Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
صفحات جلية من تاريخ أبرشية سعرت الكلدانية
صفحات جلية من تاريخ أبرشية سعرت الكلدانية 1_ الاسم والموقع:سعرت أو سعرد بلدة من ديار ربيعه، تقع في سهل فسيح غزير العيون كثير الخصب، ينساب في جنوبه نهر دجلة، ويروي قسمه الغربي نهر البوتان، وترتفع في شماله جبال بتليس العالية. تبدو سعرت للعيان كجنة غناء، يسيح بها الكثير من أشجار التين والرمان والبندق والبطم والكروم. دعيت سعرت قديماً " المتبددة "، وأيضاً " أرزن " باسم مدينة كانت تقع غربي سعرت[1]، ودعيت أيضاً " المدينة البيضاء ". جاء في معجم البلدان " أرزن مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي أرمينية، وأما الآن فبلغني أن الخراب ظاهر فيها، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم "[2]. فتحها العرب المسلمون على يد عياض بن غنم، وفي القرنين الرابع والخامس عشر كانت تابعة لمقاطعة " حصن كيبا " وتحت حكم الصفويين، حتى أضحت تحت حكم العثمانيين سنة 1553م، حيث تبعت مقاطعة " ديار بكر "، ومن ثم " بدليس ". وأصبحت مركز قضاء، وحالياً مركز ولاية. وفي نهاية القرن التاسع عشر، كانت أكبر مدينة في بلاد " البوتان "، التي عرفت قديماً باسم " زوزان ". جاء في دائرة المعارف للمعلم بطرس البستاني: " سعرت أو اسعرد، مركز متصرفية باسمها في ولاية بتليس من أملاك الدولة العلية في كردستان. موقعها إلى الجنوب الغربي من تبليس على مسافة نحو 54 ميلاً، وهي في سهل يسقيه نهر الخابور الذي بينه وبينها مسافة ميلين، وهي في 38 درجة من العرض الشمالي، وفي 43,40 درجة من الطول الشرقي، وبالقرب منها كثير من الرمان والتين والكروم، وكله يسقى بماء المطر، سكانها نحو 15 ألفاً، وهي في موقع تيغرا نوسرت أو ديكران كرد، متصرفية سعرت فيها خمسة أقضية وهي 1_ أدوه. 2_ شروان. 3_ غرزان. 4_ برواري. 5_ رضوان "[3]. جاء في المنجد في الأعلام: " سعرت أو سعرد، بلدة على حدود أرمينيا وكردستان 5000 نسمة، اشتهرت سابقاً بصناعة الأسلحة والأقمشة، كانت كرسياً أسقفياً للكلدان "[4]. 2_ نشأة أبرشية سعرت وحدودها: ينسب تقليد كنيسة المشرق تبشير " أرزن " والمناطق المحيطة بها، إلى الرسول أدي ومن ثم لتلميذه مار ماري، وبعد أن بشر أدي أرزن، وأنار أهلها بأشعة الإيمان المسيحي " شاد كنيسة في أرزن دعيت باسمه "[5]. أما ماري " فبعد أن بشر نصيبين انطلق إلى أرزن مستصحباً القس انسيمس الرهاوي والشمامسة فيلبس وملكيشوع وأدا وطوميس وفافا وأيوب، وأجرى الله على يده عجائب جمة، أخصها إبراؤه والي أرزن من مرضه، والذي آمن واعتمد وأبناء بيته، وابتنى كنيسة في أرزن عاصمته، وأقام لها ماري كهنة وشمامسة، وارتحل عنها إلى بيث زبدي وبيث عربايا ونصّر قسماً صالحاً من أهاليها "[6]. وفي القرون الأولى للمسيحية كانت أرزن[7] أسقفية تابعة لكرسي نصيبين الميطرابوليطي، ومن الأسقفيات الهامة في كنيسة المشرق، أما أبرشية سعرت فيعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، زمن انضمام البطريرك يوحنا سولاقا إلى الكنيسة الكاثوليكية، وعليها لم يجد الباحثون آثاراً تذكر لهذه الأبرشية قبل هذا الزمن. لأن منطقة " البوتان " الواقعة شرق سعرت، كانت تتبع أبرشية " أشي ". ومنطقة " أرزن " الواقعة غرب سعرت، كانت تتبع أبرشية " حصن كيبا ". وبعد انضمام سعرت والمناطق المحيطة بها " بوتان وأرزن " إلى الكنيسة الكاثوليكية، أصبحت سعرت كرسياً أسقفياً وذلك سنة 1553. وفي عهد البطريرك عبديشوع الرابع مارون سنة 1555، أضحت سعرت رئاسة أسقفية، يتبعها أسقف " أثيل " الواقعة في جبل البوتان[8]. أما أسقفية " زوق " والواقعة غرب سعرت فقد بقيت تابعة للكنيسة النسطورية حتى نهاية القرن التاسع عشر. وقد اتخذ البطاركة الثلاثة الذين خلفوا البطريرك الشهيد سولاقا، سعرت مقراً لكرسيهم. وسكنوا في دير مار يعقوب الحبيس الذي بجوارها، وذلك من سنة 1555م وحتى سنة 1600م، وهؤلاء البطاركة هم: عبد يشوع الرابع مارون، ويبالاها الرابع، وشمعون الثامن دنحا. وبعد انفصال سلسلة البطريرك سولاقا عن الكنيسة الكاثوليكية، بقيت أبرشية سعرت خاضعة لبطريركية آمد " ديار بكر " الكاثوليكية. واستمرت حتى دمرت سنة 1915م. وحتى هذا التاريخ كانت الأبرشية تضم المراكز التالية: 1_ سعرت. 2-قوطميس ( قطمس ). 3-مار كوريا. 4-كيداونيس. 5-تل ميشار. 6-بنيكف. 