تكريم لي لمشاركتي في فقرة الإجابة على سؤال
شكرا من القلب استاذة غريتا بربارة والأستاذ علي علي و المنتدى العالمي لنشر المحبة و السلام لمنحي شهادة امتنان لاجابتي على سؤال أميرة الأحلام و يبقى هناك سؤال يبحث عن جواب
في الحقيقة لا أحد منّا كان له خيار في كينونة شخصه و لا الأسرة التي ولد فيها و لا الدين الذي هو عليه فجميع هذه المواقف و الأمور فُرضت علينا فرضًا دون ايّة ارادة منا او خيار حر بما في ذلك اسماؤنا. لكن امر ان نسعى إلى الوصول لهدف معين او لتحقيق طموح فربما يكون لارادتنا بعض الرأي الحرّ فيه علمًا أن امورًا كثيرة و معوقات خارجة عن إرادتنا قد تكبح جماح طموحنا في تحقيق ما نصبو اليه. أما لو حاولت أن أضع نفسي في مكان آخر وبالادقّ أن أكون غير انا فهذا ايضًا قابل للنقاش و الاخذ و الردّ فإن اغلب الناس راضون عن أنفسهم على الرغم من وجود علات كثيرة فيهم لا تُحصى. فلو قُدّر لي أن أكون شخصًا اخر لارتأبت أن أعيش في غابة بعيدًا عن البشر فهم أكثر خطورة من الحيوانات المفترسة. احب أن أعيش أمنًا و سلامًا لا أعتدي فيه على أيّ أحد و لا يعتدي علي الآخرون و ألّا أسيء إلى أحد ففي عزلتي هذه سأعيش واكون أكثر راحة فكريًا و ضميريًا و انسانيًا و قد تتعارض هذه الرغبة مع مقولة انّ الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده و بمعزل عن الآخرين و عن هذا اقول: ماذا يفيد أن أعيش حياة اجتماعية أكون فيها ضحية غيري او يكون غيري ضحيتي؟ لي رغبة شديدة في أن يعيش جميع الناس أخوة في الإنسانية لا حسابات دينية او عقائدية ولا سياسية و لا مذهبية ولا عائلية. أن يكون الجميع أسرةً واحدة يعمل الفرد للمجموع و المجموع للفرد بعيدًا عن المصالح الشخصية و الأنانية الضيّقة و حبّ الذات و ميول الطمع و الجشع لا أعتقد أنُي أحكي عن جمهورية أفلاطون المثالية فلو عمل كلّ إنسان على إصلاح نفسه لَصَلُحَ الجميع و لكانت هذه الجمهورية من الفضيلة مُعاشة بحياتنا. لكنّ هذا حلمٌ مستحيل التحقيق و لنا عزاء الا نُحرَم حتى من أن نحلم. و لأن تحقيق الأماني و الأحلام و الطموحات في ظلّ أنظمة استبدادية مستحيل لهذا ارتأيت أن أختار العزلة بدل الحياة الاجتماعية وأظنّ أنّي محقّ بذلك و لكلّ رأيه و وجهة نظره. اننا أبناء هذه المجتمعات نعيش فيها و نتفاعل معها وهي تؤثُر بنا و حتى في قراراتنا و خياراتنا بكلّ أسف و لانعدام العدالة الاجتماعية و الحرية و المساواة و غياب مبادئ حقوق الإنسان العامة أرى أنَّنا نسير نحو المجهول
الشاعر فؤاد زاديكى
__________________
fouad.hanna@online.de
|