مشاركتي على نقاش حول الحبّ و الأمل في منتدى المحيط العربي للشعر و الأدب تقديم الاستاذ

[fouadzadieke]

مشاركتي على نقاش حول الحبّ و الأمل في منتدى المحيط العربي للشعر و الأدب تقديم الاستاذة حرة رحمة

الحبُّ و الأملُ

بقلم: فؤاد زاديكى

الحُبُّ والأمَلُ هُما رَكيزتانِ أساسِيّتانِ في حَياةِ الإنسانِ، يَجتمعانِ لِيَصنعا مَزيجًا فَريدًا يُضفي على الوُجودِ جَمالًا و سُموًّا. فالحُبُّ يَبعثُ في القَلبِ دَفءَ المَشاعِرِ و يَملأُ الروحَ بِنَغماتِ السَّعادةِ، أمَّا الأمَلُ فيُعطينا القُدرةَ على مُواصَلةِ الطَّريقِ حتى في أصعَبِ الظُّروفِ. إذَا اقترَنَ الحُبُّ بالأمَلِ، صَارَ كُلُّ شيءٍ مُمكِنًا، و تَحوَّلَ المُستحيلُ إلى مَرحَلةٍ من الماضي، حيثُ يُصبحُ القَلبُ قادرًا على التَّغلُّبِ على كُلِّ عَقَبةٍ تَعتَرِضُ سَبيلَهُ.

الحُبُّ هو البِذرةُ التي تُنبِتُ الأملَ في حَديقةِ الحَياةِ، و الأمَلُ هو الماءُ الذي يُغذِّي تِلكَ البِذرةِ حتى تُزهِرَ و تَثمُرَ. مَعًا، يَعمَلُ الحُبُّ و الأمَلُ على تَكوينِ لوحَةٍ تُعبِّرُ عن القُوةِ و الإصرارِ في مُواجَهةِ كُلِّ صُعوباتِ الحَياةِ. فالحُبُّ يُعطينا الدّافِعَ لِنُحِبَّ الحياةَ و نُقبِلَ على غَدٍ مُشرقٍ، و الأمَلُ يُعطينا السَّببَ لنُؤمِنَ بأنَّ هذا الغَدَ سيكونُ أفضَلَ مَعَ كُلِّ تَحدٍّ نُواجِهُهُ.

عِندَما تَتعاونُ مَشاعِرُ الحُبِّ و الأمَلِ، تُصبِحُ الحَياةُ كَقصيدةٍ شعريّةٍ تُعبِّرُ عن سُموِّ الإنسانيّةِ و جَمالِها. إذَا حَلَّتِ التَّحدِّياتُ و الكُروبُ، يَظَلُّ الأمَلُ نَجمًا يُضيءُ الدَّربَ، و الحُبُّ سَنَدًا يُساعِدُنا على البَقاءِ قَويّينَ في مُواجَهةِ الصِّعابِ. إنَّهما المِفتاحانِ لِفَتحِ أبوابِ الفَرَحِ و الاطمِئنانِ، و القُوَّتانِ اللَّتانِ تُحَقِّقانِ للإنسانِ سَعادَتَهُ في هذا العالَمِ المُعَقَّدِ.

في هذا أقول:

الحبُّ صَعبٌ، دونَ آفاقِ الأمَلْ ... كالعُمْرِ في بحرٍ عميقٍ مِنْ وَجَلْ

لا يَنبغي للقلبِ، أن يسعى إلى ... ما فيهِ أحزانٌ و شيءٌ مِنْ مَلَلْ

إنّا خَبِرنا واقِعًا في حُكمِهِ ... ما نشوةٌ للثّغرِ مِنْ دُونِ القُبَلْ

المانيا في ٢ أيلول ٢٤