7-دهوك ( دهوكي ). 8-بيركة. 9-راموران. 10-دهربان ( دير ربان ). 11-دهمزيان. 12-ارجيقانس. 13-اجنبت. 14-قوريج. 15-اوريج. 16-بوريم. 17-شويتا. 18-روما. 19-حاخ. 20-بيروز. 21 دنيتاس. 22- قيرانس. 23-ارتون عليا. 24-ارتون سفلى. 25-طال ( تل ). 26-أزار. 27-كير أثل ( أثيل ). 28-مار انش. 29-صاداخ ( صدغ ). 30-مار خانس. 31-مار يعقوب. 32-مارت شموني. 33-حديدي ( حديد ). 34-بركي. 35-بيكندي. 36-دير شمش. 37-قب[9]. هذه القرى ذكرها الأب يوسف تفنكجي في كتابه " الكنيسة الكلدانية سابقاً وحالياً ". ويبدو أن هذه القرى كان أغلب سكانها كلدان. أما القرى التالية فكان سكانها خليط من كلدان وأرمن غريغوريين وسريان يعاقبة وهي: 38_ رضوان. 39_ كوبرتانس. 40_ كلوابيه. 41_ تل نيفرو. 42_ شرنخ. 43_ مار شمعون. 44_ دير مازن. 45_ بنكوف ( بيكوفة ). 46_ ارشنكس. 47_ كيب. 48_ دير شمش. 49_ مسيفرا. 50_ طنزي. 51_ ديروان. 52_ بنفلا. 53_ عقبي. 54_ حراتا. 55_ ترحام. 56_ بيرس. 57_ عدرى. 58_ عين كوزا. 59_ خوشينا. 60_ دير كولي. 61_ دير غالب. 62_ دهي. 63_ عيتا. 64_ دير شو ( دير شوعا ). 65_ زوق. 66_ مار مارونة. 67_ كوخا. 68_ أرو. 3_ المطارنة الكلدان في سعرت: تعاقب على رئاسة أبرشية سعرت منذ زمن الاتحاد سنة 1553م، وحتى سنة 1915م زمن دمار الأبرشية. ثلاثة عشر مطراناً هم:[10] 1_ المطران يوسف (1553- 1582): رسمه البطريرك سولاقا مطراناً على سعرت سنة 1553م، أرسله البطريرك عبديشوع الرابع مارون إلى الهند سنة 1561م، لزيارة كنيسة المشرق هناك. توفي سنة 1582م. 2_ المطران إيشوعياب (1582- 1617): رسمه البطريرك إيليا الخامس مطراناً على سعرت، وجد اسمه في رسالة للبابا بولس الخامس سنة 1610م، وقد سمي فيها( إيشوع ديدي ) وهي ترجمة لاتينية لكلمة إيشوعياب. 3_ المطران إيليا (1617- 1620): رسمه البطريرك إيليا الحادي عشر مطراناً على آمد، وفي سنة 1617م نقل إلى مطرانية سعرت، وقد دون اسمه بين الأساقفة الذين حضروا مجمع آمد سنة 1616م، توفي سنة 1620م، وقد دفن أمام باب دير مار يعقوب الحبيس حسب وصيته. 4_ المطران إيشوعياب (1620-1652): ورد اسمه كمطران لأبرشية سعرت، في الرسالة الثالثة المرسلة للبابا بولس الخامس سنة 1620م. 5_ المطران يوحنا (1652- 1673): ذكر اسمه بين أسماء المطارنة، في الرسالة التي بعثها البطريرك إيليا الثالث عشر، للبابا كليمانت التاسع، بعدها ترك الشركة مع الكنيسة الكاثوليكية. 6_ المطران شمعون (1701-1742): رسمه البطريرك يوسف الثاني مطراناً على سعرت سنة 1701م، وعندما سافر البطريرك يوسف الثالث إلى روما سنة 1731م، كلف المطران شمعون بإدارة شؤون البطريركية خلال غيابه، وخلال وجوده في آمد، اشترى قريتين لأوقاف البطريركية. 7_ المطران حنا كيمو (1744- 1786): رسمه البطريرك يوسف الثالث مطراناً على سعرت سنة 1744، وقد دبر أبرشيته أكثر من أربعين سنة. 8_ المطران بطرس شوريز (1793- 1822): ولد في سعرت، رسمه المطران خنيشوع مطراناً على سعرت بطريقة غير شرعية، وفي سنة 1796م سافر إلى روما ليطلب المغفرة على تصرفه، وقد حله البابا بيوس السادس، وثبته مطراناً على سعرت، توفي سنة 1822م[11]. 9_ المطران ميخائيل كتولا (1826- 1855): ولد في تلكيف سنة 1792م، ترهب في دير الربان هرمز، رسمه البطريرك يوسف الخامس مطراناً على سعرت سنة 1826م، وتمت رسامته في مدينة سعرت، رمم دير مار يعقوب الحبيس، وأحضر عشرة رهبان من دير الربان هرمز لإعادة الحياة فيه، كان خطيباً متفوهاً وخطاطاً ماهراً، توفي سنة 1855م. 10_ المطران بطرس برتتر (1858- 1884): ولد في خسرواه سنة 1809م، درس في مجمع انتشار الإيمان في روما، رسم كاهناً سنة 1836م، خدم في بغداد والموصل، حتى رسم مطراناً لسعرت سنة 1858م، بوضع يد البطريرك يوسف السادس أودو. شارك في المجمع الفاتيكاني الأول، فتح إكليركية في دير مار يعقوب الحبيس، وجاب مطبعة كلدانية من روما. شيد دار المطرانية بسعرت. استقال سنة 1884م. توفي في قرية بيروز سنة 1885م، ودفن في دير مار يعقوب الحبيس. 