19-11-2012, 01:32 PM
|
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,049
|
|
رسالة من شيخ قراء دمشق الشيخ كريّم راجح حفظه الله إلى عموم الثوار والمجاهدين بسم الله
رسالة من شيخ قراء دمشق الشيخ كريّم راجح حفظه الله إلى عموم الثوار والمجاهدين
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المجاهدون :الهدف الآن في سورية موحد ،ولا أعرف أن سو رية اجتمعت على أمر كما اجتمعت وأجمعت أمرها اليوم ،ولكن كل يعمل من زاوية وعلى طريقته ، فمنهم من يجاهد بالنفس ،ومنهم من يجاهد بالمال ،ومنهم من يجاهد بالكلمة ،ومنهم من يجاهد بالدعاء ،وكل على حسب ما أوتي من قوة ،فذو البطولة والشجاعة يجاهد بالدم ،وذو المال يجاهد بالمال ،وأولو العلم واللسان يجاهدون بالكلمة ،وكلهم أجمعوا على أمر واحد ،والعاجز القعيد يجاهدبالدعاء ،وقد يأتيه الموت وهو على فراش العجز أو الشيخوخة من القنابل والشظايا ما يقضي على حياته ،ويهدم مأوى صغيراً يعيش فيه على قدر جسمه _مع العلم أن الدعاء مطلوب من الجميع _
وثقوا أيها المجاهدون أنكم أفسح السوريين منازلاً ، لقد زارني بعضكم فرأيته يريد أن يسرع إلى ساحة الجهاد كمن يسرع إلى روضة يتنزه فيها . والحق أن ساحات الجهاد هي الرياض التي تؤدي إلى الجنات فهنيئاً لكم ما أنتم فيه . إن ساحات الجهاد ليست ساحات الموت وإنما هي ساحات الرياض التي تؤول إلى الجنات ،وثقوا أنكم أنتم يامن تطلبون الموت أسعد من الذين يطلبهم الموت .
وها نحن رأينا كيف أن المعارضة توحدت ،وأن الأعتراف بها من قبل الدول وشيك وما من ليل إلا وله آخر ،وإنكم أنتم والمجاهدون بالمال والكلمة والدعاء تكتبون تاريخ سورية من جديد على صحاف من ماس وبأقلام من قدر . ولا يفتن في عضدكم أننا غير موحدين . إن العلماء في الخارج موحدين ،أما في الداخل فالله رقيبهم ،وهو يعلم سرهم وعلانيتهم والثقة أولاً وآخراً بالله وحده .
ثم إن العلماء لا يعدون أن يكونوا كغيرهم في فطرة الله ،فمنهم الجبان الرعديد ،ومنهم الشجاع المقدام ،ومنهم الذي يعمل بصمت دون أن يعرفه أحد وهم كثر من طلاب العلم ،ومنهم المتملق الذي باع نفسه لغيره ،واكتفى أن يكون تبعاً وأخذ يتستر بالتقوى والموعظة ،- فهذا أضله الله على علم - وهو ينصر سفاك الدماء ،وقطاع الطرق ،ويلقى القتل والتشريد والتخريب على غير المخربين والقاتلين والمشردين ، وهؤلاء ندعهم لله فهو أعلم بهم . ولا يهمنا أن ينصروا الثورة أو أن يخذلوها والثورة غنية عنهم وعن أمثالهم فإن الله يقول : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) . فاحمدوا الله أن جعلكم من السابقين ، قال تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) . وأنتم اليوم على جبل النصر مشرفين على مستقبل مشرق صنعته أيديكم ودماؤكم وجوعكم وعطشكم . فاحمدوا الله على ما أجرى على أيديكم . وحسبكم أن الله معكم ولن يتركم أعمالكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
__________________
fouad.hanna@online.de
|