Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الكنائس و الأديرة في آزخ 3 بقلم فؤاد زاديكى
3. دير مار يعقوب النّصيبيني يقع دير مار يعقوب في الغرب من بلدة آزخ قرب البيرمة, كانت له شهرة في أحداث عام 1915 م أثناء محاصرة القوات التركية مع العشائر الكردية لآزخ حيث أنّ جماعات المؤمنين كانت لجأت إليه للحيطة و الحذر و الأمان خوفًا من أعمال الإبادة, من بين الجموع المحتشدة داخل الدير كان صوت (يعقوب شمّاسِهْ) يجلجل و هو ينشد قصيدة لافيج المعروفة للمفريان مار شمعون المانعمي ليزيد حماس المؤمنين و يقوّي إيمانهم و عزيمتهم كانت حُفِرَت طابيات[1] (حاميات) حول الدير, وصار المرحوم حنّا القس وكيلًا للدير في فترةٍ من الفترات حيث كان شمّاسًا في الدّير قبل ذلك, و قد بني هذا الدير على اسم القديس مار يعقوب النّصيبيني الذي زار المنطقة و بشّر فيها من جملة المبشرين الكثر الذين زاروا المنطقة و أسهموا في نشر المسيحية. و قد كُتب عن سيرة حياة القديس يعقوب الكثير و الكثير نستطيع تلخيص سيرة حياته كما قرأناها في كتب كثيرة :" القديس يعقوب ابن الأمير جفال، وُلد في مدينة نصيبين في بلاد ما بين النهرين في القرن الثالث الميلادي. يُقال إنّه كان من أقارب القديس غريغوريوس المنوّر, وفقًا للكاهن و المؤرخ المسيحي جيناديوس ماسيليا، عانى القديس يعقوب من الاضطهاد بسبب إيمانه من قبل الإمبراطور مكسيميانوس. أصبح القديس يعقوب ناسكًا عام 280 م وعاشَ في الجبال بالقرب من نصيبين، كان يتغذّى على بعض الثمار و البقول، لم يكن يزرع أو يحصد و كان يرتدي ثوبًا من شعر الماعز. كان يخصّص كامل وقته للصلاة والتسبيح، و يمضى وقته في الغابات في فصل الصيف و في الكهوف في فصل الشتاء، بدون بناء ملاجئ أو إشعال نيران للتدفئة. أصبح القديس مشهورًا، واستقبل شيريا أسقف أربيلا (304 - 316) م لأكثر من مرة. عزم القديس على تسلّق جبل الجودي، الذي يُعتقد تقليديًا أنّه مكان استراحة سفينة نوحواستطاع استعادة جزء من بقايا السفينة، بعد سماعه من أحد الرهبان أنّ السكان المحليين قد شككوا في قصة الفيضان العظيم. صعد القديس يعقوب الجبل واستراح بالقرب من القمة. في نومه، وضع ملاك قطعة من السفينة بالقرب منه، وأمره أن يستيقظ. أحضر القديس تلك البقايا إلى الناسك، وقد ظهر نبعمقدس بالقرب من المكان الذي وجدها فيه القديس، و اشتهر بقدرته على الشفاء. وفي إحدى المرّات، سافر إلى بلاد فارس ليشدِّد عزيمة النصارى بإرشاداته الصالحة. وفي غضون ذلك أتى مار أوكين إلى نصيبين. رجع مار يعقوب مِن سفرته غانماً منصوراً بالنفوس التي كان قد فاز بها لحظيرة المسيح, وانطلق إلى مار أوكين ليتبرّك منه. فرحّب به وقال له:"اليوم أقابلك كمثل غريبٍ و بعد قليل أواجهك كمثل أسقف و راعي بيعة الله." وتمّت نبوّة مار أوكين إذ اتَّفق في تلك الأيَّام أنّ مطران نصيبين توفّي. فاجتمع كهنة المدينة وأعيانها لينتخبوا خليفةً له, فاختار بعضهم شخصاً لم يُرده البعض. فحينئذٍ وقع بينهم الخلاف وحزّ فيهم سيف الشقاق. فاجتمعوا على أن يقصدوا مار أوكين ويستشيروه في الأمر وأن يأخذوا برأيه. فأشار إليهم أن ينطلقوا إلى آمد (ديار بكر) حيث رئيس أساقفة