Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
إسرائيل تنقلب على الأسد
إسرائيل تنقلب على الأسد
22Share “اسرائيل انقلبت على نظام الرئيس بشار الأسد ولم تعد تتمسك ببقائه من أجل ضمان الأمن والاستقرار على حدودها بل انها أسقطته فعلاً من حساباتها حتى قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية الواسعة في سوريا وقبل تنظيم السلطات السورية مسيرات في اتجاه جبهة الجولان المحتل”. هذا ما ادلت به الينا مصادر ديبلوماسية أوروبية وثيقة الاطلاع في باريس. وأوضحت ان كبار المسؤولين الاسرائيليين الكبار حرصوا على تأكيد هذا الموقف في اتصالاتهم الرسمية مع ادارة الرئيس باراك أوباما ومع المسؤولين الفرنسيين والبريطانيين ومع جهات اقليمية، مشيرة الى أن القيادة السورية مطلعة على هذا التحول في موقف الدولة العبرية منها. واستناداً الى المصادر الأوروبية، يعود هذا الموقف الاسرائيلي الى العوامل الأساسية الآتية: أولاً – المسؤولون الاسرائيليون على اقتناع بأن ما يحفظ الهدوء والاستقرار على حدودهم مع سوريا ليس الارادة السلمية لنظام الأسد بل ميزان القوى العسكري الذي يجعل المسؤولين في دمشق يدركون ان اسرائيل تستطيع الحاق دمار هائل في المنشآت العسكرية والمدنية والحيوية السورية اذا قرروا استخدام القوة العسكرية لمحاولة استعادة الجولان أو اذا فتحوا الجبهة أمام النشاطات العسكرية النظامية وغير النظامية. ويرى المسؤولون الاسرائيليون انه اذا سقط نظام الأسد فان النظام الجديد لن يجازف بتحدي اسرائيل عسكرياً لأنه سيدفع ثمناً باهظاً يهدد وجوده. وهذا هو الضمان الاساسي بالنسبة الى الدولة العبرية. ثانياً – أثبتت التجارب ان الأسد ليس رجل سلام بل انه يتمسك علناً بالسلام من أجل تغطية نياته الحقيقية، اذ انه يخوض حرباً غير مباشرة مع اسرائيل عبر اللبنانيين والفلسطينيين فيعزز القدرات العسكرية القتالية والصاروخية ﻟ “حزب الله” ويشجع اللبنانيين على ابقاء بلدهم ساحة مواجهة مفتوحة مع الدولة العبرية. وهذا التصرف السوري يشكل تهديداً استراتيجياً لاسرائيل. وضمن هذا النطاق حذرت حكومة بنيامين نتنياهو نظام الأسد من طريق واشنطن وباريس من أن أي حرب مقبلة بين “حزب الله” واسرائيل لن تقتصر على الساحة اللبنانية بل انها ستشمل سوريا أيضاً. ثالثاً – يرى الاسرائيليون ان الأسد يحافظ في الواقع على نظامه ومصالحه الحيوية واستقرار سوريا وليس على أمن اسرائيل بابقائه جبهة الجولان مغلقة منذ العام 1974 أمام النشاطات العسكرية. لذلك يرفض النظام السوري السماح بوجود تنظيم مسلح مماثل ﻟ”حزب الله” في أراضيه يمتلك كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ ويحتفظ بقرار المواجهة مع اسرائيل بمعزل عن سلطة الدولة كما هو الحال في لبنان. رابعاً – دعم الاسرائيليون سراً الانفتاح الأميركي – الفرنسي – الأوروبي على نظام الأسد من أجل ابعاد هذا النظام تدريجاً عن ايران واضعاف المحور السوري – الايراني. لكن هذا الانفتاح الغربي فشل، ذلك ان نظام الأسد يعطي الأولوية للتمسك بتحالفه الوثيق مع ايران والقوى المتشددة في المنطقة مما يشكل تهديداً محتملاً لاسرائيل. ونقل تقرير أصدرته “مجموعة الأزمات الدولية” عن مسؤولين أميركيين قولهم: “صار لدى قيادات اسرائيلية اقتناع بأن مصلحة اسرائيل لم تعد تقضي باستمرار وجود نظام الأسد نظراً الى علاقاته الوثيقة مع ايران وحزب الله وحماس”. خامساً – المسؤولون الاسرائيليون على اقتناع بأن أي نظام جديد في دمشق سيحتاج الى اقامة علاقات جيدة ومتطورة مع أميركا والدول الغربية عموماً ومع الدول العربية المعتدلة من أجل اصلاح أوضاع سوريا ومعالجة مشاكلها المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية الصعبة، مما سيؤدي الى اضعاف المحور السوري – الايراني والى تغييرات مهمة في الساحتين اللبنانية والفلسطينية. كما ان اسرائيل ليست خائفة من حدوث فوضى في سوريا اذا سقط نظام الأسد لأن هذه الفوضى ستكون موقتة وستجعل السوريين يركزون جهودهم على معالجة مشاكلهم الداخلية. وقال لنا ديبلوماسي أوروبي مطلع على تطورات هذه القضية: “لو كانت اسرائيل قادرة على انقاذ الأنظمة العربية وحمايتها من الاضطرابات الداخلية لعملت على انقاذ نظام حسني مبارك. الواقع ان جهات غربية رسمية تملك منذ أشهر معلومات تفيد ان حكومة نتنياهو تنتظر الفرصة السانحة والظروف الملائمة لضرب سوريا واحراج نظام الأسد ودفعه الى الرد عليها مما يعطي الاسرائيليين الذريعة لخوض مواجهة واسعة تلحق أضراراً هائلة بسوريا وتهدد نظامها. لذلك فان ما يقال عن أن اسرائيل تتمنى بقاء نظام الأسد مجرد أوهام ومرده الى معلومات خاطئة وقديمة تجاوزها الزمان”. المصدر النهار
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|