11_ المطران يعقوب نعمو (1885- 1888): ولد في الموصل سنة 1827م من عائلة سعرتية، رسمه البطريرك أودو كاهناً سنة 1863م. عين كأول مدير للمعهد البطريركي سنة 1867م، رسمه البطريرك إيليا الثاني عشر عبو اليونان مطراناً على سعرت سنة 1885م. عين نائباً بطريركياً في بغداد سنة 1888م. توفي سنة 1895م. 12_ المطران يوسف عمانوئيل (1892- 1900): ولد في ألقوش سنة 1852م، أكمل دروسه عند الآباء اليسوعيين في بيروت، رسم كاهناً سنة 1879م. رسمه البطريرك إيليا الثاني عشر عبو اليونان مطراناً على سعرت سنة 1892م، وخلال مطرنته شيد كاتدرائية العائلة المقدسة في سعرت. انتخب بطريركاً سنة 1900م. توفي سنة 1947م. 13_ المطران أدي شير (1902-1915): ولد في شقلاوة سنة 1867م، تلقى العلم عند الآباء الدومنيكان في الموصل. سنة 1880م رسم كاهناً، رسمه البطريرك يوسف عمانوئيل مطراناً على سعرت سنة 1902م. خدم الأبرشية بغيرة رسولية، فشيد الكنائس والمدارس في قرى أبرشيته، وعلم وهذب. وإلى جانب مسؤولياته الجسيمة أغنى كنيسة المشرق بمؤلفاته الثمينة. استشهد في قرية دير شو في حزيران 1915م، وباستشهاده انقطعت سلسلة مطارنة الكلدان في سعرت. 4_ إحصائية أبرشية سعرت الكلدانية: إن عدد أبناء الأبرشية كان بين مد وجزر، وذلك حسب الظروف السائدة في المنطقة، وبحوزتنا عدة إحصائيات لفترات مختلفة. ففي تقويم قديم يذكر فيه الحضور الكثيف للمشارقة في سعرت بداية القرن السابع عشر وكالتالي: " يضم 3000 بيت في المدينة وجوارها، يخدمهم أسقف و25 كاهناً و80 شماساً، ولهم في المدينة كنيستان هما: 1_ مار كيوركيس. 2_ مار ميخائيل. ولهم ثلاثة أديرة هم: 1_ مار يعقوب الحبيس. 2_ مار كورئيل. 3_ مار صوريشوع. ".[12] أما في سنة 1852م أحصى فقد الأب مارشه كلدان أبرشية سعرت، فبلغوا 1865 نسمة، منهم 375 نسمة في مدينة سعرت، والبقية موزعين على القرى التابعة للأبرشية. وفي أرشيف الآباء الدومنيكان بالموصل، تقرير وضعه الأب جاك ريتوري سنة 1881م، وفيه إحصائية مفصلة عن مسيحي سعرت، ويبلغ عدد العائلات الكلدانية في مدينة سعرت مائة عائلة. أما الأب مولير سيمونيس الذي مر بمدينة سعرت سنة 1888م، وخلال إقامته وضع إحصائية عن كلدان الأبرشية، فبلغوا بين 3500 إلى 4000 نسمة. وفي سنة 1891م وضع الأب فيتال كينه إحصائية جديدة، وفيها بلغ عددهم 2600 نسمة. والجدير بالذكر أنه في سنة 1895م اجتاحت سعرت وجوارها موجة عنف عشواء، أودت بحياة الكثير من أبناء الأبرشية، ودمر قسم كبير من دير مار يعقوب الحبيس، ونهبت مكتبته الضخمة والغنية بالمخطوطات الثمينة، وحرق وأتلف أغلبها. كذلك هدمت أضرحة البطاركة والأساقفة المدفونين في الدير. ومن شدة البطش وقساوة الظلم، اعتنق الإسلام أغلب كلدان قرية كيب[13]. في سنة 1896م وضع خياط _ شابو، إحصائية جديدة، وفيها بلغ عدد الكلدان 5000 نسمة، يتوزعون على 22 خورنة، يخدمهم مطران مع 17 كاهناً، وللأبرشية 21 كنيسة مع 18 مدرسة[14]. وتعتبر إحصائية الخوري يوسف تفنكجي الأهم، لأنه وضعها سنة 1913م قبل دمار الأبرشية سنة 1915م. وفيها يبلغ عدد الكلدان 5430 نسمة، يتوزعون على 37 خورنة، يخدمهم مطران مع 21 كاهناً، وللأبرشية 31 كنيسة، مع 7 كابلات و9 مدارس[15]. وحسب اعتقادي أن عدد القرى كان أكثر بسبب انضمام العديد من القرى إلى الكنيسة الكلدانية بعد أن تركت المذهب النسطوري. في سنة 1928 يضع الكردينال تيسران إحصائية عن كلدان أبرشية سعرت، وفيها يبلغ عددهم 1600 نسمة مع عدم ذكر أي وجود لمطران أو كاهن أو كنيسة أو مدرسة. وفي سنة 1938 يضع الأب " المطران " اسطيفان كجو إحصائية عن كلدان أبرشية سعرت، وفيها يبلغ عددهم 3500 نسمة، مع عدم ذكر أية معلومة أخرى[16]. وفي سنة 1950 يضع الأب " البطريرك " روفائيل بيداويد إحصائية جديدة عن الكلدان. ولا نجد فيها ذكر عن كلدان أبرشية سعرت. وحسب اعتقادي بسبب عدم وجود كاهن يزوده بالمعلومات المطلوبة[17]. ومن المعلوم أن الكثير من أبناء القرى المحيطة بسعرت، استمروا بالعيش في قراهم حتى أوائل الثمانينات من هذا القرن، حتى غادروا نهائياً إلى بلاد الاغتراب وخاصة فرنسا[18]. 