مشاركتي قبل قليل في أكاديمية رياض الشعر و الأدب في البرنامج الاسبوعي الذي تعدّه و تقدمه الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي و موضوع اليوم هو عن التربية و التعليم و دورهما في حياة الأفراد و المجتمات ثم الاوطان" الموضوع المطروح هذه الليلة حول التربية و التعليم له أهمية كبرى في حياة الأفراد و الجماعات. فالتربية سبقت التعليم لكونها تأتي قبله فالتربية تنشأ في البيت اولا اي من خلال الأسرة فالوالدان هما المصدر الأول للتربية فإذا كان الوالدان واعيين و مثقفين و ملمّمين بأمور الحياة و متفاعلين فمن المفروض ان يكون ابناؤهما على تربية جيدة و حسنة لكن هذه الحال ليست قاعدة عامّة يمكن اعتمادها فهناك أولياء أمور قدّموا افضل ما يمكن من أجل أن يكون ابناؤهم اسوياء لكنّ النتيجة أتت مغايرة لذلك و مخيّبة للآمال لأسباب كثيرة منها طبيعة الأبناء من جهة و من جهة أخرى نوعيّة الأصدقاء الذين يعاشرهم هؤلاء الأبناء بحيث يكون لهم دور سلبي و قد يكون هدّامًا او تخريبيّا انطلاقًا من مقولة (قل لي مَن تعاشر اقلْ لك مَن انت). فمعاشرة اهل السوء سيكون له أثر سلبي على تربية الأبناء. فالتربية تبدأ من البيت ثم الأسرة فالمجتمع و هي التي تكوّن اللبنة الاولى لشخصية الفرد.
التربية هي ما يتعلّمه الأبناء من آبائهم و أمهاتهم و المقرّبين منهم لهذا فهي الأساس ليأتي التعليم بعد ذلك فيضيف إليها و يصقلها و يهذّبها و يكملها على نحو يصبح فيه هذا الفرد مواطنا فاعلًا صالحًا.
المدرسة هي الفاعل الأكبر في تعليم الفرد و في تربيته أيضا لهذا يجب أن تكون المناهج المدرسية متطوّرة لتلبّي طموحات الإنسان و تحقًق الأهداف التي يسعى إلى الوصول إليها. فإذا كانت المناهج الرسمية غير فاعلة و غير قادرة على تلبية حاجة الأفراد و لا توفّر لهم المعلومة التي يحتاجونها فهي ستأتي منقوصة او مشوّهة او مبتورة بكل اسف ففي معظم الدول العربية و بسبب سياسة الانظمة الحاكمة تقوم المناهج المدرسية على خدمة الانظمة أكثر منها لخدمة الإنسان.
التربية و التعليم عمليتان متلازمتان لا يمكن الفصل بينهما فلا تربية بدون تعليم و لا تعليم بدون تربية أي أنّه متى تمّ فصلهما عن بعض فسوف يقع خلل تكون له نتائج سلبية على الفرد و بالتالي على المجتمع.
التربية عملية تفاعل يُكسب خبرات حياتية و قيمًا اجتماعية و حياتيّة و التعليم عملية تلقين تُكسب الشخص معارف جديدة في مختلف فروع العلوم المختلفة لهذا لا يمكن الفصل بينهما إطلاقًا.
الشاعر السوري فؤاد زاديكى".