Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تحقيقات بلدانية عن قرية ازخ في مجلة حمورابي الصادرة بولاية مشيكن الاميركية
تحقيقات بلدانية عن قرية ازخ في مجلة حمورابي الصادرة في ولاية مشيكن الاميركية انشر ادناه التحقيق الكامل الذي نشر عن قرية ازخ في مجلة حمورابي التي تصدر في ولاية مشيكن الاميركية , في عددها المرقم ( 13 ) الصادر للفترة ( 15 نيسان – 15 حزيران 2009 ) , مع صورة الغلاف الاول الذي يحمل صور ملونة عن ازخ .. ومجلة حمورابي هي مجلة فصلية ثقافية اجتماعية حديثة تصدر بثلاث لغات العربية والسريانية والانكليزية وتتضمن مقالات دينية وثقافية وعلمية وكل ما يخص ابناء شعبنا يصدرها المجلس الكلدواشوري السرياني القومي في اميركا ... وبهذه المناسبة نتمنى لهذه المجلة التقدم والازدهار في الوقت الذي نشكر جهود القائمين عليها لنشرهم لهذا الموضوع عن قرية ازخ مع تمنياتنا لهم بالنجاح والموفقية .. وكذلك نعتذر لوقوع بعض الاخطاء الاملائية والمطبعية وسقوط بعض الكلمات والعبارات من النص الاصلي المرسل الى المجلة للطباعة .. مع شكرنا ونقديرنا للجميع . وحيد كوريال ياقو size=14pt] تحقيقات بلدانية عن قرية ازخ ( ازخ حقيقة تاريخية باقية ) بقلم :- وحيد كوريال ياقو تمهيد :- ان فكرة الكتابة عن قريتي ومسقط رأسي (آزخ) كانت تراودني منذ مدة طويلة... ففي بداية الثمانينات من القرن الماضي، اردت كتابة شيئاً عنها في مجلة (قالا سوريايا) التي كانت تصدرها الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية التي تأسست في بغداد سنة 1972م على اثر صدور قرار منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية.. ولكني مع الاسف لم احصل في حينها على شيء يستحق الذكر بخصوص الموضوع الى ان تم غلق الجمعية وايقاف مجلتها عن الصدور، فطارت الفكرة أدراج الرياح... وفي منتصف التسعينات وفي بغداد ايضاً، راودتني الفكرة مرة اخرى للكتابة في مجلة (الفكر المسيحي)، زاوية بين الماضي والحاضر، ولكني لم استطع من تحقيق ذلك ايضاً بالرغم من علاقاتي الطيبة مع الكثير من الادباء والكتاب الذين كانوا يترددون الى جمعية اشور بانيبال، وذلك لعدم حصولي على اية مادة تاريخية موثقة بخصوص الموضوع. في سنة 2005 وبطريقة الصدفة عندما كنت اتصفح موقع (عينكاوا) وجدت على الصفحة الرئيسية – زاوية المواقع الصديقة، موقع باسم (آزخ).. وعندما دخلت الى الموقع وجدت انه لا يخص قريتنا (آزخ) التي تقع في شمال العراق وإنما يخص مدينة (آزخ) التي تقع في تركيا، وكان الموقع بأسم (www.fouadzadieke.de) وبعد مراسلة صاحب الموقع السيد (فؤاد زاديكة) والتعرف عليه، دعانا مشكوراً للكتابة عن القرية في موقعه، فطلبنا منه تخصيص زاوية في المنتديات خاصة لقريتنا (آزخ) لكتابة ما يمكن كتابته عن القرية وما سيتوفر لدينا من معلومات في المستقبل، فرحب بالفكرة واستجاب مشكوراً للطلب وخصص زاوية في المنتديات بأسم (آزخ العراق). ومنذ ذلك التاريخ بدأت اكتب ما يتوفر لدي من معلومات عامة وبسيطة عن القرية، اعتمدت فيها على ذكريات الطفولة وبعض مشاهداتي من خلال زياراتي القليلة والمتباعدة لها، وبعض ما حصلت عليه من اهالي القرية وخاصة كبار السن، والقليل الذي حصلت عليه من بعض المصادر. وكل ما ساكتبه في هذا المقال هو من هذا الموقع. وبهذه المناسبة ندعو كل من لديه اية معلومة مهما كانت صغيرة ام كبيرة عن القرية، كتابتها في الموقع اعلاه او ارسالها لنا، وسنكون شاكرين سلفاً لكل من يضيف او يعلق او يصحح اية معلومة مهما كانت لكي نصل الى حقيقة تاريخ قريتنا (آزخ). مقدمة:- قرية (آزخ) هي قرية قديمة تمتد جذورها الى عمق التاريخ، وهي احدى قرى ابناء شعبنا في شمال العراق، وهي قرية صغيرة سواء من حيث عدد السكان او من حيث المساحة والاراضي الزراعية التابعة لها... وقد كانت في السابق معزولة بسبب صعوبة المواصلات ومحرومة من اي شكل من اشكال الخدمات طيلة العهود السابقة.. ولم يشهد اهلها الاستقرار والطمأنينة وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين... بسبب الظروف الأمنية السيئة للمنطقة، وما تعرضت له القرية من اعمال العنف كالقصف والحرق والسلب والنهب وغير ذلك... فكانت الهجرة والتشرد تلازمهم باستمرار وكانوا يلجأون الى المدن القريبة والآمنة اثناء الشدة مثل (أتروش) و(القوش) و(تلكيف) و(باطنايا) و(الشيخان) و(مريبة) ومناطق اخرى كثيرة... ثم الى بغداد، واستقر الكثير منهم في هذه المدن قبل ان تبدأ موجة الهجرة الى الخارج (وحالهم بذلك حال معظم ابناء شعبنا) فمنهم الآن من يعيش في الولايات المتحدة الاميركية وكندا واستراليا ودول اوروبية عديدة مثل السويد والمانيا وهولندا وغيرها، ومنهم من هو في الدول المجاورة للعراق ينتظر الهجرة الى احدى هذه الدول... الاسم والمعنى:- واما عن معنى (آزخ) وسمى بالكردية ( ئازاخ ) , مسجلة في السجل الرسمي العراقي بأسم ( قرية ازخ ) ضمن ناحية ( المزوري ) ومركزها مدينة ( اتروش ) التابعة لقضاء ( الشيخان ) ومركزه مدينة ( عين سفني ) الذي يتبع محافظة ( نينوى ) ومركزها مدينة ( الموصل ) , وهي مثبتة ضمن خارطة العراق الادارية بأسم ( ازخ ) ايضا .. واهل ازخ يدعون انفسهم ( ازخنايي ) او ( اذخنايي ) وبالكردية ( ازخي ) . واما عن معنى ( ازخ ) فلا نعرف ماذا تعني بالضبط، وبشكل عام لا يوجد شيئاً مدوناً وموثوقاً تاريخيا بهذا الخصوص لنعتمد عليه ونأخذ به، واما ما هو منقول شفاهاً فهو ايضاً قليل جدا، وما هو معروف لدى اهالي القرية هو انه هناك (آزخ) اخرى في تركيا وان أجدادنا ربما قد قدموا منها في زمن ما، ولكن لا يتوفر لدينا دليل قاطع عن تاريخ تسمية القرية بهذا الاسم ولا عن سبب ذلك، ولا نعرف ماذا تعني (آزخ) من الناحية اللغوية ايضاً. وما هو متوفر بهذا الخصوص هو:- 1- آزخ – هي من الكلمة المغولية (آزوخ) وقد حرفت الى (آزخ) لصعوبة اللفظ وتعني المشوهة او المحروقة او المدمرة، لا يوجد معلومات مؤكدة عن سبب هذه التسمية وتاريخها... المرجع الذي يكاد يكون وحيداً هو كتاب (عجائب القدور في نوائب تيمور) لابن عربشاه المولود (1450م) وهو قريب جدا الى تاريخ الحقبة التي تلت عهد تيمور.. ويوجد من الكتاب مخطوط في المتحف البريطاني برقم (711) ويقع في (99) ورقة.. ( المصدر السيد فؤاد زاديكة – المنتديات – ازخ العراق –لمحة عن ازخ العراق 10 / 7 / 2005 ) . 2- آزخ من معنى فعل (ذهب) او (نذهب) بصفة الجمع اي (آزخ) بالسريانية (المصدر – برنامج خاص عن قرية آزخ في قناة عشتار الفضائية – 27/12/2006). 3- آزخ – بمعنى الذهب او الوفرة او العطاء، ويرجح ذلك الى كون ارض القرية تربتها خصبة ومحصولها وافر فسميت آزخ جيدة وتربتها خصبة ومحصولها وافرة فسميت ازخ لوفرة الخير والعطاء لاراضيها، بحسب ما هو منقول شفاها وايضا من برنامج ( رحلة ازخ ) – نضال منصور – قناة عشتار الفضائية 9 / 1 / 2008 . . 4- كان اسم آزخ (في تركيا) يرد ملازماً لكلمة (كزرتا) اي الجزيرة وهي جزيرة ابن عمر التي تقع فيها آزخ تركيا، اي ان كزرتا كان يعني بها آزخ وكثيراً ما كان يرد الاسمان متلازمان حتى عند المؤرخين العرب (بقردي وبازبدي) وكانت ابرشية واحدة ( المصدر فؤاد زاديكة – ازخ العراق – 5 / 7 / 2005 . ومن المفارقات الغريبة ان اهالي آزخ يسمون قريتهم (آذخ) وليس ( آزخ ) واستنادا الى هذا يدعون انفسهم ( اذخيايي ) وليس ( ازخيايي ) كما هو معروف ومتداول لدى غيرهم سواء المسيحيين او الاكراد او العرب ولا نعرف ما هو السبب في ذلك . الموقع:- تقع قرية آزخ في شمال العراق وعلى بعد (70) كم تقريباً شمال مدينة الموصل او ما يقارب (30) كم شمال مدينة (عين سفني) مركز قضاء الشيخان واقل من (10) كم شرق مدينة اتروش مركز ناحية المزوري، اي ما يقارب (40) كم الى الشرق من مدينة دهوك او في منتصف الطريق بينها وبين عقرة.. والقرية تابعة اداريا الى ناحية المزوري التابعة لقضاء الشيخان الذي يتبع الى محافظة نينوى .. وأما كنسياً فهي تابعة لابرشية العمادية (او مانكيش حاليا) التي هي احدى ابرشيات بطريركية بابل الكلدانية. يفصل القرية عن مدينة اتروش جبل صغير يسمى محلياً (كرداهولا)، وتقع شرقي القرية شقيقتها قرية (هرماشي) التي لا تبتعد عنها سوى مسافة قصيرة جداً (حوالي 1 كم) وترتبط مع آزخ بعلاقات واواصر قوية جداً الى الحد الذي يتصور الكثيرون بأن ( ازخ وهرماشي) قرية واحدة... والى الشرق من آزخ وهرماشي تقع القرى (بلان) و(تلا) و(برتا) وغيرها من القرى التي تقع أمام جبل (جاي خيري) اي جبل الخير وصولا الى عقرة واما الى الجنوب من آزخ فتقع قرية (ديرا خطرا) القديمة التي تمتد اراضيها الى نهر (الكومل) الذي يمر بالمنطقة الآثارية (خنس وبافيان) التي فيها آثار لملوك آشور، ويفصل بين القريتين جبل يسمى (نزارا)... واما الى الشمال منها فتقع قرى عديدة مثل (شكفتي ، زيدا، دحلانوي، نسرا، ربتكي، مصيف بلكيف ثم قرية بيبوزي الى الشمال الغربي ) وهي ايضا ترتبط بعلاقات قوية مع كل من آزخ وهرماشي، ويفصل بين آزخ وهذه القرى جبل يسمى (سرانسرا).. والى الشمال من هذه القرى تقع كل من (آصن) و (اركن) و(ميزي). الطريق الى آزخ:- بما ان قرية آزخ تابعة ادارياً لمحافظة نينوى، لذا يفضل ان نصف الطريق اليها من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى . فمن مدينة الموصل وبالتحديد الجانب الأيسر (الشرقي) تأخذ الطريق المؤدي الى قضاء الشيخان (عين سفني) التي تبعد حوالي (40) كم الى الشمال الشرقي وبداية يمر الطريق بجانب آثار نينوى – عاصمة الامبراطورية الآشورية، وأما في منتصف الطريق فيمر من خلال آثار (خورسابات) الآشورية ايضاً، وقبل ان تصل الى (عين سفني) يتقاطع مع الطريق القادم من القوش والذي يربط دهوك بعقرة واربيل عن طريق السهل... ومن عين سفني تأخذ الطريق المؤدي الى اتروش التي تقع الى الشمال منها بحوالي (30) كم، وفي منتصف الطريق وفي وادي كبير هو امتداد لكلي يسمى (كلي قيركي) الذي يقع فيه مزار الشيخ عادي اي (لالش) وهو اقدس مكان لدى الايزيديين... وبعد ذلك يلتقي ايضاً بالطريق القادم من زاويتة ودهوك عند نهر الكومل، والذي يذهب ايضاً الى عقرة واربيل عن طريق الجبل، بعد ان يمر بمدينة اتروش، ومنها يتجه شمالاً وشرقاً الى مفترق طريق يسمى (مفرق بيدرا دريشا).. ومن ملاحظة علامات الارشاد ستلاحظ ان الطريق الذي أمامك يذهب الى قرية شكفتي