5_ أبرشية سعرت قبيل سنة 1915م : من المعلوم أن لغة أهل سعرت كانت العربية والكردية، أما لغة كلدان القرى فكانت السورث في منطقة البوتان، والعربية والكردية في منطقة أرزن " غرزان ". وكان للكلدان في سعرت كنيستان، واحدة قديمة على اسم مار كيوركيس تقع في الحي الأرمني والمعروف بـ تاخا صور " الحي الأحمر ". والثانية كنيسة العائلة المقدسة في حي عين صليب شيدها المطران " البطريرك " عمانوئيل توما سنة 1895م. وكان في سعرت دير للآباء الدومنيكان، فيه ثلاثة رهبان، ولهم في المدينة عدة مدارس للفتيان والفتيات، ومدرسة مهنية لتعليم الشبان شيئاً من الصنائع، بالإضافة إلى معمل للسجاد اليدوي. كذلك كان في سعرت ميتمان، تقوم بهما ثلاث من راهبات تقدمة العذراء، تحت يدهن أربع معلمات بلديات. وللأبرشية ديران، الأول بالقرب من قرية بيكند بصي نغد " بيت قند أي مكان الوثب " على اسم مار يوحنا نحلايا، ضبطه السريان الأرثوذكس من الكلدان سنة 1825م بقوة فتاح باشا الغرزي[19]. أما الثاني فهو دير مار يعقوب الحبيس قرب سعرت، والواقع على قمة جبل يطل على نهر البوتان، وقد قال عنه أحد المؤرخين العرب " دير أحويشا، دير عظيم فيه أربعمئة راهب يسكنون في قلالي، وحوله بساتين وكروم، وهو في نهاية العمارة وحسن الموقع وكثرة الفواكه والخمور، ويحمل منه الخمر إلى المدن المذكورة، وبقربه عين عظيمة تدير ثلاث أرحاء "[20]. وكان هذا الدير كما ذكرنا سالفاً مقراً للبطاركة الكاثوليك، ومطارنة سعرت حتى شيد المطران برتتر داراً للمطرانية في سعرت. وكان في جوار سعرت العديد من الأديار التي دمرت على مر الأجيال منهم دير مار كوريا جنوب دير مار يعقوب الحبيس، ودير مار شليطا[21]الذي يقع على بعد مسيرة يومين جنوب غرب سعرت على ضفة نهر دجلة. ولدينا العديد من الشهادات عن هول ما جرى في هذه الأبرشية العريقة: ففي تقرير رفعه البطريرك عمانوئيل إلى قنصل فرنسا في بلاد ما بين النهرين السيد م. روو بتاريخ 29 كانون الثاني 1919 يبين فيه أسماء القرى الكلدانية المدمرة وعدد الشهداء وحجم الخسائر المادية، ويذكر أسماء العشائر التي اقترفت هذه الجرائم نذكر منهم: عشائر باتوا ومما وسينك ودومان. وآغوات أرو والحلنزي والجوانكية وكند. وقد وضع الخوري توما بجاري[22] الوكيل البطريركي الكلداني في دار السلطنة العثمانية في اسطنبول، قائمة بمراكز الكلدان في أبرشية سعرت، حيث يبلغ عددهم أكثر من عشرين ألف، نذكر منها: سعرت 2000 نسمة. صدغ 2000. تل ميشار 1500. أرتون العليا 1000. قطمس 1000. حديد 1000. مار كوريا 1000. بيروز 1000. أرتون السفلى 500. بيكند 500. بركي 500. مار يعقوب 500 . . . إلخ. إن المصائب والمصاعب التي حلت بأبرشية سعرت يعجز اللسان عن وصفها، بسبب خشونة الوحوش البشرية التي انقضت بدون رحمة على أناس ودعاء مسالمين. وفي زمان المذابح كانت سعرت تتبع إدارياً ولاية بتليس. وقد بدأت المجازر بأمر من جودت بك والي وان، الذي ترأس فوجاً من العسكر تغلي في دمائهم مثله شهوة الذبح أطلق عليه " طابور القصابين "، هؤلاء الوحوش الذين اندفعوا نحو المسيحيين كالضباع الجائعة ناهبين قراهم متفننين في أساليب الفتك والذبح. لقد شكل قائمقام سعرت أنيس بك كتيبة من جنود قوامها مسلمون، أوكل إليهم مهمة تصفية مسيحيي المدينة. ففي رسالة البطريرك الكلداني مار يوسف عمانوئيل الثاني إلى وزير الخارجية الفرنسية السيد ستيفان بيشون والمؤرخة في 29 كانون الثاني 1919 يتحدث فيها عن مذابح سعرت قائلاً: " اجتيحت أبرشية سعرت ودمرت تماماً، المطران والكهنة وسكانها المسيحيين والثلاثة والستين قرية التابعة لها، ذبحوا بأبشع أساليب الهمجية. دمرت الكنائس والأديرة والصرح الأسقفي والمؤسسات، كما نهبت الممتلكات واستولوا على الأوقاف وعلى أرزاق المؤمنين، وحل الخراب في كل مكان. اخص بالذكر مكتبة المطرانية الغنية بمخطوطاتها القيمة، هذه المكتبة التي كانت قبلة المؤرخين والباحثين والمستشرقين من جميع أنحاء العالم، هذه المكتبة حولت إلى رماد للأسف الشديد ".[23] تأمل أيها القارئ اللبيب 63 قرية كلدانية أبيدت عن بكرة أبيها، فكم كان حجم الكارثة الذي حل في هذه الأبرشية، لو نطق وادي زرياب[24] عن عدد الجثث التي ألقيت فيه، سوف تذهل من قسوة عديمي الضمير، وهل تعلم أنه حتى يومنا هذا لو زرت الوادي المذكور ستجد بقايا عظام الشهداء. ويقول الأب بطرس عابد الكلداني في تقريره المرفوع إلى الكردينال ماريني أمين سر مجمع الكنائس الشرقية والمؤرخ في 18 نيسان 1918، يصف ما جرى في سعرت قائلاً: " بدأت مذبحة مسيحيي سعرت في شهر أيار سنة 1915، وقد سبقت مذابح بيتليس بثلاثة أشهر فقط. بادئ الأمر سجنوا عدداً كبيراً من المسيحيين مع كهنتهم، ثم أخذ الجنود الأتراك يفتكون بمسيحيي المدينة، وانتقلوا منها إلى الأرياف، حيث عشرات القرى الكلدانية. في هذه المذابح لم يسلم أحد من المسيحيين هناك ".