Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الحبّ. السلام. الحريّة بقلم فؤاد زاديكى
[b][center][size="6"][color="red"]الحبّ. السّلام. الحرّيّة
إنّ أكثرَ ما أستغربُهُ, و أشمئز منه و أحتقره, هو أن يأتي شخصٌ يدّعي الفهم و الإنسانية, ليدافعَ عن عملٍ إجراميٍّ تمّ ارتكابُه بحقّ آخرين, ليأتي بتبريراتٍ واهيةٍ و آراءٍ ليس فيها شيءٌ من روحِ المنطقِ و لا الفهمِ العقلاني, ولا حتّى أدنى مستوى أخلاقيّ. إنّ المجتمعاتِ العربيةَ المسلمةَ, تعيشُ أزمةً فكريّةً حقيقيّةً, على ما يبدو ليس منها مخرجٌ, و لن يكونَ.
إنّنا عندما نُعبّر عن استيائنا واستنكارِنا لمثلِ هذهِ التصرفاتِ, التي تبرّرُ العنفَ أو الظلمَ تحتَ غطاءِ الفهمِ والإنسانية، ونُشير إلى الأزمةِ الفكريةِ التي تعاني منها بعضُ, بل أكثرُ المجتمعاتِ العربيةِ المسلمةِ, فإنّنا لا نظلمها و لا نتّهمُها, لأنّها حقائقٌ واقعةٌ و حياتيّة مُعاشةٌ في هذه المجتمعاتِ, و هم ينقلونها معهم إلى المجتمعاتِ الأخرى, التي يريدون السّكنَ و العيشَ فيها. هذا النوعُ من التصرفاتِ, يُظهِرُ نقصًا في القيم الأخلاقية وفقدانًا للتوازن العقلاني والمنطقي. فإنّنا لا نكونُ ظلمنا بذلك هذه الفئةَ الضّالّةَ، التي تعيشُ بمشاعر قوية تجاهَ الانحرافاتِ الأخلاقيةِ والفكريةِ في بعض المجتمعات العربية المسلمة، حيث يظهرُ بعضُ الأشخاصِ وهم يدّعون الفهمَ والإنسانية لكي يُبرّروا أفعالًا إجراميةً. هذا النوعُ من السلوكِ يعكسُ عمقَ الأزمةِ الفكريةِ, التي تعاني منها بعضُ المجتمعات، والتي قد تحتاجُ إلى جهودٍ جماعيةٍ للتغلّب عليها من خلالِ تعزيزِ الوعي والتثقيف والعمل على تعزيز قيم العدالة والمسؤولية الاجتماعية. يمكن لتعزيز التوعية وتعميقِ الحوارِ الفكريِّ أن يساهمَ في إيجادِ مَخرجٍ لهذه الأزمةِ وبناءِ مجتمعاتٍ أكثرَ تفهّمًا وتسامحًا. لكنّ السؤالَ المطروحَ هنا هو: على أيّ أساسٍ أو مبدأٍ, يُمكن أن يجري الحوار مع أمثال هؤلاء؟ و بالتّالي فهل لديهم الاستعداد لأيّ محاولةِ فهمٍ أو استيعابٍ و قد نخرَ السّوسُ الفاسدُ كلّ فكرهم, و هم أسرى موروثٍ مقدّسٍ, لا يجوزُ المساسُ بهِ؟ أسئلةٌ مُحِقّةٌ, و قد يطلعُ علينا الآن أحدُ هؤلاء البهلوانيين بألاعيبَ فكريّةٍ جديدةٍ, لكونه يعلم بداخلِه الفكري أنّنا مُحقُّون في ما نقول, لكنّ المشكلةً أنّهم لا جُرأة اعترافٍ لديهم, و مَن لا يعترفُ بالخطأِ, فلا يُمكنُ له التخلّص منه. صباحكم سلام و سعادة و تآخي و محبّة و صفاء بعيدًا عن روح إبليس و أفكاره الشرّيرة, المُدَمِّرة. بقلم: فؤاد زاديكى ألمانيا 19 نيسان 24 التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 19-04-2024 الساعة 10:55 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|