Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
مَنْ هُوَ المحتلّ الحقيقيّ؟ بقلم: فؤاد زاديكى
مَنْ هُوَ المحتلّ الحقيقيّ؟ بقلم: فؤاد زاديكى لقد عوّدنا القومجيون العروبيّون و المسلمون الصّلاعمةُ, و منذ عقودٍ طويلةٍ من الزّمن, على إسماعِنا إسطوانتهم المشروخةَ, فيما يخصُّ دولةَ إسرائيل و مواطنيها, حاولوا رسمَ صورةٍ أرادوها و صنعوها من مخيّلتهم المريضةِ, و قاموا بحشرها في كتب المناهج الدّراسيّة, لتتمّ تربية الأجيال النّاشئة على روح الحقد و الكراهية و شعور البغضاء المقيت, بما يخدم أجندتهم السياسيّة بعيدًا عن المنطق و الحقيقة و الواقع, إنّ كلّ هذا لا يتعدّى حدود كونه باقةً من أكاذيب العرب و المسلمين الذين تعوّدوا عليها و ملؤوا بهم كتب تراثهم, الشاهدة على جميع تلك الأكاذيب و الخرافات و الخزعبلات و الأساطير, بحسب ما يوافق أهواءهم و يخدم مصالحهم, إذ لا يكاد يمرُّ يومٌ إلّا و تخترقُ أسماعنَا عبارات مملّة و ممجوجة مثل الصّهيونيّة – الصّهاينة – الكيان الصّهيوني – دولة الإحتلال – الكيان الغاصب – المستوطنات – الاستيطان – الكيان المُحتلّ – الكيان العنصري – الدولة العنصريّة و غيرها مِمّا في خزائن الكذب و الضّحك على عقول البشر. إنّ كلّ هذه الأوصاف, ليست صحيحةً و لا دقيقةً, فهي مجرّد أكاذيب اختلقها القوميّون العرب من مخيّلتهم, و سوّقوا لها كلّ إمكاناتهم و مساعيهم من أجل أن يبقى هذا الفكر الدّاعي إلى الإقصاء و عدم الاعتراف بالآخر قائمًا في واقع العربان, و ما أكثر الجهلة و الظلاميين في هذه المجتمعات المغلوبة على أمرها, إنّ هذه الحيلَ العربيّة و الإسلاميّةَ لم تَعُدْ تنطلي على عاقل, يُدرك الواقع بشيءٍ من روح المنطق, إنّه أسلوب التّزوير, الذي اشتهر به العرب و مارسوه لقرون طويلة و الادّعاء و المغالطات و التّحريف, التي حشوا بها كتبهم و من ثمّ أدمغة أبنائهم. لكن لهذا نقول لهؤلاء عُودوا إلى التاريخ و حاولوا قراءته بتجرّد و حياديّة و ببعض فكر يحاول أن يجري مقارنة عقلانية في أحداث و وقائع كلّ هذا التّاريخ و محاولة ربطه بالحاضر, لكن و للأسف فإنّ العرب الأشاوس هم يحتلّون المركز الأوّل من حيث ازدواجيّة المعايير من جهة, و انعدام المنطق و المصداقية من جهةٍ أخرى, لكونهم ينهجون نهج الانفعالات و إثارة الغرائز العاطفية و اللعب على أوتار الدّين الخ... من أساليب تدلّ على إفلاس بالمنطق و غيابٍ عن الواقع. أنصحكم بقراءة السّبي البابلي لليهود من قبل نبوخذ نصر لأسألكم بعد ذلك: أين كان العرب و الفلسطينيّون الذين تزعمون أنّهم كانوا على هذه الأرض؟ ثمّ هل إذا كانت عودة اليهود إلى أرضهم من قبل الملك الفارسي قورش تعني أنّهم محتلّون أم أنّهم شعب عاد إلى أرضه التي تمّ سبيه و إبعاده عنها؟ وبعد ذلك و في ظروف أخرى كثيرة متشابهة تمّ سبي اليهود و إبعادهم عن أرض آبائهم و أجدادهم من قبل هذا الملك أو ذاك, و لأكثر من مرّة. إنّ كلّ الذي جرى لليهود من أعمال قتل و تشريد و سبي و انتهاكات كان بسبب أطماع شخصيّة أو مصلحة دول لكنّ الدافع كان الكراهية و طغيان هؤلاء الملوك و الحكّام و اليوم يعيش العرب و المسلمون نفس تلك الحالة و هم على نفس مشاعر العداء و الكراهية لليهود, فكيف يُمكن لقوم يعود إلى أرضه بأنّ محتلّ أو غاصب؟ هذا ما يحاول العروبيون القيام به و تعميمه بخلاف كلّ حقائق التّاريخ الدّامغة, ألم يكن السبي البابلي لليهود سنة 697 قبل الميلاد بسبب أنّ اليهود وقفوا إلى جانب المصريين ضد الآشوريين؟ مِمّا تسبّب بغضب شديد للملك سنحاريب فقام بتحطيم الهيكل و قتل و تشريد مئات الآلاف من اليهود. أين العروبيون و الفلسطينيون من تاريخ تلك الحقبة الزّمنيّة هل كان لهم أيّ وجود على أرض إسرائيل؟ بالطبع لا. لم يكن. العرب و المسلمون يكذبون جملةً و تفصيلًا بكلّ هذه المسمّيات التي يطلقونها على دولة إسرائيل, صاحبة الأرض, ليس من حقّ العروبيّين أن يقوموا بشتم و سبّ اليهود و لا نكران حقائق التّاريخ الساطعة كالشّمس, إنّه تكرار ممجوج و ممسوخ أصلًا. يحاول العرب خلقَ حالةٍ من الوهم يُقنعون بها أنفسهم و أتباعهم و الآخرين, كي يستمرّوا في عدائهم لدولة إسرائيل, بل هم يزدادون وقاحةً أكثر عندما يُطلقون على هذه الحرب أو تلك مع إسرائيل بأنّها حرب دينيّة. إنّ الشعوب العربيّة و الإسلاميّة غير قادرة على فهم المنطق, لأنّها بعيدة عنه كلَّ البُعد, فإذا لم يكن للعرب عدّو فهم سيحاولون خلق عدوٍّ لهم من تحت الأرض, و نرى ما يجري اليوم في السودان بين العرب أنفسهم و في سورية و اليمن و ليبيا و العراق و غيرها من البلاد العربية, التي تعوّدت شعوبها على مبدأ العداء للآخر, هذه معضلة كبيرة تعاني منها الشعوب العربية بسبب تربيتها الدينية و ثقافتها الإقصائية. تَعالوا لِنرى مَن هو الغازي و المستعمر و المحتلّ؟ هل اليهود في إسرائيل؟ أم العرب المسلمون في جميع البلدان العربية؟ إنّنا لسنا الوحيدين الذين يقولون بأنّ الأخوة المسلمين لا يتعاملون مع أفكار الحياة و المجتمعات, و لا مع الأحداث التاريخية و الوقائع بشيء من المنطق أو الموضوعية. هم شعب لا يريد أن يرى غير ما يريد أن يراه هو و يقرّه و يعترف به سواء أكان ذلك صحيحًا أم غير صحيح. و لهذا فالجميع يرى أنّ المسلمين يكيلون بأكثر من مكيال و يتطلعون إلى ما جرى و ما يجري بمنظارهم الخاصّ فقط دون غيره. العرب و المسلمون يكرّرون كلّ يوم مئات المرات بل أكثر عندما يتحدثون عن دولة إسرائيل عبارات مثل دولة الاحتلال و الكيان الغاصب و الكيان المحتلّ و الكيان الصهيوني و المستوطنون و سلطة الاحتلال و سلطة الأمر الواقع و غيرها من العبارات التي يكون دافعها الحقد و الكراهية و عدم الاعتراف بالآخر و بالحقيقة فجميع هذه الصفات التي يطلقها القومجيون العروبيون و الإسلامويون الصلاعمة لا أساس لها من الصحّة، فالمحتلّ هو من غزا بلاد الغير و احتلها بقوّة السيف كما فعل المسلمون في غزواتهم المحمدية المعروفة التي انطلقت باتجاه بلدان العالم بعدما استتبت أمور الدين الإسلامي في شبه جزيرة العرب بالقضاء على أتباع الديانتين اللتين كانتا تسودان في تلك البلاد و هي النّصرانيّة