[25] أما مسيحيي القرى فكانت مهمة تصفيتهم منوطاً بالعشائر الكردية، التي عملت على إبادة ما طال أياديهم القذرة، فارتكبوا أبشع جرائم القتل والذبح والاغتيال والسلب والنهب والتدمير. لأن المسيحيين كانوا أصحاب الصناعة والتجارة في المدينة، وملاكي الأراضي الزراعية الخصبة في القرى، يعملون فيها ليل نهار بجد ونشاط، وكانت تدر عليهم الغلال الوفيرة، لقد حولوا قراهم إلى جنات عدن لكثرة ما غرسوا فيها من أشجار مثمرة ومن جميع الأصناف وأجودها. أم المسلمين فكانوا خالين من المؤهلات، وما أن بدأت المذابح وجدوها فرصة سانحة للانقضاض على هؤلاء المسالمين وتصفيتهم وسلب أموالهم وممتلكاتهم. وحسب رواية أحد الناجين من المذابح ويدعى هرمز، فبعد هربه إلى ماردين وهناك قابل المطران إسرائيل أودو حيث حدثه عما جرى في قرية أرتون[26] قائلاً: " بعد أن ذبح الشيخ عبد الله المطران توما رشو[27] ومعه 180 شخص من أبناء قرية أثيل، تجمع من تبقى من شباب القرية الكلدان ومعهم شباب من القرى المجاورة وهجموا على الشيخ المذكور وقتلوه، وما أن شاهد عبد الرحمن أخو الشيخ عبد الله ما جرى لأخيه أنتابه الخوف والفزع، فهرب إلى مدينة الموصل وبقي هناك ".[28] وفي رسالة الأب فيليب شوريز السعرتي النائب البطريركي للكلدان في بغداد، إلى الأب الدومنيكي كوفروا حول حوادث سعرت، مؤرخة في 22 أيار 1917، يقول فيها: " لو عدتم يوماً ما إلى دار الرسالة الدومنيكية لما تعرفتم عليها، كل ما فيها قلب رأساً على عقب. في سعرت حولوا دار الرسالة إلى جامع، ومساكن المسيحيين صار يقطنها المسلمون. لقد ألقوا القبض على جميع الكلدان، واقتيدوا في الليلة التالية موثقين ببعضهم إلى وادي زرياب، وبعد أن جردوهم من ثيابهم أطلقوا عليهم نار بنادقهم بغزارة، فأردوهم جميعهم قتلى. وقيل عنهم أنهم صمدوا في وجه الجلادين الذين عرضوا عليهم الإسلام فرفضوه قطعاً، وساروا بثبات نحو الاستشهاد وهم يلفظون اسم يسوع المسيح له المجد، صافحين لجلاديهم القساة الخالية قلوبهم من الرحمة. أما النساء لما أرادوا النيل من فضيلتهن فضلن الموت على العار، لذا ساقوهن إلى خارج المدينة في طرقات مهجورة مجهولة، وكانت أصواتهن تصدح بتراتيل شجية، ويقال أنهن رجمن بالحجارة ومنهن قتلن رمياً بالرصاص. أسرة عبوش[29] وحدها قدمت قرابة الأربعين شهيداً ".[30] ويتحدث الأب فيليب شوريز السعرتي عن مقتل الأب جبرائيل عبوش قائلاً: " غداة هرب المطران أدي شير ألقت الحكومة القبض على جميع كلدان سعرت، باستثناء النساء والأطفال ما دون الخامسة. وكذلك قبضوا على الأب جبرائيل عبوش الذي لم يغادر دار المطرانية، وذهب ليقيم الذبيحة الإلهية في الكاتدرائية لشعب مذعور منتحب محتمِ بالكنيسة، وبعد القداس صعد إلى سطح المطرانية حيث ألقوا القبض عليه، وساقه رجال الجثا[31] مقيد اليدين وضموه إلى الكلدان الذين كانوا بالسجن. وهناك استمع الأب عبوش إلى اعترافات أبناء رعيته خلال ثلاثة أيام، حاثاً إياهم على الثبات والصمود على إيمانهم المسيحي القويم. وقبل أن يربطوهم إلى بعضهم نزعوا عنهم ثيابهم، ثم اقتادوهم كقطيع أغنام إلى خارج المدينة، وهناك أمطروهم بوابل من الرصاص دون رحمة ولا شفقة. أما الأب جبرائيل عبوش فقد دفعوا به إلى خندق محيط بمنزل أحد الأغوات في سعرت، واخذوا يطعنوه بالخناجر، ثم سكبوا عليه النفط واحرقوه، وقد تحمل أقسى العذابات حتى طارت روحه إلى باريها شهيد إيمانه. وتقول رواية أخرى أنهم غرزوا في جسمه أمشاطاً وسفافيد حديدية حادة، كانت تحمى بالنار حتى تحمر، ثم تغرز في جسمه. وكانت أدعية الشهيد تسمع من بعيد وهو يردد: من أجلك يا يسوع، هلم إلى عوني يا يسوع المسيح ".[32] أما الأختان ستيرا ووارينا بنتا القس حنا شماس كاهن الكلدان في قرية صدغ، فقد تحدثت ستيرا عن قصتها بالقول: " بعد أن قتلوا جميع كلدان قريتنا صدغ بما فيهم والدنا كاهن القرية وجميع أهلي، أخذنا الأكراد كسبايا إلى قرية كواتي، وعندما مر حاكم سعرت من القرية المذكورة وعرف بوجودنا هناك، أخذنا من الأكراد وكنت أنا ستيرا بعمر 18 سنة وأختي وارينا أصغر مني، وهناك في سعرت سخرنا بخدمة البيت. بعد فترة سافر هو وعائلته إلى حلب فأخذنا معه. وفي أحد الأيام كنت أتجول في حي يقال له الصليبي، ورأيت جموع من الناس تخرج من إحدى الأبنية، فسألت عنهم فقالوا أنهم مسيحيون يخرجون من الكنيسة. تفاجئت لأننا في سعرت كنا نسمع من العثمانيين والأكراد أنه لم يبقى على وجه الأرض لا مسيحيين ولا كنائس. وعندما عدت إلى المنزل فكرت في الهروب، وفي صباح اليوم التالي أخذت أختي وهربت بطريقة لم تشعر بها زوجة الحاكم ولا الحرس المرافق. ذهبت إلى تلك الكنيسة والتقيت بكاهنها الأب ميخائيل شعيا،[33] وبعد أن شرحت له قصتي، أخذنا عند عائلة عبوش الكلدانية السعرتية وبقينا عندهم. وقد بذل الحاكم جهداً كبيراً للعثور علينا، لكنه لم يفلح بذلك حتى غادر حلب إلى القسطنطينية ".