28-06-2019, 11:40 AM
|
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,029
|
|
عقدةُ الذكوريّة الواهمة بقلم/ فؤاد زاديكى
عقدةُ الذكوريّة الواهمة
بقلم/ فؤاد زاديكى
إنّ فكرة السيطرة الذكوريّة في مجتمعاتنا هي موروثٌ عربي - إسلاميّ لسنا بعيدين عن تأثير شظاياه, ففي الجاهليّة كانت المرأة تحكم وتسود وتتزوّج أكثر من رجل لكونها كانت صاحبة القرار في أغلب الأوقات, لكنْ وبعدما غلب الفكر الإسلامي على المجتمعات العربيّة وهو الفكر الذي يعتبر أنّ المرأة عورة أو هي ناقصة عقل و دين ودون مستوى الرجل أو هي مركوبةٌ أو أنّ أكثر أهل الجحيم من النساء وهي مغبونة بحقّ الميراث وغيره و غيره فإنّ غلبة مثل هذا الفكر الذي يحتقر المرأة ويُضعفها في مجتمعها جعلت من مفهوم الذكورية أمرًا مفروضًا و شبه مقدّس لا يجب المساسُ به في هذه المجتمعات. لنكن منطقيين وواقعيّين عندما نقوم بالحكمِ على الأشياء. فعندما تبقى إهانةُ المرأة وتعنيفها من قبل الرجل دون عقاب. و حين يُكافأ مغتصب المرأة على فعلته بإدانة المرأة وتبرئته, أو بوجوب الزّواج منها الخ... فإن كلّ هذه التراكمات الفكريّة المريضة تُتيح للرجل هذا النفوذ و تمنحه مثل هذه الصلاحيات غير الإنسانيّة و غير العادلة وغير المنطقية كما وغير المقبولة في أيّ مجتمع متحضّر. وما وهمُ تفوّق الرجال على النساء لكونهم قوّامين عليهنّ سوى مهزلة موروث ثقافي بائد وضياع فكري غائب عن الوعي واضمحلال أخلاقي. كلّ هذا يحصل بغياب العدالة والمساواة والتي ليست لغاية اليوم سوى حبرٍ على ورق في هذه المجتمعات المتخلّفة. لهذا يكون كلّ العالم العربي والإسلامي يحمل الفكرة الذكوريّة ويعمل بها بامتياز وهذا ما يسيطر على ذهن الرجال ويمنحهم هذه الغطرسة الفارغة وبموجب هذه العقدة الثقافية الذكوريّة تبقى المرأة في المجتمع تحت رحمة الرجل وهيمنته, ومتى حاولت الاعتراض أو المطالبة بالمساواة يؤمر بضربها و هجرها في المضاجع كأسلوب انتقامي تأديبي دون مراعاة لمشاعرها كإنسانة.
__________________
fouad.hanna@online.de
|