخيراً، -بصرف النظر عن هويتنا المسيحية والتي نفتخر ونعتز بها والتي لم تأتي لتفقدنا هويتنا المصرية مثلما فعل العرب حينما أتوا مصر غزاه وقاموا بتعريب لكل ما هو قبطي فرعوني-، فهذه هي الحقيقة أننا مصريين من نسل الفراعنة العظام ونفتخر بقوميتنا المصرية ولن نتنازل عنها كما تسلمناها من أجدادنا العظام لأنهم حافظوا على هويتنا ليس بالمجان بل دُفع فيها ثمن غالي، هو دم الآلاف من الأقباط الذين دفعوا أرواحهم من أجل الحفاظ على معتقدهم وتراثهم غير مبالين بحراب الرومان السامة أو بسيف العرب الغادر. وبأي أماره يتم تحويلنا إلى عرب؟؟!! أي حضارة أتى بها العرب حتى نلهث ورائها من أجله؟؟ -مع احترامنا الشديد لكل العرب فلم تضيف الثقافة العربية أي جديد على الحضارات- فمازالت أمة مستهلكة غير منتجة، تستورد كل سبل الحضارة من دول الغرب المتقدم، وإن كان العرب حاولوا طمث هويتنا الفرعونية ولكن رقي حضارتنا وما تحويه من دعم للمنظومة البشرية في الرقي بها جعلها موضع دراسة في كل جامعات العالم المتقدم. ففي حين أن في مصر لا يتم تدريس لغتنا القبطية بالرغم من تدريس لغات أجنبية، هناك في أغلب جامعات العالم يتم تدريسها وهناك علماء في علم القبطيات في كل أنحاء العالم. فلكل مَن يحاولون تشويه صورة الأقباط وإلصاق التهم بهم أقول لهم سنظل نفتخر بقوميتنا المصرية غير مبالين بكل سهام التزييف التي يطلقها عملاء الوهابية وإعلامهم المغرض والذي يحاول تتويه الرأي العام العالمي والمحلي بعد أن قام الأقباط بتدويل قضيتهم من أجل المطالبة بحقوق المواطنة الكاملة غير المنقوصة. فنحن بكل فخر واعتزاز فراعنة مصريين لنا ثقافتنا القبطية التي حافظة عليها كنيستنا القبطية داخل جدرانها كأمانة من الأجداد فحينما أتى مرقص الرسول إلى مصر لم يكن يحمل سيفاً بل عكازاً وهو القادم إلى مصر استطاع أن يحوّل مصر إلى المسيحية بالرغم من كم الثقافات والتنوع الذي كانت تحمله مدينة الإسكندرية آنذاك وأسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وفرضت المسيحية ثقافتها وهويتها بالكلمة والإقناع وليس بالسيف لهذا نحن نفتخر بمصريتنا وبثقافتنا. عبد صموئيل فارس ناشط قبطي وباحث بمركز الدراسات العلمانية والهيئات القبطية