Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
نصّ اللقاء الذي أجراه معي الأستاذ الدكتور ماجد خليل على صفحات جريدة مملكة السلام العا
نصّ اللقاء الذي أجراه معي الأستاذ الدكتور ماجد خليل على صفحات جريدة مملكة السلام العالمية له كل الشكر و التقدير كما اتقدم بالشكر الخاصّ للاستاذة أحلام الشاقلدي و جميع الكادر الإداريّ و الفنّيّ راجيًا للجميع الفائدة و المتعة. مع الشاعر فؤاد زاديكى على الجريدة الأسبوعية لمملكة السلام العالمية أبسط أسئلتي الحوارية مهداة إليك شامات على جبين هذه الصفحة الادبية المشرقة، وأستهل علامات استفهامي بحروف محلّقة بأريج زهرها الباسم، وشادية بشذا ورودها الندية في أرجاء هذا الرياض الأدبي البهيج السنيّ، ثم أبدأ بالعتبة البيانية التالية: للحرف العربي العتيق نبض جميل لهذا الكائن اللغوي الحي أصوات، وأصداء، ونبر أصيل ثم كيف بألق الخيال؟ وكيف بطعم الواقع؟ أحقًّا لن تفيد الكلمات المخطوطة والمسموعة في شيء يسير أو كثير؟ وكيف بالإنسان إذ يسير في ركاب الحق والخير، وقد نأى بنفسه بعيدًا عن الباطل والشرّ، وتبرأ من شرور أهوائه ومن متاهات العبث، ومن كل أمر هزيل؟ ثم كيف بحال المرء إذ يسعى وحيدا في القيظ، يمشي ويمشي ثم يمشي غريباً لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع إليه سبيلا، وينادي بكلماته وبأعلى صوته في قومه الرحيل الرحيل؟ * سؤال قبل الأسئلة؟ إذا سأل أهل اللغة العربية مَنْ أنتَ جملةً وتفصيلًا، فبما عساك تجيبهم شعرًا ونثرًا؟ جواب : الشّاعر فؤاد حنا (زاديكى) كإنسان ولدت في مدينة القامشلي من محافظة الحسكة السورية سنة 1949. أعشق الحياة و أحبّ كلّ النّاس. أحترم الرأي و الرأي الآخر. أؤمن بالعدالة الاجتماعية الحقّة و أناضل من أجل رفع الظلم عن المرأة في مجتمعاتنا العربية. لا أقيّم الإنسان من خلال دينه أو عرقه أو جنسه أو قوميته بل من خلال كونه إنسانًا أحترمه كأخٍ لي في الإنسانية و لا يهمّني البتّة ما يكون مبدؤه أو انتماؤه السياسي أو الدّيني. أنا إنسانيّ منفتح الفكر و القلب, أمقت الكذب و لا أُحبّ الضّغينة و أعيش و أعمل من أجل المحبّة و السّلام كي يسودا بين الجميع. أؤمن بقدسية الحرية الشخصية و مبادئ شرعة حقوق الإنسان و لا أقبل بالظلم مهما كان و من أيّة جهةٍ أتى. لا أحبّ التّعامل مع الأشخاص المنغلقين فكريًّا و أحتقر فكرة تكفير النّاس أو العمل على منعهم من التّعبير عن حياتهم و أفكارهم ومعتقداتهم. وأستطيع التّعبير عن نفسي شعرًا بالقول: إنْ تَسَلْ عنّي فَشِعْرِي شَاهِدُ ... حَرفُهُ نَبْضٌ رَشيقٌ مَاجِدُ وأقولُ أيضًا:رائِعٌ إيقاعُهُ في وَقْعِهِ ... صادِقٌ رُوحًا و حُرٌّ صَامِدُ لا يُبَالِي بالتّحَدّي واثِقٌ ... أنّهُ في عُرْفِ شِعْرٍ خَالِدُ هَمُّهُ الإنسانُ في أحوالِهِ ... في عطاءٍ بالتّوَازي رَافِدُ إنّ انتِمائِي شاعِرٌ سُورِيُّ ... في عِرْقِهِ يَجرِي دَمٌ ثَورِيُّ -ما هَزَّني يومًا جَهولٌ أعمًى ... فَالرَّدُّ عِندي جاهِزٌ فَورِيُّ ==================== السؤال الأول كيف ترى اليوم حال أهل العربية القدماء تراهم أضاعوها واتبعوا ما لا ترجى فائدته، وصاروا ممن خلفوا الذين قضوا قبلهم فأضاعوا العربية الفصحى وأتبعوا أهواءهم مقتفين أثر كل ما لا يفصح ولا يبين؟ أم أنهم حفظوها وقدروها حق قدرها ثم كيف حال الشعر المعاصر؟ جواب :إنّ أهلَ الفُصحى القُدماءَ قَدّموا لنا شِعرًا جميلًا مُفيدًا على الرّغم من أنّهم عالجوا أحوالَ و شؤونَ عصورهم وهي بالتأكيد ليست كما هيَ أحوالُ عصرِنا الحديث, و بهذا الخصوص تُوجد آراءٌ مختلفةٌ و متباينةٌ في ما يخصّ هذا الشّعر القديم, فهناك مَنْ يُشَكّك بأن يأتي شعرٌ بهذا الانتظام والسّويّة اللغويّة في ذلك الوقت و يُعيدون فكرةَ نشوئِه منسوبةً إلى (حمّادى الراوية) و (خلف الأحمر) لكنْ مهما يكُن من أمرٍ فإنّه شِعرٌ جاء دقيقًا في وصفِ واقعِ الإنسان و ظروف حياته, ويمكن القول أنّه صورة معبّرة بكلّ وضوحٍ عن ذلك الواقع, أمّا مَن اتّبعهم بعد ذلك من الشّعراء فلا بدّ أن يتأثّروا بهم, لكن من الطبيعيّ أن تختلف أحوالُ شعراء اليوم عن أحوال مَنْ سبقوهم لاعتبارات كثيرة, فلكلّ عصرٍ أحواله و ظروفهُ و متطلّباته و خصائصه كما له رجاله وهذا ما هو حاصل. ==================== السؤال الثاني هل بلغ الشعر والنثر العربيان اليوم بعضًا من ذروتهما قديما؟ وهل أخذ المكانة اللائقة بهما في عالم الأدب الراهن؟ جواب: لا يمكن القول بأنّه بلغ ذروته لوجود حالة التّطوّر الدّائم وهي حالة في استمراريّة دون انقطاع, ولا أعتقد ذلك لكنّه أخذ منحًى آخر, فجعل له مكانةً في عالم الأدب الرّاهن تناسب المرحلة ومِن الإجحاف أن نُسْقِطَ القديم على الجديد أو الجديد على القديم, فهما مختلفان صيغةً و نوعًا و أسلوبًا. إذ لكلّ عصرٍ ما يلائمه وما هو ملزومٌ به ففي العصر القديم لم يكن هناك انترنت و لا سوشيال ميديا ولا فضائيات الخ... فالعالم اليوم أشبه ما يكون بقرية صغيرة يمكن الوصول إليها من خلال ما هو متوفّر لدى الإنسان و إلى أيّ مكان في العالم بلمحة بصر وبسرعة خياليّة, فأيّة مقارنة بين هذين العصرين لا تكون منطقيّة و لا عادلةً. ==================== السؤال الثالث؟ هل ثمّة بالفعل أجناس نثرية وشعرية عربية، أم أنّه الأدب أو الشعر والنثر وكفى؟ جواب: إنّ هيمنة الشّعر على الحياة قديمًا باعتباره (ديوان العرب) جعل له أفضليّةً و أسبقيةً على أنواع الأدب الأخرى كالمقالة و التي أعتبرها أمّ الأدب بحيث تُعتبر فنًّا نثريًّا أدبيًا يُكتب بأسلوب عفويّ مقنع، ومشوّق، وسلس، وجذاب لأنّ مساحته أوسع من الشّعر. تحت مفهوم وتعريف الأدب تجتمع أُسَرٌ كثيرةٌ منها الرواية و القصة القصيرة و الطويلة والخاطرة و الهايكو والمقامة والمقالة بأنواعها المختلفة وغيرها. أجل توجد أجناس كتسميات لكنّها جميعًا تندرج تحت مُسمّى الأدب. ====================== السؤال الرابع؟ ما حقيقة الأساليب النثرية والشعرية العربية قديمًا وحديثًا؟ جواب: إنّ هيمنة الشّعر كما قلنا على الحياة الأدبيّة أضعفَ الجوانب و الفنون الأدبية الأخرى كالمقامات و القصّة والمقالة, أمّا كلمة المنثور فهي تطلق على كلّ عمل (كلامي و كتابي) ولكلّ منها تسميته و تعريفه و مجاله و تخصّصه كالمقامات و الخطابة و الرّسالة الخ... و هذا ما يُمَيّز المنثور عنِ المنظوم فالمنظوم هو الشّعر أمّا المنثور فهو كلّ عملٍ أدبيّ لا يكونُ شعرًا ونرى ظهور الموشّحات بوقتٍ ما في الأندلس. ==================== السؤال الخامس؟ كيف ترى الرسائل المتبادل بين الشعراء؟ وهل سبق لك أن راسلت بعض الشعراء شعرا؟ جواب: أرى في الرّسائل المتبادلة بين الشّعراء ظاهرةً جميلةً لها ميزتها و نكهتها وقد انتشرت على مدًى واسع في صدر الإسلام و العصر الأمويّ وعلى العموم فإنّ مثل هذه الرسائل قد تحتوي على المدح والقدح أو الهجاء والثناء. إنّي شديد الولوع بمثل هذا النّوع من الرسائل وأكثر من ذلك في المعارضات الشّعريّة و المساجلات و المحاكاة ولي كثير منها مع بعض الشعراء كما لي ميل كبير إلى قراءة شعر النّقائض وهي قصائدُ الهجاء التي وقعت في العصر الأمويّ بين جرير و الفرزدق و قد وُضِعَتْ كتبٌ كثيرةٌ في النقائض و المعارضات الشعرية. أمّا بالنّسبة لي فقليلة هي الرّسائل المتبادلة بيني و بين بعض الشعراء لكنْ وقعت معارك شعريّة طاحنة بيني و بين بعض الشّعراء. وكذلك محاكاتي لبعض الشعراء في قصائد لهم ومطارحاتي الكثيرة. وسأذكر هنا بعضًا من معارضاتي الشّعريّة ومساجلاتي ومحاكاتي ومطارحاتي لبعض الشعراء أو القصائد الشّعرية: مشاركتي على مسابقة سجال الارتجال ردّا على الشاعر الاستاذ طالب الفريجي في منتدى هاملت للأدب العربي المعاصر يدعو إلى وجوب عدم الاحتفال بعيد الحب و الناس في سوريا تحت الانقاض فقلت في ردّي عليه ما يلي: البكاءُ على الأطلالِ أنشدَ الشاعر أبو الحسن محمد ابن أحمد بن جبير الأندلسي لمّا دخلَ بغداد و اقتطعَ غصنًا نضيرًا من بساتينها فذوى في يده و هو يقول:إنّ البكاءَ على الأطلالِ مُبتَذَلٌ ... في رفضِ عيدٍ بهِ الأرواحُ تحتفِلُ أينَ الترابطُ بالاثنينِ شاعرَنا؟ ... الشامُ تبكي بكاءً عمرُهُ أجَلُ "تحتَ الركامِ فلذّاتٌ" وقد رحلوا ... أمّا الحياةُ بها الأوجاعُ تحتفِلُ هذا الحديثُ أرى أوراقَهُ سقطتْ ... إنّ الحقيقةَ لو قِيلَتْ بها خَجَلُ ما ذنبُ عيدٍ لحبِّ النّاسِ أحرُفُهُ ... حتّى يُهاجَمَ والإحساسُ يُفْتَعَلُ؟ لستُ الموافقَ للمضمونِ أغلبُهُ ... يدعو لرفضٍ ورفضُ الحبِّ ما عَمَلُ فَكِّرْ بعقلِكَ لا تتركْ لعاطفةٍ ... هذا التمكّنَ خَلِّ الوهمَ يرتَحِلُ للموتِ عهدٌ قديمٌ زادنا ألمًا ... عشنا مرارةَ ما فيهِ فهلْ أمَلُ؟ ليس المسبِّبَ زلالٌ بواقعهِ ... قُلْ بالمحبّةِ يا أحبابَنا احتَفِلُوا حتّى تكونَ لنا في شعرِكم ثقةٌ ... كلُّ احترامي و حقُّ الرّدِّ مُحتَمَلُ من أيّ شخصٍ لأنّ الفكرَ محترِمٌ ... للرأي يُعْلَنُ و الأسبابُ تُرْتَجَلُ لا تَغْتَرِبْ عنْ وَطَنٍ ... و اذكرْ تصاريفَ النّوى فأجبت بالردّ على شعره بالقول:أمَا ترى الغصنَ إذا ... ما فارقَ الأصلَ ذوى يا شاعري أينَ الهوى ... مِنْ مَوطنٍ يبدو ذوى؟ نشر الشاعر محمد الصالح بن يغلة قصيدة فأعجبتني و أردت أن أطارحها بسجال شعري في ردٍّ عليه مشكورًا و هنا أنشر قصيدته و قصيدتيإنْ نَغْتَرِبْ أو لا فَذا ... ما أفضلٌ بالمستوى لم نَغْتَنِي, لم نَعتلِي ... بالمُستوى قبلَ النّوى أحوالُنا ما يُسّرَتْ ... أفكارُنا و المحتوى في سَجنِها مرميةٌ ... ما واحدٌ منها روى أحلامَنا أو واقِعًا ... فالغصنُ منها قد ذوى الأصلَ ليست لفظةٌ ... بل منطقٌ ما اِستوى إذْ حاجتي حرّيّةٌ ... قد زادَ بالعشقِ الجوى ترقُّب مع بوح الصورة . قالَ الشّاعر المصري محمود سامي البارودي في قصيدة له بعنوان (خوفُ مَعشوقة) يصفُ فتاةً تُحدِّثُ أباها عنْ تغزّل الشّاعر بها وقد اخترتُ منها بيتين لأقوم بمحاكاتهما حيثُ قالَ:تفتّـــحَ صبْـرُنَــا يا قلبُ حتّـى غـدَوْتَ كزهْـرةٍ حمْـراءَ تهْفُـو * هوَ النّــورُ الّـذِي مَــازَالَ حيًّـا سيَطْلُــعُ ربّمَـا قمَـــرٌ وَ طيْـفُ * فقــلْ للعــــاشقيـنَ بكـلِّ لحـــنٍ أنَـا كالطّيْـرِ موْهُــوبٌ وَسيْـفُ * أرَى مَا لاَ يراهُ النّــاسُ حـوْلِي ستبْتلِعُ الدُّجَـى شمْسٌ وَ صَيْفُ * فلا تعْجـلْ بمَنْ سيَكـونُ روْضًا ويمْسَح جرْحَنا في القلْبِ قَطْفُ * ترَّقبْ وجْـهَ منْ سَكَنُـوا ظِلاَلِـي وَكيْفَ يقُـودُهُـمْ بَـدْرٌ وَ عَطْـفُ * فكنْ كالزّهْرِ يطْلُعُ منْ صُخُورٍ أيذبُـــلُ بعْدمَــا أضْنَـــاهُ حَيْـفُ ؟ * ستخْتـرِقُ الغيَـــاهـبُ كـلَّ قلبٍ ليُـــدْرِكَ إنّمَــا الآفَــــاقُ نـزْفُ محمد الصالح بن يغلة الجزائر 10 . 07 . 2017 و هنا قصيدتي تُحَدِّثُ عنْ شؤونِ القلبِ, تهفُو لِما في السّحرِ من ألقٍ يلفُّ * و تهمسُ شاعرًا بلطيفِ قولٍ و يَعْذُبُ حرفُ شعرِكَ و هْو َ عَطْفُ * أردتُكَ أنْ تحلِّقَ في سمائي لتشهدَ ما الذي لا يأتي ألْفُ * بمثلِ مهارتي و بهاءِ وصفي و لونِ قصيدتي و هواها قَطفُ * أبَوحُ الشعرِ أمْ بوحٌ طليقٌ لروحِ الحسنِ يخفقُ منهُ طَرْفُ؟ * لقافيتي صدارةُ كلِّ شِعرٍ تُساجِلُ و السجالُ هوىً و عُرْفُ * إذا ما البدرُ أشرقَ في صفاءِ فبدرُ مشاعري برؤاهُ لطْفُ * و زهرُ قصيدتي بلغَ امتدادًا يفوحُ بعطرِهِ فيبوحُ وَصْفُ * إذا الآفاقُ يقصدُها حنيني و عزفُ مشاعري سيكونُ نَزْفُ * أداعبُ مِنْ نهودِ السحرِ جَمًّا و ينهلُ من دنانِ العشقِ حرْفُ * فَكُنْ يا شاعرَ العشّاقِ نَدًّا يُساجلُ بالحروفِ متى ترِفُّ. قالتْ وقد سَمِعَتْ شِعرِي فَأعجبَها ... إنّي أخافُ على هذا الغُلامِ أبِي فقلتُ في محاكاتي لما قال:أراهُ يهتِفُ بِاسمِي غيرَ مُكتَرِثٍ ... ولو كَنَى لم يَدَعْ لِلظَّنِّ مِنْ سَبَبِ قالَتْ ويأخُذُهَا لِلشِّعرِ ما سَمِعَتْ ... مِنْ نَظْمِ شاعِرِهَا في نَشْوَةِ الطَّرَبِ ====================هذا الحَدِيثُ بِهِ وَقْعٌ على كَبِدِي ... قد هَيَّجَ الرُّوحَ لم يَخرُجْ عَنِ الأدَبِ لو جاءَ يَهْتِفُ بِاسْمِ الحُسْنِ أكمَلِهِ ... كُنتِ المُعَنَّى بِهِ مِنْ أُمَّةِ العَرَبِ ما أطلقَ البَوحُ إشعارًا بِرَغبَتِهِ ... إلّا لأجلِكِ إذْ لِلبَوحِ مِنْ سَبَبِ لا تشغَلِي البالَ, بلْ عِيْشِي بِراحَتِهِ ... هذا المُؤَمَّلُ والمَنشُودُ في طَلَبِ لو شاءَ يَنْطِقُ بِاسْمٍ كُنتِ غُرَّتَهُ ... لا ليسَ ظَنٌّ بلِ التّأكيدُ ما عَجَبِي أنتِ الشَّرابُ, الذي كالخَمرِ نَكْهَتُهُ ... جُودِي بِهِ كَرَمًا مِنْ خَمْرِكِ انْسَكِبِي. السؤال السادس؟ ماهي القصيدة التي بقيت راسخة في ذهنك بعد أن قرأتها؟ جواب: بالتأكيد هناك أكثر من قصيدة بقيت عالقةً بذهني فأنا من عشّاق الشّعر الجاهلي و العصور التي تلته كما لشعر أمير الشّعراء أحمد شوقي خاصّة شعره الغنائي, أمّا أكثر قصيدة مازلتُ أكرّر أبياتها و أحفظها غيبًا هي قصيدة (الدرّة اليتيمة) للشّاعر النّصرانيّ دوقلة المنبجي في وصفه للأميرة (دعد) دون أن يراها و كانت القصيدة سببًا في مقتله وهي طويلة: هلْ بالطُّلولِ لِسائِلٍ رَدُّ ؟ ... أَمْ هل لها بِتَكَلُّمٍ عَهْدُ؟. ====================لَهْفي على دَعْدٍ وما خُلِقَتْ ... إلاّ لِطولِ تلَهُّفي دَعْدُ بَيْضاءُ قد لبِسَ الأديمُ بها ... ءَ الحُسْنِ فَهْوَ لجلده جلدُ وَيَزيِنُ فَوْدَيْها إذا حَسَرَت ... ضافي الغَدائرِ فاحمٌ جَعْدُ فالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مُبْيَضٌّ ... والشَّعْرُ مِثْلُ الليلِ مُسْوَدُّ ضِدَّانِ لمّا استَجْمَعا حَسُنا ... والضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ. السؤال السابع؟ ترى هل يقوم العنوان الشعري مقام القصيدة الشعرية ويشغل مكان الديوان الشعري؟ وهل هو بالفعل جزء منهما، أم أنه كائن مستقل بنفسه عنهما؟ جواب: من المفروض أن يكون تلازمٌ تكويني بين عنوان القصيدة و مضمونها, فالعنوان الشّعري كائنٌ قد تكون له استقلاليّة ذاتيّة معيّنة إلّا أنّه يختصر النّصّ الشعريّ بما يحتويه من مضمون وبهذا من وجهة نظري لا يمكن الفصل بين العنوان و النصّ فالعنوان هو السّكة التي تسير عليها أحداث النّصّ أيّ أنّه جزء أساسيّ على الرّغم من بعض الاستقلاليّة التي يتميّز بها وقد أشرنا إليها سابقًا, العنوان لا يشغل مكان الدّيوان إلّا أنّه الحاضنة و الحاوية التي تحتويه بِما فيه. ===================== السؤال الثامن؟ ما القيمة الأدبية والنقدية التي تنطوي عليها المشاهد المرئية في واقع الحياة الإنسانية، والأصوات المسموعة مقارنة مع سائر الذي يتم التعبير عن طريقه من شعر أو نثر؟ جواب: إنّ المشاهد المرئية و المسموعة لها وقعٌ مباشر و تأثير حسّي فوريّ على المتلقّي أو السّامع للنّصّ لأنّ أكثر من حاسّة واحدة تشارك به, وقد يكون التّعبير مؤثّرًا أكثر عندما يكون عن طريق الإلقاء بخلاف النّصّ المَقروء. ================== السؤال التاسع؟ أما زلت تذكر أولى كتاباتك الأدبية وتحتفظ في ذاكرتك بأولى نظمك الشعري وما عساها كانت تعنيه تلك الكتابات وذلك النظم بالنسبة إليك بالأمس وما الذي تدل عليه اليوم في رأيك؟ جواب: أجل لا يمكن للشاعر أن ينسى أولى محاولاته الشّعريّة و التي لم تكن سوى خربشات كتابية دون انتظام أو إيقاع موسيقيّ, فحين كنت أقرأ كتابًا ما, و أنا من عشّاق المطالعة و القراءة مذ كنت في المرحلة الابتدائية, في أثناء قراءتي كانت تخطر على بالي أبيات من الشعر تناسب موقفًا ما أو حدثًا أو حالةً من مضمون الكتاب, فأقوم على الفور بتدوينها وكثيرًا ما كان ذلك يتمّ بواسطة قلم الرّصاص على هامش الكتاب ذاته أو أيّة زاوية فارغةٍ فيه خالية من الكتابة, إنّها كانت تعني بالنّسبة لي الشّعور بولادة جديدة غير متكاملة التصوّر أو التّكوين الجنينيّ, إلى أن وصل بي الأمر لمحاولات أكثر نضوجًا و تنظيمًا و دقّةً وهذا ما صار و كانت البدايات الأولى. أمّا اليوم وقد زادت ثقافتنا بفعل عوامل كثيرة منها الخبرة و الممارسة و التّواصل والاحتكاك و غير ذلك, فتمّ صقل موهبتنا الشّعريّة و الكتابيّة على العموم فصرنا نكتب على نحوٍ أفضل, إنّها كانت محاولات في بداية الطريق بينما أصبحت اليوم أكثر وعيًا و نضوجًا و تمرّسًا و ثقافةً الخ... ==================== السؤال العاشر؟ هل صحيح أنّ الشعر العربي سيظل ديوانًا للعرب دون منازع له في هذه الصّفة أو منافس له في مكانته؟ جواب: ربّما يُمكن قول ذلك لكون مجتمعاتنا العربيّة تعتبر أنّ أيّ مساس بالتّراث في أيّ جانب منه أمرٌ محرّم و ممنوعٌ لأنّهم أحاطوه بهالة من القدسيّة التي تمنع من أيّة محاولة ناقدة تهدف إلى التطوّر و التقدّم, فليس كلّ ما في التّراث العربي صالح و مفيد ولا يمكن الاستغناء عنه, إنّ التصوّر الذي وضعنا فيه الأقدمون على أنّ الشّعر ديوان العرب قد لا يسمح ليّ شخص أن يعترض على هذا القول, وهنا تكمن إشكاليّة كبيرة, وبهذا المجال أيضًا نرى آراءً مختلفة منها ما يؤيّد و يؤكد على أنّ الشعر سوف يظلّ ديوان العرب و منهم من يرى أنّ عصره انتهى وأنّ أنواعًا أخرى من الأدب حلّت محلّه أو هي صارت تنافسه على صدارة ديوان العرب فليس الشعر وحده هو حديث ديوان العرب عندما يجتمع. عندما يكون الشّعر راقيًا يحمل رسالةً إنسانيّة هادفةً وغايةً نبيلة محمودة فهو سيظلّ على مركزه محتفظًا به لكنّنا نرى شعراء صعاليك في هذا العصر فاقوا بعددهم و أساليبهم الشعراء الصعاليك في العصور السابقة ألا و هم شعراء البلاط أو السّلطة الذين لا همّ لهم سوى تسويق دعاية إعلاميّة لأنظمة تسخّرهم كأبواق إعلام لها, لتخدم أجندتها و على الأغلب لا تكون هذه الأجندة لمصلحة الشعوب بل الحكّام و هذا أمرٌ مؤسف و محزن وغير مقبول. وقد كتبت في هؤلاء الكثير منها: شاعرُ السّلطة ما يزالُ الشِّعرُ مقصوصَ الجناحِ ... غيرَ مَعنيٍّ بما يجري بِساحِ ====================في بلاطِ الجاهِ و السّلطانِ يسعى ... كَسْبَهُ و الأمرُ في شأنِ افتضاحِ (شاعرُ المليونِ) مَضروبٌ مثالًا ... بالذي يجري و بالفعلِ المُباحِ أبْطلوا مفعولَ ما يعني حياةً ... و الذي يُعنى بها عندَ الجراحِ أصبحَ التقييمُ مَربوطًا بعقدٍ ... ينبغي للشِّعرِ يبقى لامتداحِ واصِفًا بالزّيفِ و التّمليقِ شخصًا ... أو نظامًا دونَ حقٍّ أو صلاحِ صَعْلكاتُ الشّعرِ عادتْ من جديدٍ ... إذ نراها في وضوحٍ كالصّباحِ سوفَ يبكي الشّعرُ مِنْ فَرْطِ ابتذالٍ ... مُفْرِطٍ بالخِزي في حكمِ انبطاحِ هل لأهلِ الشّعرِ مَنْ عاشوا شعورًا ... صادِقًا شَهمًا تَصَدّوا في كِفاحِ للذي يجري, أحَسّوا بامتعاضٍ؟ ... قد عَرَفنا الشّعرَ أمضى مِنْ سلاحِ أسْقِطوا كلَّ اعتبارٍ, واجهوهم ... ربّما الإحساسُ قد يأتي بِصاحي مِنْ فلولٍ لا تُحِسُّ الشّعرَ فَنًّا ... راقيًا, جاؤوا بأفعالٍ قِباحِ قد يكونُ المدحُ في قولٍ مُباحٍ ... إنْ أتى في وزنِ أفعالٍ مِلاحِ وافقتْ أفكارَ مُؤتيها انسجامًا ... واقعيًّا منطقيًّا بارتياحِ. (شاعرُ المليونِ) مأجورٌ لهذا ... ليس مِنْ شيءٍ بمعيارِ النّجاحِ أينَ مِنْ (شوقي) يرى هذا ليدري ... كمْ تدنّى الشّعرُ ينحو للجِناحِ شاعرُ السّلطانِ هذا ليس إلّا ... سوف يبقى فاشِلًا ما مِنْ نجاحِ هالةُ الإعلامِ أعلتْ مُستواهُ ... سَلّطتْ أضواءَها مثلَ الصّباحِ واظبتْ حقنَ الدّمِ المُعطي رجاءً ... كلّما شاءتْ و مِنْ ساحٍ لِساحِ (شاعرُ المليونِ) يسترضي هواهم ... مادِحًا أمجادَ سلطانِ البِطاحِ مثلما كان الصّعاليكُ القُدامى ... في عهودِ الشِّعرِ رمزَ الانبطاحِ رغبةً بالكَسبِ و المالُ الإلهُ ... أو لِمَنحى شهرةٍ قَصدًا لِراحِ أفسَدوا النّظمَ المُعافى, مَرّضوهُ ... ليس في أشعارِهم وجهٌ لِصاحِ شَوّهوا الألفاظَ في لبسٍ و شَلحٍ ... لم يَغِبْ عن عاقلٍ شكلُ انفضاحِ أوجدوا للحرفِ أشكالًا توافي ... رغبةَ السّلطانِ بالوقتِ المُتاحِ أيّها (المليونُ) هل أنتم لهذا ... الشّاعرِ الصّعلوكِ في وصفِ امتداحِ؟ أمْ لهُ بالفَضحِ أنتم قادمونَ؟ ... إنّهُ عارٌ و مَدعاةُ النُّواحِ. السؤال الحادي عشر؟ كيف تنظر إلى ضمير المتكلم (أنا) في الأعمال الأدبية النثري والشرعية؟ جواب: ضمير المتكلّم (أنا) قد يكون أحيانًا ضرورة للجوء إليه فهو يعني إثبات للذات أكثر منه كمنحى غرور يُمكن أن يفهمه البعض, إنّه شعور بالتّعبير عن الثّقة بالنّفس و القدرة على التفرّد و التميّز ولي أشعار كثيرة في هذا المجال: أنا و الشّعرُ وَجْهَا اِكتِمالِ ... لِما بالرّوحِ عندَ الانفِعَالِ إذا ما قُلتُ هذا ليس يَعني ... غُرُورًا لستُ في هذا أُبَالِي (أنا) تعني بأنّي في طريقٍ ... سليمٍ واثِقًا لستُ المُغَالِي. وقلت أيضًا: أنا الإنسانُ ===================عيونُ الوردِ تاهتْ في حبورِ و صدرُ الوردِ أغرى بالعطورِ أخذتُ الوردَ محمولاً بكفّي أناجي سحرَهُ الزاهي كنورِ فذابُ العشقُ في قلبينا يحكي مِنَ الأسرارِ ما مدُّ البحورِ. لثمتُ الوردَ فاستحلى شفاهي و لانَ الخدُّ مِنْ وردِ البدورِ و راحَ الشوقُ يُغري مُقلتيَّا و يدعوني إلى ضمٍّ طَهورِ فرمزُ الوردِ عنوانٌ وفِيٌّ و صمتُ الوردِ بوحٌ في سرورِ سمعتُ الطيرَ يحكي عن شعورٍ لأنّ الطيرَ يحيا في شعورِ سمعتُ و انتشى منّي يقينٌ بأنَّ الخيرَ في دنيا الطيورِ. أرى الإنسانَ يقضي نصفَ عمرٍ لهُ في دَقِّ إسفينِ الشّرورِ شرورُ الطيرِ ليستْ مِنْ شُرورٍ هيَ التعبيرُ عن بعضِ الأمورِ و لكنْ شرُّنا إنتاجُ عقلٍ يشاءُ السوءَ مِنْ بَدءِ العصورِ فلم يشبعْ مِنَ التقتيلِ ظلماً و لم يَعقَلْ على مَرِّ الدهورِ. شممتُ الوردَ كي أنسى حياتي أنا الإنسانُ أغزو في عبورِي جهاتِ الكونِ لا أخشى إلهاً و لا أبكي لأهوالِ الفجورِ سمعتُ الطيرَ كي أنسى همومي لأنّي فاقدٌ كلَّ الشّعورِ أنا الإنسانُ لو تدري حقيرٌ لئيمٌ تافهٌ عندَ الحضورِ مصيرُ الكونِ قد أمعنتُ فتكاً بهِ مِنْ دونِ خوفٍ أو نفورِ أنا الإنسانُ قد أغفلتُ ربّي و عاشَ الإثمُ حرفاً في سطوري أنا الإنسانُ قد أغلقتُ عقلي لأحيا لاهياً أنسى نذوري أنا الإنسانُ قد خلّفتُ إرثاً مِنَ العاداتِ في عُقمِ البذورِ فهل أقوى على التغييرِ يوماً، فأسعى جاهداً "نبشَ القبورِ"؟ السؤال الثاني عشر؟ ما نصيب الإلقاء الشعري من إهتمام وعناية الشعراء العرب المعاصرين؟ وما الذي يعنيه بالنسبة إلى القصيدة العربية؟ جواب:إنّ الإلقاء الشّعريّ صار ينحو نحوًا موفّقًا فكثيرٌ من الشعراء يفعلون هذا و يلجؤون إليه كأسلوب أكثر تأثيرًا و فاعلًا في التّواصل المباشر مع الآخر وهي فكرة جيّدة وناجحة عمليًّا و أنا شخصيًّا مُقِلٌّ في هذا الجانب. الإلقاء الشّعريّ هو محاولة لإيجاد قوّة مؤثّرة فاعلة في إحساس و تجاوب المتلقّي و هو الجمهور الحاضر و هذا يحتاج لمهارة و خبرة و شجاعة و مقدرة وهو دليل ثقة الشاعر بنفسه. ====================== السؤال الثالث عشر؟ ترى هل سبق لك أن صادفت في قراءتك قصصًا وسيرا ذاتية شعرية؟ جواب: منذ صغري كنتُ شغوفًا بالمطالعة خاصّة في المرحلة الابتدائية و قرأت في تلك المرحلة معظم القصص الشعبية المعروفة ( قصة حمزة البهلوان فارس العرب والحجاز) (قصة فيروزشاه ابن الملك ضاراب) قصة (الملك سيف ابن ذي يزن) (قصة عنترة ابن شداد) (قصة ألف ليلة و ليلة) (قصة الزير سالم "المهلهل بن ربيعة") (مجراوية الزير) و هي قصة الزير شعرًا. (قصة رستم ابن زال) (سيرة بني هلال) (تغريبة بني هلال) و غيرها و في المرحلة الإعدادية بدأت بقراءة كتب الأدب و الشعر (المنفلوطي) (جبران خليل جبران) (ميخائيل نعيمة) و غيرهم و في تلك المرحلة بدأ الوعي السياسي لدي فانتسبت للحزب الشيوعي السوري و كانت تلك فرصة أكبر للمطالعة و قراءة الأدب الروسي (نيقولاي غوغول) (ليون تولستوي) (تورجنيف) (مكسيم غوركي) (ميخائيل بولغانوف) و غيرهم وفي مرحلة دار المعلمين انكببت على قراءة أشعار أحمد شوقي و الشعر الجاهلي و العباسي و الأموي و شعر المهجر و الأندلسي وشعر النهضة و البارودي و خليل مطران و حافظ إبراهيم و يوسف الخال و سعيد عقل و غيرهم وأكثر هذه القصص الشعبية المذكورة تحوي على مئات المقطوعات الشّعريّة. ==================== السؤال الرابع عشر؟ ما الذي تراه في شأن صلة الأدب شعره ونثره بالخلق الرفيع؟ وهل تستوي دعوة من ينادي بأن الأدب يجب أن لا تكون له غاية سوى الأدب مع من يرفع صوته بالدعوة إلى أن يكون الأدب وسيلة من أجل الرقي بالحياة الإنسانية إلى ما يزكيها، والسمو بها إلى ما يحييها؟ جواب: مفهوم الخلق الرفيع واسع و شامل للكثير من القيم الاجتماعيّة و الأخلاقية الإنسانيّة لكنّ العرب اختلفوا بالنّظر إلى الأخلاق عن غيرهم من شعوب العالم خاصّة بما يتعلّق بالشّرف, فأكثر كلمة تراها شائعة في هذه المجتمعات هي كلمة الشرف, و الأنكى من كلّ ذلك هو أنّ كلمة الشرف لديهم هي محصورة بالمرأة خاصّة بعضوها التّناسلي و كأنّ الصدق و المعاملة الحسنة و الأمانة وغيرها من القيم الإنسانية ليست من الشّرف, أو كأنّ الرّجل لا شرفَ له. عندما يكون الأدب وسيلة للرقّي و التقدّم الحضاري و الإجتماعي فإنّه يجب أن يتمتّع بالحريّة أي أن يكون له مجال واسع في التفكير و العمل والتّعبير فلا إبداع أو رقيّ في ظلّ الطغيان والاستبداد و كتم الحريّات و تسييس الحياة بما يوافق أمزجة الحكّام و مقصّات رقابتهم غير العادلة. برأيي يجب أن يتمتّع الأدب بكلّ فروعه بحريّة كافية كي يستطيع النموّ السليم في هذا المجتمع و من ثمّ التأثير فيه على نحوٍ إيجابيّ, إنّ تسييس الحياة الاجتماعيّة هو تهلكة و انتحار للفكر و الإبداع, لهذا نرى العرب في المجتعات الغربية يبدعون مثل غيرهم بل أكثر في كلّ مجالات الحياة دون استثناء, أعطني حرّيّةً و خُذْ إبداعًا و غير ذلك لا يمكن للشاعر أو الأديب أن يعبّر عن أفكاره و مشاعره على نحوٍ سليم و مُعافًى. نرى الكثير من جوانب النّفاق و الانتهازيّة في مجتمعاتنا العربيّة و للأسف بعض الشعراء يغوصون في قعر هذه الفضيحة و كأنّها قدرٌ لا مهربَ منه. حرّيةُ الفكر الإبداع ====================إذا لم يَنْتَعِشْ فكرٌ كحُرٍّ فلا إبداعَ يرقى بالمجالِ و لا آفاقَ إشراقٍ مُنيرٍ ظلامَ الجهلِ إذْ يبقى بحالِ طِباعُ الفكرِ لا تهوى انغلاقاً بلِ الأفكارُ تسعى لانتقالِ جمودُ الفكرِ بالتضييقِ سعياً إلى تقييدِهِ بالاعتقالِ سبيلٌ فاشلٌ ما أجدَى نَفعاً و لن يأتي بتغييرٍ لِحالِ لِمَنْ يستسخفُ التغييرَ يخشى على أوضاعِهِ مِنْ إرتحالِ على ما فيها مِنْ نَقصٍ مُعيبٍ فلنْ يُجديهِ نهجُ الاحتيالِ بهاءُ الفكرِ نورٌ في حياةٍ و في إشراقِهِ وجهُ الجمالِ على مرِّ العصورِ احتاجَ فكرٌ شُعاعَ العلمِ في منحى كمالِ فمَنْ يخشى بهاءَ النورِ باقٍ بلا أيِّ حترامٍ أو جلالِ و لا تقديرِ أيٍّ فافهموها دعوا الأفكار تسمو للأعالي و إلاّ فانهزامٌ سوف يبقى و جهلٌ جاثمٌ هل مِنْ مُبالِ؟ السؤال الخامس عشر؟ ما نصيب تجلياتك في كتاباتك الأدبية نثرها وشعرها؟ وما حظّ وجود ذات زياد في قراءتك؟ جواب: إنّ التجلّي للشاعر يتمثّل في بنائه للعمل الشّعري الذي يعمل له و يقوم به صياغةً و إنشاءً, فكلّ عمل من هذه الأعمال هي عبارة عن تجليّات تتمثّل في حضوره الواقعي المحسوس في معايشته للأحداث و مقاربته لها و العيش في خضم معاناة الإنسان و مرافقة همومه و مشاكل حياته فالنّصّ هو ابن البيئة و النّاطق باسمها و المحدّث عنها وذلك من خلال أفكاره و تصوّراته و تحليله و مشاعره و عواطفه, لهذا أرى أنّ للتجلّي نصيبًا كبيرًا في معظم أعمالي الشعرية وهي الحافز الأساس و الأقوى بالمضيّ بهذا الطّريق الشاقّ و المُتعب رغبةً في الكشفِ عن المجهول و استشراف آفاق المستقبل المنتظر كي أستطيع تحقيق ما هو أفضل بالنّسبة لي و للمجتمع الذي أعيش فيه. =================== السؤال الأخير؟ هل من سؤال أو أسئلة لم أهتد إلى بسطها في هذا المقام؟ وما عساها تكون إجابتك عليه أو عليها؟ جواب: بالطّبع لا يمكن طرح كلّ الأسئلة فهناك الكثير و الكثير جدًّا ممّا يمكن طرحه من أسئلة في هكذا لقاء أو مقابلة لكنّي كنت أفضّل لو أنّ سؤالًا عن التزام الشاعر يوجّه إليّ في هذا اللقاء. الالتزام ، هو مشاركة الشاعر أو الأديب الناس همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية ، والوقوف بحزم لمواجهة ما يتطلّبه ذلك وهذا الموقف يقتضي صراحةً ووضوحًا وإخلاصًا وصدقًا واستعدادًا من المفكّر لأن يحافظ على التزامه دائما ويتحمّل كامل التّبعة التي يترتّب على هذا الالتزام. أنا شخصيًّا أرى التزامي ضرورة حيايتيّة و هو التزام مطلق بقضايا الإنسان في جميع أنحاء العالم بغضّ النّظر عن قوميّته و جنسه و دينه, أنا ابن الإنسانيّة قبل أن أكون ابن وطنٍ ما, ورؤيتي بالالتزام بقضايا الوطن قد تختلف عن رؤية غيري لها فأنا لا أرى الوطن حجارةً و بيوتًا و أبنيةً و مؤسساتٍ بل أراه كرامةً و حريّة و انتماءً حقيقيًّا لا يفسده أيّ تسييس أحمق فما مِنْ أمرٍ دخلته السياسة إلّا و أفسدته تمامًا, فالوطن الذي لا أشعر بكرامتي فيه و أمارس حرّيتي فهو ليس وطني. التزامي هو بهمّ الإنسان اليوميّ و الحياتيّ و مشاغله و آماله و أحلامه التي يسعى إلى تحقيقها. إنّ الشّعر ليس نظمًا وحسب إنّما مشاركة فاعلة بكلّ حرّيّة و تجرّد و شجاعة صادقة بكلّ المعايير دون أيّة رتوش. شكرًا لكم من كلّ قلبي على هذه الفرصة المتاحة لي ليعرف عنّي السادة القرّاء أكثر و الشّكر الأكبر للدكتورة الأستاذة أحلام الشاقلدي و الدكتورة الأستاذ مالجد خليل الذي أجرى معي هذا اللقاء عبر الجريدة الأسبوعيّة لمملكة السّلام العامليّة. أتمنى أن يكون هذا اللقاء حقّق الهدف المنشود منه في الفائدة و المتعة. https://www.facebook.com/photo?fbid=...64170568697256 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|