Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عندما نتابعُ أغلبَ المسلسلاتِ السورية و اللبنانية، تلك التي تصوّر همجية و ظلم الفرنسا
عندما نتابعُ أغلبَ المسلسلاتِ السورية و اللبنانية، تلك التي تصوّر همجية و ظلم الفرنساوي، نشعرُ بغثيانٍ حقيقيّ. من جرّاءِ ما يسوّقون له من أكاذيب و تشويه و تحريف للواقع و الوقائع، و هم يقومون بضخِّ كلّ هذا الكمّ من الهائل من الأضاليل، و الأفكار الفاسدة، لحرف الأنظار عن مظالم و إجرام الحكّام في بلدانهم، و هم يعرفون هذا جيّدًا، لكنّهم يقبضون الأموال ممّن له مصلحة في تشويه صورة الفرنساوي، في المجتمعات العربية، و التي أصلًا لم يعد فيها ما يمكن تشويهه، لأنّها مشوّهة من الداخل و الخارج و من أعلى إلى أسفل.
يحاول هؤلاء القائمون على هذه المسلسلات، إنتاجًا و إخراجًا و تمثيلًا، نكران ما كان للفرنساوي من فضلٍ على المجتمعين السوري و اللبناني أيّام الانتداب، و التي دامت من سنة ١٩٢٠ لغاية ١٩٤٦، بينما المسلسلات التي تنتقد حقبة النظام العثماني تُعدّ على اصابع اليد الواحدة، أليس هذا مقصودًا و متعمّدًا؟ و سوف نعرض لبعض الإنجازات التي جاء بها الفرنسيون في سورية و لبنان كرؤوس أقلام قام الفرنسيون بسنّ القوانين و وضع التشريعات، و لغاية اليوم تسير سورية و لبنان بموجب تلك القوانين وضع قانون الأحوال الشخصية و تنظيمه إنشاء المؤسسات و تأسيس الوزارات و تعيين الوزراء إنشاء دار القضاء و إقامة المحاكم و تنظيم عملها ترك الفرنسيون آثارهم على التنظيم الإداري و العسكري بشكل واضح قاموا بتخطيط المدن و البلدات و بنائها على أسس منتظمة قاموا بتوظيف السوريين و اللبنانيين في مختلف وظائف الدولة على اساس الكفاءة بنوا المدارس و الجامعات و المعاهد و طبعوا الكتب المدرسية و عيّنوا المعلمين و المدرسين بنوا المستشفيات و المستوصفات و عيّنوا لها أطباء و ممرضين و معاونين لهم، كما وفّروا الأدوية و تخصّصات العمليات الجراحية و غير ذلك مما تتطلّبه حاجة المستشفيات من أجهزة و غيرها إنشاء نظام نقدي و قاموا بتعديل النظام النقدي القائم على السياسة النقدية، كما تمّ صكّ و طبع العملة الرسمية باسم الدولة السورية إنشاء و إقامة طرق و وسائل المواصلات المختلفة و المتنوّعة تأسيس المجتمع و بناء الدولة إحداث مصرف زراعي يرفد القطاعات الاقتصادية المختلفة بالامدادات اللازمة لتنفيذ المشاريع الزراعية و الاقتصادية توزيع الأراضي على الفلاحين و تمليكها لهم تنشيط قطاعي التجارة و الصناعة و اخيرًا و ليس آخرًا، إنّ الانتداب الفرنسي كان السبب المباشر في تشكيل الدولة الوطنية السورية في إحصائية قام بها الباحث الاستاذ عبد الله حنا بعد عودته من المانيا كتب بتاريخ ٨ يناير ٢٠١٨ في مقال له بعنوان (الانتداب الفرنسي على سورية و لبنان. ما له و ما عليه) نشره في موقع ضفة ثالثة و هو منبر ثقافي عربي على الانترنت يقول في منشوره هذا عن هذه الإحصائية: " لفت انتباهي أثناء الجولة الميدانية التي قمت بها بين عامي (١٩٨٤ - ١٩٨٥) أنّ الكثير من الفلاحين، الذين تحدثتُ معهم، و أعمارهم ما بين السبعين و التسعين، لم يكونوا ينظرون نظرة عداء أو حقد أو كره ل أيّام فرنسا، بل قيّموا تلك الفترة تقييمًا يرى تناقضات تلك المرحلة و على العكس من ذلك، فقد بدأ واضحًا من أحاديث الفلاحين و هم في أكثريتهم الساحقة من المسلمين و من مختلف المذاهب، أنّ مظالم الحكم العثماني و سياط جلّاديه، ما تزال محفورة في ذاكرة مَن عاشوا فترة العهد الأخير من الحكم العثماني، و اكتتوا بناره و بحرقة السفر برلك (١٩١٤ - ١٩١٨) عقب الحرب العالمية الاولى، و الفوضى الضاربة أطنابها في كلّ مكان" و يتابع ليقول:" وكانت المفاجأة أنّ من استمعت إليهم، و عددهم كبير و من مختلف المذاهب و المناطق زالت و امّحت من ذاكرتهم مآثم الاحتلال الاستعماري الفرنسي و مرارة سلطانه، و بقيت عالقة في ذاكرتهم إيجابيّات الانتداب، الذي أدخل الحضارة الحديثة و النّظام و القانون و الانضباط و القضاء المُتَّزِن" (في أوائل ثمانينيات القرن العشرين) دفعته ليسجّل ما سمعه من أفواه من التقى بهم و ما قرأ في الكتب الصادرة في تلك الفترة. و خير شاهد