وقرى اخرى، والذي على يسارك يذهب الى مصيف بلكيف وقرية بيبوزي وقرى اخرى، وأما الذي على يمينك فهو الذي يذهب الى عقرة واربيل وهو الذي يأخذك الى آزخ التي نحن بصددها، فينحدر جنوباً وشرقاً بجانب وادي عميق يسمى (سكرا) ويلتف يميناً ثم يساراً وفجأة تظهر أمامك وعلى مسافة قصيرة قرية آزخ وكنيستها الجديدة وامامها حقولها وأراضيها الخضراء وعلى جانبيها البساتين واشجارها الباسقة وخلفها كرومها وجبالها العالية والى الشرق منها بمسافة قصيرة قرية هرماشي... وصف عام للقرية:- تقع قرية آزخ في فسحة صغيرة من الاراضي الزراعية المحاطة بالجبال من جميع الجهات ويتخللها وديان ومنحدرات مغطاة بالاشجار الكثيفة والمتنوعة والبساتين والكروم.. وتقع القرية اسفل سفح جبل وامامها تنبسط اراضيها الزراعية وتنتشر حولها البساتين والكروم.. وهي امام مدخل وادي كبير يسمى باسمها (كلي آزخ) او (كليا دماثا) وكان يحتوي على بساتين وكروم كثيرة وفيه كهوف واسعة ومغارات كثيرة استغلها اهل القرية للاختباء فيها اثناء حركات الشمال عندما كانت القرية تتعرض الى القصف بالطائرات او المدافع او الحرق والسلب والنهب.. وفي مدخل الوادي عين ماء عذب يعتمد عليها اهالي القرية في الشرب والغسل وسقي المزروعات . وخلف القرية يمتد جبل يسمى (سرانسرا) تنتشر عليه كروم كثيرة وسفحه الجنوبي ينحدر تدريجياً الى ان يصل خلف القرية مباشرة ويسمى هناك (بطخا دماثا) ويتخلل الجبل وديان عديدة منها ( رألتا دفرصو) و ( خنقا زورا) و ( ختقا كورا) ثم ( سكرا) الذي فيه عين ماء عذب وكان اهالي القرية قديماً قد عملوا ساقية رائعة جدا لايصال هذه المياه الى خلف القرية لتمر من فوق جميع الاراضي الواقعة غرب القرية ولتلتقي مع مياه عين القرية,,, وعلى الجانب الغربي من هذا الوادي يمتد جبل اخر جنوباً يسمى (كرداهولا) الذي يفصل اراضي القرية عن اتروش... واما امام القرية فيمتد جبل كثيف الاشجار وشديد الانحدار ويسمى (نزارا) ويفصل القرية عن قرية (ديرا خطرا) القديمة والتي فيها كنيسة قديمة جدا باسم القديسة (مارت شموني).. ويمتد جبل نزار الى منتصف المسافة بين آزخ وهرماشي لينتهي بانحدار شديد ثم يبدأ مرة اخرى بارتفاع اشد يمتد امام هرماشي ويسمى هناك (كيري) سطحه شديد الانحدار وهو بشكل عمودي تقريبا والناظر اليه يتصور انه امام لوحة رائعة الجمال... ويمتد هذا الجبل ليلتقي مع مرتفعات تمتد شمالاً لتفصل اراضي هرماشي عن قرية بلان والقرى الواقعة الى الشرق منها... وهذه المرتفعات هي امتدادات لجبل كبير وشاهق ووعر جدا يمتد شرقا ويسمى (جاي خيري)، واما جزءه الغربي الذي يمتد خلف هرماشي ويسمى باسمها يمتد الى ان يصل الى قمة عالية خلف آزخ ويسمى هناك (دبرك) لينتهي بانحدار شديد الى وادي (كلي آزخ) الذي ابتدأنا فيه... وأما سفحه الجنوبي فينحدر تدريجيا الى ان يصل الى شرقي قرية آزخ ويسمى هناك (بطخا دمرورَها) نسبة الى مزار القديس مار اوراها الطبيب الذي تقع مغارته الصغيرة في وادي اسفل هذا السفح وهو ايضاً مقبرة القرية وتغطيها اشجار عالية باسقة size=18pt السكان:- سكان قرية آزخ مسيحيون – كلدان – كاثوليك... حالياَ يسكن في القرية ما يقارب (30) عائلة وعدد نفوسها حوالي (120) نسمة، وأما عدد سكانها حسب احصاء 1957 فكان (78) نسمة... في بداية القرن العشرين كان يسكن القرية ما يقارب (20) عائلة.. ويقال انه كان هناك ضعف هذا العدد في السابق.. ورواية اخرى تذهب الى اكثر من ذلك حيث يقال ان الكنيسة التي هي خلف القرية كانت قديما في وسط القرية... وأما بحسب ما منقول شفاها فكان في القرية قديماً عائلتان فقط قدم اجدادهم من تركيا... احدى هاتين العائلتين قدمت من (أشيثا) والثانية من (كزرتا) وهي جزيرة ابن عمر التي تقع فيها آزخ – تركيا... ولا نعرف شيئاً عن هذه الهجرة ولا عن تاريخها... ولا نعرف ايضاً متى تحولت القرية الى الكثلكة ولا يوجد اي دليل مؤكد على ذلك سوى ما ورد عن تعديل المخطوطات العائدة لكنيستها عام 1860م . وفي هذا الخصوص يذكر الاب ( جان فيي ) في كتابه ( اشور المسيحية – بيروت 1965 ) ان عدد سكان القرية كان (60) نسمة من الكلدان.. بينما يذكر الرحالة (بادجر) الذي زار القرية سنة 1850م انه كان في القرية (15) عائلة نسطورية. العادات والتقاليد : - لا تختلف العادات والتقاليد المتبعة في قرية آزخ كثيراً عن بقية قرى ابناء شعبنا في المناطق الاخرى سواء في العادات والتقاليد الدينية او الاجتماعية او غير ذلك . العادات والتقاليد الدينية:- اهالي قرية آزخ يلتزمون بالاعياد والمناسبات الدينية كلها ويتعطلون عن اعمالهم ايام الاعياد والمناسبات ، ويحولون معظمها الى احتفالات خاصة تختلف باختلاف المناسبة مثل عيد الميلاد ورأس السنة وعيد الدنح وليلة منتصف الصوم الكبير (ليلة كوجا) وفيها يجري احتفال خاص في كل بيت باختيار اصغر طفل في العائلة، وكذلك الاحتفال بعيد القيامة وصبغ البيض واللعب فيها , واقامة شيرا عيد مار كيوركيس شفيع القرية الاول في 24 / 4 من كل سنة الذي يشارك فيه اهالي القرى والمناطق المجاورة , وكذلك الاحتفال بعيد مار اوراها الشفيع الثاني للقرية , ثم الاحتفال بعيد الصليب ( شيرا دصليوا ) الذي يجري فيه احتفال خاص ومتميز بأشعال النار ليلا في كومة كبيرة من اغصان الاشجار يتم جمعها ووضعها خلف الكنيسة والقفز من فوقها مع فعاليات واغاني ودبكات تستمر الى ما بعد منتصف الليل , وايضا الاحتفال بعيد الصعود ورش الماء ( المسردي ) وغيرها من الاعياد والمناسبات الدينية الاخرى . العادات والتقاليد الاجتماعية:- لاهالي قرية آزخ عادات وتقاليد كثيرة يؤدونها في فترات مختلفة وعلى مدار السنة، وهي ايضاً لا تختلف كثيراً عما يجري في بقية المناطق سواء ما يتعلق منها بالافراح اوالاحزان . فبالاضافة الى المناسبات الاجتماعية المعروفة مثل الزواج والخطوبة التي كان يستمر الاحتفال فيها لاكثر من ثلاثة ايام... فهم كانوا يحولون اعمالهم الى مناسبات واحتفالات خاصة بها... فقد كانت معظم الاعمال تنجز بشكل جماعي وتعاوني وبمشاركة معظم اهالي القرية، ومن الطبيعي ان يصاحب هكذا تجمع فعاليات واغاني خاصة لتشجيع العاملين وتسليتهم خلال اوقات العمل، وكذلك يتم تهيئة وتقديم اكلات خاصة... فابتداءاً من حرث الارض وزراعتها وتهيئة الكروم والبساتين ومروراً بعمليات تنظيف المحاصيل من الادغال والى عمليات الحصاد وجني المحاصيل وانتهاءاً بعمليات البيدر وقطف الكروم والزيتون، فقد كانت كل هذه الاعمال تجري بشكل جماعي وتتحول الى احتفالات خاصة وبعدها يجري تصنيع هذه المنتجات الزراعية وتحويلها الى مواد غذائية لأستعمالها في الشتاء او لبيعها او تبادلها بمواد اخرى , ومن هذه الاعمال سلق الحنطة وجرشها وقطف العنب وعمل الزبيب وكذلك عصر العنب وصناعة السيلان ( ميبختا ) وعصر الزيتون وصناعة زيت الزيتون وكذلك دق السمسم وعمل الراشي وغيرها من الاعمال التي لا يتسع المجال هنا لشرح تفاصيلها حيث كل واحدة منها تحتاج الى مقالة . المهن والحرف:- اهالي قرية آزخ مزارعون يعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية المواشي والابقار والدواجن والنحل والصيد باختلاف انواعه... فهم يزرعون الحنطة والشعير والعدس والباقلاء في الشتاء ويعتمدون على الامطار في سقيها , واما في الصيف فيزرعون الرز والتبغ والطماطة والسمسم والماش وانواع مختلفة من الخضار وكل ما يحتاجونه من خضراوات , وكان لديهم كروم لأنواع مختلفة من العنب التي يصنعون منها الزبيب والسيلان والخمر , وكما كان لديهم بساتين لمختلف اشجار الفاكهة مثل التفاح والرمان والخوخ بانواعه والعرموط والسفرجل والمشمش وغيرها مثل اشجار البطم والزيتون والتوت المنتشرة بكثرة في كل مكان , وهذه كلها كانت تحتاج الى مراعات واعمال كثيرة في اوقات محددة وعلى مدار السنة , هذا بالاضافة الى تربية المواشي والابقار التي يعتمدون على منتجاتها من الحليب لصنع كل ما يحتاجونه من البان وأجبان بالاضافة الى اللحوم حيث كانت كل عائلة او بضع عوائل تمتلك قطيعاً من الاغنام، وكان لزاماً على كل عائلة ان تملك ثوراً للحراثة وحماراً للنقل وكلباً للحراسة وكذلك يقومون بتربية الدواجن للاستفادة من البيض واللحوم ويأوون النحل للحصول على العسل . وأما الصيد فقد كان هواية مفضلة لديهم قبل ان تكون مهنة، حيث كانوا يمارسونها بكثرة وفي مختلف اوقات السنة... وكان لديهم وسائل كثيرة وعديدة للصيد، فمن استعمال بنادق الصيد والفخاخ باختلاف انواعها الطبيعية (طبكياثا) والاصطناعية بانواعها واحجامها المختلفة منها الحديدية مثل (أقولا) و (شاقولكي) والبلاستيكية او الشعرية والخيطية مثل (دابسكي) و (الشباك) وكذلك يستعملون بعض المواد اللاصقة (دبقانا) الى المصيادة اليدوية (الجطل) وغيرها . شيء من تاريخ القرية:- آزخ قرية قديمة تمتد جذورها الى عمق التاريخ وهي حقيقة تاريخية باقية، حيث تشير بعض المصادر القليلة ان تاريخ القرية يعود الى اكثر من (1400) سنة خاصة بحسب بعض الاستنتاجات التي تستند الى عمر كنيستها التي تقول انها تعود الى اكثر من (1550) سنة كما ورد في كتاب ( الرؤساء ) للاب ( توما المرجي ) وكذلك ومن تحليل مادة الكلس المبنية منها الكنيسة بعد تدميرها سنة (1987)م تبين ان عمره يقارب (1600) سنة (حسب ما نقل من اهل القرية)... وغير هذا لا نملك شيئاً تاريخياً اقدم من هذا، وليس بحوزتنا اشياء موثقة كثيرة عن تاريخ القرية، حيث قلما نجد في كتب التاريخ التي تخص المنطقة ذكراً لهذه القرية، وان الكتب التي تخص تاريخ شعبنا سواء الكلداني او الاشوري او السرياني لا تذكر اشياء كثيرة عن هذه القرية, وكذلك الكتب التي تخص تاريخ كنيستنا العريقة (كنيسة المشرق بكل فروعها) لا نجد فيها الا الشيء القليل عن هذه القرية، بالرغم من كون القرية تقع في قلب المنطقة التي انتشرت فيها المسيحية قديماً، وفي طريق تنقل القائمين عليها سواء من الشرق الى الغرب او من الشمال الى الجنوب... وان ما استطعنا ان نحصل عليه بهذا الخصوص هو بعض الاحداث التاريخية المهمة التي نسطرها ادناه بحسب تسلسلها التاريخي... • في سنة 1695م تم نسخ اولى المخطوطات الستة العائدة لكنيسة مار كوركيس في آزخ حيث يقول الاب (جان فيي) في كتابه (آشور المسيحية) قام احد الرهبان واسمه (ربان بن شابو) بالاتفاق مع القس (ديشو بن كوريال) بجمع تبرعات خصصت لنسخ اولى المحطوطات الستة العائدة