إنقاذ طفلة من الغرق

[SamiraZadieke]

إنقاذ طفلة من الغرق

كنت طفلة في السابعة من عمري وحيث كنت ألعب خارجا عند جسر الجقجق الصغير الواقع في مدينة القامشلي حارة البشيرية، والذي يجري من تحته نهر الجقجق الذي تأتي مياهه من منابع (آفا س?ي) من تركيا وقد شاهدتُ وزوجي أثناء زيارتنا الأخيرة قبل عدة أعولم لتركيا هذا المجرى المائي العذب والرقراق وحيث أقامت الحكومة التركية عدة سدود وحواجز عليه لتقطعه عن القامشلي وفعلا لم تعد نقطة ماء واحدة تصل منه إلى القامشلي.

كان بني درج من الإسمنت يصل بين البيوت القريبة من هذا النهر في حارة البشيرية مع النهر، كنتُ جالسة أنظر متأملة ببراءة الأطفال ومستمتعة بتقلبات الموج وجريان الماء وسماع صوت خريره وهو يتدفّق لتغادر موجة وتأتي أخرى وهي تغدق بالخضرة والنماء والفرح، وإذ بي أرى طفلة صغيرة مثلي أعرفها وهي تدعى (ليلى) تصغرني بعام واحد، تلعب بالماء براحة يديها فتملأهما بكمية منه ثم ترفع يديها إلى أعلى وتترك الماء يسقط إلى حيث أخذته منه وتتالت فعلتها هذه وألاحظ علامات البهجة والحبور تأخذ بمجامع قلبها ونفسها البريئة وكان كل هذا اللهو واللعب يتمّ بطيب ومتعة وهدوء، رايتها تقترب إلى الماء أكثر ثم تحاول من جديد أن تعيد الكرّة وهي تحسب أنها بهذا سوف تتمكن من الإمساك بكميات أكبر من الماء مما سيحقق لها متعة أكبر.

كنتُ أتأملها وأفرح للعبها وتسليتها وأحسّ كأنني التي ألعبُ بدلا عنها، لستُ أدري كيف أن تلك الطفلة تدحرجتْ فجأة ثم سقطتْ في مياه النهر الجارية، ورأيتُ كيف أن أمواجه صارتْ تجرفها إلى حيث تسير وهي تبتعد رويداً رويداً عن مسرح العملية ومكان سقوطها، فأسرعتُ بالجري إلى بيت أهلها الذي كان على مقربة من النهر ودخلت الحوش فرأيتهم مع جيرانهم جالسين في الحوش وهم يتسامرون ويشربون الشاي فقلتُ لهم: ليلى وقعتْ في الماء، فأجابوا: ماذا؟ ثمّ هرع الجميع خارجاً واجتمعتْ الناس لدى سماعهم الخبر لترى ما الذي ستكون نتيجة البحث، وكانت موجات المياه جرفتها مسافة تزيد عن المائة متر وحيث كان عمق القاع بحدود الثمانين سم.

بعد ساعة من البحث المضني والمكثف تم العثور على (ليلى) وكانتْ جوفها امتلأت بالماء فتمّ إخراجه من بطنها و قاموا بمعالجتها.

عاشتُ (ليلى) وفرحتُ جداً وأدركتُ في تلك اللحظة أن عناية الرب أرسلتني إليها لأساهم في إنقاذها، ولو لم أجدها وأخبر أهلها بالأمر لماتتْ، ولا أستطيع وصف فرحتي عندما تزوجتْ (ليلى) فقلتُ في نفسي: ألف حمد وشكر لك يا ربّ، وأقول لكم: إن إيماني بالرب يسوع قوي جداً وأنه كانت له مشيئة في هذا وما يؤكد ذلك أن ابن عمتي ايلي المدعو (جميل) هو الآخر أنقذني مع غرق مؤكد في بلدة الزهيرية في نهر دجلة وأنا لا أجيد السباحة قلت (لفؤاد) والشباب أنتم اسبحوا وأنا سأبقى هنا على الشاطئ غير العميق ولن أسبح ولم أشعر إلا وأنا أصارع أمواج الموت وهي تغطس بي وتصعد مرة أخرى إلى فوق السطح وكنتُ كلّما صعدتُ إلى فوق أؤشر بيدي وحيث كانوا ابتعدوا عني إلى أن لاحظ (جميل) إشارات يدي فقدم إليّ وأنقذ حياتي وتذكرتُ في تلك اللحظة (ليلى) وقلتُ: إني أخذتُ منك يا رب ما لم أكن أستحقه، فشكراً لك على كل هذا! وزادتْ ثقتي بالمقولة القائلة: منْ يعمل خيراً، يلق جزاءه في يوم ما.

أشكرك أيها الرب الإله على إرسالك إياي لإنقاذ (ليلى) وأشكرك على إرسالك (جميل) ليقوم بإنقاذي، وأصلّي كذلك لجميع أطفال العالم لكي يظلوا في مأمن، وبعيداً عن كل مكروه وخطر.

يا رب اجعلنا من أبنائك الصالحين، وأبعدنا عن الشّر لئلا نغرق في وحول هذا العالم الفاني... يا رب فديتنا بدمك الطاهر لتخلّصنا من الخطيئة، نشكرك يا رب... اقبلنا لندخلْ جنات نعيمك لك المجد إلى الأبد.

إني سعيدة جداً لأني قمتُ بمثل هذا العمل الحسن وأنا هكذا صغيرة على الحياة!

[georgette]

عزيزتي سميرة
انه لعمل عظيم قمت به وانت في سنك الصغير ذاك والحمد لله لانك لم ترم بنفسك بعدها ،ان تصرفك كان عين العقل وعلى ابن عمتنا جميل لم اتصور باني يوم من الايام كنت له شاكرة بشئ والان هذا ،جزاكي الله خيرة يا سميرة.
اسمعت هذه النكتة ؟
في يوم من الايام المشمسة خرج احدهم لشم الهواء العليل على وجه الماء واذا به يسمع صوتا طالبا منه النجدة ،نظر الى الاسفل ورأى شاب يغرق بلا تردد رمى بنفسه في المياه واخرج الشاب منها ،قال له الشاب بتلعثم شاكرا له /الرب يجعل ايامك كلها صفاوة وهناء على ما صنعت معي /وعلى ما يقول المثل افعل خيرا وارميه في الماء يجزيك الرب خيرا / فنظر له ذاك متعجبا احقا ما تقول ؟ فاجابه نعم .
فاذا به يحمله و يرميه ثانية بالماء هاها ها ها