Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
كيف يناقش المسلم بقلم: فؤاد زاديكه
كيف يناقش المسلم بقلم: فؤاد زاديكه من خلال مشاركاتي الكثيرة و المتكررة بالكتابة في كثير من المنتديات و بيوت الدردشة و الفيسبوك و غرف البالتوك، تبيّنت لي حقيقة واضحة و أكيدة تقول بأن الشخص المسلم _عموماً_ لديه رغبة كبيرة و هوس شديد في أن يجرّك لحوارٍ أو لنقاش دينيّ ، و بأكثر الأحيان يقحمك بذلك دون أن تكون لديك الرغبة ، واهماً إياك و متوهّماً بأنه على الحقّ المبين و الذي ليس حق سواه، و أنّ دينه من عند الله، و أنّ كلّ ما عداه من الأديان باطل و محرّف و مزوّر، و أنّ كلّ ما جاء بكتابه سليم و صحيح و منطقي لا يقبل أيّ جدلٍ و لا نقاش، و حين يحتدمُ النقاش و تظهر لديه معالمُ العجز و الإفلاس، و عدم القدرة على الاستمرار لانعدام الحجة و البرهان لديه، و حين يشعر بتلك الخيبة و يذوق مرارتها، يلجأ لأساليب ملتوية و انهزاميّة، كلّها يصبّ في خانة الهروب و التهرّب بعدما تنكشف أوراقه و تحترق، و تنعدم أدلته و ينحسر مدُّ فهمه، ليجرّ ذيول الفشل و بدلا من واجب اعترافه بالهزيمة و إقراره بانعدام المعرفة و بقلّة الحيلة، فهو يتحايل على محاوره بقصد مشبوه و بسعي فاشل لا يحقّق له أي كسب معنوي و لا فوز معرفي. و قد تتعدّد الأساليب، و تختلف الوسائل و الطرق إلاّ أنها و جميعها يصب في خانة الفشل الذريع، و الخيبة المحزنة، لكنه لا يشعر بها لأنه مُغيّب الفكر و التفكير، و فاقد الحيلة فيما يخصّ مسألة الفهم و الإدراك باحترام المنطق و الاعتراف به أو بمواجهة الحقائق التي تغيب عنه، بمحاولة ما من أجل المراجعة و النقد و الفهم. لهذا فإني أنصح كلّ شخص يحاول محاورة المسلم في مسائل الدين ألا ينزلق إلى ذلك، إذ لا فائدة مرجوة و لا نتيجة يمكن التوصل إليها مع هؤلاء، فأكثرهم لا يفهمون شيئاً البتة عن أمور دينهم ما عدا الأمور التي يعرفها المسلم و غير المسلم عن الاسلام. و الكثير منهم لا يريد أن يفهم غير الذي تم تلقينه من قبل أسرته أو الشيوخ، و إن تجرأت و كشفت له سرّاً مغيّباً عنه، فيه ما لا يوافق مزاجه أو يساير هواه، فإنك قد ترى منه العجب بردات فعل معيبة و غير مقبولة و لا مسؤولة، و هو أسلوب درج عليه هؤلاء منذ بداية الإسلام و إلى هذا اليوم، فإما أن تقبل مرغما بترهات غير منطقية يفرضها عليك، و إمّا أنك ستُقابَل منه بما لا يُرضيك و لا يُرضي أيّ شخص يتمتع بقليل من الدراية و المعرفة و العلم و يقرّ بوجوب العقلانية و يقبل بحكم المنطق بعيداً عن الفرض الإجباري و الإجباري وحده ليس إلاّ. سوف تلاحظ بأن هذا الشخص يأتيك مندفعاً بحماسٍ بالغ للدفاع و لجرّك إلى نقاشٍ بحجة أنّه على حقّ و على ثقة أكيدة بأنك على باطل، و ما أن يبدأ النقاش و تُطرح الأفكار و التساؤلات حتى تراه يهتز و يترنّح تحت ضربات المفاجأة التي لم يكن يتوقّعها، فيبدأ بمحاولات التملّص لاستدراك الموقف و استعادة رباطة الجأش بلملمة أفكاره المشتتة و جمعها، لكنه ما أن يبدأ حتى يسقط مرة أخرى في فخ الجهل و عدم المعرفة، فيحتج بأنه ليس خبيراً بما تطرحه عليه، و من الأفضل أن تناقش الشيوخ الذين هم على علم و معرفة و دراية كما يزعم، أو يتهمك على الفور بأنك لا تفهم بالدين أو أنك تحرّف أو أنّك تتهجّم على الدين الخ...، في مسعى منه للهروب و لتبرير الفشل و السقوط. و أمّا أنا شخصيّاً، فلقد مرّ عليّ أشخاص من نوعيّاتٍ مختلفة و متنوّعة الوسائل، لكن الجميع كانت النتيجة معهم واحدة، لا جدوى من النقاش، و ممّا تعرّضتُ له و ما عرفته من تلك الأساليب أذكر البعض دفاعٌ مستميتٌ من المسلم عن الأغلاط و المواقف المُدانة تبريره لما لا يمكن قبوله و لا تبريره قبولٌ تام و خضوعٌ أعمىً للواقع و للذي جاء بالكتب الاسلامية دون وعي أو فهم محاولات للبحث عن مخارج لأزمات الفكر الإسلامي، و هي أزمات قديمة_ جديدة دائمة و مزمنة تهرّب من النقاش للإفلات من كمّاشة الأسئلة المحرجة محاولات الانتقال من فكرة إلى أخرى لتشتيت ذهن المحاور و للتهرّب من الإجابة التشكيك الدائم بكلّ ما تقوله و تطرحه من تساؤلات و من أفكار و وجهات نظر الهجوم الشخصي عليك، في محاولة يائسة يراد من خلالها التشكيك بنزاهتك الفكرية و تبسيط آرائك و طروحاتك اتهامك بالكفر و بالالحاد ضعفاً و عجزاً منه شتمك و سبّك بكلمات نابيّة هي خير دليل على ما عاشه المسلمون منذ قرون، فأسلوبهم لم يتغيّر، بل تطوّر ليواكب العصر الحاضر بقذارة ألفاظ و اتهامات باطلة و بالدعاء عليك بالأذى و الضرر و بكل مصاب سيئ الخ كما هي عادة شيوخ المسلمين و أئمتهم في خطب الجمعة المعروفة فهم يدعون على اليهود و النصارى على اعتبار أنهم كفرة، و لا أحد يعلم المعايير التي يكفر بها المسلمون و لا الحق الذي أعطاهم هذه الصلاحية ليسمحوا لأنفسهم بتقييم الناس على أساس كافر و مؤمن. يؤمنون بالمعايير المزدوجة و يطبقونها بأحكامهم و هم يتهمون الآخرين بما هم عليه من إزدواجية المعايير الفاضحة. يقول لك بأنه لا يفهم كثيراً بأمور الدين و يدعوك إلى مناقشة الشيوخ أو من له علم بأمور الدين، علماً أنه الذي فرض عليك هذا الحوار يختتم نقاشه و حواره بالقول: الحمد لله على نعمة الاسلام و حين تسأله عن أية نعمة يتحدث فلا يجيبك و إن أجابك فسيقول بأن الاسلام دين السلام و التسامح، فيما حقيقة و جوهر الإسلام كفكر و دعوة يقوم على نشر الكراهية و البغضاء و هو لا يعرف شيئا من مفاهيم التسامح و لا المحبة كما أنه دين يقوم على القتل و الإرهاب و العنف فأين السلام به؟ قد يقول لك إن هذه الآية أو تلك جاءت بزمن معين و لشخص محدد و لغرض معروف، و حين تسأله عن أسباب بقاء ذلك في كتبهم و هو لا يزال ساري المفعول و معمولا به، لا يجد جواباً على ذلك، و ربما يقول إنه موجود في اللوح المحفوظ و حين نسأله عن جوانب الناسخ و المنسوخ و ما أمر هذا باللوح المحفوظ، فلا يجيب و يصمت أو يحاول نكران كل الناسخ و المنسوخ جملة و تفصيلاً، و حين نستعرض له بعض الفتاوى غير الأخلاقية و غير العادلة و غير المنطقية في كتب التفاسير و السيرة و رواة الأحاديث و نقلته، فهو سيبرر ذلك بأنها أحاديث ضعيفة أو غير متفق عليها أو أنه مشكوك بصحتها، فما الفائدة من استمرار وجودها و العمل بها و هي على هذه العلات الكثيرة؟ علماً بأن ركائز الإسلام الثلاث هي القرآن و الأحاديث و السيرة، فلا يجوز البتة إغفال أو استبعاد أي منها و إلاّ فإن ركن الإسلام سيسقط، فهي ركائزه الأساسية المعترف بها و المعمول بمضمانيها على الرغم من كل ما فيها من مساوئ و عيوب و نواقص و هفوات. يتهمك بمعاداة الإسلام و بحقدك عليه فقط لأنك تطرح عليه أسئلة عجز عن الردّ عليها يحاول القفز بحركات بهلوانية من الفكرة موضوع النقاش إلى فكرة أخرى ثم أخرى ثم أخرى و الهدف من كل هذا الهروب أولا و لتشتيت الأفكار و خلط المسائل من جهة أخرى تسأله عن معنى الاسلام و المسلم فلا يعرف شيئا و تسأله عن آيات القرآن و عن الأحاديث فلا يقبل منك ذلك. يؤمن بنظرية المؤامرة على الاسلام و هو يقوم بالتسويق لها كي يلقي بمسؤولية و أسباب تخلف المسلمين و جهلهم و عنصريتهم على أطراف أخرى و هكذا لا تجد لديه أية مقومات فكرية و حضارية للنقاش و لا يرى من الأمور كلها سوى الأبيض و الأسود. تحاول أن تفتح له آفاق العقل و أبواب التفكير فيسدّها بعنف و شراسة، لا يقبل بغير الذي تربى عليه و ما حشا عقله من أفكار قديمة لا يمكن أن تكتب لها الاستمرارية و لا النجاح لأنها لا تعالج مشاكل العصر بل هي تنقل الماضي بكل ما فيه من حسنات و من سيئات إلى الحاضر و تتشبث بهذا الماضي و تراه مقدساً لا يجوز المساس به، بنقد و لا بوجهة نظر مخالفة أو بمحاولات تنوير فكري. إن تقديس التراث و النص لدى المسلمين يجعل إمكانية التقدم و التطور معدومة، إنهم يرون بالجديد عدواً و بالتصحيح خروجاً عن المقدس و هو من باب التكفير و الإلحاد مما يستوجب القصاص و قد يكون هذا القصاص على الأغلب قاسياً، لأنه يدعو إلى القتل و هدر الدم بتهمة الخروج عن الاسلام و الارتداد عنه. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 23-10-2014 الساعة 09:26 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|