الى آزخ (والتي كانت محفوظة في ابرشية عمادية وهي عبارة عن مجلد لانجيل خطه في القوش القس (يلدا ابن القس دانيال) بمساعدة اخيه الشماس (كيوركيس) لصالح كنيسة مار كوركيس الشهيد في آزخ) باسم كينا ايشو / مجلة الفكر المسيحي / العدد 385 – 386 / ايار – حزيران 2003 . • في سنة 1716م اتاحت الهبات الممنوحة لمار اوراها في آزخ مرة اخرى فرصة دفع نفقات نسخ مجموعة من مختلف الصلوات، نسخها (ايليا ابن القس يلدا) في القوش بطلب من القس (حنا بن كوريال) من آزخ وتشمل على اسئلة واجوبة بخصوص القداس المصدر اعلاه ايضا . • في سنة 1850م زار الرحالة (بادجر) قرية آزخ ويذكر في كتابه (النساطرة) انه كان فيها (15) عائلة نسطورية / كتاب النساطرة – جـ 1 – ص 132 / مجلة الفكر المسيحي . • في سنة 1860م تم اصلاح احدى المحطوطات الستة العائدة لكنيسة مار كوركيس في آزخ حيث يذكر الاب (جان فيي) /كان الناسخ الكلداني (داؤد) من برزانية يقوم باصلاح كتبهم الليتروجية سنة 1860م وهذه اشارة الى ان الكثلكة فد دخلت القرية خلال او بعد منتصف القرن التاسع عشر , المصدر اعلاه ايضا . • قي سنة 1871م قام الشماس (يلدا بن كيوركيس) والقارئ (بطرس بن القس كيوركيس) بالاستعانة بالقس (داؤد) الذي كان آنذاك يخدم في قرية (كاني فالا) بتنفيذ نسخة من كتاب الفرض الطقسي. • وفي سنة 1871م ايضا قام هؤلاء الاشخاص بمساعدة الراهب القس (ابلحد وداؤد بن عوديشو) مدبر الكنيسة باصلاح مجلد مواعظ كتاب (تفسير الايام الستة للخلق) وقصة مار كوركيس وغيرها، وكما اضاف على هذه المخطوطة ناسخ آخر يدعى الشماس (عيسى) تفاصيل عن المجمع الفاتيكاني الاول 1869م الى جانب تفاصيل عن الجراد الذي اجتاح المنطقة وآفات اخرى / المصدر اعلاه ايضا. • اما المخطوطة الاخيرة العائدة الى كنيسة مار كوركيس في آزخ والتي كانت في العمادية فكانت عبارة عن رتبة دفن الموتى تنقصها البداية والنهاية. • في سنة 1883م قام احد اهالي آزخ وهو الراهب (حنانيا بن بطرس) باستنساخ كتاب قواعد الكلدانية في دير السيدة حافظة الزروع قرب القوش / المصدر اعلاه ايضا . • في سنة 1931م رسم احد ابناء القرية وهو الشماس (يوسف منصور) كاهناً للقرية في 15/8/1931م بوضع يد مطران الابرشية آنذاك (مار فرنسيس داؤد) وبقي يخدم فيها وفي القرى المجاورة لمدة (36) سنة. • في سنة 1945م هاجر بعض اهالي آزخ الى قرية (نصيرية) التي تقع بالقرب من (باعذري) ومناطق اخرى بسبب موجة الجفاف والمجاعة التي حلت بالمنطقة... • في سنة 1961 م بعد نشوب الحركة الكردية وبسبب الظروف الامنية هاجر اهالي ازخ الى كل من القوش والشيخان لما يقارب السنتين .. • في سنة 1963م احرقت القرية بالكامل من قبل القوات الحكومية والتجأ اهلها الى اتروش بعد ان تعرضوا الى السلب والنهب وبقوا فيها شتاءاً كاملاً يعيشون على ما يجلبونه سراً وفي الليل من المواد الغذائية المحترقة في بيوتهم ( وأنا شخصياً ما زلت اتذكر طعم الرز المحروق الذي كنا لا نطيقه نحن الاطفال)، وبعدها عادوا الى القرية واعادوا بناء بيوتهم من جديد... • في سنة 1965م قصفت القرية والمنطقة بالطائرات والمدفعية وقتل في هذه السنة (3) نساء من قرية هرماشي المجاورة كما جرح معظم اهالي القرية من اطفال ونساء وشيوخ مما اضطروا بسبب هذه الفاجعة ان يهاجروا الى (مريبة) وتبعهم بذلك اهالي آزخ بعد ان حجزوا شتاءاً كاملاً في كهف في قرية (بلان) عندما كانوا في طريقهم الى (مريبة) ومنها الى (القوش) ومناطق اخرى، ورجع بعضهم الى القرية بعد سنة تقريبا. • في سنة 1969م احرقت القرية مرة اخرى مما اضطر من كان قد تبقى فيها الى تركها والهجرة الى قرى تقع الى الشمال منها مثل (زيدا) و (دحلانوي) بالاضافة الى من كان قد هاجر الى القوش. وفي هذه السنة قتل احد ابناء القرية (بطرس اسحق) غدراً من قبل مجموعة من الاكراد. • في سنة 1970م وعلى اثر صدور بيان آذار ومنح الحكم الذاتي للاكراد، عاد معظم اهالي قرية آزخ واعادوا بناء بيوتهم المحترقة مرة اخرى . • في سنة 1975 م وبعد تجدد الحركة الكردية من جديد تعرضت القرية الى ظروف امنية صعبة جدا فهاجر الكثير منهم الى بغداد والقوش واماكن اخرى , ولكن بعد انتهاء الحركة بأتفاقية الجزائر عاد قسم منهم الى القرية واعادوا بناء بيوتهم من جديد . • في سنة 1987م هدمت القرية مرة اخرى بالكامل وجرفت بيوتها بالجرافات وسويت بالارض مع الكنيسة التي كانت لوحدها قد سلمت في المرات السابقة بسبب بنائها المتين، من قبل القوات الحكومية في حملة الانفال سيئة الصيت، ورحََل اهلها قسراً الى مجمع اتروش وبقوا هناك الى ما بعد احداث 1991م وقيام الامم المتحدة بجعل شمال العراق منطقة ملاذ آمن. • بعد سنة 1991م عاد بعض ابناء القرية اليها من مجمع اتروش واعادوا بناء بيوتهم بمساعدة منظمات انسانية والتي قامت بتوفير بعض الخدمات الانسانية في القرية مثل ايصال مياه الشرب الى البيوت وصب سواقي مياه الري وغيرها.. مما شجع عدد آخر من ابناء القرية الى العودة اليها وتم بناء بيوت لهم من قبل المنظمات الانسانية وعلى مراحل عديدة. • في سنة 2001م تم اعادة بناء كنيسة القرية بتمويل من منظمة (العون للكنيسة المحتاجة) وعلى انقاض الكنيسة القديمة المهدمة وبنفس ابعادها (6 * 16) م مع غرفتين ملحقة بها ومطبخ ومرافق صحية، هذا بالاضافة الى بناء مجموعة اخرى من البيوت وبطراز افضل من الاول. • في سنة 2006م تم اعادة بناء القرية من جديد ووفق تصميم وطراز حديث حيث تم بناء (25) داراً حديثة كمرحلة اولى مع قاعة للمناسبات بجوار الكنيسة من قبل لجنة شؤون المسيحيين في حكومة اقليم كردستان العراق. آزخ في المصادر:- قليلة هي المصادر التي ذكرت آزخ او اشارت اليها، فلم يرد اسم قرية آزخ في المصادر التاريخية سواء التي تخص المنطقة او التي تخص الكنيسة إلا نادراً.. وما استطعنا التقاطه في هذا المجال هو: • ورد اسم آزخ في كتاب (الرؤساء) للاب (توما المرجي) ويذكر انها قرية قديمة يعود تاريخها الى اكثر من (1550) سنة استناداً الى عمر كنيستها. • ورد اسم قرية آزخ في خارطة القرى المسيحية في شمال العراق التي اعدها الاب (يوسف اومي) الدومنيكي / مدير معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل، ويحدد موقعها (45) كم شمال قضاء الشيخان ضمن منطقة المزوري - رقعة شمكان. • ذكها الاب (جان فيي) في كتاب (آشور المسيحية) – جـ1 – بالفرنسية – بيروت 1965م، يذكر انها تقع شمال (ديرا خطرا) ويسكنها حوالي (60) من الكلدان، وفيها شواهد قبور مسيحية قرب عين ماء تسمى (مار اوراها الطبيب) بالاضافة الى تفاصيل عن المخطوطات الستة العائدة الى كنيستها. • يذكرها الرحالة (بادجر) الذي زارها في سنة 1850م في كتابه (النساطرة) – جـ1- ص392، ويقول انه لم يكن لهذه القرية كاهن. ويبلغ عدد المسيحيين فيها (15) عائلة نسطورية. • ورد ذكرها في كتاب (القوش عبر التاريخ) للمطران (يوسف بابانا) ضمن حقل العوائل التي قدمت الى القوش من آزخ ويذكر عائلة واحدة فقط. والحقيقة انه هناك اكثر من عائلة هاجرت آزخ وسكنت القوش منها عائلة كاتب هذه السطور، وعوائل كثيرة اخرى وفي اوقات مختلفة كانت تلجأ الى القوش لفترات معينة اثناء الشدة هرباً من الظلم والاستبداد وطلبها للامن والامان، حيث كانت القوش تعتبر ملاذهم الآمن بالرغم من كونها بعيدة نسبيا من آزخ إلا انها كانت قريبة منها جدا بالعلاقة، ولاهالي آزخ علاقات واواصر اجتماعية وتجارية قوية مع اهالي القوش. • يذكرها القس (ميخائيل ججو بزي) في كتابه (بلدة تلكيف – ماضيها وحاضرها) – الموصل 1969 – ص 151 / ان عائلة آل (حنو زورا) قدمت الى تلكيف من قرية آزخ في الجبل. • ورد ذكرها في كتاب (كلدان القرن العشرين) لمؤلفه الاب المرحوم الدكتور (حنا شيخو) الصادر في ديترويت – 1992 فيما يخص قرية آزخ في الفصل الاول ص 7 ويحدد موقعها في الخارطة المرفقة بهذا الفصل ص 10 ضمن سلسلة القرى الواقعة بين فرعي نهر الزاب الكبير الشمالي ونهر الكومل الى الشرق من (برتا) و (تلا) والحقيقة ان القرية تقع الى الغرب من هذه القرى وليس شرقها. • ذكرت في مجلة الفكر المسيحي – العدد 385 – 386 ايار – حزيران 2003 بين الماضي والحاضر ص 132 – 133 مقال للسيد ( باسم كينا ايشو ) وهيئة تحرير المجلة ويذكر معلومات عامة عن القرية وتاريخها وكنيستها ومزارها والمخطوطات الستة التابعة لكنيستها مستندا الى ما ذكره الاب - جان فيي) في كتابه (اشور المسيحية) والرحالة (بادجر) في كتابه (النساطرة). • اشار اليها السيد (فؤاد زاديكة) صاحب موقع www.fouadzadieka.de والذي هو من آزخ تركيا في منتديات الموقع، بالاضافة الى مقالات عديدة لكاتب هذه السطور عن القرية في زاوية آزخ العراق. • تم عرض عدة برامج عن قرية ازخ في قناة عشتار الفضائية منها برنامج خاص عن اعادة اعمار القرية بتاريخ 27 / 12 / 2006 وبرنامج رحلة ازخ في 9 / 1 / 2008 وبرنامج هدية عشتار في 27 / 12 / 2006 وبرامج ولقاءات متفرقة اخرى . المواقع المهمة:- المواقع المهمة في قرية آزخ كثيرة ولكن الكثير منها مهملة ومتروكة وغير مستغلة بصورة صحيحة ومن هذه المواقع:- 1- الكنيسة:- كنيسة القرية هي بأسم القديس مار كوركيس الشهيد وهو شفيع القرية الأول وتقع خلف القرية مباشرة ويعود تاريخها الى القرن الرابع او الخامس الميلادي بحسب بعض المصادر منها كتاب الرؤساء، بينما يذكر الاستاذ فؤاد زاديكة في منتديات موقعه انها قد بنيت سنة (1535م)، ومن تحليل الكلس المبنية منه الكنيسة ذكر اهالي القرية بأن عمره (1600) سنة. وكانت الكنيسة مبنية من حجر الباز بأحجام كبيرة والكلس، وشكلها مستطيل، وبابها صغير ومنخفض وباحة مسيجة وقاعة للمدرسة ملحقة بها... تم تدمي الكنيسة وتسويتها بالارض بواسطة الجرافات سنة 1987 من قبل الحكومة العراقية .. تم اعادة بناء الكنيسة على طراز حديث وعلى انقاض الكنيسو القديمة وبنفس ابعادها من قبل منظمة ( العون للكنيسة المحتاجة ) وتم افتتاحها في 16 / 1 / 2001 باحتفال كبير .. اخر من خدم هذه الكنيسة كان القس ( يوسف منصور ) وهو ابن القرية وشماسها ثم رسم كاهنا , يشرف على خدمتها حاليا كاهن كنيسة القديسة تريزا الطفل يسوع في قرية هرماشي المجاورة . 