الراحلة حنان .. عروسة الجِنانْ ..!!.؟ شعر / وديع القس

[وديع القس]

حنان .. عروسة ُ الجِنانْ ..!!.؟ كلمات وشعر / وديع القس
أنيب ُ بقلمي ليذرف مداده نيابة عن مقلتيّ الموشكتين على اليباس ، ليعبّرمع الزملاء والأصدقاء والأهل والمعارف وكلّ من صادف هذه الشخصيّة الرائعة والتي تسمو على الوصف بصرخات ٍ رائعة مغسولة ً بدموع الأطفال ِ وأنقياء ِ القلوب.. حتى يصمت جسدك ِ وكلّ الأشياء التي تحت الشّمس بهذا الصّمت ، ولترمحين بعيدةً في عالم الحبّ الّلامحدود وزارعة ً جسدك الطّاهر بذرة طيب ٍ عطرة نقيّة في تربة القلوب .
أجل : رحل َ ذاك القلب النقيّ الصّادق ، رحل ذاك َ الوجه الصبوح ، ورحلت تلك الإبتسامة الرائعة الصادقة .. لكن روحها أبت أن ترحل َ فاصبحت كوردة ٍ عطرة نبتت في القلوب وستبقى في القلوب ولا ولن ترحل وتذبل.. وستبقى تترك أثرها النادر في القلوب أبدا.
فجذور الكلمات وبلاغتها تعجز عن الوصول إلى مصدر المعاني لتعبّرَ عن هذا الملاك الذي هبط من السماء لحظة ولادته ورحل عنها كطفل ٍ في ولادته .!
فكيف لي أن أعبّر عن بستان روحك الطيبة ..؟ وكيف لي أن أشكر تلال تواضعك بمفرداتي الضئيلة وأخلاقك السامية الكرم والشرف والنقاء بحفنة ٍ من الكلملت..؟
نعم يا حنان : إنّ غريزة حبّات التراب في في عشبتك ِ المباركة تجذَرت وتنامت في وجدان وقلوب كلّ من عرفك وصادقك وعاشرك واستطالت بسمعتها النقيّة وعبق شذاها عنان السماء . فكان ضميرك لا يعرف إلّا أن ينسج الخير للناس ، ففي عمق وجدانك ِ كان يسري الأمل ، وفي بستان أخلاقك كان ينحني التواضع.
يا جميلة الرّوح والوجه والضمير :
كنت ِ كغيمة مطر ٍ لا يهدأ رذاذه ، وحديقة زيتون ٍ دائمة الزهور والإخضرار .. لترتسم على وجهك الصبوح النّقي ولتزهر في مساماته وتعرّش في أخاديده تعابير الطهارة الأسمى في الوجود ، فسكنت ِ في القلوب بدون استئذان ـ قلب كلّ من صادفك وتعرّف عليك ِ..لتحفرين بذاكرتك النقيّة في أعماق الضمائر والوجدان ، وكنحلة ٍ دؤوبة ٍ لا تعرف الكلل ولا التعب صنعت ِ لك ِ مملكة ً فردوسيّة وأنتِ على الأرض قبل الرحيل ببياض القلب والروح والضمير والطهارة.. وتركتيها تتناوب نسمات روحك الطاهرة الحيّة في الضمائر.
وكنت وقت الهاجرة تتجذّرينَ في الوطن لمهمة ٍ سامية كصومعة ِ متصّوف يقتفي اثره صوب ملاحق الحقيقة ، ويتلمس طريق الإرتقاء صوب اعتقاد الفردوس ..! كالشمعة التي تحرق نفسها لتضيء للآخرين َ نور المحبة والحنان واليقين.
فأيّ صديق ٍ وصديقة كان يقول لك : سوى توأمَ الرّوح ..؟ وأيّ زميل ٍ وزميلة كان يقول لك ِ سوى بلسم َ الرّوح ..؟ وأيّ أهل ٍ وخلّان ٍ كانوا يقولون َ لك ِ سوى : حنان الرّوح ..؟ وأيّ أبٍ وأمٍّ كانوا يقولونَ لك ِ سوى شفاء الروح وغذاء الروح ..؟
أجل: المحبة لا صفات لها لأنها تفوق الوصف ، وكنت بالنسبة للمحبة والصداقة والحنان ذلك العازف الماهر الذي يعرف كيف يفتح أزرار الوفاء والمحبة لينثرها في قلوب المحبين والاصدقاء ولتصبحين لهم رمزاً أبديّا ً في المحبة والوفاء.
فاصبحت لوحة فردوسيّة رسمتها احاسيسك التي تسمو على الوصف وومضات روحك النقيّة التي تفوق كلّ تصور .. ولتبقى هذه اللوحة البهيّة المعبرة عن ذكرياتك العطرة في كلّ زاوية ٍ عاشت هامتك بها.
فهنيئا ً لكلّ من ألتقاك ِ وانتهلَ من نهر بشاشتك ونقاءك ، وتعطّرَ باريج نبضك .. ليجعل منك قدوةً في البياض.
تشيعك القلوب وأنت فيها حبيبا ً طاهرا ً عفيفا نقي ّالقلب
أجل : رحلتِ وفي الحشا مليون جرح على فراقك تدمي كلّ من عرفك وصادقك ..وا أسفي على رحيلك أيتها العزيزة وأنت في عمر الشباب هذا
لكنّ لله كلمته الأولى وهي الأخيرة ـ رحماك أيتها المخضّبة بندى المحبة وأريج الإخاء وعبير الصداقة الصادقة . . وإلى الأمجاد السماوية يا حنان.
حنان .. عروسة الجِّنان ..!!.؟ شعر / وديع القس

