Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2021, 05:34 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
افتراضي الحكمة قرارٌ عادل بقلم/ فؤاد زاديكى

الحكمة قرارٌ عادل

بقلم/ فؤاد زاديكى


لا شكّ أنّ كلّ إنسانٍ على وجهِ هذه الأرض, يستطيع التمييز بين الحكمة و التعقّل من جهة و بين التهوّر و الطيش, فالأولى تقود إلى إيجابيّاتٍ نافعةٍ تؤدّي على الأغلب إلى النّجاح, أمّا الثانيّة فتقود إلى سلبيّة فشلٍ و خيبةٍ و مرارة و ندم و خسارة. و للوقوف على معنى كلمة الحكمة و ما ترمي إليه, فيمكن القول: إنّها خلاصة خبرات و تجارب و معاناة في خضمّ الحياة, حيث تعمل هذه الخلاصة على صقل الفكر و العقل و النّفس, لتحصّنها و تحافظ على التوازن الضروري لها في الحياة.
لقد قيل: إنّ الحكمة مَزيجٌ ما بين المعرفة و الخبرة و الفهم العميق لما يجري من أحداث و مواقف, أي أنّها شاملة لكلّ الخبرات الإنسانيّة, التي تمّ التعرّف عليها من خلال الاحتكاك المباشر بها, و يمكن القول أنّ التّجارب قد لا تساهم بالحصول على روح الحكمة و هذا عائد للشخص و لمستوى وعيه, و مدى قدرته على التفاعل و استخلاص النتائج من الأسباب, لعدم الوقوع مرّةً أخرى في حبائلها. لهذا فإنّ مستوى التّحصيل العلمي مُضافًا إلى العوامل الاجتماعيّة و العاطفيّة و المعرفيّة قد يُساهم في خلق و تكوين الحكمة لدى الأشخاص.
يمكن ملاحظة تمتّع الشّخص بالحكمة من خلال تعامله مع المواقف و الظروف, بحيث نراه يميل إلى الهدوء و الرويّة و الاتزان و التبصّر مُتأمِّلًا في النتائج التي يمكن أن تصدر عن أية خطوة غير دقيقة أو محسوبة, و كلّما كانت القرارات التي يجب اتّخاذها صعبةً, كلّما تبيّن لنا مدى تشبّع هذا الشخص بروح الحكمة و محاولة الاستفادة منها بتسخيرها لصالحه و لمصلحة قراراته, التي يجب أن تكون صائبة. لأنّ الحكمة هي ذلك العلم, الذي يبحث في حقائق الأشياء, و يحاول قبول المعقول و المقبول و رفض ما ليس مقبولًا أو معقولًا, و هي انسجام تامّ بين المعرفة و الفهم العميق لهذه الأشياء.
إنّ أكثر ما يُميّز الحكيم هو هدؤه, خاصّةً في أوقات الأزمات و المشاكل و الصعوبات, التي تعترض طريقه في مسيرة حياته, فالحكيم هو ذلك الشّخص الذي يملك عمقًا في التفكير, و يجيد التأمّل في مدى قدراته الذّاتيّة تجاه كلّ هذا, بحيث يُدرك حدود معرفته, فلا يتجاوزها, ثمّ يفكّر بالبدائل بعد كلّ هذا الاستعراض للمشكلة أو الموقف, و قد يكون الحكيم قادرًا على التّعامل حتّى مع الأشياء غير الواضحة, لأنّ سلاحه هو التفاؤل و الأمل في الوصول إلى مبتغاه بأحسن صورة و نتيجة, و هناك أدلّة تشير إلى أنّ الحكماء من الناس يعيشون أعمارًا أطول من غيرهم. يقول غروسمان: "لدينا جميعًا القدرة على أنْ نتحلّى ببعض مظاهر الحكمة، ولكن ليس طوال الوقت".بإمكان أيّ شخص أن يرى الاختلاف، فليس كلّ شخص ذكي حكيم بالدرجة الكافية. وبالرّغم من ذلك، فإنّ الذكاء والحكمة مرتبطان بطريقةٍ ما. قال ابن رشد:"إنّ الحكمة هي النّظر في الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعةُ البرهان". لهذا نقول: إنّ الحكمة قرارٌ يُشير إلى الصّواب و يدعم الحقّ ضد الباطل.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke