Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
شرُّ البليّةِ ما يُضحِك 3 بقلم: فؤاد زاديكه
شرُّ البليّةِ ما يُضحِك 3 (من مقالاتي القديم) بقلم: فؤاد زاديكه هل يحسّ بما يمكن أن تسمّيه الجريدة أو المرسوم الأسدي ب" إلغاء قوانين الفصل العنصري" مَن كان بيده السوط الذي ينهش أجساد مواطنيه و خصومه السياسيين و يمنعهم من التعبير عن آرائهم و عن ممارسات حرياتهم, و هو يعيش و يمارس عنصريّة أشدّ و إجراماً أعنف و ظلماً أقسى, بل و قذارة ليس لها مثيل في تاريخ الطغاة و البرابرة؟ كيف له أن يعبّر عن مثل هذه المشاعر أو يسمح لنفسه حتّى أن يشعر بالرضى عن مثل هذا الموقف المنافق و المتناقض مع الواقع السوري جملة و تفصيلاً؟ كان يتوجّب عليه أولاً أن يلغي طائفيته و عنصريّته و فساد نظامه قبل أن يفعل مثل هذا الأمر. ثمّ كيف يمكن لرجل كحافظ أسد أن يتكلم عن "الانتخاب" و عن "حرية الانتخاب" أو عن الحق و العدالة الاجتماعية و الإنسانيّة و هو المزوّر لصناديق الانتخاب و الذي يقلب صورة الواقع و يغلفه بالكذب و النفاق و ما إلى ذلك؟ إنّه لأمرٌ مخجلٌ فعلاً و معيبٌ و ممقوت و غير أخلاقي البتة هذا الذي يفعله حافظ أسد في سورية اليوم (1994) و منذ أن سيطر على الحكم بقوة السلاح و بالعنف, لأن من يعيش واقع التزوير الكبير للإنتخابات في سورية يستوعب و يدرك جيّداً ماذا يعني مفهوم الانتخابات الحرّة دون تدخّل رجال مخابراته و أجهزته القمعية حيث يجبرون المواطنين على التصويت بنعم أو يقومون بفتح الصناديق الانتخابية في قاعات مغلقة و إعطاء نسب خياليّة عن نتائج العمليات الانتخابية و في كلّ مرة, أو ببساطة أن تُضاف بطاقات اقتراع (انتخاب) موقّع عليها بنعم للقائد الأسد. إنّ جميع هذه الأساليب الخبيثة و الشيطانية و الألاعيب باتت مكشوفة و معروفة للقاصي و للداني, و صار المواطن السوري الواعي يفهمها و يكشفها بكلّ بساطة, بل و حتّى البسطاء من الناس. رحمَ اللهُ أيام البرلمانات و رحم الله الزمن الذي كانت تتردّد فيه عبارات مثل "سوريّة حريّة" و "سورية سويسرة" إنها كانت فترة من أفضل فترات الحياة السياسية المستقرّة في سورية إذ كان التنافس يجري على قدم و ساق بين المرشحين و المتنافسين, و إن كانت هناك بعض الخروقات البسيطة و منها شراء الأصوات مثلا إلاّ أن ذلك كان يسير بروح ديمقراطية سلسة دون أيّة تعقيدات أو انتهاكات صارخة و بدون أيّ تزوير كالذي يفعله نظام حافظ أسد هذا. هل يُعقل أن يكون حافظ أسد أصدر مثل هذا المرسوم و هو في حالة يقظة؟ أم أنه يحاول و كعادته اللعب بالورقة التي يظنها رابحةً؟ إنّ اللعب هذه المرّة و على طريقة كريستوفر و رابين و بمضرب كلينتون لن يكون مربحاً بل هو خطيرٌ خَطِر. فبعد التوقيع على معاهدة الإستسلام أين سيذهب غضب الشّعب؟ و هل سيستطيع هذه المرّة أيضاً أن يمتصّ هذا الغضب و هو عظيمٌ عظيم؟ ثمّ إلى متى سيحاول أن يعصب عينيه متجاهلاً غضب الشعب السوري المنهك و المحطّم؟ إنّ مشاعره تتحرّك لكي يصدر مثل هذا المرسوم القاضي بالاعتراف بشرعية النظام الديمقراطي الذي تحقّق عن طريق الانتخاب الديمقراطي و الحرّ و النزيه و الشفّاف في جمهورية جنوب أفريقيا, أمّا نظامه فهو يعرف جيّداً كيف وصلَ إلى الحكم و سيطر على السلطة و يعرف العالم كلّه أنّه أطاح بالقيادة السابقة عن طريق انقلاب عسكري جبان و خائن و هي الحكومة الشرعيّة مستبدّاً بالشّعب و مجهضاً كلّ شعور له بالحرية و كلّ دعوة إلى الديمقراطية أو المطالبة بانتخابات حرّة نزيهة و شفّافة تظهر ما إذا كان لهذا النظام شعبيّة حقيقية فعلية على أرض الواقع أم لا. إنّ الذي يقوم به و يمارسه جلاوذة السلطة البعثية الحاكمة و قيادتها و التي نبذها الشعب السوري المكافح سيكون بالتأكيد هو المؤشر لسقوط هذا النظام و لقرب نهايته, فالظلم له صولة و جولة و لن يستمر و لن يدوم و خاصة هذا النظام لأنّ الورقة التي يلعب بها النظام الدكتاتوري الأسدي لن تكون ورقة رابحة في مسعىً لغسل أدمغة السوريين و للتلاعب الجنوني بلقمة عيشهم و امتصاص نقمة هذا الشعب الباسل و المناضل و المضحي و هي إعلانه العداء لإسرائيل و ادّعاؤه المقاومة الكاذبة لكي يبقى على كرسيّ حكمه متاجراً كغيره بمصير الشعب الفلسطيني و بقضيته التي صارت سبحة لكلّ ضارب نغم في القوميّة و في مزاعم الدفاع عن هذا الشعب الذي كان سبب هجرته و تشرّده و كلّ متاعبه هم الحكّام العرب الخونة و منهم حافظ أسد. لم يعد الكلام عن التحرير مقبولا و لا محترما لأنه أكبر كذبة عاشها العرب و يعيشونها فيما يحيك الحكام العرب خيوط لعبتها من أجل مصالحهم. و أكبر دليل على كذب هذا النظام قول زعيمه "إنّ ما أخذ بالقوة لا يستردّ إلاّ بالقوّة" فلماذا كانت المفاوضات و التفاوض مع إسرائيل على استرجاع بعض الأراضي المحتلة من قبلها؟ أليس هذا كذباً فاضحاً و ضحكاً على العقول؟ النظام يفاوض الإسرائيليين فيعطوه بعض الأراضي ثم يقول إننا حرّرنا هذه الأراضي. يا لهول هذا الكذب الممسوخ و الفاضح. لقد أعيدت القنيطرة بالمفاوضات و بالتوقيع على اتفاق السلم و الاستسلام من خلال الاعتراف غير العلني بإسرائيل كدولة و كواقع. إنّهم حرّروا القنيطرة ه يا لها من ضحكة صارخة إلى العمق, إنها مأساة هذا النظام المنافق و المرائي و الكاذب. قد تكون لعبة السياسة دهاءًا و شطارة كما يقال, لكنها ليست كذلك عندما تندرج تحت مسمّى و حقيقة الضحك على النفس قبل الضحك على الآخرين. يتبع....
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|