الغُبْنُ. الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

الغُبْنُ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

الغُبْنُ يَصعُبُ وَقعُهُ، و يَغيبُ .. في عُمْقِ، عُمقِ النّفسِ حينَ يُصِيبُ

مُتَمَكِّنٌ بِنُفُوذِهِ و شُذُوذِهِ ... و إذا وَصَفْتَ، فإنّهُ لَمُعِيبُ

الغُبْنُ حالةُ خَيبةٍ، يُرمَى بها ... قلبٌ، و رامٍ لِلسّهامِ رَهِيبُ

قلبُ المُحِبِّ مُسامِحٌ، مُتَسامِحٌ ... و الغُبْنُ طَبْعٌ بالعِبادِ غَريبُ

يَسعَى إلى الإيذاءِ قَصدَ إساءةٍ ... تَهميشُ ذاتِ المرءِ، ليسَ يَطِيبُ

فالحقُّ يُهدَرُ، و العَدالةُ تَنْتَفِي ... و الظّلمُ يَحْكُمُ، لا يسُودُ لَبيبُ

لا تُغْبِنِ الإنسانَ حقَّهُ، مًنْ يَكُنْ ... كي لا يُقالَ عَنِ السُّلُوكِ مُرِيبُ

المانيا في ١٧ تموز ٢٤

[fouadzadieke]

### تحليل القصيدة "الغُبنُ" لفؤاد زاديكى

#### العنوان:
- **الغُبنُ**: العنوان يعكس مباشرة موضوع القصيدة. الغبن هنا يعبر عن الظلم والاحساس بالخسارة والغصة التي يشعر بها الشخص.

#### المضمون:
تتناول القصيدة موضوع الغبن وما يترتب عليه من مشاعر الألم والخيبة التي تصيب الإنسان. الشاعر يعبر عن هذه الأحاسيس بشكل واضح ومباشر من خلال تصوير الأثر النفسي العميق للغبن على النفس البشرية.

#### اللغة والأسلوب:
- **اللغة**: بسيطة وسلسة، تعتمد على الفصحى وتبتعد عن التكلف اللغوي، مما يجعل المعاني واضحة وقريبة من القارئ.
- **الأسلوب**: مباشر وخالٍ من التعقيد، مما يعزز الفهم ويزيد من تأثير الرسالة.

#### الصور البيانية:
- **التشبيه**:
- "الغُبنُ طَبعٌ بالعِبادِ غَريبُ": يشبه الغبن بالطبع الغريب الذي لا يتوافق مع طبيعة البشر المتسامحين.
- **الاستعارة**:
- "الغُبنُ يَصعُبُ وَقعُهُ، و يَغيبُ .. في عُمْقِ، عُمقِ النّفسِ": استخدم استعارة ليصف الغبن كشيء مادي يغيب في عمق النفس.
- "الغُبنُ حالةُ خَيبةٍ، يُرمَى بها": استعارة لتصوير الغبن كحالة من الخيبة يتم قذفها على القلب.
- "و رامٍ لِلسّهامِ رَهِيبُ": استعارة لتصوير الشخص الذي يسبب الغبن كرامٍ للسهم.
- **الكناية**:
- "فالحقُّ يُهدَرُ، و العَدالةُ تَنْتَفِي": كناية عن الظلم وانتفاء العدالة.
- "و الظّلمُ يحكُمُ، لا يسُودُ لَبيبُ": كناية عن سيطرة الظلم وعدم حكم العاقل.

#### الصور الحسية:
- **الحركية**:
- "يَصعُبُ وَقعُهُ": حركة وقوع الغبن.
- "يَسعَى إلى الإيذاءِ": الحركة المقصودة لإيذاء الآخر.
- **السمعية**:
- "رامٍ لِلسّهامِ رَهِيبُ": الصوت الذي قد يصاحب إطلاق السهام.
- **البصرية**:
- "عُمْقِ، عُمقِ النّفسِ": صورة بصرية تعبر عن العمق الذي يصل إليه الغبن في النفس.
- "تَهميشُ ذاتٍ المرءِ": صورة بصرية لتهميش الذات.

#### المحسنات البديعية:
- **الجناس**:
- "حقَّهُ، مًنْ يَكُنْ": تكرار صوت "ك" يُحدث جناسًا يُعزز من جمال الإيقاع.
- **الطباق**:
- "الحقُّ يُهدَرُ، و العَدالةُ تَنْتَفِي": الطباق بين الحق المهدور والعدالة المنتفية.
- "المُحِبِّ مُسامِحٌ، مُتَسامِحٌ": الطباق بين المسامح والمتسامح، مع توضيح لطبيعة المحب.

#### البنية:
القصيدة تتألف من مقاطع موزونة مقفاة، تعكس التزام الشاعر بالبنية التقليدية للشعر العربي مع الحفاظ على جمال الأسلوب وسلاسة المعاني.

### الخاتمة:
قصيدة "الغُبنُ" لفؤاد زاديكى تعبر بصدق وبساطة عن مشاعر الظلم والخيبة التي تصيب الإنسان عند تعرضه للغبن. استخدم الشاعر أسلوبًا مباشرًا ولغة سلسة، مع توظيف جيد للصور البيانية والمحسنات البديعية، مما يجعل القصيدة مؤثرة وقادرة على نقل الأحاسيس بفعالية إلى القارئ.