Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
كلمتا (صَوم – صام) في لهجة آزخ العربيّة بقلم/ فؤاد زاديكى
كلمتا (صَوم – صام) في لهجة آزخ العربيّة بقلم/ فؤاد زاديكى يُعتبر الصّوم ممارسة ضروريّة و هامّة في حياة المسيحيين, وهو يعني الابتعاد عن أنواع معيّنة من الطعام في فترات معيّنة تسبق الأعياد أو بعض المناسبات الدينيّة, و كثيرًا ما يرتبط الصوم بالصلاة لديهم و لأنّ شعب آزخ كان غيورًا على دينه مؤمنًا لا يتوانى عن ممارسة الصوم و الصلاة كتعبير عن عمق الرابطة بينه كشعب و بين الكنيسة, فهو واظب على الصوم دون انقطاع, لكنّ ظروف الحياة الاجتماعيّة أحدثت تغييرات كثيرة في حياة هؤلاء بحيث خفّت مع الأيّام فكرة الصوم لمدة خمسين يومًا كما كان متعارفًا عليه و معمولًا به, ممّا جعل رجال الدين يتساهلون في موضوع الصوم فقالوا يمكن أن يصوم المؤمن أسبوعًا من أول الصوم و آخر أسبوع منه, لكن هناك من ظلّ محافظًا على المدّة المعروفة و هي خمسونَ يومًا. أمّا الغاية من الصوم فهو الاقتراب إلى الله في توبة و غيمان علمًا أنّ للصوم فوائد صحيّة كثيرة فالصائم في المسيحية يمتنع عن تناول الحليب و مشتقاته من لبن و لبنة وجبن و زبدة الخ... و كذلك عن أكل اللحوم بأنواعها ما عدا تلك المستخرجة من الحيوانات البحرية كالطون و السردين والفيليه وغيرها كما يمتنع الصائم عن تناول الدهون و السمن و يعوّض عنه بزيت الزيتون أو الزيت النباتي. الصوم هو عبارة عم ممارسة نوع من التقشّف الجسدي وكذلك الروحي بهدف الاستجابة لطلبات الانسان من الرب ولطلب قوة روحية منه وهو كذلك دليل توبة وطلب المغفرة بهذا التقرّب من خلال الصوم. كما جرت العادة بأن يتم صيام كل أربعاء و جمعة من أيام الأسبوع وهذا النوع من الصوم تقرّر منذ عصر الآباء الرّسل و"نحن إذ نصوم يوم الأربعاء نستنكر كل أوجه الخيانة والغدر ونتسلح ضدها بأنْ نحذر نحن أن نفعل مثل يهوذا الخائن مع الله أو مع الكنيسة أو مع أيّ شخص آخر, وصوم يوم الجمعة من كل أسبوع هو لتذكار آلام السيد المسيح عنا وصلبه على الصليب وتعرضه لكلّ صنف من الاستهزاء والعار والألم ونحن في حياتنا قد نتعرض للألم والاستهزاء والاحتقار وكلّ صنوف الاضطهاد". يقول القديس مار إسحق السرياني: “إنّ صوم اللسان أفضل من صوم البطن، وصوم القلب عن الأفكار الشريرة أفضل من الاثنين.” ويقول ذهبيّ الفم: “لا تقلْ إنّي صائم بماء وملح، وأنت تأكلُ لحومَ النّاس بالمذمّةِ والإدانة”. كما أنّ الصوم مرتبط بقوّة بالصلاة! ويقول الكتاب" "لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ" ولكوننا في هذه الأيّام نمرّ بفترة الصوم التي تسبق عيد القيامة لهذا آثرتُ كتابة هذا الموضوع فهو ابن وقته وله معناه. جئتُ هنا ببعض الأقوال والأمثال والعبارات التي تتناول كلمة (الصوم) أو تشير إليه كان أجدادنا وآباؤنا يرددونها كلّ آن."الصّوم و الصَّلا يِدْفَعْ القَظّا و البَلا" أي عندما تصوم و تصلّي فإنّ الربّ سوف يُبعد عنك البلاء و الأذى ويقيك من مصائب الدّهر. "صامْ, صامْ وفِطِرْ عالخَرَا" مثل يُضرب لمن ينتظر لأجل أمرٍ طويلًا ثم يأتي اختياره مخالفًا لذلك أو محبطًا لا يتناسب مع جهد الانتظار الذي قام به و هو يدلّ على إحباط و فشل النتيجة. "فِطّار فِطّارْ فالجَرّة. صايمْ صايمْ عند ألله" هذه الجميلة كنا نردّدها و نحن صغار عندما كنا نستهزئ بالمُفطر و أحيانًا كنا نقلب الجملة بالمعكوس كردّ على من يقول لنا ذلك في محاولة للومنا في إفطارنا أو عدم صيامنا في فترة الصوم. "صُومْ و صَلِّي. رِزْقِكْ يوَلّي" هذا المثل الأزخيني فيه روح الفكاهة و المرح و هو ضرب من السعي لإظهار ضرر الصوم علمًا أنّ لا ضرر من الصوم البتّة بل فيه فوائد صحّيّة وغير صحّيّة. "صِمِهْ صِمَيْمِهْ ياكِلْ خَرَا المًيْمِهْ" لعبة كنا نلعبها صغارًا و هي الطلب من الآخرين بالكفّ عن الكلام و مَن سيكسر هذه القاعدة فيتكلّم قبل غيره يكون بهذا يستحق