فشِلتُ في حبسِ دمع ٍ كادَ يغرقُنِيْ
على فراق ٍ كليم ِ الرّوح ِ والبدَن ِ

رسالةُ الموت ِ كمْ كانتْ بقاسية ٍ
على القلوبِ كنصل ِ السّيف ِ والطّعن ِ

حنانُ أسمٌ تعالى الوصفَ سيرتهُ
يطغى شذاهُ عطورَ الكونِ والزّمن ِ

عذراءَ طاهرة ً ، خضراء َ دائمة ً
كأنّهَا بملاك ِ الرّوح ِ مُرتَهن ِ

زميلة ً بوفاء ِ الصِّدق ِ نعرفُهَا
والقلبُ بحرٌ ولا ينضبْ منَ الوتن ِ*

ملاكُ روح ٍ منَ الأعمال ِ نعرفُهَا
تسموْ على جبل ِ الآلام ِ في رزُن ِ*

اختارَها الله ُ للإيمان ِ معجزة ً
أبا ً ، وأمّا ً ، وللآباء ِ بالحنن ِ

وكتلة ٌ منْ صفاء ِ القلب ِ زينتُهَا
صدقُ الوفاء ِ معَ الخلّان ِ بالمِحَن ِ

وفي الزّمالة ِ عربونٌ بعهدتِهَا
وفي الصّداقة ِ رمزُ العهد ِ للكفن ِ

كوردة ٍ زرعَتْ في قلب ِ تاربهَا*
كلّ الطّيوب ِ بداعي الحبِّ والأمُن ِ*

وقلبُ طفل ٍ تآوى بين َ أضلعِهَا*
لا يعرفُ الحقدُ دربا ً فيه ِ للسّكن ِ

هيَ القداسة ُ بالميراثِ والأدب ِ
بانتْ بناصعة ٍ ، بالدمِّ والّلبن ِ

حملت ِ ثقلا ً كبيرَ الهمِّ والتعب ِ
برُّ الأبوّة ِ يعلوْ الهمَّ والوسن ِ

يا نحلة ً دأبت في صنع ِ مملكة ٍ
من القداسة ِ والإخلاص ِ والفَطِن ِ*

حمامة ٌ ونقاء ُ النّفس ِ زينتُهَا
منَ الوداعة ِ والينبوعُ في هَتَن ِ*

ياشمعة ً بهَرَتْ أنوارهَا ألقَا ً
في كلِّ بيت ِ أقامتْ فيه ِ منْ ركَن ِ

يا زهرة ً نثَرَتْ أعباقهَا أبَدا ً
فيْ كلِّ روح ٍ تلاقتْ نسمة َ الحَنن ِ

وكيفَ نفهمُ قلبا ً في براءته ِ
لوْ لمْ تكونيْ نقاءَ العطرِ والغصنِ.؟*

وكيفَ نعرفُ أبرارا ً ـ نبجّلهمْ
لوْ لمْ تكونيْ عروسَ الربِّ باليَقِن ِ.؟.!*

وكنت ِ في علمِنَا قبلَ الرّدى عَلَنَا ً
عروسة َ الربِّ قبلَ الموت ِ والكفَن ِ.!

والموتُ يخطفهَا ، والبِرُّ يتبعه ُ

نحوَ السّماء ِ خلودا ً دائم َ الزمن

رسالة ً منْ ملاك ِ الربِّ نازلة ً
إلى الملاك ِ الذيْ بالأرضِ مُمتَحَن ِ

ها قدْ خسِرنَا ملاكا ً كانَ يمنحنَا
سرَّ القداسة ِ في الأفراح ِ والحزن ِ

وفي رحيلك ِ جفَّ الحبرُ بالقلم ِ
ومن ْ رحيلكِ ذاب َ الوردُ بالغصن ِ ..!!

شعر: وديع القس 27 / 04 / 2017
كلمات ذات معنى :
رزُن : وقار واحترام وعِزّ . الوتن : شريان رئيسي يغذي القلب . تارب : معاشر ، مصادق . الأمُن : الأمان والأمين. تآوى : يقطن ، يسكن ، يقيم . الفطِن: اللبيب ، الحكيم . هَتَن : الفيّاض ، المنسكب ، الدفّاق. رَكَن: أي مكان (أي ركن أو زاوية ) من أي بيت.؟ ( العطر والغصن ) دلالة على نقاء الروح والجسد . يقِن: الحقيقة واليقين .

[fouadzadieke]

أسعد ربي قلبك و صباحك يا صديقي الجميل على هذا النبض الراقي المشبع بروح المحبة و الوفاء لقد كتبت فأجدت و وصفت فأبدعت أحييك من قلبي و الرحمة لروح بنت خالي حنان سليم عبد الأحد (بياظ) و ستكون بين الملائكة و القديسين في جنان الخلد الرحمة لروحها الطاهرة النقية و الصبر و العزاء لنا جميعًا.

[وديع القس]

لك من القلب على هذه الترنيمة السامية اغلى باقات المحبة ةعطرها الجميل .. أخي وصديقي الشاعر الراقي أبا نبيل .