إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ (مز1:22) .
هذه هي الكلمات الأولى في هذا المزمور الثمين نرى فيه احاسيس الرب يسوع المسيح الداخلية في مواجهة الصليب ، والتي تكشف كلماته عن ذروة آلامه ، وقد خرجت هذه الكلمات من بين شفتيه المُباركتين عندما غطت الظلمة الأرض . وهي تأتي بنا وجهاً لوجه أمام الأعماق التي لا تدرك التضحية المسيح كحامل الخطايا ، والذي وُضع عليه إثم جميعنا . أما ورود هذه الكلمات في مستهل هذا المزمور فله مغزاه . فلم يبدأ المزمور بآلام المسيح من يد البشر - وهذا هو الترتيب التاريخي - لأن أية آلام قد تحملها ابن الله من يد البشر لا يمكن ان تصنع الكفارة عن الخطية . أما ما جرى بين الله وحمل الله خلف الستار ، والذي لا تستطيع نفس الإنسان ان تنفذ إليه ، فقد فجّر من الصخرة المضروبة نهر النعمة الشافية . ومن ثم فنحن نرى هنا ، على أعتاب هذا المزمور الجانب الإلهي لعمل المسيح الكفاري لأجل الخطاة الضالين .