مَن يتابع (الدراما) السورية و اللبنانية و منذ زمن بعيد يرى كيف يتمّ تصوير الفرنساوي على أنّه مجرم و غادر و غير أخلاقي و معتدي و غير عادل و غير منصف و غير إنساني، و كأنّه سبب كلّ مشاكل و مآسي هذه المجتمعات، يحاول القائمون على شأن الإعلام المتلفز أن يُسوّقوا لهذه المهازل و كأنّ أنظمة حكمهم و حكّامهم ملائكة يخرّ العدل من سراويلهم و أنّ الاهتمام بالوطن و المواطن شغلهم الشاغل، و قد نسي هؤلاء المنافقون( أذناب السلطة السياسية) أنّ أنظمتهم القمعية بإجرامها و قمعها و خنقها للحريات و كمّها لأفواه الناس و التعدّي عليهم و قهرهم فاقت كلّ مظالم و مساوئ ما يسمى بالاحتلال أو الانتداب الفرنسي و لهم يكاد يقول الشاعر طرفة بن العبد:
و ظُلمُ ذَوِي القُربَى أشدُّ مضاضَةً ... على المَرءِ من وَقعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ
هل يستطيع منتج أو مخرج أن ينفّذ عملًا درامِيًا ينتقد فيه ممارسات الأنظمة الحاكمة الفاسدة، علمًا أنّ مساوئها و قمعها فاق ما فعله الفرنسيون أضعافًا مُضاعفةً؟ فإلى متى سيظلُّ النّفاق يعيش في حياة أمثال هؤلاء الذين من المفترض أن تكون أعمالهم الدرامية تلامس حياة المواطن و الوطن؟ إنّهم أبواق إعلام لأنظمة فاسدة يأتمرون بأوامرها و ينفّذوق أجندتها. كم أخجل من نفسي عندما أتابع لقاءً إعلاميًا من أيّ نوع كان لأحد هؤلاء الدّجالين، الذين تسمّوا خطأً بفنانين و أنا أسمع الأكاذيب التي يسوقونها و يُسوِّقون لها، و تظاهرهم بما ليس في واقع بلدانهم من شيء. لهذا أقول إنّ الدراما السورية و اللبنانية و مثلها دراما بقية بلدان العالم العربي غير محترمة فهي تكذب على مجتمعاتها، و لا تحترم نفسها، ناهيك عن نشرها لأفكار متخلّفة و عادات و تقاليد عفا عليها الزمن أمثال مسلسل باب الحارة و غيره. متى ستتحرّر الدراما العربية من قبضة السلطة الحاكمة، لتعاين مشاكل و هموم المجتمعات و تعبّر عنها بشكل منطقيّ و واقعيّ و صحيح و تعالجها بتقديم الحلول؟ صَرَعووونا بالفرنسااااوي و الفرنساوي و الفرنساووووي.