[34] وكان الأب جوزيف نعيّم الكلداني الرهاوي[35] الذي عانى أيضاً من قسوة الاضطهاد، حيث فقد العديد من أفراد أسرته، وذاق مرارة السجن والعذاب مدة 130 يوماً حتى أطلق سراحه في القسطنطينية. وهناك التقى العديد من الكلدان الناجين من مذابح سعرت، منهم المدعوة حلاته حنا التي حدثته عن مقتل المطران أدي شير[36] والعديد من الكهنة: " كنت بين نساء سعرت اللواتي سقن إلى الذبح وعددهن حوالي الألف، وفي الطريق قتل عدد كبير من النساء، وعند عبورنا نهر خازر رمت بعضهن أطفالهن في مياه النهر من جراء إرهاقهن الشديد، وما أن وصلنا إلى قرية بيكند أخذونا إلى المكان الذي قتلوا فيه كلدان القرية لذبحنا هناك. وقد تمكنت من الهروب عن طريق راعي كردي من قرية بيكند كان يتردد إلى بيتنا في سعرت. وبعد أن عدت إلى سعرت عملت طباخة عند حاكم المدينة بيرام فهمي بك. سمعت أن مسلمي المدينة قرروا أن لا يبقى أي مسيحي فيها، كان دار المطرانية في سعرت قبل مقتل المطران قد أصبح ملجأ لكهنة كنائس القرى هرباً من المذابح الجارية في قراهم، وممن أعرفهم هم الآباء: الأب جورج كاهن قرية بركي، والأب حنا كاهن قرية صداغ، والأبوين موسى ويوسف كاهني قرية كيدوانس، والأب ميشيل كاهن دير مار يعقوب، والأب يوسف كاهن قرية بيكند، والأبوين جرجيس وعازار كاهني قرية قوطميس، والأبوين عازر وهرمز كاهني سعرت، وسكرتير المطران الأب كبرئيل أدمو. جميعهم قتلوا بوحشية. كما وضعت السلطة المطران أدي شير تحت الإقامة الجبرية في دار المطرانية، بعد أن دفع رشوة لحاكم المدينة قدرها 500 باوند ذهبي بعد أن وعده بإبعاد القبائل الكردية المسلحة عن المدينة. وقد أرسل عثمان آغا الطنزي الرجل الشهم وهو صديق مقرب من المطران خمسة عشر من رجاله الأشداء، وحضروا إلى دار المطرانية ليلاً وأخرجوا المطران بعد تنكره بلباس كردي، وساروا به إلى قرية طنزي في جبال البوتان التي تبعد مسافة ستة ساعات سيراً على الأقدام، وهناك استقبله أحسن استقبال على أمل أن يسفره إلى الموصل للنجاة من مصير محتوم. وفي الصباح وما أن علمت السلطة بالأمر، حتى سيرت كتيبة من الجيش. وقبل وصولها إلى القرية أرسلت خبر للآغا تدعوه لتسليم المطران وألا قتل مع جميع أهل بيته ورجاله، لكنه رفض طلبهم قطعياً وأخذ عائلته وهرب تاركاً رجاله يحرسون المطران المخابئ في " ديري بسان "، قرب قرية دير شو[37]. وبعد قتال مرير كشفوا المخبأ وألقوا القبض على المطران، فعرضوا عليه الإسلام لقاء بقائه حياً، لكنه رفض طالباً منهم بضعة دقائق ليصلي فسمح له بذلك، وبعد أن انتهى من الصلاة أطلقوا النار عليه فاردوه قتيلاً، وقد رأيت بعيني خاتم المطران في إصبع أحد الضباط خلال تجواله في سعرت. كنت في بعض الأحيان أمر أمام كنيستنا الكبيرة التي حولت إلى إسطبل للحيوانات أشعر بحزن كبير وأجهش بالبكاء، وقد دنسوا مقبرتنا الكلدانية وقلعوا أحجار القبور وعبثوا بجثث الموتى. أينما أدرت وجهي رأيت مشاهد حية لقسوة المتزمتين، وكأن الجحيم فتحت أبوابها على أحيائنا الكلدانية. لقد رأيت بعيني كيف جمعوا الأطفال بين سن السادسة والخامسة عشر، وأخذوهم إلى قمة الجبل المعروف رأس الحجر، وهناك قطعوا رقابهم الواحد تلو الآخر، ورموا جثثهم في الوديان ".[38] وبعد المذابح حولت كنيسة مار كيوركيس الكلدانية، إلى قاعة لنشاطات مدرسية. ودار المطرانية حول إلى مدرسة حكومية. أما كاتدرائية العائلة المقدسة، فقد حولت إلى جامع الخليلي[39]، أما كنيسة الدومنيكان فقد حولت إلى جامع " جامع النبي "، أما دير الدومنيكان فقد حول إلى مشفى عسكري. أما دير مار يعقوب الحبيس فتحول إلى أطلال، ويقال إن بناء الكنيسة لا زال قائماً. كذلك دمرت جميع مراكز الأبرشية من كنائس ومدارس. واليوم لم يبق في سعرت وجوارها أي شخص من أبناء هذه الأبرشية. فقد قتل من قتل، وهاجر من هاجر بشكل تدريجي، إلى العراق وسوريا ولبنان وبلاد الاغتراب. وقد قمت بزيارة مدينة سعرت في 18 حزيران 2006، وشاهدت حي عين صليب، ولا زالت العين