Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
السجود مذلة
السجود مذلة وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ(34) سورة البقرة ـ"قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"...الأعراف-12ــ السؤال: لماذا يطلب الله من إبليس أن يسجد لآدم؟ قوله: {لم يكن من الساجدين} أليس السجود دليل خضوع و إقرار بالعبادة؟ و هل تجوز العبادة أو السجود لغير الخالق؟ و لماذا يقبل الله بفكرة أن يسجد أحد لآخر؟ أليس من حقنا أن نسأل؟ ثم أين وجه المنطق في أن يسجد الأدنى للأعلى أو الأقوى للأضعف؟ فآدم مخلوق من تراب ."خلقتني من نار وخلقته من طين".ـ "أنا خير منه".ـ بحسب الرواية القرآنية. هل كذب إبليس بقوله هذا في تبرير عدم قبوله لأمر الله؟ و بحسب رواية الخلق فإن إبليس مخلوق من نار و النار أقوى من الطين مما يدل على أن لإبليس الحق في رفض أمر الله لأنه غير عادل و غير صحيح. علما أن إبليس لم يكن بعد قد عصى و أخطأ و تمت معاقبته كما يزعم كاتب القرآن و هذه الرواية القرآنية تختلف عن رواية التوراة الأصل لفكرة إبليس و كيف وقع في الخطيئة بسبب إغوائه لحواء و من ثم إغواء حواء لآدم. القصة في القرآن مختلفة تماما في ذكر سبب معصية إبليس و الذي من المفترض أنه رئيس الملائكة. ثم هل يدل رفض إبليس لفكرة السجود لآدم منطقية تفكيره فيما الله غير منطقي بهذا القرار و الحكم؟ لقد قرأت تفسير الطبري و تفسير ابن كثير لهذه الآية فلم يتم التطرق البتة لهكذا فكرة و التفسير يأخذ منحى إعرابيا نحويا و شروحات لغوية أكثر منه تفسيريا للمضمون و المعنى و هذا من باب الابتعاد عن روح النص الذي يتوجب شرحه بدقة و بجميع إشكالاته. فالنص من الناحية المنطقية و العقلية و كذلك الدينية ليس صحيحا و لا مقبولا. لا أفهم كيف أن الذات الإلهية تؤمن بفكرة السجود لغيرها!!! السجود لغير الله لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف. السجود لغير الله مذلة هل يستطيع أحد فهم غاية الله من هذا الأمر؟ هل أراد من خلاله تطويع إبليس على الطاعة؟ فإذا كان هذا هو السبب فهل سبق و أن عصى إبليس الله و لم ينفذ أوامره لكي يضعه في تلك اللحظة و ذلك الموقف ليذله؟ إذا كانت الغاية هي تعليم التواضع فما الذي يضمن ألا يتفاخر آدم بهذا الفوز العظيم له على إبليس الأقوى منه، فيداخله شعور الغرور و الكبرياء و هو بش من لحم و دم؟ أما إذا كانت غاية الله من هذا الأمر غير معروفة و هي كما يقول المسلمون العلم عند الله و نحن كبشر لا ندرك خفاياه و أسراره و أفكاره و هي عند الله وحده فما فائدتنا من ذلك لطالما لا نعرف السبب و لا الغاية و لا الهدف؟ هل يصدر الله أوامره كي لا يستوعبها البشر و لغاية أو لمقصد يدركه هو لوحده؟ هل يحق له أن يحاسبنا على أمور لا نفهمها و هو الذي يفهمها فقط؟ هل يكون الله بهذا عادلا و منصفا و منطقياً؟من حق العقل البشري أن يسأل كي يستوعب و يفهم و من ثم يميّز بين الأمور ليختار الأفضل و الأصح و الأكثر نفعا له في حياته العملية. كلمة أخيرة يجب قولها و هي أن الشيطان هو أول ثوري في العالم و أول معارض لأمر أو حكم أو قرار (بحسب زعم الروايات الدينية عموماً) و لهذا فعلينا أن نحترمه و ألا ننظر إليه من زاوية واحدة كما ننظر اليوم و كما هي النظرة التاريخية لإبليس، تصوروا اليوم أن يطلب أحد من أحد ملوك أو أمراء أو زعماء العالم اليوم بالسجود لشخص عادي من أبناء أمته ليظهر طاعته و تواضعه، ألن يكون الطلب غريبا و مستهجنا و مرفوضا من قبل جميع هؤلاء الملوك و الزعماء؟ فلِمَ ننظر إلى إبليس بعين السوء هذه و هو يدافع عن مكانته و عن نفسه و عن تفوقه؟ لا أرى في أمر الله هذا أي منطق أو مبرر أو هدف معقول. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|