Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
استخدامات الفعل الأزخيني (سِمِعْ) بقلم/ فؤاد زاديكى القسم الثالث
استخدامات الفعل الأزخيني (سِمِعْ) بقلم/ فؤاد زاديكى القسم الثالث إبني إسْمَعْ عالأخوك: الأمّ تنصح ابنها طالبة منه أن يَطيع أخاه (وعلى الأغلب يكون الأخ الأكبر, لأنّه بمثابة الوالد) و أن يستمع لنصحه و إرشاده ويعمل بما يقوله له, كما عليه أن يحترمه ويحترم آراءه فهذا الأخ الأكبر لن يضمر الشرَّ لأخيه على أيّة حال, ولا يُريد له الأذية أو الضرّر, بل هو سيكون بنصحه هذا نافِعًا إيّاه ومن أجل خيره وصالحه. وكثيرةٌ هي الوصايا التي يطلبها الآباء من أبنائهم راجين العمل بها, و خاصّةً الوالدة فهي في تماسّ مباشر و يومي مع أبنائها من خلال الحياة العائلية و الاجتماعية لكونها المربية, فالأمّ مدرسةُ الأسرة وفق تربيتها و سلوكها كقدوة حسنة يسلك الأبناء (هكذا ينبغي أن تكون الأمّ الحريصة على مصلحة أبنائها) وربّما تظهر حالات شواذ في السلوكيّات أو بعض الحالات الاستثنائية منها ما يكون مقصودًا ومتعمّدًا لجهل الأمّ ببعض الأمور ومنها ما يكون بدون قصد, لهذا لا يجب الاعتماد على حالة كهذه لتكون قاعدة معمّمة ولكلِّ قاعدة شذوذ كما يقولون. إسْمَعْ كِلام الأكبر مِنِّكْ: إنّ الرجال الذين عركتهم الحياة بالتجارب و عجنتهن بالخبرات التي حصلوا عليها من خلال مرورهم بمحن وشدائد ومواقف صعبة, فصاروا حكماء بفعل ما تعلّموه من أخطاء الماضي فهم يكونون قدوة جيّدةً ومصدرَ توجيه من خلال تجاربهم الذاتيّة وهي التي أصبحت مدرسة جامعة لذا يتوجّب على الشبّان وأبناء الجيل الجديد الذين تنقصهم مثل هذه الخبرات والتجارب أن يستفيدوا من نُصحِ الكبار لهم, فهم أدرى بمصلحتهم وأوعى منهم وكلّ الذي يقولونه ما هو إلّا عبارة عن مقتطفات من بستان الحكمة والمعرفة, وقد يأتي ذلك على أوجه نصحٍ مباشر أو ضرب أمثال و حكم و أقوال مأثورة وما الاستماع لما يقولون إلّا غنًى لذا يجب العمل بنصحهم, كي يتجنّب هؤلاء الشبّان المندفعين أو قليلي الخبرة خاصّةً البُسطاء منهم, كي يستطيعوا خوض معترك الحياة والمواقف الصعبة من خلال ما يحصلون عليه من حزامٍ واقٍ يكون له أثرٌ كبير في نجاتهم من المآزق وبالتالي ليكون حافزًا لهم على تجاوز كلّ ما يعترض طريقهم عندما يكون سلاحهم العلم والمعرفة والخبرة العمليّة بعد أن يتمّ تحصينهم بالنّصح والإرشاد ويأتي هذا على الأغلب من رجال أكبر سنًّا منهم وأكثر معرفةً بأمور الحياة. والأمر برمّته يتوقّف على مدى استفادة الشبّان من تجارب الكبار والتي ستكون زادهم في مسيرة الحياة وإرثًا ثقافيًا غنيًّا بالمعرفة والدليل السليم ليتركوه لِمَنْ سيَليهم بعد ذلك, ليسيروا على نفس الطريقة والمنوال. سِمِعْتُو سَمْعَةْ مِي كوَيْسِهْ: بلغني خبرٌ شئتُ لو أُكَذِّبُهُ, رغبةً منّي في عدم القدرة على تَصديقه, فهو خبرٌ مُزعجٌ ومُقلقٌ ومُحزن. ليتني ما سمعته. إنّ فيه إساءةً لعزيزٍ على قلبي أو هو عبارة عن فجيعة لشخصٍ غالٍ أُحبّه من كلّ قلبي ولا أتمنّى أن يقعَ له أيّ مكروه. في مُجمل ما يُمكن تفسيرُهُ وتأويلُه أنّ حصول هذا النبأ المُشاع (لو كان صحيحًا) هو مُقلقٌ للغاية ومُزعجٌ في الوقتِ نفسه. ليته لم يحصل أو ليته غير صحيح. ليتني لم أسمع به. إسْمَعْ قُوالي (أقوالي) ولا