جارية وتعرف حتى اليوم بنفس الاسم. وزرت جامع النبي الذي كان سابقاً كنيسة الدومنيكان. أما كنيسة العائلة المقدسة الكلدانية فقد حولت إلى جامع. وكنت أنوي زيارة جبال البوتان شرق سعرت والتي كانت تضم العشرات من القرى الكلدانية، لكن الظروف الأمنية حالت دون ذلك. فكم كنت مشتاق أن أحقق الحلم الذي يراودني منذ نعومة أظفاري لزيارة قريتي أرتون العليا، لكن الحلم لم يتحقق. علني أحقق هذا الحلم عندما يستتب الأمن في تلك المنطقة. الخاتمة: إن ذكرى أبرشية سعرت العريقة، تترك في القلب غصة، وفي العين دمعة، لما آلت إليه من دمار وخراب، بعد تاريخ مجيد ومديد، استمر تسعة عشر قرناً من العطاء والإيمان والإشعاع. وفخرها أنها أعطت كنيسة المشرق في الحقبة الأخيرة، رجالاً مشهورين خدموا الكنيسة بغيرة كبيرة أمثال: بطرس شوريز مطران سعرت، وميخائيل شوريز مطران ماردين، وشموئيل شوريز مطران أورمية، ويعقوب نعموا مطران سعرت، وجبرائيل نعموا مطران سوريا ولبنان، ويوحنا نيسان مطران سنا، وجبرائيل آدمو مطران كركوك، ويوسف كوكي مطران البصرة، وأفرام كوكي مطران كركوك، وتوما رشو مطران أثيل، وفيلبس شوريز المدبر الرسولي على الجزيرة العليا، مع عدد كبير من الكهنة. 1_ مجلة النجم العدد 7 سنة 1930 ص 358. 2_ معجم البلدان ياقوت الحموي ج1 ص 150. 3_ دائرة المعارف بطرس البستاني ج 9 ص 617. 4_ المنجد في الأعلام دار المشرق بيروت ص 355. 5_ تاريخ الكنيسة السريانية الخور أسقف اسحق أرملة ص 43. 6_ تاريخ الكنيسة السريانية الخور أسقف اسحق أرملة ص 45. 7_ أرزن تقع غرب مدينة سعرت، وتدعى خطأ من العامة باسم غرزان. 8_ نصيبين أبرشية مشرقية وتوابعها الأب جان فييه ص 244. 9_ الكنيسة الكلدانية سابقاً وحالياً الخوري يوسف تفنكجي ص 45_ 48. 10_ الكنيسة الكلدانية سابقاً وحالياً الخوري يوسف تفنكجي ص 45. 11_ نصيبين أبرشية مشرقية وتوابعها الأب جان فييه ص 248 . 12 _ تقويم قديم للكنيسة النسطورية الكلدانية تأليف:الخوري ( المطران ) بطرس عزيز ص 14. 13_ نصيبين أبرشية مشرقية وتوابعها الأب جان فييه ص 248. 14_ مجلة ما بين النهرين العدد 107_108 سنة 1999 ص 194. 15_ الكنيسة الكلدانية سابقاً وحالياً الخوري يوسف تفنكجي ص 45_ 48. 16_ خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية الكردينال أوجين تيسران ص 141. 17_ مجلة ما بين النهرين العدد 107_108 سنة 1999 ص 170. 18_ اعلم أن أبناء عمومتنا استمروا بالعيش في قريتنا ارتون العليا بجبال البوتان المحيطة بسعرت، وذلك حتى سنة 1980 حيث هجروا إلى فرنسا. وقبل هذا التاريخ التقينا بهم مراراً، وقد حدثونا عن وجود كلدان في عدة قرى مجاورة. 19_ تاريخ كلدو وآثور المطران أدي شير ج2 ص 260. 20_ الديارات الشابشتي ص 198. 21_ مار شليطا: أصله من بلاد مصر من أبوين وثنيين، وبعد أن درس الفلسفة هجر إلى الإسكندرية وتتلمذ للقديس أثناسيوس، ثم ذهب إلى دير فاخوميوس ولبس الزي الرهباني، ثم خرج من الدير وتوغل في القفر وعاش في مغارة مدة عشر سنوات وكان طعامه حشائش البرية. بعدها جاء إلى المشرق وتتلمذا لمار أوجين، وبعد فترة انطلق إلى بلاد بازبدي إلى جبل شبا قرب فنك وعاش في كهف ممارساً أعمال الفضيلة. مات ودفن في ذلك الكهف، وقد شيد ديراً فوق الكهف دعي باسمه. 22_ الخوري توما بجاري: كلداني من أبرشية سعرت. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1896. في سنة 1909 عين وكيلاً بطريركياً لدى دار السلطنة العثمانية في اسطنبول، وعاش فترة مذابح السفر برلك فيها، توفي فيها سنة 1920 حيث سحق بين سيارتين في أحد شوارع المدينة، ولم تعرف أسباب الحادث. 23_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق: وضعه جوزيف اليشوران ص 421. 24_ وادي زرياب: وادي سحيق يقع إلى الشمال من مدينة سعرت مسافة ساعة سيراً على الأقدام، أضحى مقبرة للشهداء المسيحيين. 25_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق: وضعه جوزيف اليشوران ص 412. 26_ أرتون: هي إحدى القرى الكلدانية التابعة لأبرشية سعرت، واسمها مختصر من كلمتي اوقا يربغ " أرعا توْون " وتعني بالكلدانية " أرض ثانية "، وباعتقادي أنها دعيت بهذا الاسم بسبب موقعها الجميل وطبيعتها الخلابة. ويطلق عليها الأكراد " أرثفنا " أو " هرتبنا "، أما اليوم فيطلق عليها الأتراك " أكين دوز " وتعني " النعمة المتدفقة "، وهي مسقط رأس آبائي وأجدادي. تقع على جبال البوتان جنوب شرق سعرت، شمال قمم هلكور الشهيرة. والقرية تقسم إلى قسمين: الأول أرتون السفلى وتقع عند سفح الجبل، يسكنها 500 نسمة ولهم فيها مصلى. والثاني أرتون العليا في قمة الجبل يسكنها 1000 نسمة، ولهم فيها ست كنائس ومدرسة وكاهن يخدم النفوس، وهذه الكنائس هي: 1_ مار أشعيا. 