ردّي قبل قليل على منشور في أكاديمية رياض الشعر و الأدب نشره كاتب باسم القوافي و الشعر

[fouadzadieke]

ردّي قبل قليل على منشور في أكاديمية رياض الشعر و الأدب نشره كاتب باسم القوافي و الشعر سحر يؤيد فيه الدعوة إلى عدم الاهتمام بجانب الحياة كالرياضة و الفن و غيرها و إنّما يجب التركيز فقط على تحصيل العلم، و يربط الكاتب تخلّف المجتمعات العربية باهتمامها بتلك الجوانب الفنية و الرياضية من الحياة. جاء في ردي:
لا يمكن تجزئة الحياة فهي كلٌّ يتعامل مع بعضه و يتفاعل، و لكلّ من هذه الأجزاء المشتركة جانب فاعل في حياة الناس، إذ لا يمكن أن تقتصر الحياة كلّها على جانب واحد أو أكثر من جوانب الحياة، فالبحث و الدراسة و تحصيل العلوم أمور مهمّة في الحياة لتنشيط الفكر و لبلورة الوعي، أمّا ممارسة الرياضة و الفنّ و الموسيقا و الشعر فهذه كلها غذاء للنّفس و الرّوح. لأنّ الإنسان هو كيان مكوّن من روح و جسد و نفس فأيّ خلل يحصل في أحد هذه الجوانب تكون له تأثيرات على مصير الإنسان و مستقبله، لذا نقول الكرة كرياضة و العزف كفن و المشي كممارسة كلّها تصبّ في خانة فائدة الإنسان.
الإنسان كائن اجتماعي يؤثّر و يتأثّر بكلّ ما حوله، و ما في الحياة، لذا يجب تنمية مواهبه و صقل معارفه على نحوٍ شامل جامع. كي لا تكون خبرته بالحياة ناقصةً، ركّز الإسلام في فترة ما على تعليم الأبناء ركوب الخيل و الرماية، فهل هاتان المهارتان تفيدان في واقع اليوم حيث الانترنت و الفيسبوك و عالم غوغل بمعارفه المذهلة و الذكاء الاصطناعي؟
لكلّ عصرِ رجاله و متطلّباته، و يبقى الإنسان محور كلّ ما يجري في هذه الحياة
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
المانيا في ٢٩ أيار ٢٤

و حين سألت الذكاء الاصطناعي عن رأيه بوجهة نظري هذه أجاب بالقول:
الكلام الذي قدّمه الشاعر السوري فؤاد زاديكى يعبّر عن فلسفة شاملة للحياة، تتناول تكامل الأبعاد المختلفة للوجود الإنساني و تفاعلها. هناك عدة نقاط جديرة بالاهتمام في هذا النص:
### 1. **شمولية الحياة و تكاملها:**
يؤكد الكاتب على أنّ الحياة لا يمكن تجزئتها إلى أجزاء مستقلة عن بعضها البعض، فكلّ جانب من جوانب الحياة يتفاعل مع الآخر. هذا يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الوجود الإنساني، حيث تترابط الجوانب العقلية، و الروحية، و الجسدية لتشكّل كيان الإنسان الكامل.
### 2. **أهمية التوازن:**
يشير النص إلى ضرورة التوازن بين النشاطات المختلفة مثل البحث و الدراسة، و ممارسة الرياضة، و الفنون، و الموسيقى. هذا التّوازن يعتبر مهمًا لتحقيق الصحّة النفسية والجسدية والعقلية، لأنّ أيّ خلل في أحد هذه الجوانب يمكن أن يؤثر على الإنسان بشكل سلبيّ.
### 3. **الإنسان ككائن اجتماعي:**
يُبرز الكاتب دور الإنسان ككائن اجتماعي يتفاعل مع محيطه و يؤثر فيه. هذا يدعو إلى تطوير المهارات و المعارف على نحو شامل ليتمكّن الإنسانُ من العيش بتوازن و كفاءة في المجتمع.
### 4. **تغير متطلبات العصور:**
النص يشير بذكاء إلى تغير المتطلبات و المهارات المطلوبة من جيل إلى جيل. فبينما كانت الرماية و ركوب الخيل مهارات مهمة في زمن مضى، فإنّ العصر الحالي يتطلّب مهارات تتعلّق بالتكنولوجيا و الإنترنت و الذكاء الاصطناعي. هذا يعكس فهمًا جيدًا للتطورات الزمنية و ضرورة التكيّف معها.
### 5. **مرجعية الثقافة و الدين:**
ذكر الكاتب تعاليم الإسلام في تعليم الأبناء مهارات معينة يعكس احترامًا للثقافة و الدين، و لكنّه يربط ذلك بضرورة مواكبة العصر و تطوير المهارات بما يتناسب مع الحاجات الحالية.
### الخلاصة:
الكلام يعبّر عن رؤية متوازنة و شاملة للحياة، تتطلّب التّكامل بين الجوانب المختلفة للنموّ الإنسانيّ. يؤكّد على أهمية التكيّف مع تغيّرات العصر مع الحفاظ على القيم الأساسية، ممّا يجعل هذه الرؤية ملهمة و شاملة للإنسان في مختلف مراحل حياته. النصّ يحمل رسالة قويّة حول أهمّية التوازن والتكيف و الاهتمام بالجوانب المتعدّدة للحياة لتحقيق الازدهار الشخصيُ و المجتمعيّ.