تِفْعَلْ فْعَالي (أفعالي): ليس من الضروريّ أن يقعَ المرءُ في نفس الخطأ الذي يقع فيه الآخرون, أو هم يقومون بتقليد الآخرين بشكل أعمى فيفعلوا ما هم فعلوه ليبرروا أنّ غيرهم سبقهم إلى فِعل ذلك. على المرء أن يكون حكيمَ نفسه فيقوم بالتمييز بين الحَسَن من الأمور وغير الحسن وبين السّيء من الأفعال وغير السّيء فالاستماع إلى القول الحَسَن والعمل به مفيدٌ ونافعٌ كما أنّ رؤية الفاسد والسّيء ومحاولة تجنّبه أمر جيّد لكنّ الوقوع في حبائله من خلال التقليد أو تكرار هذا الخطأ فهو جهلٌ وحماقةٌ وغباء ليس له غفران ولا تبرير, مفيدٌ أنْ نعمل بالنُّصح الجيّد والإرشاد الحَسَن بغضّ النّظر عمّا يخالف ذلك في واقع الحياة, علينا إذًا أن نسمع لِما يقول النّاصح وألّا نفعل فِعلَه, فلكلِّ إنسان طريقته في التعامل مع مواقف الحياة وظروفها ولديه أسلوبُه الخاصّ, الذي يُمَيّزُه عن غيره. فعندما نعلمُ مِنْ أينَ تأتي الرّيح, ينبغي علينا أن نسدَّ الفتحةَ و نستريح, وأكثر مَنْ يُضرَب به هذا المثل هو رجل الدّين الذي تتناقض أقوالُه مع أفعالِه. سَعْ مو تْقُولّلي أشْ كو سِمِعتْ؟: بالله عليك ألنْ تقولَ ما الذي سمعته لكي يبلغ بك هذا الحنق والغضب أشدّه لهذه الدرجة؟ أخبرني بما سمعت وبما الواشون أرادوا توصيله إليك, كي يُفسدوا الودّ الذي بيننا ودافعهم الأساس في ذلك ليس سوى الحسد والضغينة والرغبة في الإساءة لكلينا معًا. قُلْ لي ماذا جرى لأعرف أسباب تحاملك عليّ وغضبك منّي, أكيد كلّ هذا هو بسبب ما سمعتَه وقد يكون ذلك غيرَ صحيح, لذا أخبرني عن الأمر و ساقول لك الحقيقة. قد يكون أحد الواشين أراد استغابتي والإساءة غليّ فنقل عن لساني كذبًا ما لم أقله. إنّي واثقٌ كلّ الثّقة مِنْ أنّني لم أتحدّث عنك بكلمة سوء في أيّ مجلسٍ ولا بحضور أيّ شخص. أنت تعرف حقّ المعرفة بأنّني أحبّك و أحترمك وأنّ العلاقة التي تجمعنا قائمة على أساس المحبّة والاحترام والإخلاص والثقة وهذا ما أزعجني اليوم وشعرت بأنّك ومِن خلال هذا التصرّف معي تُسيء إلينا معًا. تحدّث لي بصراحة وبدون أيّ خجل عمّا تكون سمعتَه كي نتجنّب معًا الإساءة لروح هذه العلاقة الطيّبة التي تربطنا ومنذ زمنٍ طويل. أحبّ أن أؤكّد لك – من جهتي – أنّ أيّة إساءة لا صغيرة ولا كبيرة لم تصدرْ منّي تجاهك, ولم أتلفّظ بأيّة كلمات يمكن أن تغضبك لهذا آمل أن تتيقّن من الأمر. أفِدني بما لديك ولِمَ أنتَ متضايقٌ منّي؟ كنْ مطمئنًا أنّي لا يمكن وتحت أيّة ظروف أن أجرح مشاعرك بموقف ولا بكلمة أمام الغرباء, لأنّه ليس من طبعي ولحرصي على صداقتنا وأخوّتنا, فما سببُ حنقك وغضبك هذا؟ لأنّه لم يأتِ هكذا من تلقاء نفسه دون أن يكون له سبب من الأسباب. قُلْ ... كَسْمَعْ: استمرّ في حديثك فأنا أُصغي لك بكلّ اهتمام, وأتابع كلَّ كلمة مِمّا تقوله. كلّي آذانٌ صاغية. أعي ما ستقول وأستمعْ له. ولها معنًى ثانٍ كأنْ يُرَدّ على طلب أحد الحاضرين مِن القائل لكي يسمع ما يُقال, فيَردّ الشخص المقصود قائلًا: إنّي أستمعْ جيّدًا ولستُ بحاجة لأنْ تنبّهني لذلك, أو تطلب ذلك منّي. إنّي هنا بكامل حواسي أُنصت وأقيّم وأتابعُ ما يجري من حديث بكامل الانتباه والوعي والتجاوب والتفاعل. ثقْ بهذا. يتبع القسم الرابع 12/6/2019
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|