Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
علاقةُ الناس ببعضهم 3 بقلم: فؤاد زاديكه
علاقةُ الناس ببعضهم 3 بقلم: فؤاد زاديكه إذا لم يحترم الإنسان نفسه قبل كلّ أمرٍ آخر, بما يملك من كيان و بما هو عليه من معتقد, فإنه لن يتمكن بأية حالٍ أن يحترم شعور و معتقد و مبدأ الآخر, فمن هنا يقع المسلمون في مشاكل كثيرة و يتسببون بمآس, كما تسببوا بها من قبل و عبر عصور التاريخ الإسلامي الطويلة. إنّ الكثيرين من الذين يُطيلون لحاهم- كتعبير عن الإيمان و التزهّد و العفة, و كمظهر خارجي - تراهم في واقع الأمر و حقيقة الحال يُطيلون ألسنتهم, و ينفثون سموم أفكارهم المريضة بين البسطاء و الجهلة من أمة المسلمين, في تناقض واضح ملموسٍ مع ما يتظاهرون به أمام الناس, إنّ أمثال هؤلاء هم رأس الأفعى, إذ يحشدون كلّ كراهيتهم و أحقادهم في بثّ بذور الفساد الفكري و تأجيج روح الانتقام و التعدي و العنف, فالمسيحيون العرب و في جميع البلدان العربية هم سكان البلاد الأصليون, و في أيّ بلد هم فيه, فمصر كانت بلد الأقباط و بلاد الشام بلد الآراميين و الأنباط و العراق بلد الآشوريين و الكلدان و شمال أفريقيا بلد البربر, معظم هؤلاء هُجّروا أو قتلوا أو أجبروا على اعتناق الإسلام, و البقيّة المتبقيّة و هي أصبحت أقليات في بلدانها, يُراد القضاء عليها بمختلف الوسائل و السبل و الأعمال الإرهابية و بالعنف و القهر و غير هذه الممارسات غير الإنسانيّة. هم يعانون اضطهاداً و تمييزاً و ضغوطاً بحجة "أنّ الدين عند الله الإسلام" أو "قاتلوا من لا يؤمن بالله و برسوله" أو " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" أو " لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء لكم, فهم أولياء بعض" أو " لا يجب أن يكون في جزيرة العرب دينان" أو " الإسلام يجبّ ما قبله" إلى آخره من آيات العنف القرآنية و من الأحاديث الصحيحة التي رويت عن رسول الإسلام. جميع هذه الآيات تولّد الكراهية و تدعو إلى العنف و إلى نبذ الآخر و عدم الاعتراف به و بحقوقه و لا بدينه أو إيمانه. و متى حمل المسلم مثل هذه الأفكار و عمل بها, و هو مُلزم على أية حال بذلك, فمن أين سيأتي قبوله للآخر أو اعترافه به أو حتّى احترامه؟ كثيراً ما نسمع و نرى و نقرأ في مختلف وسائل الإعلام العربية و المسلمة مثل هذا التحريض و مثل هذا التهميش و مثل هذا التذويب لكلّ ما لا يتوافق, أو يوافق فكر المسلم, فهم بنظر هؤلاء المسلمين كفرة و عُبّاد صليب و مشركون و خونة أو عملاء للغرب المسيحي كما يقولون و يتوهمون, فلا يُوثق بهم و لا يُؤمن جانبهم و يجب أن يتم تطويعهم و إخضاعهم من أجل تغيير إيمانهم و معتقداتهم أو إنهاء وجودهم في الشرق, و بعض المؤتمرات الإسلامية (مؤتمر العالم الإسلامي) أقرّت في بنودها السريّة " إنّ المسيحيين العرب هم جراثيم و طفيليّات غريبة عن مجتمعاتنا الإسلامية يجب بترها" فهل لهذا عنوان آخر غير الدعوة للعنف و ممارسة الإرهاب و فعل الإجرام؟ و متى قيل بأن الإسلام يدعو إلى العنف و الإرهاب يغضب هؤلاء الناس! و إلاّ فما معنى مثل هذه التصنيفات و التعريفات؟ أم أنّ علماء المسلمين الأفذاذ و كعادتهم, سوف يتحفوننا باجتهادات في خلق تفسيرات تتأقلم مع واقع أفكارهم و مع متطلبات الحياة و الواقع كلما تغيّرت أمور و تبدلّت أحوال؟ في هذه الأيام نسمع جميعاً عن أزمة اللاجئين السوريين و العراقيين و الأفارقة و من مختلف البلاد الإسلامية, كلها تغزو بهجرات قادمة إلى أوربا هرباً من الموت الذي يحصد الآلاف في هذه البلدان بسبب الحروب و المجاعة أو لسوء الأحوال الاقتصادية أو لانعدام الحريّات الخ... فهل تقوم هذه الدول الأوربية - و المسماة خطأً بالمسيحية , و التسمية خاطئة على أيّة حال فما من دولة من هذه الدول تقوم بتطبيق امبادئ الدين المسيحي أو تقوم عليه فهي دول القانون و النظام و حقوق الناس و الديمقراطية إنها دول علمانيّة و ليست دينيّة - الدول بالنظر إلى معتقد المهاجرين أو إلى انتمائهم الديني أو العرقي أو الجنسي؟ إنّ التحضّر الفكري لدى هذه الدول يدعوها و يدفعها لأن تنظر إلى المهاجرين كبشر لهم إنسانيتهم بغض النظر عن جميع الأمور الأخرى, و هذا ما تفعله هذه الدول الأوروبية مع المهاجرين و أكثرهم من المسلمين, بينما نرى التمييز و العنصرية واضحة في الدول الإسلامية, التي تكفّر الغرب و تشتمته و تنسب إليه انعدام الأخلاق و الانحلال و غير ذلك من تفاهات فكرية و قيم بالية عاش عليها المسلم و سيموت, و هي تحطم كلّ قيمه الإنسانية لتجعله قاتلا و حاقداً و إرهابيّاً و عنصريّا. أين وجه المقارنة بين هذه الدول الإسلامية التي تدّعي الإيمان و الشرف و الحفاظ على ما تسميه القيم الإسلامية (إنها قيم بالية مريضة متخلفة لن تحقّق أي تقدّم أو نمو و لا تنتج بالتالي أيّة حضارة إنسانيّة) و بينَ الدول الغربية التي تحتضن هؤلاء اللاجئين المسلمين بكلّ رحابة صدر و توفّر لهم جميع أسباب الحياة الحرة و العيش الكريم إلى جانب الأمن و السلم و الراحة الفكريّة دون أن تسأل عن الدين أو المعتقد؟ هل تفعل الدول الإسلامية مثل هذا, دون أن تميّز لتهتمّ فقط بإنسانيّة البشر؟ أم أنّ المسلمين كعادتهم يكيلون دائماً بمكيالين؟ إنّني لا أعتقد أن تفعل هذه الدول الإسلامية مثل هذا أو تفكر به, كما لا أظنّ بأنّ الكثير من المسلمين الواعين و المثقفين و المتفهمين يمكن أن يعتقدوا بإمكانيّة حصول مثل هذه المعجزة و السبب هو أنّ المسلم أول ما ينظر إليه هو الدين, و من هنا تبدأ مشكلة المسلم مع الآخر, و مثل هذا التفكير, هو إرث إسلامي تتناقله الأجيال المسلمة و لن ينتهي إلا بنهاية السبب و المسبب لذلك, فالمسلم يعتقد - و على الدوام - أنّه الوحيد, الذي على حقّ و أنّ كلّ الآخرين - من غير المسلمين - هم على باطل, و هذه إشكالية كبيرة لدى المسلم يقع بها في علاقته مع غير المسلم.
يتبع..... |
#2
|
||||
|
||||
علاقةُ الناس ببعضهم 3بقلم: فؤاد زاديكه إذا لم يحترمِ الإنسان نفسه قبل كلّ أمرٍ آخر, بما يملك من كيان و بما هو عليه من معتقد, فإنّه لن يتمكّن بأية حالٍ أن يحترم شعور و معتقد و مبدأ الآخر, ومِنْ هنا يقع المسلمون في مشاكل كثيرة و يتسبّبون بمآس, كما تسببوا بها من قبل و عبر عصور التاريخ الإسلامي الطويلة. إنّ الكثيرَ مِمّن يُطيلون لحاهم- كتعبير عن الإيمان و التزهّد و العفة, و كمظهر خارجي - تراهم في واقع الأمر و حقيقة الحال يُطيلون ألسنتهم, و ينفثون سموم أفكارهم المريضة بين البسطاء و الجهلة من أمة المسلمين, في تناقض واضح ملموسٍ مع ما يتظاهرون به أمام الناس, إنّ أمثال هؤلاء هم رأس الأفعى, إذ يحشدون كلّ كراهيتهم و أحقادهم في بثّ بذور الفساد الفكري و تأجيج روح الانتقام و التعدي و العنف, فالمسيحيون العرب و في جميع البلدان العربية هم سكان البلاد الأصليون, و في أيّ بلد هم فيه, فمصر كانت بلد الأقباط و بلاد الشام بلد الآراميين و الأنباط و العراق بلد الآشوريين و الكلدان و شمال أفريقيا بلد البربر, معظم هؤلاء هُجّروا أو قتلوا أو أجبروا على اعتناق الإسلام, و البقيّة المتبقيّة و هي أصبحت أقليات في بلدانها, يُراد القضاء عليها بمختلف الوسائل و السبل و الأعمال الإرهابية و بالعنف و القهر و غير هذه الممارسات غير الإنسانيّة. هم يعانون اضطهاداً و تمييزاً و ضغوطاً بحجة "أنّ الدين عند الله الإسلام" أو "قاتلوا من لا يؤمن بالله و برسوله" أو " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" أو " لا تتّخذوا اليهود و النصارى أولياء لكم, فهم أولياء بعض" أو " لا يجبُ أن يكون في جزيرة العرب دينان" أو " الإسلام يجبّ ما قبله" إلى آخره من آيات العنف القرآنية و من الأحاديث الصحيحة التي رويت عن رسول الإسلام. جميع هذه الآيات تولّد الكراهية و تدعو إلى العنف و إلى نبذ الآخر و عدم الاعتراف به و بحقوقه و بدينه أو بإيمانه. و متى حمل المسلم مثل هذه الأفكار و عمل بها, و هو مُلزَم بذلك على أية حال, فمنْ أين سيأتي قبوله للآخر أو اعترافه به أو حتّى احترامه له؟ كثيراً ما نسمع و نرى و نقرأ في مختلف وسائل الإعلام العربية و المسلمة مثل هذا التحريض و مثل هذا التهميش و مثل هذا التذويب لكلّ ما لا يتوافق, أو يوافق فكر المسلم, فهم بنظر هؤلاء المسلمين كفرة و عُبّاد صليب و مشركون و خونة أو عملاء للغرب المسيحي كما يقولون و يتوهّمون, ويشيعون فلا يُوثَق بهم و لا يُؤمَن جانبُهم و يجب أن يتمّ تطويعُهم و إخضاعُهم من أجل تغيير إيمانهم و معتقداتهم أو إنهاء وجودهم في الشرق, و بعض المؤتمرات الإسلامية (مؤتمر العالم الإسلامي) أقرّت في بنودها السريّة " إنّ المسيحيين العرب هم جراثيم و طفيليّات غريبة عن مجتمعاتنا الإسلامية يجب بترها" فهل لهذا عنوان آخر غير الدعوة للعنف و ممارسة الإرهاب و فعل الإجرام؟ و متى قيل إنّ الإسلام يدعو إلى العنف و الإرهاب يغضب هؤلاء الناس! و إلاّ فما معنى مثل هذه التصنيفات و التعريفات؟ أم أنّ علماء المسلمين الأفذاذ و كعادتهم, سوف يتحفوننا باجتهادات في خلق تفسيرات تتأقلم مع واقع أفكارهم و مع متطلبات الحياة و الواقع كلما تغيّرت أمور و تبدلّت أحوال؟ في هذه الأيام ومنذ سنوات نسمع جميعاً عن أزمة اللاجئين السوريين و العراقيين و الأفارقة و من مختلف البلاد الإسلامية, كلها تغزو بهجرات قادمة إلى أوربا هرباً من الموت الذي يحصد الآلاف في هذه البلدان بسبب الحروب و المجاعة أو لسوء الأحوال الاقتصادية أو لانعدام الحريّات الخ... فهل تقوم هذه الدول الأوربية - و المسماة خطأً بالمسيحية , و التسمية خاطئة على أيّة حال فما من دولة من هذه الدول تقوم بتطبيق مبادئ الدين المسيحي أو تقوم عليه فهي دول القانون و النظام و حقوق الناس و الديمقراطية. إنّها دول عَلمانيّة و ليست دينيّة - الدول بالنظر إلى معتقد المهاجرين أو إلى انتمائهم الديني أو العرقي أو الجنسي؟ إنّ التحضّر الفكري لدى هذه الدول يدعوها و يدفعها لأنْ تنظر إلى المهاجرين كبشر لهم إنسانيتهم بغضّ النظر عن جميع الأمور الأخرى, و هذا ما تفعله هذه الدول الأوروبية مع المهاجرين و أكثرهم من المسلمين, بينما نرى التمييز و العنصرية واضحة في الدول الإسلامية, التي تكفّر الغرب و تشتمه و تنسب إليه انعدام الأخلاق و الانحلال و غير ذلك من تفاهات فكرية و قيم بالية عاش عليها المسلم و سيموت, و هي تحطّم كلّ قيمه الإنسانية لتجعله قاتلا و حاقداً و إرهابيّاً و عنصريّا. أين وجه المقارنة بين هذه الدول الإسلامية التي تدّعي الإيمان و الشرف و الحفاظ على ما تسميه القيم الإسلامية - إنها قيم بالية مريضة متخلفة لن تحقّق أي تقدّم أو نمو و لا تنتج بالتالي أيّة حضارة إنسانيّة- و بينَ الدول الغربية التي تحتضن هؤلاء اللاجئين المسلمين بكلّ رحابة صدر و توفّر لهم جميع أسباب الحياة الحرة و العيش الكريم إلى جانب الأمن و السلم و الراحة الفكريّة دون أن تسأل عن الدين أو المعتقد؟ هل تفعل الدول الإسلامية مثل هذا, دون أن تميّز لتهتمّ فقط بإنسانيّة البشر؟ أم أنّ المسلمين كعادتهم يكيلون دائماً بمكيالين؟ إنّني لا أعتقد أن تفعل الدول الإسلامية مثل هذا أو تفكر به حتّى, كما لا أظنّ بأنّ الكثير من المسلمين الواعين و المثقفين و المتفهمين يمكن أن يعتقدوا بإمكانيّة حصول مثل هذه المعجزة و السبب هو أنّ المسلم أول ما ينظر إليه هو الدين, و من هنا تبدأ مشكلة المسلم مع الآخر, و مثل هذا التفكير, هو إرث إسلامي تتناقله الأجيال المسلمة و لن ينتهي إلا بنهاية السبب و المسبب لذلك, فالمسلم يعتقد - و على الدوام - أنّه الوحيد, الذي على حقّ و أنّ كلّ الآخرين - من غير المسلمين - هم على باطل, و هذه إشكالية كبيرة لدى المسلم يقع بها في علاقته مع غير المسلم, لذا يجب تصحيح المسار و تجديد الفكر والعمل على خلق معادلة إنسانيّة عامّة شاملة, لا تبقى محصورةً ضمن إطار الطرف الواحد, بل والواحد الأحد الذي لا غيره. إنّها دعوةُ محبّة لكلّ مسلم, كي لا يكون الدّين معياره الوحيد في تقييم علاقاته مع الآخرين, فالدّين لله و الإنسانية لنا جميعًا. يتبع..... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|