Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2014, 04:58 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,029
افتراضي ماذا يعني الفكر الإسلامي بقلم: فؤاد زاديكه

ماذا يعني الفكر الإسلامي

بقلم: فؤاد زاديكه

إنّ أيّ فكر إنسانيّ، من المفروض أن يكون قادرا على التعبير عن نفسه و عن إدراك ما يجري حوله، و بهذا يصبح قادراً على تطوير آليته، و توسيع مداركه و إغناء خبراته، و بهذا يكون قابلا للتقدم و للتطور و لمتابعة ما يجري في مضامير الحياة العلمية و التكنولوجية و حياة الناس من أفكار و حاجيات و ضرورات إنسانية، لا غنى عنها، و الفكر الذي مبعثه العقل، إن لم يكن قادراً على المتابعة و المواصلة و التفاعل، فهو سيبقى جامداً في ركودٍ جاهل و في عتمة ظلمة متخلّفة لن تمكّنه من تأدية دوره و القيام بواجبه كفاعل أساسي على مسرح الحياة و في المجتمعات البشرية.

العقل به مفاتيح كلّ الحلول و به إضاءة مشرقة تجعل من حياة الناس مكسباً، من خلال ما توفّره لهم من واقع السعادة و الشعور بالأمان و الاستقرار و هما ركيزتا التطور الأساسيتان. بالعقل و باستخدامه يستطيع الناس التغلب على مصاعب الحياة و على اجتياز جميع الامتحانات الصعبة و غير الصعبة، و يتميّز الانسان الذي يستخدم عقله بوعي و بحكمة عن الشخص الآخر الذي لا يقبل بوظيفة العقل و لا يجعل العقل يترجم واقع حياته ليرسم خطوطا موفقة لها، فالذي يستخدم العقل في تعامله مع أسباب الحياة و ظروفها يكون ذكياً و ناجحاً و سعيداً، بينما الشخص الجاهل و المنغلق و المتزمت يشعر بالفشل و الخيبة و بالمرارة، و قد يتهم الغير بسبب ما هو عليه، دون الاعتراف الجريء بأنه السبب الأول و الأخير في كلّ ما هو عليه من تأخر و تخلّف أو ما يعانيه من بؤس و من حرمان.

إن الفكر الإسلامي و على مرّ العصور الإسلامية كلّها، كان فكراً فاشلاً، و اتّكالياً و اتهاميّاً، يبرّر الأخطاء التي يقع بها، بدل أن يعترف بها و يقوم بمعالجتها، لهذا استفحل حال عجزه فتحوّل لمرضٍ لم يعد الشفاء منه ممكناً، و سبب عدم إمكانيّة الشفاء هي أنه لا يزال يجترّ أخطاء الماضي و يعيد تكرارها على نحو أو آخر. لا يملك الفكر المسلم الجرأة بالاع
تراف بالخطأ، لكونه يرى الحقّ المطلق في جانبه، دون أن يعي أنه بهذا يصرّ على انتحاره، و يتمادى بطيشه و لا يقبل بأي تجديد أو تغيير أو تطوير.

الفكر الإنساني لا يعيش الغيب، و لا بمفرده فهو واقع يتفاعل مع كل ما يدور حوله من تطورات و أحداث و قضايا و يجب أن يستوعب و يضع أجندة مناسبة لكلّ حالة أو موقف أو طارئ. من يعيش على التوكّل و السّبحانية، فلا إرادة له و لا مقاومة و بالتالي فلا مصير و لا مستقبل. إنّ المسلم شخصٌ يسلّم بكلّ ملكاته العقليّة لما يقول به دينه، و لأنّ هذا الدين الذي يستمد منه فكره و يسلّم له إرادته و شأنه و أمره، هو دين جامد غير قابل للتطور فإنّ عقل المسلم و تفكيره يبقى محصوراً بين دفّات كتابه الذي لم يكن صالحا لل
عصر الذي ظهر به قبل 1400 سنة، فكيف به اليوم و هو على ما هو عليه بنصه و حرفه و فكره و توجّهه؟ كم من محاولة جريئة قام بها بعض مفكري الإسلام حاولت اعتماد التقييم و النقد من أجل التغيير، إلاّ أن جمود تلك النصوص التكفيرية جعلت من محاولات هؤلاء المفكرين ضرباً من الجنون و الانتحار.

لقد حصلت ثورة دينية و فكربة و اجتماعية كبيرة في المسيحية، منها ما قام بها المطران مارتن لوثر الانجيلي و غيره، لم يبق الفكر الديني المسيحي متقوقعاً، و خفّت حدّة التكفير بل كادت تنعدم في الدين المسيحي، بينما بقيت في الإسلام و اشتدّت أكثر و ما نراه اليوم على الساحة الاسلامية فيه أدلة قوية الحجة و البرهان على أن هذا الدين لم يتطوّر قيد أنملة منذ نشأته، و سوف لن يتطوّر كذلك، لطالما بقي حدّ الردّة سيفاً فاتكاً و التكفير نهجاً مُلزِماً و القتل سلوكاً معروفاً.

يتساءل المسلمون عن أسباب ما هم عليه من جهل و تخلف و مرض و وحدانية، و حين تواجههم بالجواب الحقّ و تشير للعلة فإنهم يثورون لعدم قبولهم بأي مساس للمقدس حتى و لو أدى هذا إلى دمار مجتمعاتهم و انعدام كل أسباب الرقي الفكري و الانساني فيها. كلّ شيء إلاّ الدين، هذا الهاجس الكبير الذي يؤرق أجفانهم و يداعب أحلامهم بقيام خلافة إسلامية تعيد لهم ما حلموا به، و كأنهم لوحدهم في مجتمعاتهم. المسلم لا يقبل أبدا بحكم ال
عقل، لأنه لا يملك قوة الحجة و لا منطق البرهان، منطقه العنف و الترهيب، و حجته التكفير و العنصرية.

لكل ما ذكرناه و هو واضح و جليّ تماماً في نصوص الإسلام و هو يتجسّد في سلوكياتهم و في نمط تطبيق أفكارهم على مجتمعاتهم و من خلال هذه الأفكار و عملا بتلك النصوص الجامدة و المتخلفة و الحاقدة يتصرفون و يقيّمون علاقاتهم مع الآخرين في مجتمعاتهم التي يعيشون بها، نعم لما ذكرناه فإنه يمكن القول بأن تعريف الإسلام كفكر و كمنهج و كدراسة و كتطبيق فإنه:
عدواني_ عنصري_ إرهابي_ ترهيبي_ عنفي_ جامد_ متخلّف_ حاقد_ استفزازي_ منغلق_ إقصائي_ غير عادل_ ظالم_ تكفيري_ مستبدّ_ إجرامي_ تمييزي_فجّ_ يعتمد التضليل و تشويه الحقائق و التنكّر للحقيقة و يتهم الآخر و يواجهه بالسبّ و الشتيمة و القدح و الذمّ، ينكر كلّ عيوبه و لا يعترف بها، و يتّهم الغير بما هو عليه.
أقول لكلّ مسلم أرجوك قبل أن تشتمني انتظرْ برهة من الوقت، و أعِدْ قراءة ما كتبت، هات نقدك له و دفاعك عن نفسك إنْ كنتَ من الذين قصدتهم من مقالي هذا، لا يفيد الهروب بل المواجهة و هي تكون الحجة بالحجة و الدليل بالدليل و ليس برفض واقع لكم يعرفه الجميع بما يحويه من عيوب لا تحصى و كثر الذين قالوا عن أمة الع
رب و الإسلام أنها أمة صارت مثار سخرية العالم و محط تنكتهم بها لأنها أمة تعيش في غبار الماضي و تحت خيام الجهل و البلادة و الحماقة الغبية.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-08-2014 الساعة 05:04 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:41 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke