مداخلتي قبل قليل على برنامج الدكتورة إنصاف أبو ترابي في مجلة أسرة قلم و موضوع حلقة اليوم كان عن الطبع و التطبّع حالة كلّ منهما وأثره:
الإنسان ابن بيئته لانّ البيئة هي الحاضنة الأولى لتنمية طباع الإنسان وتكوينها و بناء خصائص سلوكيّاته و هي على الأغلب تكون وراثية أو متوارثة من خلال عملية التّلقين التي تتمّ للفرد في محيط أسرته و هي المصدر الأساس للطبع الذي يتكوّن لديه.
ليس من شكّ بأنّ هناك أمورًا و عوامل كثيرة تلعب دورًا هامًّا في نشوء الطبع عند الإنسان. والطبع هو مجموعة سلوكيات و أفكار و عادات يكتسبها الفرد من أسرته و بيته فترافقه طوال حياته و قد تلعب دورًا كبيرًا في القرارات التي يتّخذها هذا الإنسان وتحدّد طريقة تعامله مع المواقف و الأحداث و مجريات الحياة.
أمّا التطبّع فهو ما يكتسبه الإنسان من معارف وخبرات و تجارب حياتيّة تُضاف إلى ما تكوّن لديه من طباع عبر سنوات طويلة من البيئة التي عاش فيها فتأثّر بها و اكتسب من خلالها نمطًا سلوكيًّا معيّنًا هو ما يُعرَف بالطبع و جمعها طباع.
لاشكّ أنّ الإنسان كثيرًا ما تفرض عليه الظروف وجوب سلوك معيّن للتّعامل مع هذه الظروف و التأقلم معها أو التأثير والتاثّر بها. ونرى من خلال ذلك تعارضًا بين الطبع الذي نشأ عليه المرء و بين التطبّع و التي هي حالة غير ثابتة و لا دائمة لهذا نرى في أكثر الأحيان غلبة الطبع على التطبّع لأنّ الطبع ثابت و مستقرّ بينما التطبّع هو حالة طارئة لا يمكن الاعتماد عليها باتُخاذ القرار أو الوصول إلى حكم فيه قناعة شخصيّة. و من هنا شاعت مقولة: (الطبع يغلب التطبّع) و هذا صحيح فقد تمّ إجراء عدّة تجارب تبيّن من خلالها غلبة جانب الطبع على التطبّع لأنّ الطبع أكثر أصالة و ثباتًا وعملًا به من التطبّع.
برأيي الشخصيّ أنّ التطبّع قد يتحوّل مع الزمن إلى نوع من الطبع من خلال الممارسة الدائمة له.
الشاعر السوري فؤاد زاديكى