و دليل على ذلك قول فخري البارودي و هو من أفنى عمره في مقارنة الانتداب الفرنسي حين قال:' اشتمُوا معي كلّ مَن ضرب حجرًا في وجه المستعمر، بعد أن اوصلنا الوطن بعهد الاستقلال إلى هذه الحال" و كثير من السوريين ظلّوا لفترة طويلة و هم ينادون:" حكم الفرنساوي أرحم من حكم الوطنية" و قول " حكم الفرنساوي و لا حكم الشّاوي" و كانت كلمة الشّاوي تُطلق على البدو الرحل في وادي الفرات في القرن التاسع عشر. و تذكر الأخبار أنّه كان هناك شخص يُدعى إبراهيم من مدينة دير الزور، لم تكن له أيّة علاقة أو صلة بالاستعمار الفرنسي. بعد جلاء فرنسا سنة ١٩٤٦ وقف في ساحة مدينة دير الزور و أمام ملء من الناس وهو يبكي بحزن على مغادرة الفرنسيين المدينة و هو يقول:" الفرنسيون أكثر مدنية و حضارة من الحكّام الجدد الوطنيّين، أفلا يجوز لنا أن نزعل على رحيل المتمدنين؟" اتّهموه بالجنون و سمّي بإبراهيم المجنون.، لكن و بعدما حكم الوطنيون، و دبّت الخلافات فيما بينهم، و ظهرت تناقضات الحياة الجديدة، و ما رافقها من استياء الناس في دير الزور و غيرها من المدن و الأرياف من حكّام العهد الوطني، عندها أخذ الناس في دير الزور يرددون:" حقًّا إنّ إبراهيم لم يكنْ مجنونًا" اما مجانين اليوم نراهم بوضوح و بكلّ وقاحة و صفاقة من خلال مسلسلاتهم غير الصحيحة بل المنحرفة و المزوّرة و المشوّهة لحقائق التاريخ، في كلّ ما يعرضونه من مسلسلات هزيلة و مشوّهة و مشبوهة و مأجورة تتقاضى الأموال من الجهات التي توجّهها، بقصد شتم و ذمّ الفرنساوي و إظهاره على هذه الصورة التي يروّجون لها من قلّة شرف و انعدام أخلاق و من ظلم أو ما يُظهر رجولة السوري و جرأته و هو يصرخ في وجه الجندي أو الضابط الفرنساوي، إنّ حكّامكم اليوم هم أسوأ من حكّام العهد الوطني و من الفرنساوي بألف مرّة. إلى متى سيستمرّ نفاقكم أيّها الدجّالون منتجون و مخرجون و ممثلون هكذا مسلسلات وضيعة بمضمونها، بصدق نقولها الفرنساوي، الذي تسخرون منه أشرف منكم و من حكّامكم الخونة المجرمين الدكتاتوريين، الذين و على الرغم من كلّ ما فيهم من عورات، لا تجرؤون على توجيه نقد واحد لهم. فأين هي مصداقية الفنّان و مسؤولية وسائل الإعلام؟ إنّ دود الخلّ منه و فيه استحُووووووا من خيبتكم و فشلكم ويمكن تلخيص مضمون المنشور بهذا التوضيح الضروري تبدي فيه النقاط التي ذكرتها استياءً واضحًا من تشويه صورة الاستعمار الفرنسي وتحريف الواقع التاريخي في المسلسلات السورية واللبنانية. إليك تحليل شامل للمقطع: 1. **تحريف التاريخ و تشويه الصورة:** يشير النص إلى أن المسلسلات السورية و اللبنانية تعرض صورة مشوهة للفرنسيين و تسلّط الضوء على الهمجية و الظلم الذين ارتكبوهم خلال الانتداب، مما يؤدي إلى انعكاس وجهة نظر مغلوطة و تحريف للواقع التاريخي. 2. **الغاية السياسية و المالية:** يشير النص إلى أنّ القائمين على تلك المسلسلات يسعون إلى تحقيق مكاسب سياسية و مالية عبر تشويه صورة الاستعمار الفرنسي و توجيه الانتباه بعيدًا عن مظالم الحكام الحاليين في البلدين. 3. **تجاهل الإنجازات الفرنسية:** يذكر النص الإنجازات التي قدمها الفرنسيون خلال فترة الانتداب مثل إنشاء المؤسسات الحكومية و التطور البنية التحتية و التعليمية والصحية، و يعتبر النصّ أنّ هذه الإنجازات لم تلق الاعتراف الكافي في المجتمع العربي. 4. **التأثير النفسي للانتداب:** يشير النص إلى أن بعض الأفراد ينظرون إلى فترة الانتداب الفرنسي بنظرة إيجابية، و يرونها أفضل من حكم الحكام الوطنيين الحاليين، و هو ما يعكس التأثير النفسي الذي تركته هذه الفترة في ذاكرة الناس. 5. **الدعوة إلى التوعية و الانتقاد:** يختتم النص بدعوة لوسائل الإعلام و الفنانين إلى تقديم صورة حقيقية و موضوعية للتاريخ و التركيبة الاجتماعية و السياسية، و عدم الانحياز للمصالح السياسية أو المالية في تقديم المحتوى الإعلامي و الفني. بشكل عام، يعبّر النصّ عن استياء من التشويه التاريخي في المسلسلات العربية و يدعو إلى تقديم صورة أكثر دقة و موضوعية للأحداث التاريخية، و أعتقد أنّ غالبية الناس يوافقونني الرأي. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|