المرعيث فقال لهم:" هناك يدلّكم الربّ على الرجل المزمَع أن يكون راعياً لكم." فانقادوا لكلامه ورضخوا. وفي اليوم الخامس ذهبوا إلى آمد. فعرضوا الأمر على المطران وعلى الأساقفة الذين أخذوا في الحال يصلّون و يبتهلون إلى الله عزّ و جلّ ليرشدهم لذلك الرجل الذي سُرّ به ليترقّى إلى كرسي نصيبين, وكان رئيس الأساقفة في الوقت عينه يصلّي بدموعٍ سخية فما كان مِن النعاس إلاّ أن غلبه. فرأى شابّاً بهيّ المنظر واقفاً بجانبه يقول لهُ:" إنّ الذي قال عنهُ مار أوكين أنّه يكون راعياً لنصيبين ليس إلاّ يعقوب الحبيس." اشترك القديس في المجمع المسكوني الأول في نيقية[2]، عام 325 م. كان معه القديس أفرام السرياني الشمّاس. وهو أوّل من أسّس مدرسة نصيبين[3] الشهيرة. وفي السنة 338 م خلّص المدينة من هلاك محتم. فقد حاصرها شابور الثاني[4]، ملك الفرس، فامتنعت عليه. بقي ثلاثة أشهر وضيّق عليها، فلم يتمكّن منها. حبس مياه النهر عنها أياماً ثم أطلقها. كان يأمل في أن يحدث اندفاع المياه ثغرة في الأسوار فيقتحمها. قضى القديس الليل بطوله في الصلاة ليحفظ الله شعبه من سيوف الأعداء, فلما طلع النهار كانت الأسوار كاملة منيعة, ثم طلب يعقوب في الصلاة إلى الله أن يذل كبرياء المهاجمين بأضعف سلاح: الذباب! فاجتاح الذباب جيوش الفرس كما اجتاح المصريين في زمن موسى النبي, و بلغ ضيق العسكر مبلغاً كبيراً حتى اضطروا إلى العودة إلى بلادهم, ومن المعلوم أنّه أستاذ مار أفرام السرياني[5] الملقّب بنبي السّريان. بعد قليل من تلك الحادثة، رقد القديس يعقوب في الخامس عشر من شهر تموز من السنة 338 م, وقد جرى نقل رفاته إلى القسطنطينية سنة 970 م. شمل تأثير يعقوب الإمبراطورية البيزنطية و الإمبراطورية الفارسية و أرمينيا و بلاد ما بين النهرين. كما ترك مؤلفات جليلة باللغة السريانية. يذكر تاريخ الرهاأنّ القديس بنى الكنيسة الأولى في نصيبينفي بين عامي 313-320 م و يقال إنّ مايلز، أسقف شوشان، ساهم بنسبة كبيرة من بناء تلك الكنيسة حيثُ جلب كمية من الحرير من حدياب. حضر القديس يعقوب مجمع نيقية الأولعام 325 م وعارض آريوس. يُزعَم أنّ القديس أفرام السرياني رافق القديس إلى المجلس، لكنّ هذا الحدث قد يكون ملفّقًا. كما حضر القديس يعقوب جنازة القديس متروبوليتان البيزنطي عام 326 م. يُحتفل بذكرى القديس في 13 كانون الثانيو31 تشرين الأوللدى الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، و15 تموزلدى الكنيسة السريانية الأرثوذكسيةو الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، و 18 طوبةلدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. و من المفيد أن تتمّ تسمية القديسين بأسماء مدنهم أو بلداتهم أو ما اشتهروا به من أجل التمييز فيما بينهم و مار يعقوب بنسبته إلى مدينة نصيبين يكون مميّزًا عن القديس مار يعقوب الرهاوي المولود سنة 633 م في قرية عندابا التابعة لولاية انطاكيا, الذي في عهده صارت الفتوحات الإسلامية و قدوم عياض ابن غنم الفهري إلى منطقة الجزيرة و ميزوبوتاميا. و مار يعقوب السروجي[6] المولود في سنة 451 م بمدينة قرطم غرب حرانبتركيا و المتوفي 521 م و مار يعقوب البرادعي قديس سوري