لا تستيقظ يا ناجي ..!!.؟ شعر / وديع القس

[وديع القس]

لا تستيقظ يا ناجي..!!.؟ شعر / وديع القس
دعكَ شهيدا ً يا ناجي:
ودعْ ريشتك َ خالدة
وجسدك مرتاحا ً ، وأحاسيسكَ غافية
وعيونك َ عمياءْ..
**
إبقَ راقدا ً يا ناجي :
كيلا ترى وتسمع وتلمس
عهارة الخريطة العربية
التي رُسمتْ
بأحذية ِ السّفهاءْ..
**
كنْ خالدا ً يا ناجي ولا تستيقظْ..
كنْ مخدّرا ً ، مشوّشا ً ، مجنونا ً
دعْ ثقافتك َ تحت التراب
تعانق المجد الذي رسمته
وتفرح بالشّمس الأبديّة
بعيدا ً عن النّفاق ِ
والرّياءْ..
**
خبِّىءْ ريشتك َ الثائرة في قلبك
ليبقى السّحرُ في عينيها
لقد تغيّر العالم
كانت الحقيقة سلاحك رغم الأحزان
إحتفظ بها
فالحقيقة هي الشّمس .. وكنت َ عاشقها
وبعد رحيلك
صارت الشّمس قانون البؤس والألم
لتخدع الفقراءْ..
**
دعْ روحكَ تستمرّ في الطريق
وتكمّل تقاليد الإنسانيّة النبيلة
فالموت لا يستطيع أن يهزم العاشقين
إنّه عالم جديد
يتسلّقون على جثث البشر
ويرتفعون إلى سلّم الريادة
وسلّم النجاح لديهم
مصبوغٌ بدماء
الأبرياءْ..
**
لا تستيقظ يا ناجي :
باعوا فلسطين رخيصاً
ودنّسوا الأقصى
وعفّنوا كنيسة القيامة
والثّوار تحوّلوا إلى
سماسرة وتجّار
ولم يبك ِ الأولياء والأنبياء
إلّا العطاشى والصّامتين مثلانك
من الشّهداءْ..
**
الأسود تحوّلت إلى ذئاب
والذئاب إلى ثعالب
والثعالب إلى أرانب
والأرانب إلى حشرات
ولم يبق َ من مصيرها إلّا دوسة
الصرام والحذاءْ..
**
نور القمر لم يبقَ مضمونا ً هنا
في عالم الظلام
إنّهم عبّاد الثروة
ورحل القسم المقدّس بدون رجعة
والوعود الصادقة مع الثائرين
تحولت إلى عفونة ٍ شديدة الإذلال
ولاتؤخذ إلا من يد ِ
الأعداء..
**
مدادُ حبّك َ المقدّس يا ناجي ..
كان يزيل الخطايا
ويزهر مع كلّ قطرة مطر ٍ موعدا ً للصلاة
في الربيع
لكنّ الملائكة التي تبحث عنها
هجرت الأرض
والتحقت بالسماءْ..
**
البراعم تغنّي وتردّد ألحان (( حنظلة ))
لكنّ جمال القمر قد تلاشى
والحدائق تبكي
واختفت ثمار الإستقامة
ونام الخلّان والجيران في
غيبوبة المومياءْ..
**
دعك َ شهيداً يا ناجي:
دعك َ خالدا ً يا ناجي:
لا تستيقظ أبدا ً
كيلا تموتْ
مع الجبناءْ..
***
وديع القس ـ 30. 08 .
2017
بعد ثلاثين عاما من رحيل الرسّام الفلسطيني الثائر
ناجي العلي.
ولد في فلسطين في قرية الشجرة الواقعة بين طبرياوالناصرة.. رسام كاريكاتيري ثائر
استشهد في لندن بيتاريخ 29. 08. 1987 ـ ويلف الغموض إغتياله .
هل اغتاله الموساد الإسرائيلي أم السلطة الفلسطينية أم المخابرات العراقية وحتى الآن
لم يظهر الجاني .