Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ترسّبات إسلاميّة في الممارسات المسيحيّة. بقلم: فؤاد زاديكه
ترسّبات إسلاميّة في الممارسات المسيحيّة بقلم: فؤاد زاديكه ليس بمقدور أيّ إنسان نكران مدى التأثير الإسلامي من خلال ممارسة العادات و التقاليد في الحياة اليوميّة المسيحية لكون هذه المجتمعات عاشت تحت مؤثرات الفكر الإسلامي في الممارسة و طريقة التفكير و في نمط الحياة أيضا. لأنها كانت تعيش ضمن واقع هذه المجتمعات و ما كان يسودها من سياسة قمعيّة أو ذكوريّة أو شعائر دينيّة و الخ.. لقرون طويلة فتم العمل بها و بالتالي توريثها للأجيال التالية و لغاية أيامنا هذه. كانت الأسر المسيحية التي تعيش تحت الاحتلال الإسلامي ملزمة بالتقيّد بالفروض و الالتزام بما هو سائد و متعامل به من أفكار و عادات و كانت كلها تأخذ نصوصها من روح الفكر القرآني أو الديني المسلم المسيطر.
حاولت, و على نحو مختصر أن أعرض لأهم هذه الممارسات المسيحيّة اليوميّة التي نعتبرها من مخلّفات الفكر الإسلامي و ترسّباته في حياتنا اليوميّة كمسيحيين. إذ لم يكن لنا خيارات كثيرة بل كان يُفرض علينا كمسيحيين الالتزام بما هو شائع و متعارف عليه و معمول به دون النظر إلى كون هذا متعارضاً مع روح فكرنا و معتقدنا المسيحي أم لا. من أهم هذه المظاهر أو العادات أو الممارسات التي ليست من روح الفكر المسيحي, و التي لا نزال حتى اليوم نعمل بها من حيث لا ندري, و هي في مضمونها من نصوص و روح الفكر الإسلامي كما أسلفت و هو ما يمكن أن أختصره في التالي: 1_ فكرة و مبدأ احتقار الأنثى كجنس مولود جديد. و من المؤكد أن كلاّ منّا لاحظ و عاش مثل هذا التمييز بين أن يكون المولود الجديد في الأسرة ذكرا أو أنثى. إن المسلمين يعتبرون بأن الأنثى عارٌ على أهلها و المرأة عورة لا يمكن مساواتها بالرجل فإن آباءنا و أجدادنا كانوا اعتادوا على هذا النوع من التفكير علما أنه ليس من الفكر الديني المسيحي في شيء, فالمسيحية لا تفرّق أبدا بين الذكر و الأنثى و لا تقلّل من قيمة المرأة بل تحترمها و تعتبرها عضدا و عوناً للرجل. 2_ عندما كانت المرأة ترافق زوجها سيراً على الأقدام في زيارة لمكان ما أو لغاية التسويق أو للذهاب إلى الكنيسة أو الخ.. فإنه كان يشاع أنّ من واجب المرأة أن تمشي خلف الرجل و على بعد بضعة أمتار منه و ألاّ تسير أمامه و لا بجواره لأن الرجال كانوا يرون في ذلك عيبا و عارا و إنقاصا لذكورتهم و تعديا على رجولتهم و حقوقهم الشخصيّة. 3_ كان الرجال يقومون بضرب نسائهم و التعدي عليهم بسبب أو بدون سبب, و الأسوأ من ذلك هو أن الرجال حينما كانوا يجتمعون, كان كلّ منهم يتفاخر بمدى الأذى و الضرر الذي ألحقه بزوجته, و يشرح كل منهم بطريقة بهلوانية, خياليّة, ساديّة كيف يقوم بضربها و التعدّي عليها و هو يشعر بانتفاخ المنتصر و ينفش ريشه أمام المجلس كطاؤوس حقّق فتحاً مبيناً. إنّه لم يكن سوى الجهل الفارغ. و كانوا يرون في الرجل الذي يحب زوجته و لا يقوم بالاعتداء عليها و ضربها جبنا و خوفا و عارا. و كثير من الرجال كانوا يعودون بعد ذلك اللقاء إلى بيوتهم ليقوموا بضرب زوجاتهم أسوة بغيرهم لتحقيق قوة الرجولة و منطق السيطرة. 4_ كان على المرأة أن تطيع الرجل دائما و لم يكن من المفروض أن يقوم هو بإطاعتها و لا بالاستماع إلى رأيها أو العمل به. و كان عليها أن تتحمّل منه كل إهانة و كلّ تعدّ و ظلم دون أي اعتراض و متى كانت المرأة تبدي اعتراضا فإنها كانت تتهم بالسفاهة و الخروج عن طاعة الزوج. 5_ كان و لا يزال الرجال ينادون بأسمائهم يا (أبا فلان) و على الأغلب تكون المناداة للرجل باسم أكبر أولاده. و لم يكن ممكناً أبداً أن ينادى الرجل بأبي فلانة. فقد كان في ذلك ضعف لشخصيته أو إحساسه بشعور العجز الجنسي و كأن من ينجب البنات ليست لديه ذكورة أو فحولة!!!؟؟؟ إنّها عادات قبيحة و ذميمة و غير أخلاقية درج عليها المجتمع و منها المسيحيون الذي يعيشون فيه. 6_ كان من المعيب أن تذهب البنات إلى المدارس و تتعلمن لأن المفهوم السائد كان أن البنت معدّة للبيت و هي في النهاية ستكون بنت العالم لأنها سوف تتزوج و تخرج إلى بيت زوجها و كأن في زواجها قطع الحبل السري بينها و بين عائلتها. لم تكن تعطى البنت الأهمية التي كانت تعطى للولد مطلقاً. و حتى أنّ شعبنا درج على تداول أمثال غاية في القبح و العمل بها و هي تصب في هذه الخانة و منها: ابن الابن لبّ القلب و أبن البنت ابن الكلب. الابن للبيت و البنت لبرّا. البنت وجع الرأس. البنت تكبّ (تنزّل) الرأس (الشرف). البنت لازم يُداس رأسها. البنت مثل الكلبة في البيت. البنت ما لها كلمة و لا رأي و لا حقّ. 7_ حتى في موضوع الزواج لم يكن يؤخذ رأي البنت بل كان أهلها يرون لها ابن الحلال و يفرضونه عليها سواء رغبت به أم لم ترغب, و في حالات كثيرة تزوجت فتيات شبابا لم يروهم إلا في يوم الدخلة (ليلة العرس). 8_ الفصل بين الجنسين في الكنائس القديمة و أثناء زيارة غرباء للأسرة. و هو ما يجري لغاية اليوم في المجتمعات الشامية و الحلبية و غيرها من المجتمعات الإسلامية. و هل في الفصل بين الجنسين في المجتمعات تجنّب لما يمكن أن يقع من مشاكل؟ من المعروف أن كلّ ممنوع مرغوب و متى تمّ التشديد على فكرة الفصل بين الجنسين في المدارس و غيره من الأنشطة الاجتماعية التي تتطلب تواصلا بين الجنسين فإن عوامل الاحتقان سوف تزداد و سيكون ذلك نذير خطر و هو ما نراه يجري اليوم في المجتمعات الإسلامية المحافظة من جرائم شرف و من طرح للقطاء و من علاقات غير شرعية خارج نطاق الحياة الزوجية العادية. مثل هذا يؤزّم الأمور أكثر من أن يخفّفها. 9_ في مسألة الميراث لا يعطى للبنت ما يعطى للولد و هذا سائد في مجتمعاتنا المسيحية لغاية اليوم. علما بأن البنت تكون أكثر محبة لأهلها و تقوم أكثر من الشاب على خدمتهم, لكن لكونها بنت فهي ناقصة. هذا ما هو معروف و معمول به في مجتمعاتنا و إن يكون قد خفّ بعض الشيء لكن لا تزال له رواسب و بقايا في أفكارنا و في سلوكياتنا و في طريقة حياتنا و تصرفاتنا. 10_ ضمن الأسرة تشعر الفتاة دائما بأن معاملتها هي دون معاملة إخوتها الذكور و هذا هو الواقع الفعلي لحياة الكثير من أسرنا المسيحية. خاصة الأجيال القديمة من الرجال الذين كانوا في تربيتهم أقرب إلى تلك العادات الإسلامية المعمول بها في أيامهم و أيام آبائهم و أجدادهم. 11_ متى قام الرجل بمساعدة زوجته في أعمال البيت فإن الألسن كانت تناله بالتوبيخ و الذم و الكلام القبيح و يقال أن فلاناً: بيس مرا. أي أنه خاضع لزوجته. و هذا لعمري منتهى الغباء و قد عشت نفسي مثل هذه الحالة و كم من زوجات بعض زملائي المعلمين كنّ تنتقدنَ أزواجهنّ لأنهم لا يقومون بمساعدتهن في أمور البيت و أشغاله كما كنت أفعل. 12_ متى كان الزوج يحترم زوجته, و يحبها و يقوم على تلبية طلباتها كان الأهل و غير الأهل يعتقدون بأنه يخاف منها أو أنها تركبه (تسيطر) عليه. و في هذا بالمفهوم الأعوج السائد عيب و عار و خزي. إنها مفاهيم بالية أكل الدهر عليها و شرب و هي لا تزال تتم ممارستها في أسرنا المسيحية كثيرا بكلّ أسف. من المؤكد أنّه توجد حالات أخرى كثيرة من هذا القبيل لكني اكتفيت بهذا القدر البسيط من الشواهد لكي أشير إلى مدى هذا الغبن الواقع على حياة المرأة في المجتمعات المسلمة و المسيحية أيضا لكونها لا تستطيع الخروج عن القاعدة السائدة أو الشذوذ عمّا هو متعارف عليه و إن كانت هناك حالات فردية تشذ عن هذه القاعدة إلا أنها كانت حالات استثنائية و نادرة الحصول. هذه هي بعض السلبيات التي تركتها التربية الإسلامية في عقولنا فأصبحنا نمارسها تقليداً أعمى متوارثاً دون فهم أنها ليست من روح و فكر و نصوص الدين المسيحي العادل و المتحضّر و المتحرّر في شيء. |
#2
|
||||
|
||||
سلم فمك يا غالي وعاشت روح الحق فيك
فعلا اتيت بالمصيبة من راسها وهي مصيبة كبيرة ،،وللاسف ان التقاليد الاسلامية استطاعت ان تتغلغل في تقاليدنا وعاداتنا حتى التراثية منها وذلك بسبب اضطرارنا للتاقلم مع مجتمع جبر علينا وعلى حضارتنا تشكر يا غالي مقالة رائعة وتكشف عن فواسد يجب ان نقضي عليها بعقلانية وتوعي لانها لا تطابق تعاليم ربنا ولا تفيد مجتعنا بشيء البتة
__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين im Namen des Vaters und des Sohnes und des Heiligengeistes amen بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
|
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|