Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الجهلُ والتّجاهلُ سواءٌ شعر/ فؤاد زاديكى
الجهلُ والتّجاهلُ سواءٌ شعر/ فؤاد زاديكى (لقد سقط شهيدٌ آخر من شهداء الدّفاع عن الكلمة, هي الإعلاميّة شيرين أبو عاقلة, وهذا أمرٌ يبعثُ على القلقِ لكن أن يتمّ تسخير هذه الحادثة لتسجيل مواقف سياسيّة لكون الجهة الفاعلة معروفة فهذا أمرٌ غير مفهوم, فقبلَ أسابيع قليلة تمّ اغتيال مطران قبطي في مصر بيد الإرهاب الإسلامي فتمّ التعتيم نهائيًّا على الخبر من معظم وسائل الإعلام و مواقع التّواصل الاجتماعي المختلفة على خلاف ما نراه اليوم في حادثة استشهاد شيرين. إنّ ازدواجيّة المعايير هذه لدى هؤلاء أمر مستهجن ومُقرِف. فعندما يتمّ التّركيز على حادث لأسباب معيّنة وتجاهل حادثٍ آخر لأسباب مُعيّنة لا يترك ايّة مصداقيّة لوسائل الإعلام التي تقوم بتضخيم هذا الحدث أو ذاك. استشهاد الإعلامية شيرين جريمة بكلّ المقاييس و مستهجنة من كلّ شخص يملك ضميرًا, وبالمقابل فلا يجب أن يتمّ تسخير ذلك لأغراض سياسيّة تحرف الأمر عن مساره. أمّا الأسوأ من ذلك حين نسمع مَن يقولُ: إنّ هذا الإنسانة (نصرانيّة) أنظروا هم يقولون هي نصرانيّة و لا يقولون مسيحيّة, فلا تجوزُ عليها الرّحمة. يا لهول ما نسمع وفظاعة تصاريح كهذه وكأنّنا نعيشُ حروبَ الرِّدَة من جديد. إنّ أصحاب الفكر التّكفيري معروفة هي المصادر التي يستقون منها هذه الأفكار المتطرّفة مهما حاول البعضُ التنكّرَ لذلك فالرّسالةُ من عنوانها مقروءة. " الترحم هو طلب الرحمة والمغفرة من الله -سبحانه وتعالى- لما هو ليس من أهل الإيمان، وقد أجمع أهل العلم على أنّه لا يجوز الترحم على غير المسلم ممن مات على غير دين الإسلام، وكذلك بالنسبة لجواز الرحمة على المسيحي" " نهى الله -سبحانه وتعالى- على الرحمة على المسيحي، فلا يجوز الترحم على المسيحي، كما ورد في قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنوا أَنْ يَسْتَغْفِروا لِلْمشْرِكِينَ وَلَوْ كَانوا أولِي قرْبَى}.[2]، فقد نزلت هذه الآية بسبب أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعمه أبي طالب لما توفي على الشرك: “وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أنْهَ عَنْكَ”، فَأَنْزَلَ اللَّه عليه هذه الآية.[ 3lo" حَشَرْتُمْ أَنفَكُمْ في كُلِّ شيءٍ ... فُضُولًا ساذِجًا دونَ اعتِبَارِ تَرَبَّيْتُمْ على أحقادِ إرثٍ ... مَريضٍ ظلَّ دَومًا بِاحتِقَارِ وَقَعْتُمْ في فِخَاخِ الشّرِّ عِشْتُمْ ... على الأهواءِ في أخْذِ القَرارِ وهذا جاءَهُ مِنْ قَبْلُ قَومٌ ... على الإجرامِ كانُوا لِانفِجارِ وهَا أنتُمْ كأحفادٍ بَقيْتُمْ ... على نَهجٍ لأوهامِ انتِصَارِ لِفِكْرِ العُنفِ والتّكفيرِ صِرتُمْ ... ضحايَا, فانفَصَلْتُمْ عَنْ مَدَارِ تَقَوقَعْتُمْ على ذاتٍ بِخُبثٍ ... وأظْهَرْتُمْ مُيُولَ الانحِدَارِ إلى دِركٍ أبُ الشّيطانِ فيهِ ... هُوَ الرّبُّ الذي يَسْعَى لِنَارِ بِلا مَيْلٍ إلى سِلمٍ وحُبٍّ ... ولا مَسعًى لِتَصحيحِ المَسَارِ ورِثْتُمْ جَهلَ مَوروثٍ عتيقٍ ... وشِئْتُمْ نَشْرَهُ في كُلِّ دارِ عَلامَ مَنطقُ التّعويلِ هذا؟ ... وهلْ يُفضِي إلى غيرِ انْكِسَارِ؟ جَهِلْتُمْ أو تَجاهَلْتُمْ سَوَاءٌ ... فهذا الفِكرُ رَهْنُ الاحتِضارِ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|