دَعِ الأيّامَ شعر/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

دَعِ الأيّامَ

شعر/ فؤاد زاديكى

دَعِ الأيّامَ تأخُذُ ما تُريدُ ... فَمِنْ آمالِنا دومًا مَزيدُ

ومهما جاءتِ الأحوالُ ظُلْمًا ... وجارَ الدّهرُ واشتدَّ الشّديدُ

فلنْ يَطوي إرادتَنا عسيرٌ ... ولنْ يَلوي عزيمتَنا حديدُ

لنا في خِبرةِ الأيّامِ كَمٌّ ... بهِ الإصرارُ يَقوى والصّمودُ

لَقِينا قبلَ هذا اليومِ رَكْبًا ... مِنَ الويلاتِ إذْ ضاقتْ حُدودُ

أيَا مَنْ مِنْ صُروفِ الدّهرِ عانى ... ذميمُ العيشِ هذا ما حميدُ

وَقَفْنا وَقْفةَ الواعينَ ندري ... إلى أينَ ارتحالٌ قد يقودُ

يقولُ الشّاعرُ الممشوقُ حرفًا ... قِوامُ الأمرِ ما شاءَ القصيدُ

فلا تحزنْ إذا ما الدّهرُ أرغى ... بِما في موجِهِ مِمّا يجودُ

عقولٌ تفهمُ الدّنيا وتدري ... خفايا الكونِ إذْ يفنى الوجودُ

فلا الأشياءُ تبقى ما أقامَتْ ... فَيَومٌ مُحْزِنٌ, يومٌ سعيدُ

وكلٌّ واقِعٌ تحتَ انقضاءٍ ... فلن يبقى بقاءٌ أو خُلودُ

دَعِ الأيّامَ تسعى ما تُريدُ ... وكُنْ في صَدِّها ذاكَ العنيدُ

مُصِرًّا مُستقيمَ الوعيِ تمضي ... إلى ما يقتضي حكمٌ رشيدُ

ولا تَعْجَزْ وحاوِلْ كلَّ جُهْدٍ ... فإنّ العجزَ معناهُ القُعودُ

إذا ما أعْسَرْتْ فاعلمْ أنَّ يُسْرًا ... سيأتي بعدَ هذا يسْتعيدُ

جمالَ الكونِ في عينِ الأماني ... فلا يبقى بمجراهُ صَديدُ

لأنّ الشّمسَ في إشراقِ سَعْدٍ ... بنورٍ كلُّ ما فيهِ جديدُ.