خرَا المَيمِهْ و هي الجدّة أو التيتَة. "صَومْ صمَيْمِيكِهْ" هو ما يُسمّى بصوم نينوى و مدّته 3 أيّام وحسب البطريركية الكلدانية، صوم الباعوثة له علاقة بصوم نينوى وبانتشار وباء الطاعون الذي اكتسح مناطق عديدة من العراق في القرن السابع، وبسببه قرر البطريرك والأساقفة وقتذاك القيام بهذه العبادة لرفع الصلوات، والصوم على نية وقف الكارثة التي حلت بالناس، فكانت النتيجة أن بطل الموت وزال شبح الطاعون، فاتفق رؤساء الكنيسة، منذ ذلك الوقت، على أن يحيوا هذه الذكرى سنويا من خلال صوم الباعوثة الذي تواصل الكنيسة القيام به إلى يومنا هذا. صوم الباعوثة قد يكون يرمز إلى النبي يونان حينما أرسله الله إلى أهل نينوى وحاول الهرب خوفاً منهم ثم أُلقي في الماء وابتلعه الحوت لمدة ثلاثة أيام فصلى إلى الله من جوف الحوت واستجاب الله له وخلّصه فذهب بعدها إلى أهل نينوى يحثهم على التوبة عن الخطايا. لهذا يلتزم أهل نينوى أكثر من غيرهم بهذا الصوم حتى أنّ الكثير منهم ينقطع تمامًا عن الطعام خلال هذا الصوم. الصوم المعروف ب (صوم يونان) مدته ثلاثة أيام، وهو يسبق عادة الصوم الكبير بخمسة عشر يومًا، ويعرف (فطر) صوم يونان ب(فصح يونان) وهو اصطلاح كنسي فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد الذي يطلق عليه أيضا (عيد الفصح) مما يدل علي أنّ الكنيسة تنظر إلي قصة يونان علي أنها رمز لقصة المسيح مخلصنا. "فلانْ ليل أللهْ وهْ يصوم و يصلّي" كلمة (ليل) تعني خاصّة أو تَبَعْ و تلفظ الياء مخففة. أي أنّ هذا الشخص له صلة قويّة مع الله لأنّه يواظب على الصوم و الصلاة لهذا لن ينساه الله و سوف يجازيه خيرًا. "اليومْ يَومُو و غَدِهْ صَومو" أي اليوم يحقّ لي أفعل ما أريد دون أن يمنعني من فعل ذلك أيّ أحد أو شيء و بدءًا من الغد سألتزم بالقاعدة أو بالأمر كمن يقول: اليوم أمرٌ و غدًا خمرٌ. "سَعْ مو تقولّلي إنتْ صَومِكْ عالأشنُو؟" ونقول أيضًا "شَشْنُو؟" بمعنى أنت تناقض نفسك بنفسك فتمتنع عن تناول بعض أنواع الطعام بحجة الصوم فيما تمارس السّبعة وذمّتها, لا ينجو أحد من شرّك و تسيء بالمعاملة إلى الناس و تخالف وصايا كثيرة أوصى بها الله الذي تزعم أنّك تصوم له. "لا تِكْسِرْ صَومِكْ" أي لا تخضع لرغبات نفسك الدّاعية لتناول ما امتنعت عنه بداعي الصوم, فتكون بذلك قد كسرتَ الوصية و لم تلتزم بالصوم عمليًّا. "صِمْنا سَبِّهْ مِنْ هالرّاصْ. و سَبِّهْ مِنْ هالك الرّاصْ" بمعنى صمنا أسبوعًا من بداية الصوم و أسبوعًا من آخره. و السّبِّهْ هي الأسبوع أو الجمعة. "سَبِّتْ القَلْبِهْ صَومُو" بمعنى يبدأ الصوم في الأسبوع المقبل (القادم) الآتي. "فلان شي صَومُو" أي هذا الطعام ليس مسموحًا به في الصوم ونقول أيضًا "فلا شي فِطّارو" أي يكسر الالتزام بالصوم. "مَخْرَبْ فهايِهْ بابِتْ الصّوم" حصل أمر ما في فترة الصوم ونقول فبابِتْ العيد أي في فترة العيد وعادةً يكون ما يحصل غير جيّد أو حسن. "أكِلْ الصّوم صِحّي وِهْ" بمعنى الطعام الذي يتم تناوله في فترة الصوم هو مفيد للصحة. " أكلْ الصّومْ يِجي عَلَي" أو ما يِجي عَلَي. بمعنى أنّ أكل الصوم يحدث لدي متاعب في المعدة لا أستطيع تحمّله فهو يضرّ معدتي وصحّتي. "صامْ وقال شُبهورو كَنَا صايمْ": أي صام وأعلن للملأ أنّه صائم وكلمة شُبهورو كلمة سريانيّة تعني واضحًا أو علانيّة أو ظاهرًا غير مخفيّ. أي أنّه يتباهى بصيامه أمام النّاس. المِرظانْ ميسيرْ يصوم" أي أنّ المريض لا يجب أن يصوم فيُسمح له بأن يفطر و نقول المِرظان (المريض) مِيصوم أي لا يصوم. "إيزَا سيتْ الشّي الفلاني يَقِّنْ تصوم سَسْ تِيِّم" كنْ واثقًا أنّك لو فعلت الأمر الفلاني فإنّي سأعلن صيامًا لمدة ثلاثة أيام و المقصود من ذلك هو التشكيك بفكرة أن يستطيع ذلك الشخص تحقيق الأمر الفلاني المقصود. "صامْ سَسْ سَبَّاتْ خَلفْ بَعظْ" صام ثلاثة أسابيع متواصلة دون انقطاع.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|