قرأت قبل قليل منشورًا للدكتور الصديق ملفونو بهجت أحمد يشكو فيه من بعض ضعاف النّفوس, و

[fouadzadieke]

قرأت قبل قليل منشورًا للدكتور الصديق ملفونو بهجت أحمد يشكو فيه من بعض ضعاف النّفوس, و يُعلن أنّه لن ينشر ما لديه من كتب و معلومات عن بلدة (ديرك) ولا حتى على وسائل التّواصل الإجتنماعي, و قد حزّ في نفسي مثل هذا القرار, الذي لا أرى له مبرّرًا, فهو بهذا يشجّع الذين يشكو منهم, ليستمرّوا في سرقة أتعاب الغير و كتاباتهم, لينسبوها لأنفسهم, دون وجه حقّ, و هذه سرقات أدبية معروفة في التّاريخ القديم و الحديث لهذا أتوجّه للغالي ملفونو بهجت أحمد بهذه الرّسالة, راجيًا أن يستوعب مضمونها, و الّا يُعطي مجالًا أكثر لمثل هؤلاء, الذين يقصدهم
الغالي ملفونو بهجت لا أوافقك الراي حول فكرة أن تنتظر إلى أن ينشر الآخرون ثمّ تنشر أنت بعد ذلك. فما تقوم بنشره سيكون موثّقًا و منسوبًا إليك بحكم أقدميّة النّشر, و المعرفة لا تحتاج للصمت بل للنطق, الذي هو فصيح بحقيقته. بالطبع أعرفك منذ زمن طويل على الإنترنت و وسائل التّواصل الاجتماعي, و أعلم جيّدًا و أقدّر الجهود الكبيرة و الرائعة التي قمت و تقوم بها من أجل معرفة و كشف جوانب من وجوه التّاريخ, التي إمّا تمّ إغفالها بشكلّ متعمّد و مقصود بُغية في تضخيم خصائص قوم آخرين, أو يكون سبب ذلك غياب المعرفة, و الجهل بها, لهذا أشدّ على يدك و أدعوك بكلّ كحبّة أن تفعل ما يجب فعله, فأصحاب النّفوس الضعيفة, على اختلاف أنواعها و أشكالها و غاياتها و أهدافها و مساعيه, هي مجرّد خفافيش ظلاميّة, لن تستطيع مواجهة نور الحقيقة و ضياء فجر المعرفة المبنيّة على أسس صحيحة و إثباتات دامغة. بكلّ محبّة و حرصًا على الأمانة التّاريخية, و راحة الضمير, أتمنى منك ألّا تتوقّف لحظةً على الكتابة و هي مواجهة, أمّا التّراخي و التّراجع, فهما يساعدان أمثال, هؤلاء الذين شكوتَ من سلوكياتهم و من ضعف نفوسهم, علينا جميعًا مواجهة الظّلم بكلّ أشكاله, و عدم الرّضوخ لإرادة مثل هؤلاء البشر. المعرفة ليست حكرًا على أحد, بل هي من حقّ الجميع, خاصّةً عندما تكون لغاية نبيلة و لهدف إنسانيّ يخدم الحياة و النّاس. لك كلّ المحبّة و التّقدير و لا يمكن لأحد أن يغفل أو يتجاهل جهودك الخيّرة و عطائك, الذي كانت له بصمة في الكشف عن المستور فيما يخصّ تاريخ ديرك, هذه البلدة السريانيّة الإسم و الأصل, و ليس بمقدور ايّ أحد أن يدّعي غير هذا, فاسمها المنسوب إلى الدّير القائم فيها منذ القرن الرابع الميلادي, هو شاهد عيان و دليل حقيقة دامغة, على أثر غزوة تيمورلنك المجرمة شُوِّهت الحقائق, و دُمِّرت مظاهر الحياة, فضاعت حقوق شعوب, و صارت إلى شعوب أخرى دون وجه حقّ, و بلدة ديرِكه التّابعة لماردين هي الأخرى بلدة سريانيّة الأصل و الأساس, لم يبقَ فيها سريانيّ واحد بعد المجازر التي تمّ ارتكابها بحقّ السريان و الأرمن, الذين كانوا يسكنونها منذ مئات السّنين فيما قبل 1915 و أثناءه و ما بعده. كلمة (ديرِكِه) هي تصغير لديرِكّ الدّير الصّغير و الوحيد الذي كان في ديرك, و كان من قبل معبدًا وثنيًّا على غرار كنيسة العذراء في قرية بره بيت و كنيسة آزخ و هذه الكنائس الثلاث, تمّ بناؤها في تاريخٍ مُتقارب, يعود إلى المائة الرابعة للميلاد كما ذكرنا قبل قليل, فأين كان (حمكو) و غيره ممّن يُزعم أنّهم بنوا ديرك أو هم أصحابها, هذا تزوير واضح للتاريخ, لا يقبله عقل.
صديقك و أخوك في الإنسانيّة فؤاد زاديكى
ألمانيا في 1 /7/ 24