متكرّم فى الكنائس الأرثودوكسيه الشرقيه, ولد فى مدينة تل موزل (505) م و توفي فى 30 يوليو (تموز) 578 م فى دير مار رومانوس أو قسيون على الحدود المصريه. اسمه الحقيقي يعقوب بار (ابن) ثيوفيلوس. سُميَ بالبرادعى لأنّه كان يرتدي ملابس شحاتين فى فترة اضطهاد المسيحيين المونوفيزيينالذين رفضوا قرارات مجمع خلقدونيافى النصف الأوّل من القرن السادس فى عهدالإمبراطور جستنيان الأول . حسب الموسوعة البريطانية فإنّ يعقوب البرادعي هو الذي أسس أسقفية "مونوفيزية " منافسة ممّا عمل انشقاقًا دائمًا, وتصف الموسوعة البريطانية يعقوب البرادعي بأنّه مؤسس الكنيسة اليعقوبية الشرقية (الأرثوكسية)، وأنّه كان شخصية مهمة فى تنظيم الجماعة و لهذا يُسمى مؤيدوه باليعاقبة. [1]- الطابيّة: عبارة عن خندق يكمن فيه الرجال في محاولة الدفاع عن البلدة من تلك الجهة التي يقع فيها الدير وكان قائد تلك الحامية البطل الأزخيني (صلو كتِهْ) من قرية بابقّا. [2]- مجمع نيقية الأول أو المجمع المسكوني الأول: هو أحد المجامع المسكونية السبعةوفق للكنيستين الرومانيّة و البيزنطيّةو أحد المجامع المسكونية الأربعة، سُمي مجمع نيقية بهذا الاسم نسبة إلى مدينة نيقيةالتي عُقد فيها و هي العاصمة الثانية لولاية بيثينية و تقع في الشمال الغربي لآسيا الصغرى. حضر افتتاح المجمع الإمبراطور قسطنطين الأولو بدأ مجمع نيقية جلساته في 20 مايو325و لا يعرف بالضبط عدد من حضره من الأساقفة و لكن يُعتقد أن العدد تراوح بين 250 الي 318 اسقفمعظمهم من الشرق. عُقد المجمع بناء على تعليمات من الإمبراطور قسطنطين الأوللدراسة الخلافات في كنيسة الإسكندريةبين آريوسو اتباعه من جهه و بين الكسندروس الأولو أتباعه من جهة أخرى حول طبيعة يسوع هل هي نفس طبيعة الرب أم طبيعة البشر. أنكر آريوسأزلية يسوع فاعتقد بأنه كان هناك وقت لم يكن يسوع موجودا فيه، و اعتبره رفيعاً بين مخلوقات الله وم ِنْ صُنْعِهِ، كما اعتبر أن الروح القدسمن صُنْعِ الله أيضا. بينما أكد الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية)على أن طبيعة المسيح هي من نفس طبيعة الله و تغلّب رأي الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية)بالاقتراع و رفض آريوسو أثنين من القساوسة بإصرار التوقيع و حرقت كتب آريوسو سمّي مذهبه ببدعة اريوس و وصم أتباعه إلى اليوم بلقب أعداء المسيحية. [3]- مدرسة نصيبين الأولى: تأسست المدرسة عام 326 على يد مار يعقوب النصيبيني، و كانت مؤسسة تعليمية كبرى. كان التدريس فيها يتم باللغة السريانية(الآرامية). و يدرس فيها من 800 إلى 1000 طالب من طلاب اللاهوت و القانون و الطب. و مع ذلك فإن خصوصيتها الأولى كانت كمركز ديني بالدرجة الأولى، أصبح مشهوراً في العالم الروماني لناحية أهيمته العلمية في مجال تدريس اللاهوت المسيحي، حيث بقيت المدرسة كمركز مهم و مرجعية أساسية في أعالي بلاد ما بين النهرين، على الرغم من أنها مرت بمرحلتين مختلفتين و انتقلت من مكان إلى آخر؛ أي من نصيبين إلى الرها بسبب الظروف السياسية بين الإمبراطوريتين الرومانية و الفارسية و في مناسبتين تاريخيتين منفصلتين. [4]- الملك شابور الثاني أو سابور ذو الأكتاف (309-379) هو أحد ملوك الفرس وهو سابور بن هرمز بن نرسي. هو الملك الوحيد في التاريخ الساسانيين الذي تم تتويجه و هو في رحم أمه، و قد تم وضع تاج الملك على بطن أمه. ولد شابور ملكاً، و أثناء شبابه كانت الإمبراطورية الساسانية تحت سيطرة أمه و النبلاء في الدولة، فانتشر بين العرب و الرومان و الأتراك أنّ ملك الفرس صغير فطعموا في المملكة الساسانية فلما بلغ شابور ستة عشرة سنة، أعدّ أساورته للخروج إليهم و الإيقاع بهم. حارب الرومان مرتين. كان هذا أشدّ المستعمرين سفالة و وحشيه و سمّوه ذي الاكتاف لأنّه كان يخلع اكتاف النّاس, و هو صاحب بدعه ثقب اكتاف المعارضين. [5] - وُلد مار افرام في مدينة نصيبين في مطلع القرن الرابع للميلاد ، من ابوين مسيحيين ، و يَذكر في احدى كتاباته التي نُقلت الى اليونانية في عهده ثم نقلت الى العربية بعدئذ "أنّ اللذين ولداه بالجسد ثقّفاه في الايمان المسيحي و ربّياه على مخافة الرب و حدّثاه عما سبق فكابده آباؤه من العذاب في سبيل الحفاظ على الايمان و حبّ السيد المسيح. تَتلمذ ، في شرخ شبابه لمار يعقوب اسقف نصيبين ، و اعتمد على يديه و هو ابن ثماني عشرة سنة فاحبّه هذا كثيراً و اتخذه تلميذاً و كاتباً في آن واحد و رسمه شماساً و ألبسه الثوب الرهباني ، و اصطحبه عام 325م الى مجمع نيقية ، و على اثر عودتهما من المجمع أسّس مار يعقوب في نصيبين مدرسة سلّم زمام التعليم فيها الى تلميذه مار افرام . و بعد انتقال مار يعقوب إِلى جوار ربه سنة 338م تسلّم مار افرام ادارة المدرسة ، و فيها نظّم القصائد البديعة و الأناشيد الشجيّة التي تُعرف بالنصيبينية. [6] - وُلد مار يعقوب السروجي في قرية كورتم الواقعة على ضفّة الفرات سنة 451 م، أي في سنة الانشقاق الحادّ الذي عصف بالكنيسة على إثر المجمع الخلقيدوني. كان أبوه كاهناً وكانت أمّه عاقراً. فصلّيا و نذرا إلى الله ليرزقهما طفلاً، فاستجاب لهما الله بعد فترة زمنية قصيرة و رزقهما طفلاً سمّياه يعقوب. تعلّم يعقوب في مدرسة الرها و كان ينظّم في هذه المدرسة و هو في سن الثانية عشرة القصائد البديعة بموهبة شعرية فريدة. و بعد أن تخرّج يعقوب في سنّ الخامسة عشرة ترهّب و تنسّك. ذاع صيت الراهب يعقوب الشاعر العجيب و وصلت أخباره إلى أساقفة المنطقة الذين أسرعوا إلى فحص موهبته الشعرية. سيم يعقوب قسّاً ثمّ قُلِّد رتبة الزائر (برديوط) لبلدة حورا. فطفق يطوف على أديار بلاد الفرات و سوريا كان مار يعقوب هادئ الطباع، مسالمًا ومحبًّا، لا يغوص في المواضيع اللاهوتية العويصة لئلا يزلّ و يستكبر إذ حاول أن يفحص أو يبحث في الأعجوبة (الإبن) عاصر مار يعقوب السروجي البطريرك مار سويريوس الأنطاكي و التقاه في إحدى المناسبات، حيث بارك مار سويريوس القسّ يعقوب و أُعجب جداً بموهبته الشعرية التي سُرّ كثيراً بفحصها. في كانون الأول عام 518 سُقّف القديس على أبرشية بطنان سروج، و من هنا جاءت تسميته بالسروجي لقّبت البيعة السريانية القديس مار يعقوب السروجي بالملفان على سبيل الإطلاق، و كنّارة الروح الإلهي و قيثارة البيعة الأرثوذكسية و إكليل الملافنة و زينتهم و فخرهم.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|