2 - مزار مار اوراها الطبيب:- مار اوراها هو الشفيع الثاني للقرية، ومزاره يقع على مسافة (150م) شرقي آزخ، وهو ايضاً مزار قديم وذكر في بعض المصادر مثل كتاب الرؤساء. وهو عبارة عن مغارة صغيرة ومنخفضة في داخلها بركة ماء صغيرة وشحيحة المياه تجف احيانا كثيرة، يتبرك بها المؤمنون ويستعملون ماؤها لشفاء بعض الامراض وكان الناس يقصدونه من مختلف الانحاء القريبة والبعيدة وحتى الحدود التركية والايرانية وهو ايضا مقبرة القرية وفيه اشجار كبيرة باسقة وعالية جدا. وعن قصة مار اوراها... يقال انه كان يسكن قرب قرية هرماشي المجاورة وبسبب ما ضجر هناك ، فحمل صخرته الكبيرة على ظهره ومسك بيديه من جانبيها من الاسفل ونقلها الى هذا الموقع بالقرب من آزخ، وهكذا طبع ظهره وآثار اصابعه عليها بقدرة الله ليسهل نقلها. وهناك قصة اخرى تقول بان مار اوراها قد جاء الى هذا المكان وجلس ليرتاح واسند ظهره الى تلك الصخرة فطبع عليها بقدرة الله واتخذ شكلاً مكوراً لكي يرتاح اكثر ولا يتألم ظهره، ولهذا تستعمل هذه الصخرة للشفاء من آلام الظهر وذلك بالاتكاء عليها وفرك الظهر بها. وهي موضوعة على جانب الطريق، ولدى اهالي القرية قصص وحكايات كثيرة عن هذه الصخرة وشفاء المؤمنين المتبركين بماء مار اوراها، ويتراءى لهم ويظهر في احلامهم وهو برفقة شفيع القرية الاول مار كوركيس وهما ممتطيان جواديهما الاحمر والابيض وخاصة فوق ساقية المياه المجاورة للقرية (دراوا) في منتصف المسافة بين مزار مار اوراها وكنيسة مار كوركيس التي تقع خلف القرية مباشرة. 3 - صوامع الرهبان:- هناك الكثير من صوامع الرهبان ( قلايا ) المنتشرة في الوديان والجبال المحيطة بالقرية استخدمها الرهبان قديما للتزهد والتوحد، كلها مهملة ومتروكة او مندثرة في الوقت الحاضر. 4 - كلي القرية – كلي آزخ او (كليا دماثا):- وهو وادي ( كلي ) كبير يقع خلف القرية، في مدخله ماء عذب، كان فيه كروم كثيرة، وتنتشر فيه كهوف كبيرة ومغارات كثيرة استخدمها اهالي القرية للاختماء بها اثناء تعرض القرية للمخاطر. 5 - كلي ديرا خطرا:- وهو الوادي الذي يتشكل عند نقطة نهاية جبل (نزارا) الذي يمتد امام آزخ وبداية جبل (كيري) الذي يمتد امام هرماشي، وهو وادي ضيق جداً تمر من خلاله جميع المياه المنبعثة من اراضي آزخ وهرماشي التي تنحدر جنوباً الى ان تصب في نهر الكومل، ويصلح هذا الوادي ان يكون موقعاً سياحياً جميلاً جدا ( مصيف ) لو استغل بشكل صحيح كبناء سد صغير فيه لحجز المياه خلفه وجعل بحيرة صغيرة وشلال عال لتلطيف الجو وجذب السياح الى هذا المكان بعد بناء المرافق السياحية الاساسية، وتكتمل الصورة اكثر لو ربطت المنطقة بالمنطقة الاثارية (خنس وبافيان) التي فيها اثار لملوك آشوريين والتي تقع الى الجنوب منها لمسافة قصيرة وعلى نهر الكومل. كلمة اخيرة:- والخلاصة نستطيع ان نقول ان قرية آزخ هي قرية قديمة وكان فيها كنيسة قديمة ايضاً يعود تاريخها الى اكثر من (1400) سنة، وكان فيها مخطوطات نسخت من تبرعات اهل القرية ونذور ومزار مار اوراها، وانا شخصياً اتذكرها واتذكر كيف كان اهالي القرية يحملونها قبل كل شيء عندما كانوا يهاجرون في كل مرة، واتذكر كيف استطاع اهالي القرية في سنة 1965م من ايصالها الى مريبة مع بقية المستلزمات التابعة للكنيسة عندما هاجروا اليها... واما بعد ذلك فحسب معلوماتي من اهالي القرية انه تم تكليف احد ابناء قرية (تلا) لايصالها الى (باطنايا) التي كان قد هاجر اليها القس (يوسف منصور) والذي توفي فيها في 13/2/1967، وكان قد طلب بدفنه في دير السيدة في القوش وكذلك كان قد اوصى باهداء هذه الكتب والمستلزمات الى دير السيدة... الا انه لم يدفن في دير السيدة ولا نعرف ماذا كان السبب، واما الكتب والمخطوطات فقد اختفت منذ ذلك التاريخ ولا نعرف شيئاً عنها بالرغم من محاولات اهل القرية فيما بعد لغرض ارجاعها الى كنيسة القرية . اما اهالي قرية آزخ ، فبالرغم من الظروف القاسية التي مروا بها والصعوبات التي لاقوها وخاصة بعد منتصف القرن العشرين الا انهم استطاعوا ان يحافظوا على قريتهم ، وكانوا يعودون اليها ويعيدون بناءها في كل مرة تحرق او تدمر ولمرات عديدة، حيث كانت الهجرة والتشرد صفة ملازمة لهم باستمرار حيث كثرت هجراتهم وتعددت كثيرا , فمن الهجرات القديمة التي كانت بسبب المعيشة او لطلب حياة افضل الى الهجرات الحديثة بعد منتصف قرن العشرين بسبب الظروف الامنية، حيث كانوا يضطرون الى ترك بيوتهم وممتلكاتهم ويهاجرون الى مناطق مختلفة مثل اتروش والقوش والشيخان وبغداد وغيرها التي ما زال قسم منهم يعيش فيها واستقر هناك ولكن الكثير منهم بدأ بالعودة الى القرية مؤخراً.. هذا بالاضافة الى الهجرة الى الخارج التي تفاقمت مع نهاية القرن العشرين وخاصة بين صفوف الشباب والتي هي ايضا بسبب الظروف الامنية والحياتية او بحثا عن الحياة الافضل، فهناك الكثير من اهالي القرية يعيشون في دول مختلفة مثل الولايات المتحدة الاميركية وكندا واستراليا ودول اوربية مختلفة وعلى سبيل المثال هناك اكثر من ( 20 )عائلة منهم يعيشون حالياً في مشيكن فقط... وهناك الكثير منهم في الدول المجاورة للعراق في طريقهم الى الهجرة... ومن هذا تبين ان اهالي آزخ لم يعرفوا الاستقرار ابدا ولم يتذوقوا الاطمئنان مطلقاً ولم ينعموا بالامان بتاتاً ولم يشهدوا السلام في قريتهم طيلة القرن الماضي بسبب موقع القرية على الخط الفاصل بين المناطق التي كان يسيطر عليها الاكراد والمناطق التي كانت تسيطر عليها الحكومة العراقية حيث كانت القرية على خط النار او في جبهة القتال دائما. المصادر : - • السيد فؤاد زايدكة www.fouadzadieke.de – المنتديات – آزخ العراق – لمحة عن آزخ العراق – 2005/7/5 ومواضيع اخرى . • رحلة آزخ (نضال منصور) قناة عشتار الفضائية. • جان فيي كتاب آشور المسيحية 1965. • كتاب (الرؤساء) للاب توما المرجي. • مجلة الفكر المسيحي العدد 385 – 386 – حزيران 2003. بقلم باسم كينا ايشو ص 132-133. • كتاب النساطرة بادجر ص 132 – عن مجلة الفكر المسيحي. • كتاب القوش عبر التاريخ للمطران يوسف بابانا . • كتاب كلدان القرن العشرين للاب حنا شيخو . • برامج مختلفة في قناة عشتار الفضائية . التعديل الأخير تم بواسطة وحيد كوريال ياقو ; 02-08-2010 الساعة 09:37 AM |
#2
|
||||
|
||||
عزيزي الأستاذ وحيد كوريال الجزيل الاحترام
لا أعرف كيف أشكرك على هذا التحقيق الكتابي, الذي فتح آفاقاً جديدة لنا, فيما يخص تاريخ بلدتنا الحبيبة آزخ في العراق. في الحقيقة سمعتُ عن آزخ العراق و لأول مرة من كتابات الأب الفاضل و الصديق المحبّ يوسف سعيد الأزخيني الذي عاش في العراق لفترة طويلة. لم أكن أعلم بأن هناك بلدة في العراق تدعى بهذا الاسم, و عندما فتحت موقعي هذا, كنت أود من خلاله نشر ما يمكن من كتاباتي التاريخية و الأدبية و الشعرية, و كانت و لا تزال محبة آزخ طاغية على حياتي. أعتقد بأن العوائل التي نزحت عن آزخ تركيا, إلى العراق المجاور و إلى غيره من البلدان الأخرى, حملت معها زوّادة حبها لآزخ تركيا, فحين استقرّ بها المقام في هذه البقعة الطيّبة من أرض العراق, أرادت أن تُبقي على وهج هذه المحبة و رباط التواصل التاريخي, بينها و بين آزخ تركيا الأم, لذا أسمت المكان الذي سكنوا فيه مقيمين بآزخ تيمنا بالبلدة الأم, كل من عاش أو يعيش في آزخ سيحمل في قلبه محبة كبيرة لها و ولاء صادقا وفيّاً. و كنيسة مار كوركيس توجد أيضا في آزخ, و أعتقد أن العوائل التي نزحت عن آزخ تركيا و استقرت فيما سمي بعد بآزخ العراق, أرادت أن تحيي ذكر قديسها البار فأنشأت كنيسة على اسمه. و القول المأخوذ عن الشيوخ و كبار السن في آزخ العراق من أنهم كانوا بالأصل من تركيا, فهذا يدل على أنهم من آزخ, هم بنوا آزخ جديدة. و لو لم يكونوا من آزخ تركيا لما أسموا بلدتهم بهذا الاسم (آزخ) لكانوا أسموها جزيرة (كزرتا) مثلا. لكن أن تسمى و بالتحديد (آزخ) فهذا دليل قاطع على أن أصلهم من آزخ تركيا. أما بخصوص الانتماء القومي, إني و من خلال أبحاثي و المراجع التي وقعت تحت يدي و السؤال و الاستفسار الدائم عن الأصول الأولى لساكني بلدة آزخ, كانت النتيجة دائما تؤكد بأن الآشوريين كانوا أول من سكن تلك البلدة و أقاموا فيها. و من ثم قدمت عوائل كلدانية من مختلف المناطق المحيطة بآزخ و سكنت فيها و كذلك عوائل و بيوتات سريانية. و على ما يذكر لي جدي المرحوم (من أمي حانة) قرياقس يونو جمعة بأن أجداده الذين قدموا من باسحاق إلى آزخ كانوا يعتنقون المذهب الكلداني, أو هم يتبعون الكنيسة الكلدانية. لكن اختلاط الشعوب و الأقوام فيما بينها أضاع علينا رأس الخيط. ليس معيباً ألا يبقى من تراث آبائنا و أجدادنا ما يشير إلى أصولنا الأولى كشعب آزخ. إن الحروب و الويلات و الدمار و التهجير و أعمال النهب و السطو و التعديات و غيرها من المؤثرات لم تترك لهذا الشعب أية فرصة ليقوم بكتابة تاريخه, و إن كان كُتبَ شيءٌ ما, فهو ذهب أدراج الرياح تحت سطوة الهجرة و الدمار و القتل و الحرق و التخريب الخ. أكثر ما لدينا, و كما تفضلت به مشكوراً في هذا البحث الغني بالمعارف و المعلومات, يعتمد على النقل و الرواية, كل الدلائل المادية و المكتوبة ضاعت أو أتلفت, حتى الأديرة و الكنائس و التي هي شواهد تاريخية, فإنه تمّ التلاعب بها و نهبها و حرقها و تدميرها و نقل حجارتها لتبنى منها بيوت أو مساجد. همجية العصور لم تُبقِ على أيّ شيء من تاريخنا, و أنا أيضا مثلك و مثل كل الغيورين على مصلحة الحقيقة لمعرفتها و التاريخ لإنصافه, أبحث باستمرار عن أية معلومة, مهما كانت صغيرة يمكن أن تقود إلى نتيجة أو بيّنة أو حقيقة تاريخية. لم تولَ بلداتنا أية أهمية من حيث البحث و التنقيب عن الآثار و الحفريات. كنا سمعنا بأن بعثة إيطالية تقوم بالكشف و التنقيب و الحفريات في آزخ تركيا, لكننا لم نسمع شيئا عن نتائجها. إن الأنظمة الحاكمة الفاسدة. ساهمت هي الأخرى في إضاعة تاريخنا و في طمسه و إتلافه, لغايات معروفة. ليس بمقدور أي باحث صادق و أمين في تاريخ منطقتنا أن يستنكر تاريخ أجدادنا من بابليين و آشوريين و كلدانيين و آراميين و كلهم من أصل واحد, فكل الدروب إلى الطاحون تؤدي. مرة أخرى أشدّ على يديك يا أستاذ وحيد على ما قدمته من معلومات و ما بذلته من جهد في التقصي و البحث و التحري لتقدم لنا أملاً يمكن أن يكون بذرة لمحصلة فيها فرح لنا جميعا, بمعرفة تاريخنا الضائع. إن كلّ لبنة تُضاف إلى هذا البحث أو غيره, فإنما ستكون فيها فائدة عظيمة. فؤاد زاديكه ألمانيا في 28 شباط 2010 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|