و اليهودية, و ذلك بغزوات و حروب كثيرة كانت فيها الغلبة للمسلمين بسبب وسائل العنف الكثيرة التي استعملها المسلمون في غزواتهم حتى أنّ البعض منها يرقى إلى جرائم حرب كما فعلوا مع القبائل اليهودية التي كانت منتشرة في شبه جزيرة العرب حيث أبادوها عن بكلارةِ أبيها في أحداث و وقاىع تشيب لهولها الرؤوس و تقشعرّ لفظائعها الأبدان. كلّ تلك الفظاىع و الجرائم يراها المسلمون من وجهة نظرهم صحيحة و ضرورية لتثبيت أركان الدين الجديد، مهما كانت الضحايا فهذا أمرٌ مفروغٌ منه, لا يهمّ هؤلاء البتّة. اليهود كانوا على أرض إسرائيل منذ آلاف السنين و ما جاءها العرب إلّا غزاة و محتلين كما حصل في أغلب البلاد العربية. لنسأل المسلم أو العربي الذي يقول بأنّ إسرائيل احتلّت أرض فلسطين، لنفرض أنّ مثل هذا الكلام صحيح، ايّها المسلم ألم تكن مصر دولة قبطية و يحكمها ملوك أقباط قبل غزو المسلمين لها و احتلالها من قبل جيوش عمرو بن العاص؟ هل تتجرؤن و تطلقون على المسلمين الذين احتلوا مصر القبطية بانّهم كيان محتلّ؟ أو دولة احتلال؟ أليس هذا هو الواقع؟ أليست هذه هي الحقيقة؟ لكن و لكونكم لا تؤمنون بشيء اسمه منطق فإنّكم لن تعترفوا باحتلال المسلمين لفلسطين و مصر و لن تطالبوا بوجوب إنهاء هذا الاحتلال، لماذا؟ لأنّكم عرب مسلمون لا تؤمنون بشيء اسمه الحقّ و لا تعترفون بالحقيقة. ألم يكن الأمازيغ المسيحيون سكان بلاد شمالي أفريقيا هم الحاكمون على تلك البلاد و كانت لهم ممالك محترمة و متطورة ثم جاء المسلمون فاحتلّوا تلك البلاد بقيادة طارق بن زياد و غيره و خرّبوا كلّ شيء؟ هل لا يعتبر المسلمون اليوم في هذه البلاد و التي هي المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا و الصومال و غيرها هم المحتلون لهذه البلدان؟ ألم يغزوها و يسبوها و يقتلوا أهلها و يفرضوا عليهم الدين الجديد بقوة السلاح؟ لماذا لا تطالبون بإنهاء الحكم الإسلامي من هذه البلاد و أنتم و غيركم يعلم حقّ العلم أنّ كلّ هذه الكيانات الإسلامية القائمة هي بالواقع و العرف المنطقي سلطات احتلال؟ لماذا لا ترحل عن هذه البلاد؟ و هل إذا قامت ثورات أو ارتفعت أصوات تطالب بوجوب إنهاء احتلال هذه الدول من قبل المسلمين سترونها صحيحة؟ و لماذا تفعلون هذا مع دولة اسراىيل صاحبة الأرض و لا تفعلون مثل هذا مع المسلمين الغزاة الذين قدموا من شبه جزيرة العرب ليستعمروا كلّ هذه البلاد؟ هذا هو عدم اعترافكم بالمنطق و عدم إيمانكم به. ألم يكن الكلدان و الآشوريون هم سكان العراق الأصليون فجاء المسلمون ليغزوا العراق و يحتلوه بقوة السيف و يغيّروا كلّ الحياة في هذا البلد؟ لماذا لا تسمّون المسلمين في العراق دولة احتلال أو استعمار؟ أيّهما تنطبق عليه كلمة احتلال أو كيان اليهود في إسرائيل أم المسلمون في العراق و في باقي البلاد التي قاموا باحتلالها؟ ألم تكن سورية بلد الآراميين السريان فجاء المسلمون و احتلوها بقوة السيف بقيادة خالد بن الوليد و غيره؟ أليس المسلمون الحاكمون اليوم في سورية كيان غاصب و محتلّ للأرض السريانية و أراضي معظم بلاد الشام؟ وعلى هذا المنوال مع لبنان الفينيقية التي احتلتها جيوش المسلمين الغازية. و مع الأردن و غيرها. عندما قدم عمر بن الخطاب إلى بيت المقدس و اسرائيل و احتلّها بقوة السيف هل عقد اتفاقاته المعروفة بالعهدة العمرية الظالمة مع العرب أم مع المسيحيين و اليهود في تلك البلاد؟ و هل كان هناك يومها أيّ عنصر عربي في أرض إسرائيل؟ لماذا تحاولون الضحك على نفوسكم و تنكرون حقائق التاريخ الدامغة و الواضحة وضوح الشمس؟ فقط العميان و الحمقى و الجاحدون و المنافقون هم الذين لا يريدون رؤية ذلك و المسلمون منهم. لانّهم زوّروا التاريخ كلّه و زيّفوا وقائعه و تلاعبوا بماجرياته على هواهم و كما تشتهي أهواؤهم بعيدًا عن الحقيقة و المنطق. لكلّ هذا و غيره أقول لكم عيب عليكم ألّا تعترفوا بحقائق التاريخ، و إجحاف كبير بحقّ جميع هذه الشعوب التي احتلّ المسلمون بلادهم بقوة السيف فارضين عليهم الدين الجديد و الجزية و غيرها من تصرفات الإهانة و القهر و الإذلال. إسرائيل ليست دولة احتلال. إسرائيل ليست كيانًا محتلًا. إسرائيل ليست عصابات صهيونية و غيرها من الصفات التي يحبّ القومجيون العرب الصاقها بدولة إسرائيل، فإسرائيل دولة عضو في الأمم المتحدة و كلّ دول العالم تعترف بها، فكيف لكم أن تنكروا وجودها و لا تريدون الاعتراف بها كدولة مستقلة ذات سيادة و هي أكثر دول الشرق الأوسط ديمقراطية؟ العرب و المسلمون فقط هم الذين لا يريدون الاعتراف بالحق. هذه هي مشكلة العرب منذ أن بدأت قضية فلسطين أي في سنة ١٩٤٧ عندما أقرّت عصبة الأمم المتحدة قيام دولتين فلسطينية و إسرائيلية، لم يعترف العرب بذلك القرار و رفضوه قائلين: إمّا كلّ شيء أو لا شيء. أي يجب إلقاء إسرائيل في البحر و قامت الدول العربية مجتمعة بشنّ حرب على إسرائيل الدولة الوليدة حديثًا فخسر العرب الحرب سنة 1948 . و خاضوا حربًا ثانية في ١٩٥٦ و خسروها هي الأخرى ثم خاضوا حرب ١٩٦٧ و خسروها كذلك و الحرب الرابعة في سنة ١٩٧٣ و بالرغم من خسارة العرب لها, فإنّهم يقولون إنّنا انتصرنا في حرب تشرين التي أسموها كذبًا بحرب تشرين التحريرية، هل خسارة مصر لسيناء و خسارة سورية للجولان كان تحريريًا؟ عن أيّ تحرير يتحدّث هؤلاء؟ (كلُ المعايير و المفاهيم مقلوبة لدى العرب و المسلمين) إضافةَ إلى مقتل الآلاف من الجنود العرب من مختلف الجيوش العربية. هذا هو قلب المفاهيم لدى العرب و المسلمين فهم يرون الأبيض أسودًا و الأسود أبيضًا. و هم على هذا النّهج و المنوال يتاجرون بقضية الشعب الفلسطيني و في كلّ مرة يدفع الشعب الفلسطيني وحده الثمن. ما يحصل اليوم في غزة دليل واضح على فشل سياسة الدول العربية و حكّامها. حوالي ٢٧ ألف قتيل و ٧٠ ألف مصاب و جريح إلى جانب دمار هائل و خراب و تهجير و أمراض نفسية و عاهات جسدية ستبقى طويلًا ما يزال العرب يتحدثون عن نصر أو نصر قريب الخ... المسلمون و العرب بعيدون كلّ البعد عن المنطق و هم لا يستطيعون قراءة ما يجري و لا استيعاب دروس الماضي، يعيشون على العاطفة و المشاعر الجيّاشة بينما الطرف الآخر يتصرف بحكمة و عقلانية و دراسة. أما آن الأوان للقومجيين العروبيين و للاسلامويين الصلاعمة أن يفكروا و لو قليلًا بشيء من المنطق و العقلانية؟ على كلّ شعوب البلدان العربية أن تنادي و تناضل من أجل تحرير أراضيها من الاستعمار الإسلامي الذي اغتصب أراضيها و انتهك حرياتها و استولى على أموالها و أملاكها و قضى على تاريخها و دياناتها. أجل آن الأوان لأن تتحرّر جميع هذه الشعوب العربية المحتلّة من احتلال و سيطرة المسلمين على أراضيهم. فالمسلمون هم غرباء عن هذه البلدان و ليس من حقّهم أن يستمرّوا في حكمهم لها إلى ما شاء الله. الاسرائيليون يعيشون على أرض آبائهم و أجدادهم فلماذا يطلب منهم العرب و المسلمون الرّحيل عن أرض الآباء و الأجداد، فيما هم الغزاة و المحتلون لأراضي العراق و سورية و لبنان و الأردن و مصر و السودان و تونس و الجزائر و المغرب و ليبيا؟ المسلمون هم الذين من المفروض أن يغادروا هذه البلاد التي احتلّوها دون وجه حقّ, هذا هو تفكير العرب و هذه هي رؤيتهم و هذا هو منطقهم أن يبقى المحتلّ الحقيقيّ للأرض على الأرض التي احتلّها و أن يرحل أصحاب الأرض الحقيقيون عن أرض الآباء و الأجداد. منطق أعوج لا يمكن لعاقل قبوله. أوّلًا و أخيرًا على المسلمين أن يصحُوا قليلًا من غفوتهم، فهم يعيشون في وهم كبير ألبسوه رداء الحقيقة لكنّه منطق غير سليم البتّة و سيظلّ العرب و المسلمون يعيشون في خلط و ضياع و في توهان و هروب من الحقائق البيّنة الساطعة؟ قلنا و قال لهم كثيرون أيّها العرب و المسلمون أنتم شعوب بعيدة كلّ البعد عن المنطق، و ليس لديكم في الحياة أيّ توجّه فكري موضوعي، و هذا سبب بقائكم على ما أنتم عليه من تخلّف و من جهل و من تقوقع فكري و من عيش في غياهب الظلمات بعيدًا عن نور المعرفة و شعاع الحقّ. تفتقرون إلى أقلّ ما يمكن من المصداقية و من روح المنطق و الاعتراف بأخطائكم، فالذي لا يعترف بأخطائه سوف يبقى عليها ليمارسها إلى ما شاء الله، و هو يحصد تبعاتها السيئة و الخطيرة, اِرحلوا عن هذه البلاد التي استعمرتموها كقوم غزاة خرجتم من شبه جزيرة العرب في موجات عدائية همجية هدفكم الغزو و السبي و الحصول على الجواري و الإماء و اغتنام بنات الأصفر، كما قال رسولكم لكم:" اغزُوا بلاد الروم (الشام) لتغنموا بنات الأصفر (النساء الشقراوات)"، لقد قمتم باستعباد الشعوب و إذلالها بفرض شروطكم التعجيزية عليها لإجبارها على الدخول في الدين المحمّدي. أنتم لستم منطقيين و لن تكونوا في أيّ يومٍ بشرًا يؤمنون بشيء اسمه منطق. لأنّكم تعيشون خارج نطاق الواقع، في عالمكم الخاصّ بكم و بأفكاركم العنصرية، الإقصائية، البغيضة، التي لا يمكنها قبول الآخر و لا العيش معه تحت أيّة ظروف, و لهذا فإنّكم عندما تُواجَهُون بالمنطق ترون فيه إهانة لكم أو تجاوزًا على حدودكم و انتهاكًا لحقوقكم و تعديَا على دينكم. فلو كنتم منطقيين لفكّرتم ألف مرّة قبل أن توجّهوا إصبع اتّهام لمن يتحدّث عن عدم منطقيتكم. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|