2_ مار يوحنان. 3_ مار أوكن. 4_ مار كيوركيس. 5_ مار أسحق. 6_ مار أودا. والإحصائية تعود إلى بداية القرن العشرين قبيل مذابح السفر برتك. وتشتهر القرية بأشجارها المثمرة وعيون المياه المالحة. وهذه العيون تستثمرها اليوم الدولة التركية لجودة الملح المستخرج منها. 27_ المطران توما رشو: هو ابن القس رشو، كان مطران آثيل الواقعة في جبال البوتان قرب سعرت. انضم إلى الكنيسة الكاثوليكية سنة 1906. وقد انضم معه ثلاثة من كهنته هم: يوسف وهاردو واسطبانوس وعدد كبير من أبناء الأبرشية. 28_ عضيبغريا " مكتبنوثا " " تأريخ " مخطوط للمطران إسرائيل أودو ص 105. 29_ عبوش: من أكبر العائلات الكلدانية في سعرت، كانت تعمل في مجال التجارة وتربية الأغنام، كان لها مكانة مرموقة بين سكان المدينة وجوارها، ومن مشاهير رجالها فرج الله أفندي عبوش الذي نال من السلطان عبد الحميد وساماً عثمانياً من الرتبة الثالثة وذلك سنة 1902. 30_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق: وضعه جوزيف اليشوران ص 397_ 398. 31_ الجثا: كلمة تركية تعني قطاع الطرق. وهي نوع من قوات الأمن الغير نظامية بشكل ميليشيات، شكلت من أنصار حزب الإتحاد والترقي. وقد ارتكبت هذه الزمرة أبشع المجازر بحق المسيحيين. 32_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق: وضعه جوزيف اليشوران ص 402. 33_ الخوري ميخائيل شعيا: ولد في الموصل سنة 1866. دخل المعهد الكهنوتي البطريركي سنة 1885. رسم كاهناً سنة 1889 وخدم النفوس في الموصل وبغداد حتى سنة 1900 حيث عين مديراً للمعهد الكهنوتي البطريركي. سنة 1902 رسمه البطريرك عمانوئيل خورأسقفاً وعينه وكيلاً بطريركياً في بغداد. سنة 1910 نقل إلى حلب فخدم رعيتها بمحبة وإخلاص حتى وفاته هناك سنة 1956. 34_ هل ستفنى هذه الأمة تأليف: الأب جوزيف نعيم ترجمة: نافع توسا ص 105_ 106. 35_ الأب جوزيف نعيّم: كلداني من مدينة الرها " أورفا " ولد فيها سنة 1888. درس في معهد شمعون الصفا الكهنوتي البطريركي بالموصل. رسم كاهناً سنة 1910. خدم النفوس في الرها، وبعد استشهاد والده خلال المذابح سنة 1915 هرب مع أمه وأخوته إلى حلب. كلفه البطريرك يوسف عمانوئيل خدمة نفوس أسرى الحلفاء في معسكر أفيون بتركيا. وخلال خدمته ألقي القبض عليه وسجن مدة 130 يوماً ذاق خلالها أقسى أنواع العذابات. وقد بذل كل من الوجيهان الكلدانيان داود بك اليوسفاني العضو في مجلس المبعوثان " مجلس النواب " في اسطنبول، ولطيف بك طبيب عضو مجلس محكمة الاستئناف في اسطنبول، والمبعوث الرسولي رئيس الأساقفة دولسي، جهوداً مضنية أدت إلى إطلاق سراحه. 36_ المطران أدي شير: ولد في شقلاوة سنة 1867. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1889. خدم في كركوك أميناً لسر مطرانها مار جبرائيل أدمو. رسمه البطريرك يوسف عمانوئيل مطراناً على سعرت سنة 1902. خدم أبرشيته المترامية الأطراف بغيرة رسولية، فشيد الكنائس والمدارس في القرى، وعلم وهذب إلى جانب مسؤولياته الجسيمة. أغنى كنيسة المشرق بمؤلفاته الثمينة، حتى ليعجب المرء من غزارة ما أنتجه خلال حياته القصيرة. تكلل شهيداً للإيمان في 15/6/1915. 37_ دير شو: دصوا ىبًقا " دير السبعة " قرية في جبال البوتان جنوب شرق سعرت على مسافة يومين سيراً على الأقدام، كانت من القرى الكلدانية التابعة لأبرشية سعرت، لكنها فرغت منهم قبل المذابح بسبب معاناتهم المستمرة من الأكراد. 38_ هل ستفنى هذه الأمة تأليف: الأب جوزيف نعيم ترجمة: نافع توسا ص 95_ 102. 39_ القصارى في نكبات النصارى الخور أسقف اسحق أرملة ص 386. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 27-08-2011 الساعة 12:24 PM |
#2
|
||||
|
||||
شكرا لعودتك الجميلة أستاذ نوري فنحن مشتاقون كثيرا لما لديك من أخبار و من معلومات قيّمة فيما يخص كنيستنا المسيحية على العموم. أشكر تواصلك الحبيب و مشاعرك الطيبة و النبيلة و الرب يبارك حياتك.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|