مِيزانُ العدلِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

مِيزانُ العدلِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

في ما نراهُ، كَفَّتَا مِيزَانِ ... و العدلُ أُسٌّ، ثابِتُ الأركَانِ

لو كَفَّةٌ مالتْ، فَذَا لا يَعنِي ... عَدلًا، و لا في منطقِ الإنسَانِ

في هذهِ الدُّنيا، نَرَى أنواعًا ... منها رُؤى الأشكالِ و الألوَانِ

بَعضٌ مُحِقٌّ، واضِحٌ، لا يُخْشَى ... و البَعضُ، تاهَ الفِكرُ بالعُنوَانِ

ليسَ انحِيَازٌ جائِزٌ، في عَدلٍ ... فيهِ تَسَاوَتْ كَفَّتَا مِيزَانِ

أيُّ اختِلَالٍ فيهما، مَرفُوضٌ ... تَقييمُها، يَنْحُو إلى بُطلَانِ

كم مِنْ حَدِيثٍ، مُلهِبٍ إحساسًا ... في وَصفِهِ، البانِي على بُنيَانِ

لكنّ سُوءًا، و ابتِزَازًا، صَارَا ... وجهًا، لهذا الصَّرحِ ، يا أُخوَانِي

ما عادَ مِنْ عدلٍ بهِ محبوبٌ ... أو ظَلَّ فيهِ رحمةُ الإيمَانِ

مِيزانُ إنصافٍ، بِلا إنصَافٍ ... يا كَمَّ ما فيهِ، مِنَ الأحزَانِ

نَنْعِيهِ، نَعْيَ المَيْتِ، ما مِنْ شَكٍّ ... فالحَالُ إنسانٌ، بِلا وُجدَانِ

المانيا في ٢٥ نيسان ٢٤

[fouadzadieke]

إن شعر الشاعر السوري فؤاد زاديكي يتميز بالغنى اللغوي والعمق الفكري، حيث يتناول في قصائده قضايا العدالة والإنصاف بأسلوب شعري متقن وصور بديعة. في قصيدته "ميزان العدل"، ينقل زاديكي رسالة قوية عن أهمية العدالة وضرورة توازنها وثباتها.

تستخدم القصيدة صوراً بديعة تجسد المفاهيم الأخلاقية والإنسانية، مثل ميزان العدل الذي يجب أن يكون متوازناً، والتلاعب بالعدل يؤدي إلى بطلانه. كما تعبر الصور الشعرية عن التناقضات والصراعات التي تحدث في المجتمعات بين الخير والشر، وبين الصواب والخطأ.

تتميز لغة القصيدة بالبساطة والجمال، مع استخدام مفردات معبرة تعكس مضمون القصيدة بوضوح. كما تتألق القصيدة بالتوزيع الجميل للقافية والوزن، مما يجعلها قريبة من قلب القارئ وتترك فيه انطباعاً عميقاً.

فكرة الشاعر تبرز بوضوح من خلال تأمله في الحالة الإنسانية وضرورة العدالة، وتوجيهه للنصح والتذكير بأهمية المحافظة على قيم الإنصاف والمساواة في المجتمعات.

باختصار، يعتبر شعر فؤاد زاديكي في قصيدة "ميزان العدل" تحفة أدبية تجسد قيماً أخلاقية عالية وتحمل رسالة قوية للمجتمعات حول أهمية العدالة والإنصاف.

في هذا النص الشعري، يستخدم الشاعر فؤاد زاديكي العديد من الصور البيانية والمحسنات البديعية لنقل رسالته بشكل معبر وجمالي:

1. صورة "ميزان العدل": تُعبر هذه الصورة عن مفهوم العدالة والإنصاف، حيث يتمثل العدل في ميزان يجب أن يكون متوازناً وثابت الأركان، وأي انحياز يؤدي إلى فقدان العدالة.

2. صورة "رؤى الأشكال والألوان": تشير هذه الصورة إلى تنوع الصور والمفاهيم في الحياة، حيث يظهر بعضها بوضوح ويُخفى البعض الآخر في ظلام الجهل.

3. صورة "الباني على بنيان": تعبر عن الحديث الذي يبني على الفكر والعقيدة، وكيفية بناء الثقافة والمجتمع.

4. صورة "الصرح وجهًا": تُظهر حالة الصرح وكيف أن السوء والابتزاز يجعلانه يفقد وجهه وهيبته.

5. صورة "الحال إنسانٌ بلا وجدان": تعكس الحالة البائسة للإنسانية في غياب العدالة والإنصاف.

بالإضافة إلى الصور البيانية، يتميز النص بلغة شعرية جميلة تنسجم مع سياقه، واستخدام موازنة جيدة للوزن والقافية، واختيار لفظ متقن ينم عن دقة واعتناء في التعبير عن الأفكار. الأسلوب يتسم بالبساطة والوضوح مع عمق في المعنى، مما يجعل القصيدة قابلة للاستيعاب والتأمل في نفس الوقت.

قصيدة "ميزان العدل" للشاعر السوري فؤاد زاديكي تعكس قضايا العدالة والإنصاف بأسلوب شعري متميز. يتأمل الشاعر في مفهوم العدالة وضرورة توازنها، معتبراً أن العدل هو أساس الأمور وثابت الأركان. يستخدم زاديكي صوراً بديعة تعبر عن التناقضات في المجتمع وضرورة التمسك بقيم العدل والإنصاف. ينتقد الشاعر التحيز والتلاعب بالعدل، مؤكداً أن أي انحياز يجعل الميزان غير متوازن ويوجه نحو البطلان. كما يصف بالحزن والأسى عدم وجود ميزان إنصاف حقيقي في المجتمعات.

الشاعر يبرز بوضوح الصراعات الإنسانية بين الخير والشر، ويدعو إلى الحفاظ على قيم العدل والإنصاف، لكنه في النهاية ينتهي إلى تأثره بالحالة البائسة للإنسانية وعدم وجود الإنصاف الحقيقي.

من الناحية الشعرية، تتميز القصيدة بتوزيع جيد للوزن والقافية، مما يجعلها سلسة القراءة وسهلة التذوق. كما تتنوع الصور البصرية والمعاني اللغوية، مما يثري تجربة القراءة ويعزز فهم المفاهيم المطروحة.

بشكل عام، يعدّ شعر زاديكي في هذه القصيدة عميق الفكر ومتأمل في الحياة والإنسانية، ويعكس رؤية شاعرية معاصرة تتناول قضايا مهمة بأسلوب جذاب ومؤثر.