Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
معاني و رموز حيوانيّة في الأمثال الشعبية الأزخينيّة بقلم: فؤاد زاديكه القسم الرابع
معاني و رموز حيوانيّة في الأمثال الشعبية الأزخينيّة بقلم: فؤاد زاديكه القسم الرابع هَكا وِقِع الصّور. تكتر السّكيكين. من المعروف أن الثور قوي البدن و هو يتحمل الكثير من المشقة و التعب و يرمز إليه بالقوة و الهيبة و المكانة و على الرغم من كل هذه المكانة المعطاة له فهوَ متى تعثّر و سقط أي ساءت أحوال أيامه و انتكست صحته فإن خصومه سيتكاثرون عليه و كل منهم يريد أن ينتقم منه. و يضرب هذا المثل في الرجل العزيز بين قومه الذي يذله الدهر و نوائب الحياة, فيكثر خصومه و المتربصون به شرًّا فيحاولون الانتقام منه و التشفّي بما وقع له بعد كلّ ذلك العزّ و المكانة و القيمة التي كان عليها. و يقابله المثل العربي: عزيز قوم ذلّ. و ربّما ينطبق عليه المثل الأزخيني القائل: أين كنّا و أين صرنا. كما صَور نبي سليمان. و يضرب هذا المثل في الشيخ المتقدم بالسن و الذي يحاول تقليد الشباب. عملاً بمقولة رجوع الشيخ إلى صباه. و هناك أمثال أزخينية كثيرة في هذا المعنى منها: كِلما شابتْ طابت. أو فلان قلبو ربيعو.أو فلان قنيقل إستو فلتو و هِه كِيسه كيْفَرَات. أو راح هرهرّو و بَقا طِرْ طِرّو. و قد ينطبق عليه بشكل أو بآخر المثل القائل: الجيجه (الدجاجة) تموت و عَينا فِلْزبَالة يه. مما يدل على عدم الشبع. و الشيخ في مثل هذه الحال فهو و بعد أن نال من الدنيا ما تمنى و هو الكثير يريد تجديد شبابه و إقناع نفسه بأنه لا يزال قادرا على العودة إلى الوراء لاسترجاع ذكريات شبابه و طيشه و نزقه ناسياً أن الذي ذهب منه لن يعود إليه و هو هنا الشباب و الحيوية و النشاط. لا جيجه تبيظ و لا ديك يسيح (يصيح) يقصد بهذا المثل أنْ لا فائدة ترجى من الأمر و قد ينطبق تماما على النّعامة فهي تعتبر من الطيور لكنها لا تستطيع الطيران و هي كبيرة الحجم لكنها لا تعتبر جملا. الجيجة تشرب و تعلّي راصا لفوق. هذا المثل يعطي معنى أخلاقي و تربوي ديني في أنّ الحمد و الشكر واجب لربّ الكون و مُعطي الحياة و النّعمة, كما أنّه واجبٌ لمنْ يقدّم لك حسنة أو عمل خير أو مساعدة. هناك أشخاص مهما عملت معهم من معروف أو أعمال خير لا يشكرون بل ربما يتكلمون عنك بالكلام السييء. و يضرب في نكران الجميل. كّما صَورين. بَر نير. يضرب هذا المثل في شخصين يعملان تحت مظلة واحدة و باتجاه واحد لبلوغ مرتبة أو منزلة أو فوزاً و هما يبذلان ما وسعهما من الجهد و السعي و المواظبة و ينطبق عليه المثل العربي القائل: هُما كَفَرَسَي رهان. و بَرْ نير كردية أيّ نيرهُ على رقبته. فلان كما سعلب الحيّال. من المعروف عن الثعلب أنه صاحب حيلة و كثيرًا ما تنطوي حيل الثعالب على البشر فيقعون ضحية لها و أهل آزخ يصفون الشخص المحتال و المراوغ بكلمة كردية معروفة و هي: رُوڤي أي سَعْلَب و على الرغم من أنّ الثعلب مشهور بحيله و خداعه إلا أنّه يقع كثيرا فريسةً لغباءٍ أو حماقةٍ يقوم بها. و قصص الثعالب لدى جميع الشعوب و منها الشعب الأزخيني يمكن أن يكتب عنها كتباً كثيرة. و هذه قصيدة لي في الثعلب: قيلَ للثعلبِ قِيلَ للثعلبِ يومًا أيّها الثعلبُ ندري أنّكَ المحتالُ لكنْ جلدُكَ في السوقِ يُغري. قالَ: أنتم في غباءٍ وضعُكم بالفعلِ مزرِي حيلتي تَقوى عليكم إنّها شِرْكي, و سِحْري كم سخرتُ من عقولٍ إدَّعَتْ تدري, و تدري خابتِ الآمالُ منها و المساعي رُغمَ غَدرِ لو كشفتمْ بعضَ سرّي غابَ عنكم ألفُ سرِّ لا تُباهوا باقتدارٍ أو بعلمٍ أو بنصرِ سوفَ يمضي العمرُ هدرًا لنْ تَعُوا مكنونَ فِكري حِيلتي تَقوى بعزمي و احتيالي مثلُ صَبري ما لهُ يومًا حدودٌ إنّه شأني و أمْري! الخَطّ المَعُوج