بلا عنوان. بقلم: صدى السنين

[fouadzadieke]

بلا عنوان

غارقا في لجة احزاني الريح تعصف بي ويلطمني الضياع ووسط دوامة افكاري ابحرت في ظلمات بحر خطاياي وقد انهكني التعب تتقاذفني الامواج من كل حدب وصوب . كاد ان يقتلني اليأس واستسلم لقدري رغم اني لا اؤمن بالقدر . لست الوحيد بين هذا الكم من الناس فالخليقة تئن باسرها وتتخبط في اعوجاجات مسارها لقد اخطأ الجميع وأعوزهم مجد الله .
جلت بناظريٌ الى من حولي وجدتهم كبارا وصغارا عظماء وجبابرة ابطال الكل يحمل صليبا قد اثقل كاهله فانحنى ومال صلبان صلبان صلبان هنا وهناك وفي كل مكان في جميع الاتجاهات منظر مروع لم احتمله فاجهشت في بكاء مر وكأني بطرس يوم أنكر مولاه وعلى حين غرة ومن بعيد بعيد انبثق بصيص نور آت واقترب دنا مني فوجدتني امام شاب أروع جمالا من بني البشروقد التف بمعطف حريري احمر وكأنه ابن ملك بل وأعظم . ادهشني بهاؤه فذهلت تنهدت ونفثت ما في صدري من حسرات خلتها احرقت حنايا ضلوعي فدفنت راسي بين راحتي و خنقتني العبرات . فلم أعد اقوى على الكلام ولم أنبس ببنت شفة .
ألك خلقت هذه الحياة؟ ألك النعيم ولنا الشقاء؟ أتمشي الهوينى بين المعذبين غير آبه بتلك الرفات؟ من انت بالله عليك قل من انت ايها الات؟ هكذا ناجته نفسي بصمت وخاطبه كياني من عمق . وعلى لمسة حانية منه استفقت فحدثني قائلا: ما لك يا ابني وعلام العتاب؟ هلم اقبل الي هلم تعال وفتح معطفه الاحمر كي يظمني ويقيني لسعات البرد . لكن يا لهول ما رأيت رباه رأس مثخن بالجراح وصدر متشح بالدماء وقد كست جسمه الصلبان .تسمرت في مكاني لا اجرؤ على الاقتراب . كلمني بنبرة عتاب وقال أعاجز أنت عن حمل صليبك يا ابن آدم؟ دعه عنك جانبا وهلم إختر لك آخر فمن يتبعني لابد ان يحمل صليبه فإني من قبل قد حملت عنك صليب العار.
مددت يدي واخذت اخف وأصغر الصلبان ناداني بصوته الحنون أما قرأت؟ تطلعت بإمعان فإذا بإسمي مدون على الصليب الذي إخترت وقبل ان ارفع اليه بصري طرق كلامه مسعي أنظر ما أحمل أنا من صلبان أنظر إلي يا عابر الطريق قد حملت عنكم كل الصلبان لا تخف لقد نقشتك على كفي دعوتك باسمك أنت لي أنا شريككم في كل الضيقات هلموا اليً يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم عندها ادركت اني امثل امام رب المجد امام مسيحي البار. حمل عنا آلامنا - اوجاعنا- خطايانا مجروح لأجل معاصينا .
لذا عدت أدراجي وقد أسدلت الستار على ما فات لافتح صفحة جديدة بين يدي من حمل عني الصليب لقد خلقني من جديد وأيقنت ان ليس للشيطان سلطان على ابناء الله

صدى السنين

[الياس زاديكه]

لذا عدت أدراجي وقد أسدلت الستار على ما فات لافتح صفحة جديدة بين يدي من حمل عني الصليب لقد خلقني من جديد وأيقنت ان ليس للشيطان سلطان على ابناء الله
كلام جميل ورؤية إلاهية تقشعر لها الأبدان وإن عبرت فلا تعبر إلا على إيمان صاحبها النقي مع ربه ..
نعم هكذا هو الإنسان يخوض الحياة بكل تجاربها وملذاتها الدنوية الفانيه حتى أن يأتي اليوم الذي يرى فيه نور المسيح فيستقر تفكيره ويتراجع عن أخطاءه ويفتح قلبه للرب الذي لا خلاص إلا به لأن به يتم كل شيء وبغيره لن يتم أي شيء
تشكر أخي فؤاد لنقلك لنا هذه الرؤية المعبرة عن الأخت صدى السنين ..
تقديري ومحبتي
ألياس

[fouadzadieke]

ألك خلقت هذه الحياة؟ ألك النعيم ولنا الشقاء؟ أتمشي الهوينى بين المعذبين غير آبه بتلك الرفات؟ من انت بالله عليك قل من انت ايها الات؟ هكذا ناجته نفسي بصمت وخاطبه كياني من عمق .

أسئلة كثيرة فيها نبرة التحدّي و إرادة الصمود كما فيها إيذان بإعلان النصر على هذا الخصم العنيد الذي لا همّ له سوى أن يستعبد نفوسنا بوسائل الإغراء التي لديه. لكأنك تصرين يا أختي صدى السنين على أن هذه المعركة لن تكون لإبليس فيها غلبة بل هزيمة منكرة لأنك راغبة في حمل الصليب و قادرة على تحّمل قسوته و ثقل متاعبه. إذا كان الرب معنا فمن علينا؟ هذا ما أردتِ قوله يا سيّدتي و ستكون لك الغلبة على فكر إبليس لما لك من عزيمة التحدّي و من قوّة الإيمان. لقد وصلتني مقالتك الجميلة هذه بواسطة بريد منك حين تعذّر عليك نشرُها. آمل أن تتمكني في الأيام التالية من نشر مواضيعك بنفسك فإنه سيكون لذلك وقع أفضل على قلوب و نفوس القراء و كل عام و أنت بخير و الحمد لله على عودتك من المشفى بالسلامة و كل عام وأنت و العائلة بألف خير يا أختي المحبة و ننتظر المزيد من مشاركاتك الروحية والأدبية و الأزخينية.