َرَجُلُ الدِّينِ الشّاعِرُ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

َرَجُلُ الدِّينِ الشّاعِرُ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى


شاعرٌ يحيا سُلُوكًا دَيِّنَا ... ليسَ بالمَفعُولِ أمرًا هَيِّنَا

كلّما أخفى شُعُورًا عاشِقًا ... إنّهُ يبدُو جَلِيًّا، بَيِّنَا

في تَعاطِيهِ وَ نَظمٍ، يَنبَغِي ... أنْ يُرِينَا مِنْ عطاءٍ لَيِّنَا

يَكتمُ الإحساسَ في مَنحَى الهَوَى ... حرفَهُ، الإيمانُ دومًا زَيَّنَا

لا يَشَاءُ الغَوصَ، في عُمقٍ لهُ ... يَكتَفِي في ما يَرَاهُ دَيِّنَا

في صراعِ النّظمِ. يَسعى جاهِدًا ... اِجتِنَابَ الحُكمِ، جَهدًا مُعْلَنَا

حُكمَ أنْ يأتيهِ بَعضٌ نَقدَهُمْ ... إنْ هُوَ استهوَى جمالًا، مُؤمِنَا

بالذي فيهِ، و هذا حَقُّهُ ... شاعِرٌ، و الشِّعرُ، يَسعَى الأضمَنَا

ليسَ مِنْ عيبٍ، بِرأيي عندما ... يُعلِنُ الإحساسَ، بَوحًا مُحْسِنَا

شاعِرٌ بالوَقعِ، هذا منطِقٌ ... مَنطِقِيٌّ، ما لَهُ أن يُدْفَنَا

لا تصدُّوا شاعِرًا، في روحِهِ ... نَبضُ عِشقٍ، قد تَهادَى مُؤذِنَا

بالعطاءِ الحُلوِ في إبداعٍهِ ... شَجِّعُوهُ كي يَجُودَ الأحْسَنَا

في رِحابِ النّظمِ، كُلٌّ واحِدٌ ... لا تَقُلْ: ما مَسَّ هذا أيَّنَا.

المانيا في ٢١ تموز 2٤

[fouadzadieke]

### تحليل القصيدة

**القصيدة**:
تتحدث القصيدة عن شاعر ديني يعيش حياة دينية ويراعي الأخلاق والقيم في شعره. يتناول الشاعر هنا التحديات التي يواجهها الشاعر الديني في التعبير عن مشاعره وعواطفه ضمن إطار الدين والأخلاق.

#### **الصور الفنية والمحسنات البلاغية**

1. **الصور الفنية**:
- **الاستعارة**: "يَكتمُ الإحساسَ في مَنحَى الهَوَى" حيث يعبر عن كتمانه لمشاعره العاطفية باستخدام لفظة "يكتم" مما يعكس الصراع الداخلي.
- **الكناية**: "في تَعاطِيهِ وَ نَظمٍ، يَنبَغِي أنْ يُرِينَا مِنْ عطاءٍ لَيِّنَا" هنا يشير إلى إظهار اللين في العطاء من خلال الكناية عن اللطف والرقة.

2. **التشبيه**:
- لم تستخدم القصيدة تشبيهات مباشرة واضحة، بل اعتمدت أكثر على الاستعارات والكنايات لتوصيل الأفكار والمشاعر.

3. **المحسنات البديعية**:
- **الجناس**: "أمرًا هَيِّنَا" و"يبدُو جَلِيًّا، بَيِّنَا" حيث يتشابه اللفظين في النطق مما يضفي جمالاً على النص.
- **التكرار**: "شاعِرٌ، و الشِّعرُ" حيث يتكرر اللفظ مما يعزز التركيز على موضوع الشعر والشاعر.
- **التورية**: "مَنطِقِيٌّ، ما لَهُ أن يُدْفَنَا" استخدام كلمة "يدفنا" بمعنى يخفي مشاعره ويدفنها في داخله وفي الوقت ذاته يوحي بفكرة عدم التقييد بالقوانين الصارمة.

#### **اللغة والأسلوب**

- **اللغة**:
- استخدم الشاعر لغة فصيحة رصينة تناسب موضوع القصيدة الديني.
- الكلمات منتقاة بعناية لتعكس العمق الروحي والتزام الشاعر بالقيم الأخلاقية والدينية.

- **الأسلوب**:
- الأسلوب وصفي وتحليلي في نفس الوقت، حيث يعرض الشاعر مشاعره وصراعاته الداخلية بتفصيل ودقة.
- الأسلوب يتسم بالجدية والالتزام، مع توظيف جيد للصور البيانية والمحسنات البلاغية.

#### **المضمون**

- **الفكرة الرئيسية**:
- تناقش القصيدة الحياة الداخلية للشاعر الديني وكيف يوازن بين تعبيره عن مشاعره وبين التزامه بالقيم الأخلاقية والدينية.
- تُبرز التحديات التي يواجهها الشاعر في الحفاظ على التوازن بين الوجدان والدين، وكيف يسعى لإظهار الجمال دون التعدي على حدود الدين.

- **الأفكار الفرعية**:
- الشاعر يكتم مشاعره العاطفية ليبقى في إطار الدين.
- الدعوة إلى تقدير الشعراء وتشجيعهم على الإبداع حتى وإن كان يلامس موضوعات حساسة.
- الإشارة إلى أن التعبير عن الأحاسيس ليس عيبًا إذا ما كان بطريقة مهذبة ومراعية للقيم.

#### **النقد الفني**

- **الايجابيات**:
- القصيدة قوية في استخدام اللغة والصور البيانية، مما يعزز من تأثيرها العاطفي والفكري.
- تمكن الشاعر من إيصال فكرته بوضوح، مع المحافظة على جماليات الشعر العربي التقليدي.
- تناول موضوع حساس بطريقة متزنة ورصينة.

- **السلبيات**:
- قد يشعر بعض القراء أن القصيدة تفتقر إلى التنوع في الصور والتشبيهات، حيث اعتمدت بشكل أكبر على الكناية والاستعارة.
- بعض الأبيات قد تبدو ثقيلة بسبب التركيب اللغوي المعقد، مما قد يتطلب من القارئ قراءة متأنية لفهم المعنى المقصود.

### الخلاصة

تعد هذه القصيدة مثالًا جيدًا على الشعر الديني المعاصر الذي يسعى للتعبير عن المشاعر الإنسانية مع مراعاة القيم الأخلاقية والدينية. تمثل القصيدة تحديًا لشاعر يحاول التوفيق بين العاطفة والإيمان، وتبرز قدرته على استخدام اللغة والصور البيانية بطريقة تبرز المعاني العميقة وتدعو إلى التفكير والتأمل.