من الصَّور لِگبير. أي أن الزعيم أو الرئيس أو القائد له دور كبير في حياة من هم أدنى منه مسئولية أو أقلّ خبرة و معرفة. و هذا معروف لدى الأسر الأزخينية على وجه الخصوص فهي تُولي الابن الأكبر و هو ما تسمّيه ابن البكر أولوية كبيرة و تعتمد عليه في توجيه و تهذيب إخوته الأصغر سنّا منه فهو يقوم مقام الأب في الرعاية و الإشراف و التوعية و المسئولية. و كثيرا ما تسمع من بعض الأسر الأزخينية عندما يخطئ أحد أبنائها الصغار مع أخيه الأكبر أن الأم أو الأب يقولان له مباشرة: الحق مو عليك. الحق على حمار الگبيرأي على الأخ الأكبر الذي لم يُحسن التعامل معك فأساء لدوره كموجّه و ناصح و مسامح يعفو عند الضرورة. و يقابل المثل العربي: إذا كان صاحب البيت بالطبل ضاربًا فشيمة أهل الدّار كلّهم الرقص. و يقول أهل آزخ: ابن البكر استونة البيت. أي الركيزة و الأساس. كما يقولون: ابن البكر إيخرّب الفكر. أي يجعل الوالدين مشغولي البال عليه و على تأمين مستقبله و الوقوف على راحته و سعادته. و كذلك القول الأزخيني المعروف"ابن البكر غير شي"أي له مكانة و قيمة تزيد عن القيمة و الحظوة التي لغيره من الإخوة عند والديه و هذا طبعًا تفكيرٌ غير سليم فلا أعتقد أنّه يمكن لوالدين أنْ يُمَيِّزا بين أولادهما أو أنْ يُفَضِّلا ولدًا على آخر بالنّظر و لاعتبار السِّنّ لكنْ ربّما لبعض حالات استثنائية كأنْ يكونَ أحدُ الأبناء واعيًا أو مجتهدًا أو أمينًا أو يحترم أهله و الآخرين الخ . لكنّ هذه الأفكار في تفضيل الابن الكبير على غيره من الأبناء هي من عادات النظام الأبوي الذي سيطر على أفكار و عادات و تقاليد الناس منذ مئات السنين و ظلّت إلى اليوم في بعض الأسر و العائلات في مجتمعاتنا الشرقية بكلّ أسف. فلان قَصَبتُو مقد صور يه. كما ذكرنا في مكان آخر قبل قليل فإن الثور هو رمز القوة و تحمّل المخاطر و هو يحقّق نتائج جيدة في مسعاه لذا ضرب به هذا المثل ليراد منه أن الشخص المقصود هو شجاع و قوي و يمكن الاعتماد عليه بكل ثقة و اطمئنان. و كانت الشجاعة و البسالة و الرجولة من مظاهر الكمال في الرجل أو من الأمور و الخصائص المرغوبة و كثيرًا ما كانت نوافذ العقل تُغلق من أجل إظهار هذه الرجولة أو البسالة أو الشجاعة حتى و لو كان لها ضحايا كُثُر و الحمد لله فإنّ الأمور في الحياة تتغيّر و تتبدّل و تسير نحو الأحسن و هذا من الأمور المفرحة و المشجعة. و هناك مثل على نقيض هذا المثل يقول: فلان قَصبتو(مِعلاقه) كما قَصَبِة عصفور يِه أي صغيرة فهو إذًا ضعيف القلب و يقصد دائما بالقصبة أنها تعني الشجاعة و الإقدام و البطولة كما تعني قوّة القلب. لا تِربِط صَورك بين لحمير. تيتعلّم گزّات و رَفْصَات. طبع الثور هادئ و مسالم أما الحمار فهو كثير الحركة و الرفس و العضّ لذا يضرب هذا المثل للتركيز على أهمية المعاشرة و ضرورة اختيار الصاحب الجيد الخلق فتأثير الصديق المنحرف و أصدقاء السوء على الناس حتى لو كانوا أسوياء يمكن أن يقع و هذا تحذير واضح و فيه توعية. يقابل هذا المثل كثير من الأمثلة العربية و الأزخينيّة منها: "قلْ لي مَنْ تعاشرْ أقُلْ لك مَن أنت" و"المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَنْ يُخالِل" و "المؤمنُ مِرآةُ المؤمنِ" و "الإناءُ يَنْضَحُ بِما فيه". و الطيور على أشكالها تقعو لكن في الحقيقة ربما يكون هناك بعض التجنّي في الحكم على شخص من خلال المعاشرة و المصاحبة فهناك كثيرٌ من الأشخاص عاشروا أشخاصًا آخرين سيئين دون أنْ يتأثروا بهم بل استطاعوا أن يغيّروا في البعض من سلوكيات هؤلاء نحو الأفضل و الأمر نسبي و ليس بالمطلق و التعميم أرى فيه خطأ و لا أرى صوابًا. يتبع القسم الخامس... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|